الجمعة - الموافق 19 أبريل 2024م

نظرة تأمل في خصائص أم المؤمنين حفصه بنت عمر ( الجزء الثانى ) إعداد / محمـــد الدكـــرورى

Spread the love

نكمل الجزء الثانى مع أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بن نُفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن عدي بن كعب بن لؤي، ويجتمع نسبها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي، ولقد اختص الله سبحانه وتعالى، نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بخصائص كثيرة عن غيره من البشر وذلك إظهارا لمكانته وإعلاء لشأنه ومن ضمن هذه الخصائص هى كثرة زوجات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أباح الله له أكثر من أربع زوجات، ولا يجوز هذا لغيره من المسلمين، وكان زواج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لم يكن الهدف منها التمتع وإشباع الشهوة.
وإنما كان الهدف أسمى وأعلى، ففي زواج النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، الكثير من الحكم التشريعية والإنسانية والتعليمية، إضافة إلى ما يتعلق بمصلحة الدعوة وتبليغ الرسالة وهو أمر إلهي في قوله تعالى: ( واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمه، إن الله كان لطيفا خبيرا ) ومن ثم فإن لكل من زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأمهات المؤمنين حكمة وسببا، يزيدان في إيمان المسلم بعظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورفعة شأنه وكمال أخلاقه، وقد بلغ عدد زوجات النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، اللاتي دخل بهن إحدى عشرة.
وهن: السيدة خديجة بنت خويلد، والسيدة سودة بنت زمعة، والسيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه، والسيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنه، والسيدة زينب بنت خزيمة، والسيدة أم سلمة، والسيدة زينب بنت جحش، والسيدة جويرية بنت الحارث، والسيدة رملة بنت أبي سفيان، والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب، والسيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنهن جميعا، أما السيدة مارية بنت شمعون القبطية رضي الله عنها فقد اختلف في أمرها هل كانت زوجة له أم ملك يمين؟ وقد عُرفت أم المؤمنين السيدّة حفصة رضي الله عنها، بالصيام والقيام، وبالعلم ونقل الأحاديث عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وكما عُرف عنها البلاغة والفصاحة، ولها خطبة مشهورة قالتها بعد مقتل أبيها، وقد كانت من النساء اللاتي تعلمن الكتابة على يد الصحابية الشفاء بنت عبد الله، وروت أحاديث عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وعن أبيها بلغت ستين حديثًا، منها ثلاثة متفق عليها، وانفرد مسلم بستة أحاديث، وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين، كأخيها عبد الله وابنه حمزة وزوجته صفية بنت أبي عبيد وحارثة بن وهب والمطلب بن أبي وداعة وأم مبشر الأنصارية وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن صفوان والمسيِّب بن رافع وغيرهم، وقد كانت هي وحدها من اختيرت لتُحفظ في بيتها النُسخة الخطيّة للقرآن الكريم
وذلك قبل أن يطلبها منها عثمان رضي الله عنه لتُنسخ، فتمّ نسخ القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار، وتوفّيت رضي الله عنها في آخر خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا، وكانت قصة زواج النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من أم المؤمنين السيده حفصه بنت عمر رضى الله عنهما، هو أنه لما تأيمت السيدة حفصة رضي الله عنها ذكرها عمر لأبي بكر رضي الله عنهما وعرضها عليه فسكت أبو بكر ولم ينطق بكلمة، فغضب من ذلك عمر، ثم عرضها على عثمان حين ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال عثمان ما أريد أن أتزوج اليوم.
فانطلق عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه عثمان وأخبره بعرضه حفصة عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يتزوج حفصة من هو خير من عثمان، ويتزوج عثمان من هي خير من حفصة ” فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقي أبو بكر عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقال له لا تجد عليَّ في نفسك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ذكر حفصة، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركها لتزوجتها، وقد قيل إن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تزوجها سنة اثنتين أو ثلاث من الهجرة، ثم طلقها.
ولما طلقها نزل عليه الوحي يقول راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وأنها زوجتك في الجنة فراجعها، وأم المؤمنين السيده حفصه بنت عمر رضى الله عنهما، قيل أنه قد نزل فيها القرآن ثلاثت مرات، وكانت إحداها حينما اشتكت نساء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، من ضيق النفقة، وتكلمن معه في ذلك وقت كان أبو بكر وعمر دخول على النبي محمد، فهم كل منهما بضرب وتأنيب ابنته لولا أن نهاهما النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عن ذلك، فنزل الوحي بتخيير نساء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
قائلاً: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا.. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا .. يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا .. وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا .. يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ) فاخترن الله ورسوله.
وأما المره الثانية، فكانت كما ذكر الشوكاني في فتح القدير أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، قد أصاب جاريته مارية القبطية أم ولده إبراهيم في غرفة زوجته حفصة، فغضبت حفصة وقالت يا رسول الله لقد جئت إليَّ بشيء ما جئتَه إلى أحد من أزواجك، في يومي وفي دوري وعلى فراشي، فقال: ” أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أُحَرِّمَهَا فَلا أَقْرَبُهَا أَبَدًا؟ ” فقالت حفصة: بلى، فحرَّمها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على نفسه، وقال لها: ” لاَ تَذْكُرِي ذَلِكَ لأَحَدٍ “، فذكرته لعائشة، فكان ذلك سببًا لتطليق النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لها.
فنزل قوله تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ .. قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ .. وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ .. إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ .. فكفّر النبي محمد عن يمينه، وأصاب مارية، فردها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن جاءه جبريل قائلاً له: رَاجِعْ حَفْصَةَ؛ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ.
وكانت المرة الثالثة التى نزل فيها قرآن، حينما اعتزل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، نساءه شهرا وأقسم ألا يدخل على نسائه من شدّة مَوجدَتِهِ عليهنّ ، حتى عاتبه الله تعالى ونزلت هذه الآية في عائشة وحفصة لأنهما البادئتان في مظاهرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى 🙁 إِن تَتُوبَا إلى اللهِ فقد صَغَتْ قُلُوبُكُما وإن تَظَاهرا عَلَيه فإنّ اللهَ هوَ مَوْلاهُ وجِبريلُ وَصَالِحُ المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ..عسى رَبُّهُ إن طلَّقَكُنَّ أن يُبْدِلَهُ أزواجاً خَيْراً منكُنَّ مُسْلِماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائِحاتٍ ثَيَّباتٍ وأبكاراً ).. فما كان منهن وآيات الله تتلى على مسامعهن إلا أن قلنَ قال تعالى: (سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير).

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك