الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

مسؤول في المقاومة الإيرانية لـ«الرياض»: الانتفاضة الشعبية صرخة غضب ضد نظام فاشي

رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين

المملكة أوقفت التمدد الإيراني ومطامع ولاية الفقيه
الشعب الإيراني ثار لإسقاط نظام فاشي


الرياض السعودية -حوار – جاسر الصقري:
أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين في حوار مع الـ’الرياض’ أن عاصفة الحزم أوقفت التمدد الإيراني في اليمن ومطامع ولاية الفقيه في السيطرة على الدول العربية، وأضاف أن انتفاضة الشعب الإيراني صرخة غضب ضد نظام الملالي،

وانتفاضة من أجل إسقاط النظام الفاشي وإقامة إيران ديمقراطية حرّة مسالمة تعيش مع جيرانها في أمن وسلام وطمأنينة، وقال محدثين: إنه في إيران المستقبل جميع القوميات والشعوب ستحظى بحقوق متكافئة في إطار السيادة الوطنية الإيرانية، نافياً وجود نزعة انفصالية في أية منطقة من مناطق إيران، وأشار إلى أنه في العديد من الحالات يقوم النظام نفسه باختلاق تيارات انفصالية أو يساعد بشكل مباشر أو غير مباشر الداعين إلى الانفصال وبذلك يوفّر الذريعة للقمع.. وفيما يلي نص الحوار:

  • كيف ترى المقاومة الإيرانية مظاهرات الشعب الإيراني.. وكيف تردون على رئيس السلطة القضائية في نظام ولاية الفقيه صادق لاريجاني عندما طلب تدخل النيابة والأمن بالقوة؟
  • نحن نرى أن هذه الانتفاضة تعتبر صرخة غضب بعد حوالي أربعين عاماً من الحروب والقمع والكبت والإرهاب والإعدام والتعذيب والفقر والمجاعة والبطالة والحرمان، وهذه انتفاضة من أجل إسقاط النظام الفاشي الحاكم في بلدنا وإقامة إيران ديمقراطية حرّة مسالمة تعيش مع جيرانها في أمن وسلام وطمأنينة، والحقيقة هي أن خامنئي ونظام الملالي استخدموا كل ما بحوزتهم من قوات الحرس والأجهزة القضائية والأجهزة الأمنية وجهازهم الإعلامي لقمع انتفاضة الشعب، كما أن النظام حاول من خلال قطع الإنترنت وشبكة التواصل الاجتماعي إيقاف الانتفاضة، لكن ردّنا على كبير جلادي خامنئي في السلطة القضائية وعلى سيده خامنئي وصديقه روحاني وغيرهم الذين جاؤوا هذه الأيام وتوعّدوا أبناء الشعب هو تكرار شعارات شعبنا ‘الموت لمبدأ ولاية الفقيه’، و’الموت للديكتاتور’، ونقول لهم ‘موتوا بغيظكم’.
  • خامنئي والحرس الثوري وجهان لعملة واحدة، كيف ترون هذه العلاقة؟
  • خامنئي والحرس ليسا وجهين بل وجه واحد لعملة ولاية الفقيه والفاشية الدينية، ولاية الفقيه هي الديكتاتورية الدينية الظلامية التي تعتمد في بقائها على القمع في الداخل ضد الشعب الإيراني وتصدير الحروب والإرهاب إلى الدول الأخرى، وقوات الحرس هي الركيزة الأساسية لتمرير هذه السياسة وهي الداعم الرئيس بحماية هذا النظام، من دون وجود قوات الحرس سيسقط نظام ولاية الفقيه ومن دون وجود ولي الفقيه ستفقد قوات الحرس أساس وجودها.

إيران لجميع مكوناتها
حكم الملالي أمام طريق مسدود.. والنزعات الانفصالية أكذوبة لتبرير القمع

  • سياسة المقاومة الإيرانية كيف ترى عملها تجاه المكونات والأديان الأخرى من الشعب الإيراني كالشعب الكردي والأهوازي والبلوشي، هل هناك تنسيق بينكم حيال إسقاط نظام ولاية الفقيه الداعم للإرهاب على مستوى العالم؟ وهل هناك مشاركة فعالة بينكم، حيث سبق أن ذكرت السيدة مريم رجوي حرصها على الحكم الذاتي والديمقراطية في إيران؟
  • جميع مكوّنات الشعب تلتقي في أمرين: إسقاط نظام ولاية الفقيه بكافة فصائله وتياراته وإقامة إيران حرة ديمقراطية على أساس حكم الشعب وصوت الشعب، ولذا شاهدتم نشاطاً ونضالاً باهراً لأهلنا وإخواننا وأخواتنا العرب في الأهواز والفلاحية وفي تبريز ومدن آذربيجان وفي زاهدان وإيران شهر وفي مدن محافظة كردستان وغيرها، شأنهم شأن المواطنين في أصفهان وطهران ومشهد وكرمان وأراك وغيرها من المدن الإيرانية، والمواطنون الكرد والعرب والبلوتش وأتباع الديانات المختلفة لاسيما أخواتنا وإخواننا السنة قد تعرضوا للقمع والتمييز أكثر من ذي قبل، بدءاً من حملات الاعتقال والإعدامات في الأهواز وإلى قصف القرى في كردستان، كما أن مدينة الأهواز والمدن الأخرى في محافظة الأهواز كانت هذه الأيام مسرحاً لأروع النماذج من الملاحم الشعبية في مسار الانتفاضة، وفي ما يتعلق بحقوق الشعوب الإيرانية في إيران المستقبل فبصفتنا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وعموده الفقري منظمة مجاهدي خلق الإيرانية يمكن لي أن أقول إن في إيران المستقبل جميع القوميات والشعوب ستحظى بحقوق متكافئة في إطار السيادة الوطنية الإيرانية، وفق الخطوط العريضة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية التي تمت المصادقة عليها في العام 1981، وتحقيق هذه الحقوق ضرورة للاستقلال وللديمقراطية في إيران.

لا نزعات انفصالية
• هل هناك حركات انفصالية داخل إيران حالياً؟

  • ليست هناك أية نزعة انفصالية في أية منطقة من مناطق إيران، الأكراد الإيرانيون يبحثون عن حلول لحقوقهم المشروعة في إطار إيران ديمقراطية، كما أن العرب والبلوتش أيضاً ليس لديهم هذه النزعات، وأريد أن أؤكد أن النظام هو الطرف الوحيد الذي يستفيد من رفع شعار الانفصال؛ لأن النظام يبحث عن ذريعة لقمع أهلنا في الأهواز وفي بلوتشستان وفي كردستان وكل من يرفع هذا الشعار يعطي للنظام وللمخابرات الإيرانية ولقوات الحرس الذريعة اللازمة لقمع إخواننا وأخواتنا، لهذا السبب نرى أن في العديد من الحالات النظام نفسه يقوم باختلاق تيارات انفصالية أو يساعد بشكل مباشر أو غير مباشر الداعين إلى الانفصال وبذلك يوفّر الذريعة للقمع.
  • كيف ترون مشاركة أبناء الشعب الإيراني ضمن الحرس الثوري في سورية واليمن والعراق وفلسطين ولبنان؟ وهل حقق الحرس الثوري أهدافه من خلال تدخلاته؟
  • أبناء الشعب الإيراني يرفضون تدخلات نظام ولاية الفقيه في شؤون الدول الأخرى، ويكفي في هذا المجال الإشارة إلى أن أحد المحاور الرئيسية في شعارات الانتفاضة هو إدانة تدخلات النظام في الدول وتصدير الإرهاب والحروب إليها، وذلك بإطلاق شعارات ‘غادروا سوريا، فكّروا فينا’، و’الموت لحزب الله’، و’اتركوا نصرالله، فكروا في أحوالنا’، أو’لا سوريا ولا لبنان حياتي من أجل إيران’، وقبل هذه الانتفاضة أيضاً كان النظام أمام طريق مسدود في تعبئة القوات الإيرانية للقتال في سورية، ولذا نرى أنه التجأ إلى زجّ قوات أفغانية وباكستانية وعراقية ولبنانية وغيرها إلى أتون الحرب في سورية، وحتى عناصر الحرس الذين جاؤوا إلى سورية كان معظمهم من الحرس القدماء الذين شاركوا في الحرب الإيرانية العراقية، أما القسم الثاني من السؤال فإن الحرس حقق أهدافه في قتل مئات الآلاف من أبناء الشعبين السوري والعراقي، وكذلك الشعب اليمني، لكن النظام في إستراتيجيته للبقاء قد فشل لأن الشعب الإيراني رفض وندّد بهذه السياسة، لذا أعتقد أن الفرصة الآن مناسبة جداً لاستخدام جميع الإمكانيات المتاحة لطرد قوات الحرس والميليشيات التابعة لها من جميع بلدان المنطقة من سورية والعراق ولبنان واليمن وغيرها.
  • مجزرة 1988 بإعدام آلاف السجناء السياسيين؟ لم تشهد إدانتها في مجلس الأمن الدولي؟ وهل لكم مساع حيال ذلك؟
  • إن نظام الملالي خلال 28 عاماً استطاع عبر وضع خطوط حمراء أن يفرض الصمت والتعتيم على أكبر مجزرة ضد السجناء السياسيين بعد الحرب العالمية الثانية، فبقيت هذه الجريمة الكبرى ضد الإنسانية في دائرة التعتيم العام داخل إيران، حيث لم يتجرأ أحد أن يتحدث عنها وإلا سيدفع ثمناً باهظاً، ففي العام 1998 كتبت صحيفة ‘آريا’ خبراً بسيطاً بشأن هذه المجزرة جاء فيه أن محمد خاتمي رئيس جمهورية النظام آنذاك، كان من مؤيدي تنفيذ فتوى خميني لإعدام السجناء، فإذا بخاتمي شخصياً يأمر بإغلاق هذه الصحيفة إلى الأبد، وخلال العام الماضي وفي ذكرى تلك المجزرة حصل تطوّر كبير في هذا المجال حيث تجاوب المجتمع الإيراني مع دعوة السيدة مريم رجوي إلى حملة وطنية لمقاضاة مرتكبي هذه الجريمة، وبعدها بأسابيع تم كشف النقاب عن تسجيل صوتي ومحضر لقاء تم في خضمّ الإعدامات الجماعية في صيف عام 1988 بين آية الله منتظري وأعضاء ‘لجنة الموت’ في طهران، وبث هذا الشريط أضاف من زخم حملة مقاضاة المسؤولين عن هذه المجزرة ومرتكبيها الذين هم قادة نظام ولاية الفقيه، لكن الآن وبعد الانتفاضة يجب أن ننظر إلى هؤلاء الضحايا بصفتهم روّاد والزّراع لهذه الحركة المباركة التي نحن وشعبنا عازمون على مواصلتها حتى إسقاط النظام، وبعد ذلك ستنظر المحاكم المستقلة في إيران في جرائم مسؤولي القمع والمجازر والإعدامات والتعذيب والإرهاب والفساد وإهدار ثروات الشعب وغيرها من الجرائم ضد أبناء الشعب.

إغلاق أوكار التجسس
• كيف تنظرون لدور المملكة العربية السعودية في كشف نظام ولاية الفقيه الإرهابي؟

  • نحن نشيد بمواقف المملكة في الوقوف ضد نظام ولاية الفقيه ومطامعه للسيطرة على الدول الأخرى، وهذا الموقف تمثّل في عاصفة الحزم التي كانت لها دور كبير في إيقاف تمدد هذا النظام في اليمن، كما أن مبادرة المملكة من أجل عقد مؤتمر القمّة لمنظمة التعاون الإسلامي مع الرئيس الأميركي في شهر إبريل من العام الماضي والبيان الختامي لهذا المؤتمر كانت خطوات كبيرة جداً في هذا الاتجاه، لكن أريد أن أعبّر عن رأي جديد لأننا دخلنا مرحلة جديدة في حياة شعبنا بعد هذه الانتفاضة، حيث إن الشعب الإيراني رفض النظام الحاكم وندّد بجميع سياساته، وفي المقابل أيد الشعب الإيراني المقاومة الإيرانية وسياساته ضد النظام، لذا نتطلع من جميع الدول العربية والإسلامية التي عانت من إرهاب نظام الملالي وحروبه خلال هذه السنوات أن تقوم بطرد سفراء الملالي من بلدانها وتقطع علاقاتها الدبلوماسية مع هذا النظام، خاصة ومن المعروف أن هذه السفارات ليست سوى أوكار التجسس والإرهاب وإيصال الإمكانيات إلى الإرهابيين والمتطرفين في هذه الدول، كما أننا نكرّر مطلبنا بضرورة طرد نظام ولاية الفقيه من منظمة التعاون الإسلامي وتسليم كرسي إيران في هذه المنظمة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بصفته البديل الشرعي لنظام ولاية الفقيه، كذلك أعتقد أن الوقت قد حان للاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بصفته البديل الشرعي الوحيد لأبناء الشعب الإيراني، والذي يعبّر عن طموحات هذا الشعب ببرامجه وخطوطه العريضة لإيران المستقبل.

النظام أمام طريق مسدود
• ما هو دوركم داخل إيران حالياً مع استمرار المظاهرات؟ وكيف تصف التطورات الأخيرة بانتفاضة أكثر من 60 مدينة؟وهل تتوقعون سقوط نظام ولاية الفقيه؟

  • خلافاً للعام 2009 الذي بدأت فيه الانتفاضة ضد تزوير الانتخابات الرئاسية ومن الصراعات الداخلية في النظام، فهذه المرة الصراع بين النظام بأكمله مع الشعب بأكمله، لذا من أول الشعارات التي رفعها المواطنون كان الموت لروحاني، نعم قبل ثمانية أعوام وبسبب تقاعس قادة الحركة وتخلّيهم عن مواكبة متطلبات الشعب وخروجهم من الساحة تمكن النظام من قمع الثورة الخضراء، لكن هذه المرة قيادة هذه الانتفاضة ليست بيد هؤلاء الأشخاص، وبالتالي غير قابلة للاستسلام، في الوقت الحالي شبكات مجاهدي خلق داخل المدن والبلدات تعمل في طليعة هذه الانتفاضة، والآن نحن نرى أن بعد أسبوع هذه الحركة مستمرة ومتواصلة بالرغم سقوط أكثر من 45 شهيداً، و1500 معتقل حتى اليوم السابع للانتفاضة، ومئات الجرحى، والآن النظام هو الذي يجب أن يقرر ما ذا يريد أن يفعل، وفي الحقيقة نظام ولاية الفقيه أمام طريق مسدود ويعيش في عجز تام، لأنه إذا أطلق النار لسوف تعلو الشعلة، وإذا لم يطلق الرصاص لسوف تتوسع الانتفاضة، بطبيعة الحال الغاية المرجوّة لنا هو الانتقال السلمي وتجنب إراقة الدماء.

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك