الثلاثاء - الموافق 19 مارس 2024م

مصر ومواجهة قوي الظلام بقلم الدكتور :- عادل عامر

فمنذ لحظة الميلاد تألقت مصر علي خارطة التاريخ ولألاف السنين امتلكت اسرار القوي والمجد واقترن اسمها بالرخاء وظلت محل انظار الطامعين في انتظار لحظة ضعف او غفلة وتكالب عليها المتربصون وظلت تعاني وتدفع عن نفسها حقد الطغاة  والغزاة مصر الجائزة الكبرى من اجلها تتحرك الجيوش

 وقد ادركت قوي الظلام ان مصر عصية علي المحتل اذا استمرت في صعودها ولكن الجميع يدرك ان كلمة الفصل في هذه الحروب ليس لمن يمتلك السلاح فقط وانما المنتصر هو من يملك المعلومة فالعقول اليوم من تدير معارك الجيل الرابع من الحروب والساحة مفتوحة للمواجهة علي رقعة الشطرنج .

ان هذا الشعب الابي وبعد مرور عام علي حكم جماعة الاخوان المسلمين وقد ادرك تماما بما لا يدعو مجالا للريبة او الشك إنه امام حكم فاسي رفع شعار المشاركة لا المغالبة وحكم بمبدأ المغالبة لا المشاركة واقصي جميع السياسية من الساحة بما فيها قوي التيار الاسلامي السلفي الشريك الفعلي لهم في الحكم وتيقن انه امام جماعة تريد ان تلتهم مصر لصالح خدمة اهدافها في حلم اقامة خلافة اسلامية وهمية هم ابعد ما يكونون لمقومات رجال الدين يحملون راية الاسلام .

ولم يكن هؤلاء يوما سوي ادوات لتنفيذ المخطط الصهيوامريكي نحو شرق اوسط جديد فبعد مرور عام زادت معدلات الفقر والبطالة وقيدت حرية التعبير وحرية الصحافة وواجه الصحفيون شبح السجون وتم اعتقال اعداد كبيرة من النشطاء السياسيين المعارضين للحكم وتوغلت الجماعة في كل مؤسسات الدولة نحو اخونتها بجحه اعادة الهيكلة وتحريرها من فساد اذناب النظام السابق

وتم تشريع وسن قوانين تمرر الاستيلاء علي قناة السويس لصالح قوي اجنبية بل وذهبت لسن قانون الصكوك الاسلامية الذي حمل بين طياته بيعا لأصول وممتلكات الدولة في وضح النهار واتجهت لسن قوانين تشريعية معارضة لقانون السلطة القضائية مما ادخلها في خصومة شديدة مع اعرق مؤسسات الدولة المصرية من المؤسسة القضائية للمؤسسة العسكرية لوزارة الداخلية وخصوصا ان الشعب المصري تيقن تماما ان هذه الجماعة تفرض في ارض سيناء الطاهرة والتي ارتوي ترابها بدماء شهداء مصر الابرار لسنوات مضت طويلة لصالح قطاع غزة الفلسطيني .

ومن ثم تم تخصيم هذه الجماعة من خلال سياساتها الصبيانية هذه مع الشعب المصري بأكمله اما عن ردود افعال قيادات جماعة الاخوان المسلمين وبعض قيادات التيار الاسلامي التي ارتفعت حدتها مع قرب يوم 30 يونيو وقد سقط قناع الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الانسان الذي ارتدوه طيلة عام كامل حيث ذهبت كل تصريحاتهم نحو اعلا حرب اهلية ووصموا الشعب المصري بالعلمانية والكفرة والالحاد وادعوا انهم مناهضون للمشروع الاسلامي الذي لم يعلنوا هم انفسهم عن طبيعة هذا المشروع ومقوماته حتي يلتف حولهم الشعب المصري العظيم وبات كل مواطن مصري يعلن رغبته في اسقاط حكم الاخوان هو مواطن علماني معاد لتطبيق الشريعة الاسلامية

والمثير للدهشة ان النظام الحاكم في مصر والذي وعد التيار الاسلامي السلفي بتطبيق الشريعة الاسلامية في محالة منه لاستقطابه لم يطرح في الدستور الذي صاغة بحرفية شديدة لخدمة اهداف الجماعة مادة واحدة تدل علي تطبيق احكام الشريعة الاسلامية والاكثر دهشة ان الحكومة المصرية قامت بزيادة حصة الضريبة علي الخمور والملاهي الليلية بدلا من منعها وكذلك قامت بتحليل فوائد القروض تحت مسمي مصاريف ادارية بسيطة رغم ان الرئيس محمد مرسي نفسه عام 2005 قام بمهاجمه فوائد القروض داخل قبة البرلمان حينما كان عضوا في مجلس الشعب ووصفها بالربا مما يعني ان الشعب المصري امام جماعة تتاجر بالدين وتتلاعب بعقول المصريين بشعارات دينية لم يتحقق منها شيء علي ارض الواقع .  

ومن ناحية اخري :-

وحين ننظر الي العالم العربي حتي اواخر 2010 نري علي وجه العموم انغلاق المؤسسات السياسية علي التنافس السياسي الحقيقي فلا تعكس هذه المؤسسات تمثيلا شعبيا حرا وان كانت درجات هذا الانغلاق تختلف من بلد الي اخر وعلي الصعيد الاقتصادي تحولت الاقتصاديات الوطنية العربية تدريجيا من اقتصادات ترتبط مفاصلها الاساسية بالقطاع العام الي اقتصاديات تعتمد علي القطاع الخاص عبر مشاريع الخصخصة والانفتاح علي الخارج .واذا نظرنا الي العالم العربي ككل فان النظرية الموسعة للتحديث تعجز طبيعة العجز العربي المتواصلة في ميادين الديمقراطية والحريات وهنا بالذات تقف التجربة العربية في تعارض مع تجربة بلدان عديدة في المناطق الأخرى من العالم حيث نري ترابطا ايجابيا بين التنمية الاقتصادية وعملية الدمقرطة .

ويمكن ارجاع استمرارية العجز الديمقراطي علي الصعيد العربي الي عاملين اساسيين: هما الثروة النفطية ( نظرية الدولة الريعية التي تعتمد علي مقايضة الرفاه الاقتصادي بالحريات السياسية ) وبدرجة اهم صراعات المنطقة وبخاصة الصراع العربي الاسرائيلي تضاف الية الحروب الاهلية والخارجية والتي وفرت كلها ذرائع للسلطة القائمة بعدم السير في عملية التحول الديمقراطي الحقيقي في غياب حل عادل للقضية الفلسطينية وفي خلق بيئة إقليمية غير مواتية للإصلاح السياسي الحقيقي وقد يكون تأثير هذه الصراعات في يومنا الحاضر اقل شأنا مما كان علية سابقا ولكن في مطلق الاحوال لا يمكننا ان نتجاهل التأثيرات السلبية للصراع العربي الاسرائيلي في مسيرة الديمقراطية العربية .

اداء الجيوش العربية ازاء الحراك الشعبي العربي تميز بثلاث مواقف للجيوش وهي الموقف المحايد وهو الذي بدا مترددا بين الحياد السلبي والحياد الايجابي والموقف المتطور من الامتناع عن نصرة الحاكم الي الضغط علي حتي يخرج وفي الحالة يقع الجيش التونسي والجيش المصري والموقف الثاني وهو النقيض والمتميز بالاندفاع الي حماية النظام والدولة في وجه خصومه ومثال ذلك الجيش السوري والموقف الثالث وهو الذي تميز بانقسام الجيش بين مؤيد للحركات الشعبية والذي مارس دور النصير ضد النظام السياسي وبين المدافع عن الحاكم والمستمر بولائه المطلق له وهو مثلته الحالة الليبية واليمنية وهكذا رأينا الجيوش التي تحمي النظام والجيوش التي تحمي الوطن والجيوش العقائدية والجيوش غير العقائدية والجيوش الطليقة والجيوش غير الطليقة والجيوش المنقسمة علي نفسها ان شيئا ما يتشكل في عالمنا العربي .

ليس بالضرورة محاكيا للنموذج التونسي او قادرا علي تكراره وانما الاهم ان الرغبة في الاصلاح لم تعد بعيدة عن أذهان الشعوب العربية المقهورة الغارقة سلطتها في الفساد والاستبداد

وهذا من اعظم نتائج ثورة الياسمين الا ان الثورة لم تنجز من مهامها غير القليل وهي في مراحلها الاولي كما انها بداية ايجابية لمسار اصلاحي طويل الامد يقود الي تغيرات مجتمعية حقيقية تشمل مختلف البني الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية يفترضها ويحتويها في الوقت نفسه الانتقال الي الديمقراطية والطريق امامها لا يزال طويلا .

  لذلك يعتبر الجيش المصري جيش الشعب والوطن ورمز للوطنية المصرية الاصيلة حقاً مفخرة لكل مصري لأنها الوطنية في أعظم صورها ولأنها الإيمان الحق بالله في مواجهة قوى الظلام التي تسعى للتخريب والتدمير والقتل وانتهاك المقدسات وسرقة الأوطان تحت شعارات استغلوها للضحك على عقول المواطنين البسطاء عن طريق دغدغة مشاعرهم وعواطفهم الوطنية والدينية عبر وسائل الإعلام العميلة التي استغلت أحدث الوسائل التقنية والفتاوى الدينية لسرعة التأثير على المواطنين خلال ثورات الربيع العربي

 ولم تعلم شعوبنا أن ما يحدث هو جزء من خطة كبيرة استهدفت كافة دول المنطقة ومصر كانت جزءاً من الخطة لولا عناية الله بها ولولا وجود جيشها وتفهم شعبها، فالدول التي تم تدميرها تحتاج لأجيال عديدة لتعود إلى سابق عهدها إلى جانب تشريد شعوبها في ملاجئ بمختلف دول العالم مع استمرار الصراعات والحروب التي لن تنتهى بسهولة على أرضها مع الكتائب المسلحة والتي تحركها وتمولها دول وأجهزة مخابرات لنشر الفوضى في المنطقة والسيطرة على ثرواتها، .

 

 

 

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك