الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

..متى تتحرك أوروبا للبحث عن حلول سياسية للأزمة اليمنية؟ .. اللواء /رضا يعقوب

ايمن بحر
تجدد الحديث عن حل ديبلوماسى للأزمة اليمنية بعد لقاء مبعوث الأمم المتحدة أطراف النزاع، كما طالب مهدى المشاط، رئيس “المجلس السياسى” فى التمرد الحوثى بوساطة أوروبي،. فماهى جدية وإمكانات وساطة أوروبية فوق رمال يمنية متحركة؟
أشاع مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث، أجواء من التفاؤل، غريفيث قال إنه أجرى محادثات “مثمرة” مع زعيم المتمردين عبد الملك الحوثى، وأكد أن طرفى النزاع طرحا “أفكارا ملموسة” لتحقيق السلام، الجهود الأممية تسعى لتجنب هجوم عسكرى شامل على مدينة الحُديدة الساحلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين من التحالف الذى تقوده السعودية، وقد نجح غريفيث حتى الآن فى وقف الهجوم الذى بدأته قوات التحالف فى الشهر الماضى.
ولكن ما هو الجديد اليوم الذى قد يدفع أطراف النزاع للتخلى عن الخيار العسكرى، وهو ما رفضوه لحد الآن، يرى أمين اليافعى، الكاتب والمحلل السياسى اليمنى المقيم فى برلين أن “هناك دائما فى الحروب والأزمات الكبيرة، ما يسمى باللحظة الحرجة، وهى اللحظة التى تكون فيها الأطراف على إستعداد لدخول عملية التفاوض أو التسوية السياسية، فى اليمن وفى الحُديدة بالتحديد تبدو المعارك مختلفة هذه المرة، ويبدو أن الحوثيين باتوا مستعدين للتفاوض”.
رغم إستمرار المواجهات العسكرية كما أظهره هجوم الحوثيين على مقر قوات التحالف فى عدن، فإنه يبدو أن هناك مؤشرات على مزاج جديد يوحى بإستعداد الأطراف المبدئى للتسوية السياسية، فقد أكد غريفيث أن طرفى النزاع طرحا “أفكارا ملموسة” لتحقيق السلام، وأكد أنه سيُطلع مجلس الأمن الدولى على نتائج مناقشاته هناك وانه يأمل أن يلتقى مع الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى “قريبا جداً” لإجراء ثانى جولة من المحادثات مع حكومته.
وتتزامن جولة المبعوث الأممى مع مرحلة دقيقة من الحرب فى اليمن بعد أن بدأت قبل نحو ثلاثة أسابيع هجوماً بإتجاه الحُديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتى تضم ميناء تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية الموجهة لبلد يعانى من كارثة إنسانية ويهددها شبح المجاعة.

معركة الحديدة قد تسهل التوصل لحل، حسب مراقبين.
وتتعرض قوات التحالف لضغط قوى من المنظمات الدولية التى تحذرها من التداعيات الإنسانية فى حال الهجوم على المدينة، فقد أفادت منظمة “أوكسفام” بنزوح أكثر من ثمانين الف شخص من منازلهم رغم تراجع حدة القتال فى محافظة الحُديدة، كما أن الحوثيين يرون هذه المرة أنهم قد يفقدون هذه المدينة الإستراتيجية ما قد يشكل تحولا فى مجرى الحرب.
ىطالب المهدى المشاط رئيس “المجلس السياسى الأعلى” فى التمرد الحوثى أنطونيا كالفوبورينا رئيسة بعثة الإتحاد الأوروبى لليمن بتدخل الإتحاد ومساهمته في حل الأزمة اليمنية، وبهذا الصدد أوضح أمين اليافعى “أعتقد أن أكثر طرف يمكن للحوثيين أن يثقوا فيه هم الأوروبيين، لأن الطرف الأوروبى يقدم نفسه كطرف محايد غير منخرط فى الصر”، وإستطرد أن هناك فعلاً مجالاً لوساطة أوروبية، ولكن ذلك يعتمد على إستعداد الإتحاد الأوروبى للقيام بمثل هذا الدور، “أتصور أن يكون هذا الدور فى أن يتسلم الأوروبيون مثلاً ميناء الحديدة، لأن المشكلة الدائرة حالياً تدور حول ميناء الحديدة ومن سيتسلمه ويديره؟”.
غير أن الوساطة الأوروبية وإن كانت تبدو مغرية على الورق، الا أن هناك عوائق عديدة تتعلق بغياب سياسة خارجية موحدة وبإتباع دول عديدة أعضاء فى الإتحاد لأجندتها الخاصة وإرتباطها بشبكة علاقات ومصالح مختلفة مع الفاعلين فى الأزمة اليمنى، غير أن المطلوب على ما يبدو هو دور ما تقوم به مؤسسة الإتحاد وليس دوله الأعضاء.
فالإتحاد الأوروبى “يملك فرصة جيدة لأنه لم يكن منخرطا فى الصراع بل بقى على مسافة من جميع الأطراف، وتوجهه هو تشجيع مخرج سياسى للأزمة، وندد بإستمرار بالحل العسكرى وهذا ما يؤهله للعب دور مهم لإيجاد حل سياسى فى اليمن”.
حياد مؤسسات بروكسل لا يعنى بالضرورة حياد سياسة الدول الأعضاء، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نددت منظمات حقوقية بمواصلة تصدير أسلحة فرنسية الى السعودية ودولة الإمارات المتهمتين بإنتهاك القانون الإنسانى فى اليمن، فكيف يمكن للإتحاد الأوروبى أن يقوم بالوساطة فى الأزمة اليمنية ودوله تصدر الأسلحة لأحد أطراف النزاع؟، يرى أمين اليافعى أن هذا الأمر كان واضحاً فى بداية الحرب، ولكن هناك قرار بوقف تصدير السلاح لدول التحالف، وفى المانيا بالتحديد هناك إجراءات مشددة بشأن تصدير السلاح المشاركة فى حرب اليمن، ويستطرد اليافعى موضحاً أن “الإشكالية مرتبطة بالأساس بالدور الفرنسى الغامض فى هذا الموضوع وكذلك الدور البريطانى، ولكن الإتحاد الأوروبى يضم بلداناً كثيرة ويمكنه أن يقوم بدور، وهو طرف حتى إذا لم تكن كل دوله محايدة تماماً ولكنه ليس طرفاً منخرطا داعما لأطراف الصراع”.
كما أن جميع الأطراف تعترف بأن “المانيا من أكثر الأطراف التى ساهمت خلال المرحلة السابقة لجهة تفادى أن تنزلق الأمور لصدام عسكرى، المانيا دعمت منظمات المجتمع المدنى والكثير من الفعاليات المحلية بهدف إيجاد مخارج سلمية لهذه الأزمة”، يوضح اليافعى ويضيف قائلاً: “كان لى لقاء مع المبعوث الأممى السابق لليمن وأخبرنى أن المانيا أكثر طرف خارجى يحاول أن يحل الأزمة فى اليمن”، ولكن الدور الألمانى قد تعترض عليه دول التحالف لأن برلين إنتقدت على الدوام الحرب فى اليمن الأخطاء الكبيرة التى إرتكبتها قوات التحالف خصوصا فى حق المدنيين.
يظهر الإتحاد الأوروبى من خلال غياب دور جامعة الدول العربية، ومن من هذه الأسلوب يقدم الإستعمار وإستغلال الوطن العربى، علينا تنشيط الدور العربى والإبتعاد عن الدور الأجنبى.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك