الجمعة - الموافق 19 أبريل 2024م

محمد علي كلاي … ثائرٌ يضجّ بالقيم

Spread the love

لم يكن محمد علي كلاي مجرد ملاكم أو رياضي مثير، بل اختصرت شخصيته جملة من القيم الانسانية والنضالات السامية التي تخطت

التأطير النمطي وقدمت رسالة مفعمة بالنبل والمبادئ. واشنطن: اتخذ محمد علي كلاي، الذي يعد أعظم ملاكم في تاريخ أميركا، قراره باعتناق الديانة الإسلامية، وهو ما جعله يشعر بحالة من الفخر كونه بات أميركيًا مسلمًا. وعُرِفَ عنه معارضته للحرب في فيتنام وعدم ممانعته أن يصدر ضده حكم بالسجن. وسبق أن تعرض للهجوم من الصحافة ومن أعضاء الكونغرس بسبب المواقف التي كان يتخذها. ومُنِعَ كذلك من ممارسة الملاكمة وخسر نتيجة ذلك ملايين الدولارات. وفي الـ 19 من يونيو عام 1967، أدين بقضية كان ينظرها قضاة بيض في منطقة هيوستن بولاية تكساس. وحُكِم عليه بالسجن لمدة 5 أعوام، كما صودر جواز سفره. وسرعان ما قام بعدها بالاستئناف، وبعدها بـ 4 أعوام، وتحديدًا في العام 1971، نقضت المحكمة العليا في الولايات المتحدة ذلك الحكم. ومع تراجع تأييد الحرب التي كانت تخوضها الولايات المتحدة في فيتنام، تحول محمد علي إلى بطل في نظر الملايين من الأميركيين، بحسب ما أكده أحد المراقبين، لا سيما وأنه أسس لمعارضة ملموسة وواضحة ومخيفة. سأذهب إلى السجن وسيظل اسم محمد علي محفوراً في الذاكرة بسبب تصريحاته التي كان يدليها بخصوص اعتراضه على الحرب في فيتنام، وإليكم أبرز ما صرح به بهذا الخصوص: “لماذا يطلبون مني أن أرتدي زياً نظامياً وأن أقطع مسافة قدرها 10 آلاف ميل لأقوم بإسقاط قنابل وطلقات نارية على أناس بشرتهم بنية اللون في فيتنام، في حين أن مَن يُطلَق عليهم الزنوج في لويزفيل يُعَامَلون كما الكلاب ويُحرَمون من أبسط حقوق الإنسان؟ لا لن أقطع مسافة 10 آلاف ميل من موطني لكي أساهم في قتل وحرق دولة أخرى فقيرة فقط من أجل أن يواصل أسياد الرقيق الأبيض هيمنتهم على ذوي البشرة الداكنة في كل مكان بالعالم. وذلك هو اليوم الذي يجب أن تنتهي فيه مثل هذه الشرور. وقد تلقيت تحذيرات بأنني باتخاذي مثل هذا الموقف، سأخسر ملايين الدولارات. لكني قلتها مرة وسأقولها مرة أخرى. فالعدو الحقيقي لقومي موجود هنا. ولن أخزي ديني، قومي أو نفسي، بأن أصبح أداة لاستعباد هؤلاء الذين يحاربون من أجل عدالتهم، حريتهم ومساواتهم … وإن كنت أرى أن الحرب ستجلب الحرية والمساواة لقومي الذين يقدر عددهم بـ 22 مليون شخصاً، لكنت انضممت إليها من الغد. وليس لدي ما أخسره للدفاع عن معتقداتي. لذا سأذهب إلى السجن، فما المشكلة في ذلك؟ فنحن نعيش في سجن منذ 400 عاماً”.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك