الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

هنا القدس من القاهرة

وكالات : عمرو عبدالرحمن

اتضحت ملامح الجريمة التاريخية بين أمريكا و ” اسرائيل “، اليوم في واقعة فاضحة للتآمر علي دين الله وأرضه وبيته المقدس في فلسطين العربية ، حيث تلقي السفير الاميركي هدية صهيونية عبارة عن ماكيت للهيكل المزعوم ، مقاما علي أنقاض المسجد الأقصي الشريف .. ليبدأ العد التنازلي لوقوع الجريمة التاريخية الكبري !

 

جاء ذلك خلال زيارة سفير العدو الأميركي لمعهد ديني يهودي بالقدس المحتلة ، وقد قبل الهدية بابتسامة رضا عريضة ، في دلالة أكيدة علي التواطؤ الأميركي الاسرائيلي ضد الشعوب العربية والإسلامية.

 

(هي محاولة) لتحويل الصراع العسكري والسياسي والدبلوماسي إلى صراع ديني (حسبما صرح القيادي الفلسطيني بحركة فتح صائب عريقات – اليوم).. رغم أنه ليس دينيا في الأصل ، فالصراع استعماري بالاساس تحركه قوي يهود الخزر الصهاينة / البروتستانت ( وثنية / تركية آرية الجذور ولا دين لها أصلا ).

الهدف النهائي أبعد من القدس ؛ إنه مصر ، وربما تجري الآن محاولات جرها لحرب ليس هذا أوانها، ونحن في مرحلة بناء ما تهدم في نصف قرن، بالتحديد منذ هزيمة 5 يونيو 67 ، ثم الدخول في نفق السلام غير العادل باسم ” كامب ديفيد ” لإهدار مكاسب انتصارنا العظيم في حرب أكتوبر 1973 ، ثم مرحلة تركيع مصر في عهد مبارك البائد لإبقائها فقط ما بين الموت والحياة، بتواطؤ جناحي الحكم الساقط ( الوطني / الاخوان – عملاء الاستعمار ).

 

الجريمة اكتملت .. وتم حرق الأرض العربية تمهيدا للعدوان الصهيوني البروتستانتي – ” الحملة الصليبية الأخيرة ” – بإشعال مخطط الربيع العبري في جميع الأراضي العربية المتبقية بعد تدمير البوابة الشرقية / العراق .. وإبادته من الخريطة الدولية بتواطؤ فارسي / إيراني / آري الجذور!

 

لكن بفضل الله ؛ وحدها نجحت مصر شعبا وجيشا وقيادة وأجهزة استخباراتية – يدٌ واحدة وعلي قلب رجل واحد – في التعامل والتصدي لمؤامرة التقسيم المعروفة ضمنا باسم ” سايكس بيكو 2 ” التي رسمها الصهيوني البروتستانتي ” برنارد لويس “.

 

وكذلك مصر وحدها القادرة علي إسقاط المؤامرة في عقر دارها يوما ما – قريبا أو بعيدا – حسبما تري قيادتنا بإذن الله.

 

يذكر أن مصر 30 يونيو ، أطاحت بأوهام ” اسرائيل ” في استمرار تأمين حدودها علي حساب أمننا القومي استغلالا للشروط المجحفة لاتفاقية كامب ديفيد ، وأصبحت قواتنا المسلحة بكامل عدتها وعتادها في أبعد شبر من المنطقة ( ج ) وعلي كامل التراب المصري في سيناء.

 

كما نجحت دبلوماسية القاهرة في إبطال لغم ” صفقة القرن ” قبل زرعه، بحزمة من الإجراءات، كان أولها وأد الفتنة بين حركتي فتح وحماس ، رغم الثمن الباهظ الذي دفعته مصر جراء العمليات الإرهابية الواردة من غزة عبر الأنفاق .. ولكن مصر الكبري نظرت لأبعد من فكرة الثأر – القادم لا محالة – وفضلت إعادة رسم المشهد الفلسطيني علي أساس مبدأ المصالحة والوفاق كجبهة واحدة تقودها ” القاهرة الكبري “.

 

وهي التي نجحت في تحويل مقعدها السابق في مجلس الأمن إلي قاعدة صواريخ دبلوماسية دولية ، وحشدت الجمعية العمومية لإصدار أقوي قرار تاريخي – شبه جماعي – منذ القرار 242 سنة 1967، للتأكيد علي حقوق الشعب الفلسطيني في القدس ورفض إجراء ” ترامب ” بنقل السفارة الأميركية إلي القدس .

 

ويهدد القرار الأممي ” اسرائيل ” بإخضاعها للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، علي الأقل كإثبات حالة للجريمة والمجرم أمام العالم والتاريخ.

 

وتبقي مصر وجيشها – جنود الله وخير أجناد الأرض – رهن المشيئة الإلهية وكنانة الله في أرضه، استعدادا للمواجهة الحاسمة في الوقت الذي نحدده نحن المصريون بإذن الله ، وليست أية جهة أخري مهما كانت قوتها أو جبروتها.

 

تبقي الإشارة مجددا إلي أن المواجهة في حقيقتها ليست دينية كما تبدو (حتي الآن)، ولكنها مواجهة سياسية وعسكرية بين أطماع استعمارية تاريخية عمرها أكثر من ألفي عام ، هدفها الحقيقي مصر – وليس القدس – ولكننا جنود النور مكتوب لنا النصر طالما نحن علي الحق المبين بإذن الله.

 

#تحيا_مصر

نصر الله مصر.

وما النصر إلا من عند الله.

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك