الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

مسرحية قصيرة لَما يزغرد القمح ؟ بقلم عبير صفوت

خلفية خشبة المسرح خلفية لسنابل من القمح علي أرض زراعية

الشخوص
صالح : مواطن ريفي فقير
أم صالح : إمراة بسيطة
خطيبة صالح ….

تقف أم صالح علي خشبة المسرح وتنظر للبراح ، حيث تتألق جدائل القمح بلونها الذهبي ، تصرخ أم صالح وهي تنظر لسنابل القمح ، متلهفة النداء تجهر :
صالح ، صالح ، اسرع ياصالح لتري ما يسر عينيك .

يأتى صالح مسرعٱ وهو يقوم بثني أكمامة ، مستفهمٱ :
ماذا حدث يأما ؟!

تَتَفوة أم صّالح وهي تّجذب يد إبنها صالح :
هاهو النهار قد تَجلي ، والسنابل تتلألأ والعِيدان تتَراقص ، ألم أقل لكَ إنها البشارة .

صَالح قائلأ في علأمة مِن اليأس وهو يُعاود بسط أكمام جلبابة :
كم سنة ونحن نتحدث بالبشارة ؟! سطوع النهار بشارة ، والشمس لمَا تذغرد بشارة ، والزرع لما يتمايل نقول جانا الهنا ، والمطر لما يرخ نقول يَسلام ، إلى متي يأما ؟! بنقول والفعل مفيش ، الى متي سيكون الحلم أعور لأ يدرك الحقيقة ؟!

تخرج أم صالح عن صمتها متسائلة :
وماَ هي الحقيقة ياَصَالح ؟!

صَالح يقول وهو يشير الى سنابل القمح :
الحقيقة في خدمة الأرض ، في التقاوي ، ومكنة ري الأرض ، الحقيقة في المال يأما ، الحقيقة في هنومة التى كتب أسمها على أسمى ونحن صغار ، الحقيقة أني لن أستطيع أسعدها من غير المال ، الحقيقة هي المال ، و نحن ياما ليس لدينا مال .

أم صالح تغالط نفسها مترددة :
لا تقطع الأمل يابني ، ماَدمنا أحياء ياولدي .

صَالح ينفعل :
كيف للأحلام أن تعيش بلاَ مَال؟! كيف لنا أن نغرس؟! بِدُون عُمال ومكينة ، كيف النصر للأوطان بدون شعوب أقوياء وعِتاد وأسلحة للدفاع ، نحن لا نستطيع ذلك ، هذا هو الواقع يأما ، انها الحقيقة التي لا مفر منها .

أم صَالح تأخذها الأشجان المفزعة وتبكي :
صَالح ، استمع جيدأ لأمك العجوز ياولدي ، أنظر ياصَالح إليا ، ماذاَ تَراني ؟!

تَتَحدث أم صالح بصورة تمن عن اليأس :
أنا يابني ايامي قليلة في هذه الحياة ، وهذه العجوز التي تحدثك ، لديها قليل من الأموال في صورة مقدار من الذهب ، هيا هيا ياصالح خذ إياهم وأفعل ما تدركة في المنافع والإستفادة يابني .

صَالح ينظر للأم بعطف وحنان وحُب وتقدير ، ثم يَقول :
ماذاَ تقولين إيتها العظيمة ؟! أولزال لديك مزيدا من العطاء ؟! إيتها الأم الرائعة ، وكم اود ان اذكرك وأن تناسيت ، أنا أبنك صالح يأمي ، الذي رأي ما لا تسر عينية ، وقد علمت من هو أبي ، ولم أنكر الخذيان بالعار ، و الظلم لك كان أطنان ، تحملتي من أجلي أنا الولد الوحيد والصغير الذي كان صالح ، والأن بعد هذا العمر بي تَجلي ، والمشيب بوجنتاكي رست علي شَواطئ العَجز ، تقولين ما تقولين ، لا يأمي واللهي ابدا .

الأم يأخذها الشعور بالأمومة تقفز تعانقة قائلة في زهو :
صَالح ، الا تعلم ؟! يابني أن المرأة تحب شيئان في حياتها ، الحلم الضائع والأبن الوحيد الذي يحقق هذا الحلم ياصَالح .

صَالح يعترض :
أحقق الأحلام بلأ أموالك ، بلأ أن اظلم أمي .

الأم تؤكد :
صَالح هل تعلم أنك تنصف أمك ياصَالح ، الإنصاف هو أنتـ وهذا النجاح هذان شأن واحد ، كم تمنيت يابني ذلك .

صَالح :
لكن يأمي .

الأم مجدداَ :
صالح إنها أمنية ، ليس عليك الأ تحقيقها لأمك العجوز يابني .

صالح يجذب يد الأم نحو سنابل القمح قائلأ :
أنظري يأمي ، بدي الأمر بشارة .

الأم تبتسم باكية في تأكيد :
ألم تدرك الأ الأن ياصالح ، فقد أدركت انه بالطبع ذلك ياولدي .

صالح والأم يتَعانقان .
تمت

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك