الجمعة - الموافق 19 أبريل 2024م

من مصر ..؛ “وانا بحب الدوامة” الكاتب والمفكر السياسي :- محمد رمضان

Spread the love

…………………………………………. رحلت المطربة “صباح” ولا زالت اغنيتها “وانا بحب الدوامة” موجودة ونسمعها بين آن وآخر واظن في الفيلم السنيمائي عن قصة توفيق الحكيم والذي قال في مناسبة شهيرة عندما قرأ إن بعض لاعبي كرة القدم دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات قال عبارته المشهورة “انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم لقد أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام اخناتون” ففي مسرحيته الشهيرة والتي اعدت فيلما سينمائيا”الأيدي الناعمة “حيث ادت فيه صباح تلك الأغنية ..والأغنية لاشك جميلة ورددها الناس لفترة طويلة ؛ لكن الملفت ان الأغنية او تحديدا عنوانها “وانا بحب الدوامة ” وطبعا لم يكتب نص الأغنية توفيق الحكيم لكن مؤلفها استوحي موضوع الأغنية من موضوع نص المسرحية حين اعدت كفيلم سينمائي …

المهم فمنذ ما يجاوز نصف القرن ؛ ومصر تعيش زمن الدوامة ؛ فمن الفترة الملكية الي فترة حكم مجلس قيادة الثورة بقيادة محمد نجيب الي جمهورية عبد الناصر الي جمهورية السادات الي جمهورية مبارك الي دولة جماعة مصر الأخوانية الي فترة حكم مصر عبر المجلس العسكري وصولا الي جمهورية عبد الفتاح السيسي ؛… كل هذا استغرق الفترة من 1922 حين اعلنت مصر ملكية وليست سلطنة حتي عام 1952 حين اعلنت حركة الضباط الأحرار ثم تحولها الي نظام جمهوري بقيادة محمد نجيب ثم نظام جهوري انتخابي مع جمال عبد الناصر وتوالي نفس النظام الجمهوري عبر السادات فمبارك فالمجلس العسكري فجماعة الأخوان المسلمين ثم عبد الفتاح السيسي ؛ الرحلة في الزمن استغرقت ما تجاوز الستة عقود ؛ لنعود مصر الي البداية من جديد ؛ وكما يقول بعض الناس ” من الأول” وكأن الدولة لم تكن موجودة ولا الحكومة لم تكن موجودة ؛ فقط كان ولا زال يوجد طوال التاريخ او بالأدق منذ بدء الخليقة ؛كان ولا يزال موجودا الشعب المصري بغض النظر تحت اي مسمي كان ؛.

…………… ونعود سويا الي معتاد حياتنا ؛ فعبد الفتاح السيسي موجود الآن في نيويورك استعدادا لإلقاء كلمة مصر في الجمعية العامة للأمم المتحدة ؛ تري ؟ فماذا سيقول السيسي ؟ ببساطة سيقول عبد الفتاح السيسي ما يراه – بصفته- مناسبا لمصر ولعلاقاتها الدولية ؛ والمؤكد انه لن يتكلم عن الأسعار ولا عن مستوي المعيشة المتحرك باستمرار في مصر سلبا وايجابا ؛ وربما سيكون قلب الحديث عن الإرهاب ومكافحة الإرهاب ودور قطر في قيادة وتمويل الإرهاب ؛وربما عن سوريا وليبيا وقد يتطرق الي الحالة الفلسطينية ؛ فهو الحديث الممكن والذي يمكن توجيهه الي المجتمع العالمي عبر الأمم المتحدة باعتبارها منعقدة في جلسة مفتوحة وعلنية ؛ وهذا لا يعني عدم دراية السيسي باوجاع ومتاعب الشعب المصري ؛ فأوجاع الشعب المصري هي بحسب القول السائد مصريا واجتماعيا هو اوجاع “منه فيه” وهي بلا شك اوجاع داخلية ؛ اما الخارجية فتلك ما اشرنا الي ان حديث السيسي قد يتضمنها ؛ وعنوانها العام هو “الإرهاب” …..

اما الأسعار في مصر فهي صناعة مصرية مائة بالمائة ؛ يصنعها ويتفنن في تجويد استغلالها مصريون ؛ اما من يستفيد منها بالفعل والواقع ؛ فهو من يستطيع استغلالها داخليا او خارجيا او كلاهما ؛ فهو نظريا صاحب حق في ذلك ؛ وارجو ان لا يزج احد ما بالحكومة – اقصد الوزراء والجهاز الإداري للدولة – في الأزمة لا كشركاء ؛ ولا كفاعلين ولا حتي كمستفيدين ؛ من الأزمة ؛ فالشغل الشاغل للجميع- اعني من اشرت اليهم – هو المنصب والراتب والمكافآت واستوراث ما يمكن استوراثه من ذلك اكرر ان الأوجاع هي “منه فيه” ؛ والمستفيدون ايضا “منه فيه” وهو فهم كان يعيه ويدركه بل ودفع اليه انور السادات رحمه الله وتابعه بكل الجدية حسني مبارك وفق المعني المتداول شعبيا :”اللي مش حايلحق يسرق في عصري او في زمني ………….” ولا يهم ان كان ذلك المعني صحيحا او لا ؛ لكنه ما جري تطبيقه فعليا على ارض الواقع في زمنهما ؛ وهو ما استغلته الجماعة المتأخونة فترة السنة – التي حكمت وقتها مصر- فأجرت تعيين ما قارب 140 الف موظف من قبلها في كل المستويات الإدارية الفاعلة في مصر ….

ولا زالت الغالبية من تلك المجموعة موجودة في عصب الجهاز الإداري المصري ؛ وتمارس نشاطاتها بكل الفاعلية ما امكنها ذلك ؛…….. ……… ثم يكون الملفت ان يظهر بعض شخصيات تجتزأ لنفسها قدرا ايجابيا من تاريخ مصر ؛ وفي مقدمتهم حاليا السيد/ عمرو موسي ؛ عبر كل صفاته الوزارية السابقة وحتي امانة الجامعة العربية ؛ والحديث يطول حول الجميع ؛………… ……. نلتق في حديث تال ………………………

محمد رمضان ………………………

الإسكندرية في 19 سبتمبر 2017 ……………………………………….

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك