الجمعة - الموافق 31 مارس 2023م

(12) جذور الفجوة الحضارية.. “عصر التنوير الأوروبي 5-5” بقلم الكاتب محمد السنى

 

بعد أن تعرفنا على عصر التنوير الأوروبي، وقدمنا أهم رواده وعرضنا أهم منجزاتهم، وتطرقنا لخصائصه، وألقينا الضوء على القيم الرئيسة التي تشكلت خلاله،وأوضحنا الفروق الهائلة بين تطور المجتمع الأوروبي، وبين جمود واضمحلال وتجريف الأمة المصرية إبان حقبة الاستعمار العثماني البغيض، الذي تزامن مع عصري النهضة والتنوير الأوروبيين؛ نود في مقالتنا تلك إلقاء الضوء على (وسائل نشر) أفكار عصر التنوير الأوروبي.

أولًا؛ (الموسوعة)، التي أشرف عليها المفكر الفرنسي (ديدرو)، وشارك في إنجازهامائة وستون من من رواد عصر التنوير الأوروبي،وعلى الأخص مونتسكيو، وفولتير، وروسو، وكانت مشروعًا واسعًا لأول (معجم)،ضم مجمل المعارف الموجودة حتى ذلك العصر، وفي مختلف الميادين،وصُنّفتفي ثمانية وعشرين مجلدًا، تم نشرها من عام 1751م حتى عام 1772م، ويُقال عنها: “يوجد بها كل شيء من طريقة صنع الإبرة إلى طريقة سبك المدفع”.

وكانت الموسوعة الوسيلة الأكثر تأثيرًا في عصر التنوير الأوروبي، وساعدت في نشر أفكارالتنوير في جميع أنحاء أوروبا،وفي الدول والمجتمعات المنفتحة على العالم آنذاك، وبالطبع لم يكن من ضمنها مصر،أوأي من ولايات الإمبراطورية العثمانية، التي فُرِضّت عليها العزلة التامة عن العالم الخارجي، بواسطة الاستعمار العثماني.

ثانيًا؛(الصالونات)، التي لعبتوظيفة اجتماعية وسياسية في عصر التنوير الأوروبي، وكانت منتدى لقاء الفلاسفة والمفكرين والفنانين، تحت رعاية نساء من الطبقات العليا،فكانت السيدات البورجوازيات يستقبلن في صالونات قصورهن مفكرين وعلماء وأدباء وفنانين، حيث تدور مناقشات تساهم في الاتجاه العقلاني،وفي العموم كان يُقرأ في الصالونات أعمال سياسية عن الاستبداد الملكي، أو مناقشة كل ما يدور خارج عالم الصالونات،وفي هذا المناخ الثقافي كان للمرأة دور بارز، إذ استطاعت أن تسهم في نشر الفكر التنويري، وأثبتت أن للمرأة قدرات فكرية توازي ما للرجل، وأن تلك القدرات ليست حكرًا على الرجل دون المرأة.

وأصبحت الصالونات رمزًاللتنوير الفرنسي، وهو تقليد ثقافي وُجدّ في فرنسا منذ عهد الملك لويس الرابع عشر، عندما كان يجتمع بشكل دوري لدى (سيدة العالم) على منضدة الحكماء،وكما كان الحال في صالون (مدام جيوفرين)، التي كانت تدعوا كبار الشخصيات الأدبية والفلسفية مثل ماريفوكس، وديدرو، وجريم، وهلفتيوس، أو في صالون البارون هولباتش، أول رئيس لفندق الفلسفة، الذي التقى في بيته ديدرو، وكوت دالمبرت، وهلفتيوس، ومارمونتيل، وراينال، وجريم، والقس غالين، وفلاسفة آخرين، ومن ثم كان انتشار الصالونات في باقي أوروبا.

ثالثًا؛ (المقاهي)، حيث تُقرأ الجرائد والكتب والمجلات بصوت مرتفع، وتُناقش الأفكار في حلقات، ويتقابل المفكرون والفلاسفة والأدباء مع الجمهور،ومع بعضهم البعض، وتدور بينهم المناقشات والحوارات المفتوحة، وازدحمت تلك المقاهي بالفنانين والموسيقيين الكلاسيكيين المحترفين والهواة، ويعرض فيها الرسامون أعمالهم، كما كانت مقصدًا للزائرين الراغبين في التعرف على أفكار التنوير.

في مؤلفه(قهوة نامة.. مرويات القهوة والنور)الصادر عن دار الكرمة للنشر، يوضح عبد الله الناصر، كيف ظهرت بيوت القهوة، التي كانت إحدى مداخل أوروبا لعصري النهضة والتنوير، وهو ما أكده الألماني (يورجن هابرماس) في دراسته النقدية لمقاهي لندن في القرن الــثامن عشر، حيث وصف بيوت القهوة في إنجلترا بداية القرن الثامن عشر؛ بأنها لعبت دور الحيز العام، والفضاء الذي مكن البرجوازية من نقاش أمور المجتمع والسياسة بحرية، وأفضى لصناعة رأي عام، وتغيير سياسي وديمقراطي.

كما كان المقهى في فرنسا والنمسا في القرنين السابع عشر والثامن عشر هو بيت الحكمة، وركن المتكلمين من فلاسفة التنوير، مثل ديكارت، وسبينوزا، وفرانسيس بيكون، وفولتير.

ويشير المؤلف إلى أن المقاهي ساهمت في تحرير العقل الإنجليزي من سطوة المُعتقد الكاثوليكي، وثقل الطبقية، ورسخت الديمقراطية في أوساط الشعب، فحين سقطت المَلَكية في بريطانيا أنتشرت المقاهي، حيث وصل عددها في إنجلترا بين عامي 1652 و1675م إلى ثلاثة آلاف مقهى.

وكانت تلك المقاهي أماكن اجتماعات شعبية جادة تروج للديمقراطية والمساواة، إذ سمحت بجلوس الزبائن من جميع الطبقات للحديث في جميع الموضوعات السياسية والاجتماعية والأدبية، وحتى عقد الصفقات التجارية لتجار التأمين والسفن، والذين كانت ترفض دخولهم آنذاك غرفة التجارة الإنجليزية،التي كانت مقصورة على النبلاء والسياسيين.

وكانت المقاهي في بداية افتتاحها في إنجلترا وتحديدًا في أكسفورد ولندن تُسمّى(جامعات)، إذ لا يكلف دخول المقهى سوى بنس واحد، مقابل دخول المرء مكانًا أُعتبر وقتها مصدرًا بديلًا للتعلم المستمر، والنقاش والجدل الجاد بين المهتمين بمجال ما، وقناة مفتوحة لنشر الأخبار، بل أن الصحف المطبوعة في إنجلترا بدأت وازدهرت في مقاهي لندن واتكأت بدايتها في التوزيع والتسويق على رواد المقهى.

ثالثًا؛ (المكتبات والخزانات)، التي انتشرت في أوروبا، مما ساعد على نشر فكر وثقافة جديدة، يختلفان عما عرفه المجتمع الأوروبي سابقًا، وكانت فرنسا مهد هذه المكتبات الحديثة، التي ساعدت في جعل الفرنسية لغة متداولة بين مختلف الفئات الاجتماعية في أوروبا وخارجها،كما ساعدت المكتبات في توصيل الأفكار والآداب لكافة طبقات وفئات الشعب، وجعلت الثقافة حركة جماهيرية بعد أن كانت تقتصر على الصفوة والنخبة.

رابعًا؛ (اللقاءات العلمية)، ومن خلالها نشر رواد عصر التنوير الأوروبي في تلك الحقبة أفكارهم على نطاق واسع في الأكاديميات الكبرى، وبعد عام 1700م أُسِسَ عدد هائل من الأكاديميات والجمعيات العلمية الرسمية في أوروبا، وسيطرت تلك الجمعيات والأكاديميات على العلوم خلال عصر التنوير، وبحلول عام 1789م كان هناك أكثر من سبعين جمعية علمية رسمية،وحلتإلى حد كبير محل الجامعات كمراكز للبحث العلمي والتطوير،وكانت العمود الفقري لنضج المهنة العلمية،فصاغ برنارد دي فونتينيل مصطلح (عصر الأكاديميات) لوصف القرن الثامن عشر، حيث تطور تعميم العلم بين السكان المتعلمين بشكل متزايد.

خامسًا؛ (جمعيات المناظرة)، التي نظمت وأدارت المناظرات الفكرية والأدبية والعلمية، مما ساعد في خلق آفاقًا جديدة، وتعميق مباديء النقد الموضوعي البناء، ودعم الروح النقدية، وتأصل أساليب الحوار والجدل الفكري، وساعد على تبادل الآداء وتراكم الخبرات، وخاصة أن تلك المناظرت كانت تُدوَّن وتُنشَّر بشكل دوري وموسع، وساعدت بشكل كبير في نشر قيم عصر التنوير الأوروبي.

سادسًا؛ (المنشورات والجرائد العلمية والأدبية)،ففي هذا المناخ الفكري المتقد، كانت المنشورات السرية تذكي النقاش، وتحمس الكتَّاب للمشاركة، ويبدو أن فولتير وديدرو، ومونتسكيو، وروسو، كانوا يبحثون عنها وينسخونها بأيديهم، ومن ثم فهم مدينون لها بشكل أو بآخر في تكوينهم الفكري، وفي بعض أفكارهم الرئيسة، صحيح أن الأدب السري كان يتفوق في مباشرته وجرأته المطلقة على كتابات مونتسكيو وفولتير التي نُشرت في الفترة نفسها، إلا أن مؤلفات هذين الأخيرين هي التي مارست تأثيرها العميق في الرأي العام، وخاصة أنها وجدت لها إطارًا في الموسوعة التي تجلى فيها فكر عصر التنوير الأوروبي.

ومن الأمور اللافتة للنظر ظهور منشورات مطبوعة بأسماء مستعارة، كان يكتبها مثقفون يشغلون مناصب رسمية، وخاصة في أكاديمية النقوش والآداب الجميلة، التي كانت معقلًا للفكر الحر،وكانت الأفكار التي تطورت في الأدب السري تجد مرجعيتها وحججها ومناهجها في الفلسفات القائمة، مثل الديكارتية (نسبة إلى الفيلسوف ديكارت)، أو السبينوزية الجديدة (نسبة إلى الفيلسوف سبينوزا)، وبعض الفلسفات التي دخلت إلى فرنسا من وراء بحر المانش، مثل فلسفة لوك، ونيوتن، على الأخص.

وبذلك أسفر عصر التنوير الأوروبي، الذي تم تصوره من منظور التيارات الجديدة للفكر التقدمي، أسفر عن نقلة نوعية تاريخية وحضارية، وأحدث نتائج هامة في تاريخ التطور والتقدم الأوروبي؛ حيث أنتجتغييرات في البنية الاجتماعية والثقافية، وتقدم البشرية من خلال التعلم والمعرفة، واستخدام العقل على الغيبيات، والإصلاحات الاقتصادية التي أدت إلى الليبرالية، ولم يعد النظام الاجتماعي يدور حول المطلق بل حول الإنسان، وإصلاحات تربوية مع الاهتمام بالعلوم والتربية، وأنتج المعرفة التي يمكن مقارنتها بحرية الإنسان، والحداثة الثقافية التي ساهمت في نهوض الإنسان، وترسيخ أسس الرأسمالية، ومناهضة امتيازات الدم للمَلَكيات المطلقة، وظهور تيار الموسوعية، ومساهمات ثقافية كبيرة في الفن، وإثراء التيارات الفلسفية من التجريبية والعقلانية.

كما قوضت أفكار عصر التنوير الأوروبي سلطة الكنيسة، وأدت أفكار التسامح الديني والفصل بين الكنيسة والدولة إلى انخفاض الحروبالدينية، ومع تضاؤل ​​قوة الكنيسة؛ اكتسبت المجتمعات جماعات المتنورين الذين بدأوا في التجاذب للفوز بتلك القوة،وأصبح التعليم للأطفال أكثر انتشارًا، وتم تأسيس المزيد من الجامعات، وزادت معدلات معرفة القراءة والكتابة بشكل كبير، وتم التوسع في إدخال المكتبات العامة والمتاحف.

وما زلنا نحتفظ بالعديد من مُثُل التنوير، وقد تطورت بعض النظريات العلمية، لكن العديد منها ظل كما كتبه مؤلفو عصر التنوير.

مهدت أفكار عصر التنوير الأوروبي الطريق أمام (الثورات السياسية) والاجتماعية؛ في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر،التي كان لها تأثير هائل على تغيير التاريخ والمجتمع،ففي عام 1688م، قام البروتستانت الإنجليزيون بدور أساسي في إسقاط الملك الكاثوليكي جيمس الثاني (1633-1701م)، وتثبيت الملوك البروتستانت؛ وليام الثالث (1650-1702) وماري الثالثة (1662-1694م) ابنة الملك جيمس الثاني، وبعد ذلك صادق البرلمان الإنجليزي على (قانون حقوق جديد) يمنح المزيد من الحريات الشخصية للإنجليز.

كما تبنى الآباء المؤسسون للولايات المتحدة الأمريكية العديد من أفكار فلاسفة عصر التنوير، في كتابة الدستور ووثيقة حقوق الولايات المتحدة، لقد أعطوا سلطة أقل للحكومة وطاقةً أكثر للشعب، فتحققت بذلك ثورة سياسية،كما أنشأت أيضًا تعليمًا عالميًا في أمريكا.

أخذت الثورة الفرنسية الانقلاب الإنجليزي خطوة إلى الأمام وأزالوا المَلَكية برمتها،وتم قطع رأس الملك لويس السادس عشر وملكته ماري أنطوانيت، وتشكيل شكل جمهوري للحكم، لقد أثرت أفكار التنوير على الطبقة الوسطى الفرنسية بأن جعلت لها الرغبة في التصويت على الحكومة، وفي عام 1789م أنتجت هذه الرغبة طبقة ثالثة، والتي انشقت عن الحكم الملكي، وأشعلت الثورة الفرنسية،حيث ركزت فلسفة التنوير على مُثُل إيجابية مثل الحرية والتسامح.

ونود أن ننوه للقارئ الكريم؛إلى أن عصر التنوير الأوروبي لم يكن عصر العقل فقط،وأن صوت العقل الصاخب الوليد آنذاك، كان المعادل الموضوعي للغيبية التامة السائدة والمعاندة في ذلك، فلم يكن المواطنين فاقدين للعاطفة، ومنقطعين عن الطبيعة.

فقبل الفهم المعاصر لمفهوم (العاطفة) كان هناك مفهوم (الهوى) القديم، الذي يتضمن الرغبة والشهية والطبع والمزاج… إلخ، ومنذ المذهب الفلسفي الهلنستيللرواقيين القدماء، الذي أنشأه الفيلسوف اليوناني زينون السيشومي (334-263 ق م) في أثينا؛ نظرت الفلسفة بشكل عام إلى (الأهواء) باعتبارها خطرًا على الحرية؛ الضعفاء هم عبيد للهوى، فيما الأقوياء يتبعون عقلهم وإرادتهم وهكذا يبقون أحرارًا،وتندرج الرواقية تحت فلسفة الأخلاقيات الشخصية التي تُستَمَدُّ من نظامها المنطقي وتأملاتها على الطبيعة.

وفقًا لتعاليم الرواقية، فإن الطريق إلى السعادة (أو الراحة الدائمة) يكون بتقبل الحاضر، وكبح النفس من الانقياد للذة أو الخوف من الألم، عبر مشورة العقل لفهم العالم وفعل ما تقتضيه الطبيعة،وعُرِفَللرواقيون لتعاليم مثل “الفضيلة هي الخير الوحيد”، وأن بقية الأشياء الخارجية كالصحة، والثراء، واللذة ليست شرًا أو خيرًا في حد ذاتها، لكنها تحمل قيمة بصفتها “مادة يسع للفضيلة أن تستعملها”.

وقد انتشرت الرواقية بشكل واسع في اليونان وبقية أنحاء الإمبراطورية الرومانية واستمرت حتى إغلاق كل مدارس الفلسفة في عام 529م، بأوامر من الإمبراطور المتطرف جستينيان الأول، الذي اعتبرهم مخالفون للشريعة المسيحية.

كانت مساهمة عصر التنوير الأوروبي هنا هي إضافة (العلم) إلى البُعد العقلي هذا، وإرجاع (الخرافات الدينية) لمفهوم (استعباد الهوى)،لقد كان عصر التنوير ظاهرة ثرية ومتنوعة، ففي فرنسا، كان الفلاسفة في عصر التنوير متحمسين بشكل كبير للعاطفة، وكان لديهم شكوك كبيرة حول الأفكار التجريدية الخالصة،وبدلًا من الاعتقاد بأن العقل كان الوسيلة (الوحيدة) لمحاربة الجهل والباطل؛ ركز التنوير الفرنسي على الإحساس أيضًا،ودعا العديد من المفكرين الفرنسيين في عصر التنوير إلى نوع خصب ومتعدد الطبقات من العقلانية، نوع غير منقطع عن خصوصيات الإحساس والخيال والجسد، وركز الفلاسفة الفرنسيون هؤلاء على ما هو خارج الذات، حيث يكون الجسد نقطة الانخراط العاطفي مع العالم بجانب العقل (المصدر الرئيس).

وأعجبالفيلسوف إيتيان بونوت دي كوندياك (1715 -1780م)، باللغات (البدائية) وفضلها على تلك التي تعتمد على المفاهيم المجردة، بالنسبة لكوندياك، تتطلب (العقلانية الصحيحة) من المجتمعات تطوير طرق (طبيعية) أكثر للتواصل، وهذا بالضرورة يعني أن العقلانية ليست شيئًا واحدًا، فهي تختلف من مكان لآخر، بدلًا من كونها فكرة عالمية غير متمايزة.

ولم يؤمن ديدرو بفائدة العقل الخالص في السعي وراء الحقيقة، لكنه كان لديه حماس كبير للهوى والعاطفة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالأخلاق والجماليات، فهو مثله مثل العديد من الشخصيات الرئيسة في حركة التنوير الإسكتلندي، مثل ديفيد هيوم، كان ديدرو يعتقد أن الأخلاق ترتكز على التجربة الحسية، وزعم أن الحكم الأخلاقي كان متوافقًا بشكل وثيق مع الأحكام الجمالية، بشكل حتى لا يمكن تمييزه عنها، مثلا نحن نحكم على جمال اللوحة أو المناظر الطبيعية أو وجه حبيبنا، تمامًا كما نحكم على أخلاق شخصية في رواية أو مسرحية أو حياتنا الخاصة، أي أننا نحكم على الخير والجمال بشكل مباشر وبدون الحاجة إلى العقلانية، بالنسبة إلى ديدرو، إذن، يمكن أن يؤدي التخلص من الأهواء والعواطف إلى خلق (مسخ) لا إنسان.

 أي شخص بدون القدرة على التأثر، إما بسبب غياب العواطف، وإما بسبب غياب الحواس، سيكون شخصًا بشعًا أخلاقيا، ولكن احتفال التنوير بالحس والعاطفة لا يعني رفضًا للعلوم، على العكس تمامًا، فإن الفرد الأكثر حساسية (أي الذي لديه أكبر قدر من الحكمة) كان يُعتبر الأكثر قدرة على مراقبة الطبيعة، المثال الأقوى هنا هو الطبيب، المتناغم مع إيقاعات جسم المريض وأعراضه، أما المهوسون ببناء النماذج التكهنية عن الوجود فهم الذين اعتُبروا أعداء للتقدم العلمي، مثل الطبيب الذي يرى الجسم كآلة مُجرّدة، أو أولئك الذين تعلموا الطب عن طريق قراءة كتابات أرسطو لكن ليس بمراقبة المرضى.

لذا لم تكن الملاحظات الفلسفية حول العقلانية إنقاصًا للعقلانية بحد ذاتها، بل رفضا لها إذا كانت تنظر إلى العالم بمعزل عن الحواس وعن الجسم العاطفي وذات الإحساس، في هذا، كان الفلاسفة الفرنسيون من عصر التنوير في الواقع أكثر انسجامًا مع الرومانسيين مما كان يعتقد الأخيرون أنفسهم.

دائمًا ما يكون التعميم حول الحركات الفكرية عملًا محفوفًا بالمخاطرة،حيث كان للتنوير خصائص تعتمد على المكان والزمان، وحتى داخل دولة واحدة لم يكن دومًا متجانسًا، لقد اقترح بعض المفكرين بالفعل تقسيمًا صارمًا بين العقل والهوى، وفضّلوا الفكر على المحسوس، خاصة كانط،بينمافي فرنسا على وجه الخصوص، لم تكن العقلانية معارضة للحس، بل كانت تعتمد عليه، كما كانت الحركة الرومانسية إلى حد كبير استمرارًا لموضوعات التنوير، وليس كسرًا لها أو انشقاقًا عنها.

بذلك؛أوجدت هذه التغييرات العالمية الهائلة، الفجوة الحضارية، بين الإمبراطورية العثمانية، وبين جارتها أوروبا الغربية، حيث وجدت الإمبراطورية العثمانية نفسها خارج التاريخ، وبعيدة كل البعد عن العصر الحديث، ولأن القوة نسبية؛ أصبحت الإمبراطورية العثمانية إقليما ضعيفًا ومريضًا، فنشأ مصطلح (الأزمة العثمانية)، التي فجرت عدة إشكالات مستجدة على إمارات الإمبراطورية العثمانية ومنها مصر، عن كيفية التعاطي مع تلك الفجوة الحضارية.

وهنا تظهر قوى اجتماعية سياسية داخل مركز الإمبراطورية العثمانية؛ تسعى للخروج من مستنقعات العصور الوسطى، واللحاق بالعصر الحديث، سواء كان هذا اللحاق مادي أو حضاري وثقافي.

كما برزت قوميات متعددة تسعى للانفصال عن الإمبراطورية العثمانية وتمكنت بنسب متفاوتة من تحقيق ذلك، ولم تكن مصر ضمن تلك الدول التي سعت للانفصال عن الإمبراطورية العثمانية إلا في حالات نادرة وفريدة، وأهمها الحركة الانفصالية التي قام بها الأميرالمملوكي علي بك الكبير عام 1769م حتى عام 1773م.

ففي سنة 1769م قام علي بك الكبير (1728-1773م) بطرد الوالي العثماني من مصر ومنع دخول أي والي غيره، وامتنع عن دفع الجزية للعثمانيين، وسك نقود باسمه، وأوقف الدعاء للسلطان العثماني في جوامع مصر، وأصبحت مصر بالكامل تحت سيطرته، وبمجرد استقلاله بمصر قام بتصفية السناجق العثمانيين، الذين احتكروا الأراضي الزراعية لعقود طويلة، وكان عددهم لايزيد عن أربعة وعشرين سنجقًا، يتولون تحصيل الغلال من الفلاحين مقابل دفع الخراج للوالي العثماني، وولى (ملتزمين) بدلًا منهم وكان أغلبهم من المصريين.

وانفتحت مصر من جديد على العالم الخارجي، فجلب علي بك الكبير خبراء أجانب ليساعدوه على تطوير وتحسين الزراعة في مصر، كما ازدهرت في عهده المدن والموانئ المصرية، ونشطت فيها الحركة التجارية وحركة النقل، وأصبحت القاهرة مركزًا تجاريًا كبيرًا، فأحدث حراكًا اجتماعيًا استثنائيًا، صعد على أثره تجار القاهرة اجتماعيًا، واحتكروا الشؤون الماليه في مصر، وأصبح الكثير منهم أعضاء في الديوان، ودخل آخرون السلك العسكري وأصبحوا من رجال الحكم، وتحولت الحامية العثمانية لحامية مصرية، وأصبحت تلعب دورًا كبيرًا في إضعاف السيطرة والنفوذ التركماني.

كما تصدى علي بك الكبير للموظفين والقضاة المفسدين والمرتشيين، وقرب منه قبطيًا يُدعى المعلم رزق، الذي اشتهر بنزاهته وسعة خبرته، وعينه وزيرًا للمالية، وأبرم معاهدة دفاعية مع روسيا ألد أعداء العثمانيين، ورغب من ذلك تقوية مركزه ضد العثمانيين، والاستنجاد بها ضدهم في الظروف الصعبة، وشجعته وروسيا بطبيعة الحال، وأيدته لتعزيز استقلال مصر، وفي حروبه التوسعية في المناطق التي يسيطر عليها العثمانيون في الشام والحجاز.

وجهز علي بك حملته لضم بلاد العرب، فكون جيشًا من ستة عشر ألف عسكري، منهم عشرة آلاف من المصريين المتطوعين وستة آلاف من المماليك، ونجحت الحملة في إخضاع الحجاز واليمن لحكم مصر، ودُعيّ لعلي بك الكبير على منابر الكعبة، وسقط اسم الخليفة العثماني ولُقب علي بك الكبير بلقب (سلطان مصر وخاقان البحرين والبرين).

وبعد أن أصبحت بلاد العرب في أيدي علي بك الكبير أصبح هدفه فتح الشام والوصول لجبال طورس، فخرج جيشه بقيادة محمد بك أبو الدهب (1735-1775م) في ديسمبر عام 1770م، واستطاع جيش علي بك فتح الشام، ولم يتبق له إلا أن يزحف على جبال طورس ويهدد الأناضول نفسها.

ولكن فجأة حدثت واقعة خيانة غريبة هدمت مشروع علي بك الكبير وكل إنجازاته!! حيث جاءه قرار قائد جيشه محمد بك أبو الدهب؛ وقف الزحف وترك الشام والرجوع لمصر بالجيش، وذلك لأسباب غير معروفة بالتحديد [ولكنها لا تخرج عن دائرة الندية، والصراع السياسي الخفي بين الرجلين].

وبذلك ضيع محمد بك أبو الدهب كل ما بناه علي بك الكبير، وقضى على استقلال مصر، ورغم محاولات علي بك الكبير إنقاذ الموقف؛ إلا أنه فشل بعد أن تصادم جيشه مع الحامية الخاضعة لمحمد بك أبوالذهب، والتي ضمت أغلب الجيش المصري، وقُتل فيها علي بك الكبير، وبوفاته في الثامن من مايو 1773م؛ دُفنّت معه أول محاولة للتخلص من المُسْتَعْمِرين العثمانيين، ووقعت مصر مرة أخرى في أيدي العثمانيين، وأصبح محمد بك أبوالذهب والي مصر الجديد، مكافأة له على خيانته لعلي بك الكبير.

وكأن الأستعمار العثماني البغيض؛يأبى أن يرحل فعليًا، قبل أن يترك لنا إحدى كوارثة المدمرة!! حيث ظهرت قوى ثالثة في نطاق الإمبراطورية العثمانية، الأكثر بعدًا وتأثرًا بالمراكز الحضارية الغربية أو غيرها، لتطرح بديل العودة إلى الماضي، للهروب من مواجهة تلك التحديات الجسام، أو لعدم إدراكهم واستيعابهم لجوهر مجرياتها وأحداثها، وذلك كما حدث في شبه الجزيرة العربية، بظهور (الحركة الوهابية)، الأكثر رجعية وظلامية واستبدادًا عما هو قائم في المنظومة الاستعمارية العثمانية الظلامية، لتطرح بديل خاص بمجمعاتها الغارقة في أقصى درجات التخلف والبؤس والشقاء، والعيش في عصور ما قبل العصور الوسطى، مما جعل خيار الاستغراق في الماضي فكريًا وسياسيًا أمرًا واردًا لهم، للتمرد على ما هو قائم.

وإن تأخرت الحركة الوهابية في التأثير على ساحة التحديات المصرية إلا أنها ومع النصف الثاني من القرن العشرين استقوت بإمكانات اقتصادية بترولية استثنائية هائلة، تمكنت من خلال عائداتها من نشر أفكارها التكفيرية والظلامية خارج حدودها الجغرافية، بل وأعاقت محاولات التقدم في العديد من الدول المجاورة، وفي مقدمتهم مصر، وتشاركت مع القوى الرجعية المصرية المحلية المتعددة؛ لإجهاض محاولات التنوير المصرية المتعاقبة، بل والوصول إلى الهيمنة الفكرية الظلامية في إحدى مراحلها، وبالتالي أصبحت من أهم وأخطر عناصر إعاقة نهضة الأمة المصرية، وتقدمها وازدهارها واستلهامها لروح العصر الحديث، وأخذها بأساليب التقدم والتطور من خلال بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الحديثة العادلة، والسير في ركب الحضارة الإنسانية المعاصرة، باعتبارها حضارة إنسانية ملك البشرية جميعًا ولا تخص الغرب وحده، وهذا ما دفعنا إلى تخصيص دراسة موسعة من أربع مؤلفات بعنوان (الأمة المصرية.. والفكر الوهابي)، وذلك لإلقاء الضوء على نشأة وتطور الحركة الوهابية الظلامية، منذ نشأتها في نجد حتى يومنا هذا.

ومما سبق يتضح لنا أن الاحتلال العثماني لمصر أوجد حالة من الركود الاقتصادي، والطبقية الاجتماعية الحادة، والأوتوقراطية السياسية، والجمود الفكري والثقافي، مما كان له تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على تطور البلاد، وقد أجمع المؤرخون على أن حكم الولاة العثمانيين لمصر هو أسوأ حكم شهدته في تاريخها، وتسبب في فترة اضمحلال على مدى ثلاثمائة عام.

فعلى الرغم من أن مصر تعرضت لأكثر من احتلال أجنبي عبر تاريخها الطويل، ورغم أن أوضاع البلاد في أواخر عصر المماليك كانت متردية، إلا أن الأثر السلبي الخطير للاحتلال العثماني لمصر والمشرق العربى عمومًا يكمن في أمرين:

الأمر الأول؛ أنه قطع الطريق على التحولات الاجتماعية التي كانت آخذة في التطور في مصر، والازدياد المضطرد لتبلور طبقة وسطى صاعدة، تمزج بين المصريين والمتمصرين في إطار القومية المصرية، والتي كان يمكن أن تخرج البلاد من أزمتها التاريخية، وتنتقل بها إلى عصر جديد، فأتى الاحتلال العثماني ليجمد الوضع الاجتماعي لعدة قرون أخرى، وليستنزف فوق ذلك موارد مصر الاقتصادية لصالح الخزانة العثمانية.

والأمر الثاني؛ يتمثل في التوقيت الذي احتل فيه العثمانيون مصر، فقد احتلوها في لحظة كان العالم فيها يعيش في مفترق طرق بين عصرين، وقد نجح الغرب في كسر الحاجز، والانتقال من (العصور الوسطى) إلى (العصر الحديث)، عبر إنجاز عصري النهضة والتنوير، والتي أنشأتهما الطبقة الوسطى الصاعدة، بينما بقي المشرق وفي قلبه الأمة المصرية في ظل الاحتلال العثماني جامدًا في مكانه.

ونتيجة لذلك ظلت ولايات الاستعمار العثماني ومنها مصر مجتمعات جمعانية تربطهم علاقات على أساس روابط الدم، وغلبة النظام الذكوري الأبوي (الباطرياركي)، والتسلط والاستبداد الاجتماعيان بالمعنى الأوسع للعبارة، والإقطاع، والعشائرية، والطائفية، والفكر الغيبي، والافتقار إلى الفهم الدينامي للظواهر السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، وغيرها.

بينما نشأ مبدأ الفردانية في الغرب، وامتد ليشمل التربية، وعلاقة الفرد بالمجتمع، والسلوك الاقتصادي، وأساس بناء الدولة، فقد تأسست الدولة القومية الحديثة على الفردانية، وحرية المبادرة، وروح الابتكار، والمغامرة في الاقتصاد، والتربية على الحرية في السلوك، وإقامة المجتمع السياسي على التعاقد بين إرادات أفراد أحرار، وقد أسهم ذلك في صعوبة الاستيعاب الحضاري للمجتمعات المتخلفة.

وبذلك أدت الفجوة الحضارية التي خلقتها العزلة العثمانية لبلادنا عن المجتمعات الغربية إلى خلق (التبعية الموضوعية) للدول الغربية، والتي أصبحت تمثل دول العالم الأول، أو دول مركز الرأسمالية العالمية، باعتبار أن الرأسمالية أوجدت مجتمع عالمي متوحد في المصالح الاقتصادية، ومتحد في التوجهات السياسية، ومكتسي بثقافة استغلالية واستعمارية، تعكس طبيعة النظام الرأسمالي القائم على الاستغلال، ولا يعرف سوى لغة القوة.

و(التبيعة الموضوعية) هنا تكمن في العلاقة غير المتكافئة بين قوة اقتصادية كبيرة، وذات نظام سياسي حديث وقوي، وشعب متحضر ومتقدم ومنتج، وبين قوة ضعيفة وذات نظام سياسي واجتماعي متخلف، ولا تنتج ما تحتاجه، وشعب منهك ومُنتّهك الحقوق والحريات، ولا يشارك في صنع قرار وطنه، تلك العلاقة غير المتكافئة هي (التبعية الموضوعية)، وليست كما كان في السابق من خلال الاحتلال أو الهيمنة العسكرية.

وبذلك تمثلت الفجوة الحضارية بيننا وبين المجتمعات الغربية في عدة مؤشرات:

 أولًا؛ مستوى التطور الاقتصادي؛ الناتج عن الثورة الصناعية، والقائم أساسًا على إنتاج وسائل الإنتاج، وتركزها وتمركزها في الغرب، الذي مكن دولها من امتلاك قوة اقتصادية جبارة، وسمح بسيطرة وهيمنة شركاتها المتعددة الجنسيات والعابرة للقارات على الاقتصاد العالمي، بينما لا زلنا نراوح في مستوى الإنتاج الحرفي الصغير والمُبعثر، وإنتاج وسائل الاستهلاك المعتمدة على تكنولوجيا غربية متقادمة.

ثانيًا؛ مستوى تحول العلم ومستحدثاته إلى قوة إنتاج حقيقية في الغرب، والمُعبّر عنها بالثورة (العلمية – التكنولوجية)، ودخول التكنولوجيا كافة مجالات الحياة، وما أحدثه ويحدثه العلم من صيرورة حضارية، نتيجة التنظيم العلمي للمعارف وإدراكها والاستفادة منها.

ثالثًا؛ سيادة مناهج وأنماط التفكير الحديثة في الغرب، كالعقلانية، والنقدية، والموضوعية، والعلمانية، والعلمية، والبراغماتية، والإنسانية، والنزوع للحداثة، فيما لا زلنا نغط في التفكير السلفي، والأيديولوجي، والديني، واللاهوتية، والميتافيزيقية، والتأملية، والقدرية، والرؤى المنغلقة، والمنهج السجالي المنكفئ على الذات والتراث التاريخي، والعاجزة عن فهم كنة التطور الحضاري الحاصل في الغرب، واللحاق به.

رابعًا؛ درجة التمدن التي وصلت إليها المجتمعات الغربية، نتيجة قدرة الثقافة فيها على إدماج القيم الحضارية البشرية في بنية مفاهيمها وقيمها الخاصة، ودرجة إشباع الحاجات النوعية للمواطن، وضمان العيش في بيئة لائقة، وكذلك قدرة هذه المجتمعات على التنوع، والتناقضات الداخلية، وعلى الحفاظ على مستوى عال من الوحدة الداخلية والترابط والتحديث، القائمة على التواصل وليس الإكراه، والذي رفع من مستوى (الأنا) القومية وتمثلها للحضارة، وسمح بتقارب أمم الغرب.

خامسًا؛ مستوى تطور التنظيم السياسي للمجتمع في الغرب، وترسخ المجتمع المدني، والمأسسة الدستورية الديمقراطية، التي تسمح بالتعددية الفكرية، والسياسية، وكفالة الحقوق، وتوسع الحريات، والمشاركة السياسية، وتداول السلطة سلميًا.

سادسًا؛ مستوى التقدم الذي وصله الغرب في تثوير واستخدام وسائل الاتصال، والمعلوماتية، والمواصلات، التي عمقت الفجوة بيننا وبينه، وأضافت إليها فجوة رقمية معلوماتية، ومعرفية.

وتبقى الحقيقة التي اتفق عليها المؤرخون؛ هي أن مصر دخلت بالاحتلال العثماني طور الكمون، والسبات العميق، لمدة ثلاثة قرون، لم يكن لها فيه شأن يُذكر في التاريخ، ولم تفق مصر من هذا العصر إلا على اصوات قذائف مدافع الحملة الفرنسية عام 1798م، التي أحدثت (الصدمة الحضارية) لدى المصرييين… وهو موضوع مقالتنا القادمة.

 

المراجع:

01- كتاب (مدخل إلى التنوير الأوروبي) – هاشم صالح – صادر عن دار الطليعة للطباعة والنشر في 2005م.

02- كتاب (ليل الخلافة العثمانية الطويل.. سيرة القتل المنسية) – محسن عبد العزيز – صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في 2021م.

03- كتاب (مصر في العصر العثماني 1517-1798م) – كمال حامد مغيث – مركز الدراسات والمعلومات القانونية لحقوق الإنسان 1996م.

04- كتاب (تاريخ مصر الإسلامية) – جمال الدين الشيال – دار المعارف – القاهرة 1966م.

05- ابن إياس (بدائع الزهور في وقائع الدهور) – تحقيق محمد مصطفى – جمعية المستشرقين الألمانية – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة 1982م

06- كتاب (هياكل التنوير والحداثة المبتورة في العالم العربي) – عبد المعطي سويد – مؤسسة الانتشار العالمي 2006م ، الطبعة الأولى.

07- كتاب (القول الفلسفي للحداثة) – يورغن هابرماس – ترجمة فاطمة الجيوشي 1995م دمشق – الطبعة الأولى – منشورات وزارة الثقافة.

08- كتاب (روح الأنوار)  – تأليف تزيفيتان تودوروف – ترجمة حافظ قويعة – دار محمد علي للنشر 2007م، تونس، الطبعة الأولى.

09– كتاب (مقال عن المنهج) – رينيه ديكارت – ترجمة محمود محمد الخضيري – دار الكاتب العربي للطباعة والنشر 1968م.

10- كتاب (القاهرة) – شحاتة عيسى إبراهيم – دار الهلال – صادر عن دار الهلال 1955م.

11- كتاب (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) – الجبرتي – مؤسسة هنداوي 2012م.

12- كتاب (أوضح الإشارات فيمن تولى القاهرة من الوزراء والباشات) – أحمد شلبي – صادر عن مكتبة الخانجي للطباعة والنشر والتوزيع 1998م.

13- كتاب(جوانب من الحياة الاجتماعية لمصر من خلال كتابات الجبرتي) -عصمت محمد حسن – الهيئة المصرية العامة للكتاب  2003م.

14- كتابه (فصول من تاريخ مصر الاقتصادي والاجتماعي في العصر العثماني) – عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم – الهيئة العامة المصرية للكتاب 1990م.

15- كتاب (نقد العقل المحض) – عمانويل كانت – ترجمة موسى وهبة – مركز الانماء القومي 1990م.

16- كتاب (مبادئ الفلسفة.. نصائح منهجية للفكر) – رينيه ديكارت – ترجمة عثمان أمين – مكتبة النهضة العربية 1960م.

17- كتاب (رسالة في اللاهوت والسياسة) – سبينوزا – ترجمة حسن حنفي، مراجعة فؤاد زكرية – مؤسسة هنداوي نسخة عام 2020.

18- كتاب (قهوة نامة.. مرويات القهوة والنور) – تأليف عبدالله الناصر – صادر عن دار الكرمة للنشر.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك