الثلاثاء - الموافق 19 مارس 2024م

لماذا يُعتبَّر كبار السن الأكثر عرضة لإدمان القمار؟

قد يكون هذا الأمر صادمًا لك ولكنه حقيقة: هناك الكثير من كبار السن الذين يُعانون من إدمان القمار! ولا يقتصر مفهوم المُقامرة على العاب الكازينو فقط، فهي تتخذ أشكالًا كثيرة تشمل التداول اليومية في البورصة، والمراهنات الرياضية على سباقات الخيول، وشراء تذاكر اليانصيب، والمشاركة في المسابقات التلفزيونية ومسابقات شركات الهواتف الذكيّة، والمُقامرة عبر الإنترنت.

لا تختلف أسباب وسلوكيات المُقامرة لدى كبار السن عن نظيرتها لدى الشباب. فالجميع يُقامر من أجل الترفيه والإثارة والتواصل الاجتماعي والتخلص من الملل. ومع ذلك فإن المُقامرة تتخذ أبعادًا نفسية مُعقدّة لدى كبار السن قد تجعلهم يسقطون في فخ إدمان القمار. وفي هذا المقال سوف نُناقش أسباب هذه المُشكلة، وطرق التخلص منها، وكيفية تجنبها من البداية.

 لماذا يتجه بعض من كبار السن إلى المقامرة؟

مع التقدم بالسن فإن الأنشطة الاجتماعية تتضاءل ويقضي الأشخاص الأكبر سنًا وقتًا أقل مع العائلة والأصدقاء، وقد لا يتمكنون من الحصول على عملٍ مناسب لسنهم، وقد يفقدوا إحساسهم بالهدف الذي يربطهم بالحياة.

إن أتعس سبب لتضاءل النشاط الاجتماعي قد يكون وفاة أحد أصدقائهم المُقربين. لذا فإن أنشطة المُقامرة تملأ هذا الفراغ بالمتعة والإثارة، وتمنحهم لحظات يتذكروها لوقتٍ طويل، وتُعطيهم القدرة على التواصل مع الآخرين، لذا فإنهم قد يُسافرون لساعات طويلة ليستمتعوا بجلسة لعب في أحد الكازينوهات العالمية، وقد يقطعون مسافات طويلة لحضور أحد سباقات الخيول، ويُمكن أن يُخاطروا بمُدخراتهم التي احتفظوا بها لفترةٍ طويلة نظير شُحنات لحظية من الدوبامين والأدرينالين!

يكمن خطر الإعتماد على المقامرة في أنها قد تكون النشاط الوحيد الذي يقوم به الأكبر سنًا للحفاظ على التواصل الاجتماعي مع الآخرين مما قد يؤدي بهم إلى إدمان المُقامرة.

الإثارة مهمة للجميع بغض النظر عن مرحلتهم العمرية! حيث أن الأكبر سنًا يُكافحون لملء حياتهم بالإثارة مثل الأطفال والشباب بالضبط، ومع ذلك فهم لا يمتلكون القدرات البدنية للمشاركة في الألعاب الرياضية، أو الذهاب إلى الملاهي، أو القيام بأي من الأشطة الأخرى التي اعتادوا على القيام بها وهم صغار.

قد لا يتمكنون من السفر لرؤية الأصدقاء والعائلة مما يجعلهم يشعرون بالانفصال عن أحبائهم وفقدان متعة الحديث معهم. لذا فقد تحل الإثارة الذهنية محل الإثارة التي يُمكن الحصول عليها أثناء مشاهدة المباريات الرياضية مع الأبناء، أو لعب الطاولة مع الإخوة، أو الضحك على ذكريات الماضي مع الأصدقاء. وإذا أصبحت المقامرة وسيلة للإثارة، فقد يبدأ  الأكبر سنًا في الاعتماد على المقامرة ليشعروا بالرضا مما قد يؤدي إلى إدمان القمار.

 ما هي أسباب إدمان القمار لدى كبار السن؟

أحد أهم الأسباب التي تجعل كبار السن يسقطون في فخ إدمان القمار هو أنهم لا يفهمون المبدأ الذي تعتمد عليه كافة أشكال المُقامرة! فهم لا يعرفون أن هذه الألعاب مُصممة لتمنح الكازينو نسبة فوز أكبر من نسبة فوز اللاعبين. وبالتالي فإنهم إذا لعبوا لمدة طويلة فسوف يخسرون الكثير من الأموال.

السبب الثاني هو أنهم قد لا يعرفون ما هي الأسباب العلمية لإدمان القمار، فقد يكون لديهم انطباعًا خاطئًا بأن إدمان القمار هو مشكلة أخلاقية لا يُمكنهم أبدًا أن يقعوا فيها، وهم لا يعرفون أن العلم قد أثبت أن المُقامرة هي نشاط إدماني و مرض دماغي من الأساس.

أخيرًا، فمن غير المرجح أن يطلب كبار السن المساعدة. فإذا لم يفهموا طبيعة العاب القمار، فقد يظلوا مُعتقدين بأن فوزهم الكبير قد اقترب. وحتى إذا كانوا يعتقدون بأن لديهم إدمانًا تجاه المُقامرة فقد يترددون في الاعتراف بهذا الأمر لتجنب الوصمة الاجتماعية. بدون تلقي المساعدة اللازمة، فيُمكن أن تؤثر مشاكل القمار على صحتهم، وعلاقاتهم مع أحبائهم، وأمانهم المالي.

 فقدان مصادر الترفيه المُختلفة

في الغالب فإن الأشخاص الأكبر سنًا لا يتفهمون التقنيات الحالية ويواجهون صعوبة في الاستمتاع بالأشياء المُعتادة لدى الأصغر سنًا مثل الأفلام أو المسلسلات. فقد يكون لديهم تدهور في الحواس (مثل البصر مما يحدّ من قدراتهم على القراءة). وقد لا يتمكنون من قيادة سياراتهم للذهاب إلى أي مكان آخر بسبب سحب رخصتهم وبالتالي سيشعرون بأنهم عالقون في مكانهم ولا يتمكنون من فعل شيء.

لا يُمكن لكبار السن التخلص من سطوة وقوة الرغبة تجاه المُقامرة؛ فالكازينوهات تُنفق ملايين الدولارات لإبقاء اللاعبين لأطول فترة مُمكنة بما يتجاوز حدود الوقت والأموال المتاحة لديهم. كما أن المكاسب والخسائر تُحفِز اللاعبين على مواصلة اللعب بنفس الدرجة تقريبًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن كبار السن لا يمتلكون مسؤوليات مالية تجاه الأشخاص الآخرين وبالتالي يُمكنهم المُقامرة دون حدود.

 كيف يُمكن لكبار السن التخلص من إدمان المُقامرة؟

يتجه بعض من كبار السن إلى المُقامرة نتيجة فقدان الترفيه، والإثارة، وقلة الأنشطة الاجتماعية التي يقومون بها. ومع قلة الوسائل التي يُمكن استخدامها للتخلص من الملل أو تجنبه فإن كبار السن مُعَرَضون بشكلٍ مُتزايد لمواجهة مشاكل إدمان القمار والتي يمكن أن تؤثر على أمنهم المالي وعلاقاتهم مع أحبائهم وصحتهم الشخصية.

فإذا كنت لا تجد الكثير من الأنشطة المُسليّة التي يُمكنك القيام بها، ولا يُمكنك التواصل مع أحبائك بسهولة فيُمكنك أن تبدأ في كتابة سيرتك الذاتية، أو تعمل على تأليف كتابًا في تخصصك العملي، أو تقوم بإعطاء الشباب من خبراتك في دورات تدريبية على الإنترنت، كما يُمكنك أن تقوم بتأسيس عمل خيري إذا كُنت تمتلك الكثير من الوقت والمال.

 الخلاصة

إذا كُنت مصابًا بإدمان المُقامرة أو تعرف شخصًا مُصابًا بهذه المُشكلة فيجب عليك أن تجمع أكبر قدر مُمكن من المعلومات حول إدمان القمار، وأعراضه، وسبل علاجه. أما إذا كُنت تُريد الوقاية من إدمان القمار فيجب عليك أن تتسلح بالوعي الكافي تجاه هذه المُشكلة. ويُمكنك الحصول على كافة المواد العلمية، والمقالات الدقيقة، والأدلة المُفصَّلة من مواقع ادمان القمار المخصصة.

تعرف على أضرار إدمان القمار وانشر هذه المعلومات بين أصدقائك ومعارفك!

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك