الخميس - الموافق 25 أبريل 2024م

نفحات إسلامية .. الخليفه مروان بن الحكم ( الجزء الأول ) إعداد / محمـــد الدكـــرورى

Spread the love

الدوله الأمويه وهم بنو أمية وهم أولى السلالات الإسلامية والتي تولت شؤون الخلافة، وينتسب الأمويون إلى جدهم أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة، وهم من أقرباء رسول الله الكيم محمد صلى الله عليه وسلم، وهم من البيوت الكبرى في قريش، وبيوت الرئاسة فيها، وقد تأخر إسلام معظمهم إلى ما بعد الفتح إلا أن منهم عثمان بن عفان، وهو الخليفة الراشد الثالث وهو من السابقين في الإسلام، وكان من أشهر سادات بني أمية أبو سفيان بن حرب، وهو سيد قريش المطلق بعد غزوة بدر حتى الفتح، ولقد حكم بنو أمية بلاد المسلمين فى العالم أجمع، قرابة قرن من الزمن، وكان ذلك منذ تنازل الحسن بن علي بن أبى طالب، عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان.
وقد تولى الخلافه في حكم هذه المدة أربعة عشر خليفة أولهم معاوية بن أبى سفيان، وكان آخرهم هو مروان بن محمد، ومن أشهر خلفاء بني أمية، هم يزيد بن معاوية، معاوية بن يزيد، مروان بن الحكم، عبد الملك بن مروان، الوليد وسليمان أبناء عبد الملك، عمر بن عبد العزيز، يزيد بن عبد الملك، هشام بن عبد الملك، يزيد بن الوليد، ابراهيم بن الوليد، الوليد بن يزيد، وآخرهم مروان بن محمد، ومروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، أبو عبد الملك ويقال له أبو الحكم، ويقال له أيضا أبو القاسم، وهو صحابي عند طائفة كثيرة لأنه وُلد في حياة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أما ابن سعد فقد عَدَّه في الطبقة الأولى من التابعين، وهو رابع خلفاء الأمويين.
وقد ولد في السنة الثانية للهجرة، وكان قصيرا أحمر الوجه، دقيق العُنُق، كبير الرأس واللحية، قال في وصفه ابن أبي الدنيا: كان مروان قصيرًا، أحمر الوجه، أوقص، دقيق العنق، كبير الرأس واللحية، وهو مؤسس السلالة الأموية التي حكمت الأمويين فيما بعد، فهو والد عبد الملك بن مروان، وعبد الملك والد الوليد وسليمان ويزيد وهشام الخلفاء الأربعة، ويُعد مروان بن الحكم أيضا مؤسس الدولة الأموية الثانية التي حكمت العالم الإسلامي، وقد روى عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حديثًا في صلح الحديبية، والحديث في صحيح البخاري عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة، كما روى مروان عن عمر وعثمان، وكان كاتبَه أي كان كاتب عثمان بن عفان، وروى عن علي وزيد بن ثابت.
وقد رورى عن بسيرة بنت صفوان الأزدية، وكانت خالته وحماته، وقد روى عنه ابنه عبد الملك وسهل بن سعد، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومجاهد وغيرهم، وكان مروان بن الحكم من صغار الصحابة وقيل إنه من التابعين، وهو رابع خلفاء بني أمية في دمشق، وكان فقيهًا عالمًا روايًا من رواة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندما استلم معاوية بن أبي سفيان خلافة المسلمين بعد الحسن بن علي، ولَّى معاوية مروان بن الحكم على المدينة المنورة ثم قام بِعزله، ثم استلم خلافة المسلمين عام أربعه وستين للهجرة، وعلى الرغم من أن فترة خلافته لم تتجاوز عاما واحدًا إلا أنه أنشأ في هذه الفترة دار مروان بن الحكم في المدينة المنورة.
والتي أصبحت دارا يسكن فيها كل والى يُعيَّن على المدينة المنورة لاحقًا، وقد توفي مروان عام خمسه وستين للهجرة في دمشق، وكان مروان بن الحكم من سادات قريش وفضلائها، وقد قاتل مروان يوم الدار قتالاً شديدًا، وقَتَلَ بعض الخوارج، وكان على الميسرة يوم الجمل، وكان علي بن أبي طالب رضى الله عنه، يكثر السؤال عن مروان حين انهزم الناس يوم الجمل، يخشى عليه من القتل، فلما سُئِل عن ذلك قال: إنه يعطفني عليه رحم ماسة، وهو سيد من شباب قريش، وكان مروان قارئًا لكتاب الله، فقيهًا في دين الله، شديدًا في حدود الله، ومن أجل ذلك ولاه معاوية بن يزيد بن معاويه بن أبى سفيان، المدينة غير مرة، وأقام للناس الحج في سنين متعددة، وكما كان مروان قضَّاء يتتبع قضايا عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
وكان جوادًا كريمًا فقد روى المدائني عن إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد أن مروان أسلف علي بن الحسين رضي الله عنهما، حين رجع إلى المدينة بعد مقتل الحسين بن على ستة آلاف دينار، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه عبد الملك أن لا يسترجع من علي بن الحسين شيئًا، فبعث إليه عبد الملك بذلك فامتنع من قبولها، فألح عليه فقبلها، وقال: الشافعي: إن الحسن والحسين كان يصليان خلف مروان ولا يعيدانها، ويعتدان بها، وكان مروان حكيمًا ذا عقل وكياسة، ومما يدل على حكمته وعقله أنه كان أثناء ولايته على المدينة إذا وقعت مشكلة شديدة جمع مَن عنده من الصحابة فاستشارهم فيها، وهو الذي جمع الصيعان فأخذ بأعدلها فنسب إليه الصاع، فقيل: صاع مروان.
وكان مروان قد سطع نجمه في عهد ابن عمه الخليفة عثمان بن عفان، رضى الله عنه، الذي قربه إليه، وجعله مساعدًا ومشيرًا له، وكان كاتبه ومديره، فلما قُتل عثمان كان مروان أول من طالب بدمه، ثم بايع الإمام علي بن أبي طالب، فلما حدثت واقعة الجمل اعتزل الحياة السياسية، فلما آلت الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان تولي إمرة المدينة وموسم الحج واستمر كذلك في أوائل عهد يزيد بن معاوية حتى أُخرج من المدينة إلى دمشق بعد أن رفض أهل المدينة مبايعة يزيد، وكان أقوى المرشحين لاعتلاء عرش بني أمية، بعد وفاة معاوية بن يزيد وهو معاوية الثاني، وقال عنه أبو بكر بن العربي: مروان رجل عَدل وهو من كبار الأمة عند الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين.
أما الصحابة فإن سهل بن سعد السَّاعدي روى عنه، وأما التابعون فأصحابه في السن، وإن كان جازهم باسم الصحبة في أحد القولين، وأما فقهاء الأمصار فكلهم على تعظيمه، واعتبار خلافته، والتَّلَفُّت إلى فتواه، والانقياد إلى روايته، وأما السفهاء من المؤرخين والأدباء فيقولون على أقدارهم، وبعد وفاة معاوية بن يزيد اضطرب أمر بني أمية اضطرابًا شديدًا، وكادت دولتهم أن تذهب لولا أن تداركوا أمرهم فيما بينهم، وعندئذ احتفظوا بدولتهم وهو ما جعل عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما يعلن تنصيب نفسه خليفة في مكة، وبدأت البيعة تأتيه من سائر الأقاليم حتى من بلاد الشام ذاتها مركز ثقل الأمويين، فقد انقسم أهلها إلى فريقين: فريق مال إلى ابن الزبير وهم القيسيون بزعامة الضحاك بن قيس.
والفريق الآخر ظل على ولائه للأمويين وهم اليمنيون في الشام بزعامة حسان بن مالك الكلبي، وكان مروان وبنوه في المدينة عند وفاة يزيد بن معاوية فأخرجهم منها عبد الله بن الزبير، فرحلوا إلى الشام، فلما وصلوها وجدوا الأمر مضطربًا والانقسامات على أشدها، مما جعل مروان يفكر في العودة إلى الحجاز ومبايعة ابن الزبير، وبينما مروان يدير هذه الفكرة في رأسه، وصل إلى الشام عدد من رجال بني أمية البارزين أمثال الحصين بن نمير السكوني، الذي كان يحاصر الزبير في مكة، وعبيد الله بن زياد الذي كان في البصرة عند وفاة يزيد فاضطرب عليه الأمر، وعندما عجز عن السيطرة عليه هرب متخفيًا إلى الشام، وكان وصول هذين وأمثالهما إلى الشام نقطة تحول في تاريخ الدولة الأموية.
فلو تأخر وصولهما وذهب مروان لمبايعة ابن الزبير، لكان في ذلك نهاية الدولة الأموية، ولكن هؤلاء الرجال عملوا على إنقاذ الموقف واستحثوا عزيمة الأمويين واستثاروا حميتهم وبخاصة مروان الذي قال له عبيد الله بن زياد حينما علم بزعمه على مبايعة ابن الزبير، قد استحييت لك من ذلك، أنت كبير قريش وسيدها تمضي إلى أبي خبيب ويقصد ابن الزبير، فتبايعه، فقال مروان: ما فات شيء بعد، ومنذ تلك اللحظة تَطلَّع مروان إلى الخلافة، ولكن الأمر لم يكن سهلا ميسورا فقد واجهته عدة صعوبات، فقد كان القيسيون بالشام قد بايعوا لابن الزبير، كما أن اليمنيين وهم أنصار بني أمية، كانوا منقسمين إلى فريقين: فريق يميل إلى بيعة خالد بن يزيد بن معاوية.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك