الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

نفحات إيمانية ومع مسلم بن عقيل ( الجزء الأول ) إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

إن فضائل آل البيت كثيرة، فهم آل بيت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقدرهم عظيم، ومنزلتهم عند الله رفيعه، والمسلمون يبذلون المودة لهم، ويحبونهم ويوالونهم، وقد شهدت بذلك عقائدهم المدونة وتفاسيرهم المبسوطة، وشروحات السنن وكتب الفقه، وكيف لا وهم وصية نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهم بقيته صلى الله عليه وسلم، فيقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ” رواه مسلم، وقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” فاطمة سيدة نساء أهل الجنة “رواه البخاري، وأن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال ” فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني ” رواه البخارى ومسلم، وفي رواية أخرى يقول صلى الله عليه وسلم ” فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها، ويؤذيني ما آذاها ” رواه البخارى ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال للحسن ” اللهم إني أحبه فأحب من يحبه ” وإن محبةَ آل بيت النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، واجبة على كل مسلم مؤمنٍ يؤمن بيوم الحساب، لما لهم من مكانة عند الله عز وجل، ولقربِهم من آل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حبيب رب العالمين، وإن آل البيت هم زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وآل علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه، وآل جعفر بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وآل العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه، ومن تناسل منهم بإحسان إلى يوم الدين، فالجميع تربى في بيت النبوة، واقتبس من المشكاة النورانية المحمدية، فأصبحوا أئمة يقتدى بهم، ولِم لا، وقد علمهم خير البشر فصاروا علماء حكماء أجلاء، معلمين عاملين بعلمهم، فطوبى لِمن سلك مسلكهم، ونهج منهجهم، وسار على طريقهم، لأن مسلكهم ومنهجهم وطريقهم.
هو مسلك ومنهج وطريق النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وقد روى جماعة من أصحاب السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي ” فمحبة آل البيت مِن محبة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ومحبته صلى الله عليه وسلم، من محبة الله عز وجل، فمن أحبهم، فقد أحب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أحب النبي فقد أحب الله تعالى، ومن أحب الله تعالى، أحبه كل شيء، وقد روي أن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، كان يمسك بزمام ناقة الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله تعالى عنه، فقال له، دعها يا ابن عباس، فقال ابن عباس، هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا، فنزل زيد بن ثابت من على ناقته، وقال لابن عباس، ناولني يدك، فناولَه يده فقبَّلها وقال له هكذا أُمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ومحبة آل البيت هي معرفة سيرتهم العطرة، والتأسي بهم في أقوالهم وأفعالهم وأعمالهم وسلوكهم، لنصير من أحبابهم ومِن محبيهم، وقد روى البخاري رحمه الله، أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ” أنت مني وأنا منك ” وقال النبي صلى الله عليه وسلم، عن الحسن بن علي رضي الله عنه ” إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ” رواه البخاري، وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، قال ” ارقبوا محمدا في أهل بيته” وفي الصحيحين أيضا أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه، قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ” والذي نفسي بيده، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحب إليّ أن أصل من قرابتي ” وفي صحيح البخاري أيضا، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، شهد بالرضا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، والسبق والفضل.
ولما وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الديوان بدأ بأهل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان عمر رضي الله عنه يقول للعباس ” والله لإسلامك أحب إليّ من إسلام الخطاب، لحب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لإسلامك ” ومعنا الآن السيره العطره من آل بيت النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومع مسلم بن عقيل الهاشمي القرشي وهو ابن عم الحسين بن علي بن أبى طالب رضى الله تعالى عنهم أجمعين، وكان عاقلا عالما شجاعا، وكان الإمام الحسين رضى الله عنه، يلقّبه بثقتي، وهو ما أشار إليه في رسالته إلى أهل الكوفة، ولشجاعته اختاره عمه الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، في حرب صفين، ووضعه على ميمنة العسكر مع الحسن والحسين رضى الله عنهما، وقد أخبر النبي الكريم محمد صلى الله عليه بقتله، فقد قال الإمام علي بن أبى طالب، لرسول الله صلى الله عليه وسلم،
يا رسول الله إنك لتحبّ عقيلا؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” أي والله إني لأحبّه حُبّين، حبا له وحبا لحب أبي طالب له، وإن ولده مقتول” ويقصد بذلك مسلم، في محبّة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقرّبون” ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال صلى الله عليه وسلم ” إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي ” وقد أرسله الحسين بن على، إلى أهل الكوفة لأخذ البيعة منهم، وهو أول من استشهد من أصحاب الحسين بن علي، في الكوفة، وقد عُرف فيما بعد بأنه سفير الحسين، وهو يحظى بمكانه مرموقة ومتميزة في أوساط الشيعة، حيث يقيمون له مآتم العزاء في شهر محرم من كل عام، وتعرف الليلة الخامسة من المحرم في المجتمعات العربية الشيعية بليلة مسلم بن عقيل، وهو مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
بن مرة بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكانت زوجته هى السيده رقية بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب فهى بنت عمه على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين، وقد ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب في المدينة المنورة سنة اثنين وعشرين للهجره، وهذا على أرجح الأقوال، وكان مسلم بن عقيل محاربا فذا وقد اتصف بالقوة البدنية فتصفه بعض المصادر بأنه كان مثل الأسد، وكان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت، وذاك فضلا عن كونه يشبه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضى الله عنه، أنه قال “ما رأيت من ولد عبد المطلب أشبه بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من مسلم بن عقيل ” وكان مسلم بن عقيل مناصرا لعمه الخليفة علي بن أبي طالب، فقد شارك في معركة موقعة صفين.
وكان ذلك عام سبعه وثلاثين من الهجره، وقد جعله الإمام علي بن أبى طالب، على ميمنة الجيش مع الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر الطيار، وبعد وفاة معاوية بن أبي سفيان، وتنصيب يزيد بن معاوية خليفةً من بعده، كان للحسين موقف رافض معارض لهذا التنصيب، وبعد رفض الحسين طلب حاكم المدينة المنورة من الحسين مبايعة يزيد بن معاويه، فرفض بقوله الشهير “مثلي لا يبايع مثله” ورأى أن الوضع داخل المدينة أصبح خطرا عليه وعلى أهله، الأمر الذي استدعى مغادرته للمدينة المنوره على وجه السرعة، فانتقل منها إلى مكة المكرمه، وكانت أخبار هذه التطورات تصل إلى الكوفة التي تحوي على عددا لا بأس به من أنصار الإمام علي، المتحمسين إلى مبايعة الحسين، فاجتمعوا في بيت سليمان بن صرد وكتبوا إلى الحسين ما نصه هو ” بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي من سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر.
وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة، سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها، وغصبها فيئها، وتأمر عليها بغير رضا منها، ثم قتل خيارها، واستبقى شرارها، وجعل مال الله دولةً بين جبابرتها وأغنيائها، فبعدا له كما بعدت ثمود، إنه ليس علينا إمام، فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق، والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة، ولا نخرج معه إلى عيد، ولو قد بلغنا أنك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشأم إن شاء الله، والسلام ورحمة الله عليك” وقد وصلت الرسالة ومعها رسائل أخرى أرسلت من أهل الكوفة أيضا ومن البصرة تدعو الحسين بن على.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك