الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

نار الغلاء يتحكم في مصائرنا بقلم / مجدي فتح الله

موجات من الحر الشديدة تنهال علينا بقيظها هذه الايام ليس في وسعنا امام جبروتها سوي الابتهال واللجوء الي خالقنا بأن تكون برداً وسلاماً علينا راجين نهايتها في اقرب وقت آخذة معها المد العاتي من الحرائق

المشتعلة في كل مكان والتي لم يجدي جهاز المطافي المصري معهاً نفعاً ، نعم هذا حالنا لا نلجأ للاسباب العلمية لتحليل ما يدور حولنا أو ما تقسو به علينا الطبيعة ، وكعادة المصري في كل زمان ومكان يدعو ويدعو ويبتهل حتي تحدث المعجزة ويستجيب الله لدعائه ، هذا بالطبع امام الحوادث الطبيعية التي لا تكون ليد بشرية سبب في حدوثها ، أما لو كانت تلك الحوادث والجرائم من افعال بشر يتحكمون في مصائر بشر مثلهم فهذا ما لا ترتضيه الانسانية جمعاء ، فبرغم المعيشة الضنك والحالكة السواد التي يرتضيها المواطن البسيط إلا أن الظلم من حوله يدفعه لقول لاءءءءءءءءءءا كفاية ياظلمة عايزين مننا ايه تاني ، كل يوم نقوم من نومنا الصبح نلاقي الغلا في طريقنا يقذفنا باسعاره المولعة نار في الاول تلسعنا وتأتي علي ما في جيوبنا من مرتبات لا تغني ولا تسمن من جوع ونقول ماشي أهو احنا صابرين لحد ما ربنا يعدلها وينصلح حال البلد كلها وتبقي في نهضة اقتصادية حقيقية ترفع عنا البلاء المتجسد في البطالة والفساد والعشوائيات وسوء الخدمات المقدمة للمواطن وكل دا كوم وكوم أن يصل حالنا لهذا المآل من الموجات العاتية من الغلاء الطالل علينا كل يوم باسعاره المتوحشة والملتهبة كتلك الموجات المتوالية من الحر الشديد ووقوف النظام السياسي امامها عاجزاً يخبرنا أنه لا يصلح كغيره لأن يكون علي رأس دولة عظيمة كمصرنا العزيزة الغالية التي لم يعد لديها احتمالاً وتقول باأعلي صوتها لاءءءءءءءءا وألف لاءءءءءءءا وكفاية بقي ياظلمة ، جري ايه ياحكومة هو انت لازمتك ايه بقي ، ايدك مشلولة وواقفة عاجزة ليه ، هو حد من تجار الاحتكار والغلاء ماسك عليكي زلة ولا ايه ، ياريت تعرفينا هزي دماغك وقولي آه واحنا ومن غير حلفانات ولا ايمانات نقوم بثورة تالتة المرادي نهد بيها الدنيا كلها ، ويلا بقي قولوا علي الدنيا السلام ،ومن هذا المنطلق لا يسعني سوي الاستعانة بتلك الكلمات المنقولة من عقول علماء اجتماع افاضل سعوا من خلال ابحاثهم للوصول الي حقيقة ما وصلت اليه معيشتنا من تدني كانت ومازالت اسبابه موجودة ولن تزول إلا برفع ايادينا عالياً نبتهل الي خالقنا بأن تنصلح احوالنا ويرفع عنا الغلاء والبلاء ، قولوا آمين ، (كما انهم ادركوا من خلال تحليلاتهم أن ثمة متغيرات داخلية تفرض تفجر الاحتجاجات الاجتماعية . بعضها يرجع الي حالة الفصام التي تعيشها النظم السياسية ، التي يتأرجح سلوكها بين الاستئثار علي جماهير الداخل ، والوهن امام القوي الخارجية الي حد التعامل بسيكولوجيا الخدم ، بين الانجاز قولاً واعلاناً والعجز عن الاداء فعلاً وواقعاً ، بينما يرجع البعض الي الفساد الذي اصبح صناعة مصرية متقنة ، يضاف الي ذلك الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي كانت لقسوتها أن تفرض تآكل الكرامة الانسانية والوطنية .” خرائط الاحتجاج الاجتماعي في مصر : بحث في مقدمة الثورة والصادر عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ” ) ياريت نقرأ عشان نتعلم وناخد العبرة ونعي جيداً ان الاحداث الجسام التي مررنا بها والمتجسدة في اوضاع اقتصادية واجتماعية … الخ متدنية الي حد الاستهانة وقت ذاك بمطالب الجماهير المتعطشة والآملة في انصلاح اوضاعها والتي بسببها فجرت ثورة اقتلعت نظام وجاءت بأنظمة لم تكن علي هوانا بعد لأنها ببساطة لم تستطع حتي الآن لارضاء طموحاتنا وانصلاح احوالنا في واقع لن نرتضي من خلاله سوي بحياة لائقة لمواطن لم يعد لديه سوي الكرامة يضعها تاجاً فوق رأسه كل صباح يمنيها بالصبر ثم الصبر بأن الآتي افضل لا محالة في اوضاع معيشية متدنية من الممكن ان تعيد نفسها وتتشكل مرة اخري في قالب اجتماعي يصبح هشيماً كالنيران التي تأكل الاخضر واليابس ولن تبقي وقتها أي شئ فحتي الوعود البراقة الصادرة من لسان يوحي لنا بأنه صادق وقلبه علي هذه البلد ويريد لها الخير والنماء لا يسعني سوي القول له بأن الجوع كافر والناس مبتاكلش وعود وكلام براق فقط وفر لها رغيف عيش حاف بتمن معقول وانت تأمن غضبها لأ وكمان هتلاقيها بتدعيلك بأن يسدد الله خطاك ويبعد عنك شر كيد الكائدين والمغرضين ، ياريت بقي النخبة السياسية تعيد حساباتها قبل ما الدنيا تتعك فوق دماغهم . فوقوا يابشر دا الغلا ناااااار

 

مجدي فتح الله.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك