الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

منال علي تفوز في مسابقة الشاعر لزهر دخان عن قصتها نصحني غريب

من الخيال إلى الواقع ونقلا عن أم الحقائق . تبقى القصة والرواية والحكاية ،هي أول وأخر وسيلة يُشد بها العقل البشري إلى ين معرفة الحقيقة والنهاية. أو لا يطلق صراحه ويبقى مشدوها يفكر في خاتمة لما سمع ، وإنتهاء أو إنهاء لما تابع من سرد . كان بقلم أو بلسان أو بإيحاء تعبيري من مبدع كبير أو مبدعة.
هذه المرة سوف نقرأ سوياً في قصة “نصحني غريب” وهي قصة الكاتبة المصرية منال علي. التي تعاقدت مؤخراً مع دار الزيات لنشر مجموعتها القصصية . وهي متفاعلة ومتحمسة لنشر أول رواياتها أيضاً حسبما نشرته قبل أيام في صفحتها الرسمية عبر فايس بوك : (وبكدا نقدر نقول تم التعاقد رسميا مع دار الزيات للنشر والتوزيع 🎉🏃‍♀️ لطباعة المجموعة القصصية ” كاتب مصري” 💜🎉🕺🕺وعقبال عقدروايتي 😁🙈)
شاركتنا الكاتبة منال علي قصتها في ” مسابقة الشاعر لزهر دخان ” وقد حالفها الحظ في نيل شرف الفوز في الأسبوع الثاني للمسابقة .. وفيما يلي نصها الفائز بحق النشر في صفحات مواقع جرائد مصرية مختلفة ..
قصة: نصحني غريب
بعد شروق الشمس وجميع أرجاء غرفتي يملئها السطوع، وبعد أن تناولت الإفطار وحيدة كالعادة !!
جلست مع فنجان قهوتي قليلًا أمام المرآة، ونظرتُ متأملةٍ لما أعطاه الله لي من جمال ومال وكنت أفكر بما سأفعله، ولكن شرد عقلي عن ذلك، ودار في عقلي سؤالًا وهو ..هل للإنسان أن يموت وهو على قيد الحياة ؟!
وكان هذا السؤال يتردد في عقلي إلى أن استشط غضبًا، وجعلني أسئل نفسي لما أتى لي هذا السؤال الحين ؟!
تعكر صفو مزاجي بهذا السؤال، ولكن مرارة القهوة انستني كل ذلك، فهي لي بمثابة المخدر لما يزعجني، انفرد بها بعيدًا عن كل ضجيج، نزلت مسرعة إلى العمل ولكنني وأنا في طريقي أستوقفني رجلًا مُسن، وسرعان ما تملكني الغضب مما فعل!
وقال لي : أهدئي يا بنتي، لماذا كل ذلك الغضب أنا لن أطلب منكِ شيئا من المال !!
وقلت له وكنت غاضبة ايضًا وخائفة أن أتأخر على عملي : وإن كنت لا تريد مالًا لماذا استوقفتني وبعد دقائق معدودة سيبدأ الدوام .
فقال متحيرًا : وأنا لن أجعل شيء مثل هذا يحدث بسببي، أذن سأتركك الآن.
فقلتُ: يكن هذا خيرًا لك شكرًا لتفهمك .
ذهبت إلى عملها وبعد انتهاء الدوام، وهي في طريقها عائدة إلى المنزل استوقفها نفس ذاك الرجل مرة أخرى.
وقال لها : انتظرتك إلى أن انتهيتِ من دوامك، أعطني وقت أتحدث معكِ قليلًا !
هي أساءت معاملته مرة أخرى وكان حديثها يتملكه الجفاء.
فقال لها : أنا لا أنتظرك للأخذ أساءتك ولكن أنتظرتك لأكون لكي ناصح.
– هي استغربت من كلماته هذه، وبعدها تسئل نفسها هل هذا العجوز يعرف شيء عن حياتي ؟ أم هي مجرد نصائح كأنه بمثابة والدي !! صارت تتعجب منه لبرهة !
إلى أن قال : لما شردتِ في التفكير !؟
فأجابته : أنا اسمعك أعطني نصيحتك وابتعد عن طريقي بعدها.
قال الرجل : معاملتك سيئة جداً ! وهل نفس المعاملة تعاملي بها أباكِ ؟!
قالت في نفسها : لماذا يذكرني الآن يا ليتني أخذت طريقا غير هذه !؟
الرجل مرة أخرى يقطع ما يشرد فيه ذهنها قائلا : لماذا لا تجاوبينني هل السؤال صعب للغاية ؟!
ردت عليه قائلة : أنت من أرسلك لي ؟!
رد عليها قائلًا وباختصار: ‘ الله ‘
اندهشت، وقالت كيف !؟
أجابها قائلًا أنا اعرفكِ جيدً ولن يرسلني أحد من الأشخاص لكِ !
ولكن لماذا تعيشين وحدك؟ وأبعدتكِ الدنيا عن أهلك ؟! هل هذا جزاءهم وهل يستحقون هذا ؟!
وإلى متي ستظلين هكذا ؟!
وهل متنعمة بحياتك وأنت بعيدة عنهم ؟!
ولما تركتيهم وأنت أبنتهم الوحيدة ؟! تالله لا يستحقون منك كل هذا الجفاء كل هذا ليس بسهل عليهم وفراقكِ لهم ليس بهين !
قالت: وبعد ما أجاوبك لا اريد رؤيتك مرة أخرى وتبتعد عن طريقي !
الرجل : أنتِ والدك هو عبد العزير إبراهيم صحيح هذا !؟
قالت : نعم ، وكيف عرفت؟ !
الرجل : ليس ذلك بمهم !
قالت : أن كان هذا ليس بمهم بالنسبة لك فهو مهم بالنسبة لي فأجبني ثم ابتعد عن طريقي !
الرجل : سأبتعد وأغادر الأن ولكن سأراكِ مرة أخرى، وأوصيكِ
-قبل مغادرتي المدنية أهلك محتاجون لوجودك بينهم الوالدين لن تعوضك عنهم ملبس ومأكل ومشرب وأصدقاء أرجعِ لهم وعودِ لموطن نشأتك، ثم سلامًا إلى أن ألتقي بكِ مرة أخرى .
وبعد مغادرة الرجل استكملت طريقها إلى أن وصلت لمنزلها، ولكن ذلك الرجل جعلها تفكر وتسترجع كل ما حدث لها بالماضي وتذكرت سبب خروجها عن تلك الطبقة متوسطة الحال، وهي في سن السابعة عشر ظلت تقارن حال معيشتهم بحال الأغنياء وذلك ما جعلها غير راضية وفي نظرها عيشة غير مرضية، أخذت تنهك أهلها لتقلد غيرها إلى أن ذهبت وغادرت منزل عائلتها، وغادرت المدينة بأكملها وذهبت إلى مدينة أخرى عاشت بها وعملت بها إلى أن التقى بها ذاك الغريب ونصحها بالرجوع لأهلها، أخذت تفكر في رجوعها وهي تتأرجح ببطء على الكرسي الخاص بها، ثم غادرت المنزل وقامت بالتسوق وشراء أفضل الأشياء لأهلها فكلمات ذلك الغريب ايقظتها مما كانت غارقة به، وأخذت ما يكفيهم، وعند وصولها لمنزل والديها أذ هي تتطرق الباب وتخرج لها عجوز يتراوح عمرها ما بين الستين والسبعين عامًا
قائلة : من الطارق بذلك الوقت ؟!
قالت : أنا يا أمي ألم تتذكريني ؟!
قالت العجوز : لا
ثم كررت عليها : من أنتِ !؟
قالت : أنا أبنتك ” بيان ”
العجوز بنظرة استغراب : أبنة عبد العزيز أبراهيم
بيان متلهفة : نعم أنا أبنته
العجوز : للأسف أنا لست بأمك !
بيان وقد اغرورقت عيناها بالدموع : كيف !؟ أين أمي هذا منزلنا أنا اتذكره جيدا ؟!
العجوز: والديكِ قد دفنا بعد آذان الظهر للأسف! رجوعك تأخر، والدتك كانت على أمل أن تقر عيناها بنظرة منكِ. ودائمًا تحدثني عنكِ ولكن سبق رجوعك قضاء الله وقدرة.
بيان : كيف حدث ذلك يا الله، نويت على الرجوع ونويت أن اطعهما كما ربياني صغيرة وكنت سأقوم بإصلاح نفسي وابرهما .
العجوز: تركت والدتك رسالة مطوية بداخل كتابها المفضل، ووصتني عندما ترجعين اقول لك عنها، قامت بالدخول المنزل وتتذكر طفولتها واهلها وحياتها وهي راضيه بحالهم، ودموعها لا تتوقف فسقطت ارضًا من شدة البكاء ولكنها حاولت أن تستجمع قواها لتقرأ الرسالة
‘ أبنتي العزيزة : في يوما ما ستظهر لكِ الأيام مدى حب الأب لابنه، كنا دائمًا نسعى لإن تكوني بأحسن حال ولكن قابلتي كل ذلك بالجحود والجفاء ثم البُعد لا أحد
سيحبك مثلنا ولا أحدًا سيكون بجانبك في اسوء حالاتك، استوقفت القراءة طاوية الورقة ولا تريد إكمالها قائلة سامحيني يا أمي قد اخطأت يا الله فلا تعاقبني استجمعت قواها مرة اخرى واذ بها تكمل الرسالة’ لا سامحكي الله على كل ما فعلتيه بنا كنت اريد انا واباكِ ان يضمد جرح بُعدك بلقياكِ ولكن ادركنا الموت واستجمعت قواي وانا بأشد حالة مرضي لأكتب لكِ هذا، وإن كنت غير راضية قليلًا عما اكتبه لكِ ولكن تستحقين ذلك لا سلام الله عليكِ.
-تستوقفنا هذه القصة قليلا مع نقاط كثيرة أهمها بر الوالدين، ومقارنة النفس بغيرها في الأمور الدنيوية، فلو نظرت أيها القارئ لكل من ينظرون لحياة غيرهم من حيث المأكل والملبس والمسكن والمشرب لا يتمتعون بالنعم التي فأيديهم، والرجوع بعد فوات الأوان مهلك حتى وإن واجهته بكل ما عندك من قوة ستهلك لا محالة .. ارضى بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس .
وبالنهاية “انفرد بذاتك عنهم ”
كن منفردا عن غيرك فاليد الواحدة أصابعها متشابها، فتميز باختلافك عن غيرك كما تتميز اصابع اليد عن بعضها بين طول وقِصر، وتتمايز بصمتها من شخص لآخر كن مختلفًا ومتميز ولا تقارن نفسك وحياتك بغيرك كن أنت كن متميزًا بالرضا.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك