الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

مبادرة إحياء الجذور بقلم :- الدكتور عادل عامر

أن المبادرة فكرة جيدة لتوثيق العلاقات بين الدول الثلاث لان “هدف المبادرة إننا نرجعهم للأماكن اللي اتولدوا فيها عشان يسترجعوا الذكريات إن مبادرة «إحياء الجذور» تؤكد أن مصر بلد الأمان والاستثمار، لأنها توضح قدرة مصر على إطلاق فعالية تمتد لأسبوع في محافظات مختلفة.

تؤكد مبادرة إحياء الجذور التي تشهدها الإسكندرية قوة ومتانة العلاقات المصرية اليونانية والقبرصية التي تضرب بجذورها في عمق التاريخ وقد استعادت ذاكرتي ما نشره لي بريد الأهرام عام 2005 تحت عنوان « الذكريات الجميلة» عن الروابط المصرية اليونانية ونص هذه الرسالة هو: نشرت جريدة الأهرام نبأ الاتفاق بين شركتي الخطوط الجوية المصرية واليونانية علي استيعاب الإقبال المتزايد من اليونانيين للسفر إلي مدينة الإسكندرية، ونحن نعلم المكانة العالية التي تتمتع بها هذه المدينة في قلوبهم، فالماضي القريب يؤكد أن العديد من عائلاتهم عاش بها وجابت شوارعها وأزقتها وانخرطت في المجتمع المصري لسنوات طويلة ، واكتسبت العديد من عاداته وتقاليده ، وتمكنت من اللغة العربية التي امتزجت باللهجة اليونانية ، وفي مرحلة الطفولة،

كنا نتجول في شوارع الاسكندرية ونشاهد محلات البقالة وبيع الحلوى والمخابز والمحامص التي يمتلكها اليونانيون، فيشد انتباهنا أسلوب العرض المميز وننجذب بشدة لرائحتها ومذاقها الطيب، وحتي يومنا هذا لم تتوقف آذاننا عن سماع أسماء مثل كوستا وكرياكو تتردد بكثرة خاصة في أروقة النادي اليوناني المطل علي البحر بالميناء الشرقي.. لقد خطط اليونانيون لرحلاتهم السياحية للإسكندرية لما يحملونه عنها من ذكريات طيبة، فهناك من جرفه الحنين لرؤية الأهل والأصدقاء ومنهم من يرغب في استعادة ذكريات طفولته التي أمضاها في أزقتها وشوارعها الضيقة وعلي شواطئها الساحرة

فأهلا ومرحبا باليونانيين في بلدهم الثاني، وأرجو أن يشمل محافظ الإسكندرية هذه الرحلات برعايته، لأن مثل هذا الوجود وبتلك الأعداد، سوف تتبعه دعاية قوية تعمل علي جذب الأوروبيين لمشاهدة عروس البحر الأبيض بعد أن تزينت بثوب جديد يحق لكثير من اليونانيين أن يفتخروا بها كما هو حق لكل المصريين.

 أن مصر دولة عظمى فاعلة في منطقة الشرق الأوسط، معلقة على القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان بأنها في إطار الدبلوماسية الناعمة لمصر التي تعد أهم أسلحتها، أن التواصل المباشر بين شعوب المنطقة والتركيز على القواسم المشتركة هو الذي يجعل الوجود المصري ملموسًا، أن تلك المرحلة التي احتوت على علاقات جيدة بين الدول الثلاث، بدأت منذ زيارة وزير الخارجية القبرصي لمصر بعد 30 يونيو عام 2013 ومساندته لها، أن العلاقات المصرية اليونانية القبرصية هي علاقات قديمة وتاريخية وممتدة منذ آلاف السنين،

 وهى دول جوار ولديها رصيد حضاري هائل، فقبرص على سبيل المثال تبعد حوالي ٣٥٠ كيلو مترا عن شواطئ الإسكندرية، ولنا أن نتخيل مدى قربها من مصر، وكذلك اليونان.

أن من المتوقع أن يكون هناك زيادة في الاستثمارات والشراكات في الكثير من المجالات بين الدول الثلاثة خلال الفترة القادمة في الكثير من المجالات المختلفة.

إن هذه الزيارة التاريخية هي بمثابة رسالة من مصر للعالم أجمع، بأننا مهتمون بكل من عاش على أرض الإسكندرية، كما أن الملتقى تجربة رائعة للترويج للسياحة المصرية أن مصر كانت ولازالت بوتقة تنصهر فيها كل الثقافات خاصة المتقارب معنا حضاريا مثل قبرص واليونان ، وهناك آفاق متعددة للتعاون مع كل منهما في العديد من المجالات.

ان العلاقات المصرية اليونانية القبرصية ليست وليدة اليوم حيث تعود الي عقود طويله حيث تربط الدول الثلاثة بتاريخ مشترك وحضارة ومدينه الاسكندرية واثارها الرومانية خير شاهد علي ذلك ستصب تلك المبادرة في زيادة الاستثمارات المتبادلة بين الدول الثلاثة بجانب تنشيط السياحة والتعاون العسكري الاستراتيجي

وأن توحدهم وتماسكهم يحمي مصر وقبرص واليونان من محاولات سرقة خيرات البحر المتوسط من غاز وبترول وثروات طبيعية أن هناك دولا كثيرة تسعى لضرب تلك العلاقة إلا أن وعي زعماء الدول الثلاث جعلهم يسيرون خلف مصر في طريق تقوية العلاقات وإحياء جذورها مما يمثل رسالة قوية إلى كل من يحاول أن يعبث بمقدرات شعوب الدول الثلاث في البحر المتوسط. أن هذا المنتدى يهدف إلى مد جسور التواصل للدول الثلاث عبر البحر المتوسط وكذلك إلى زيادة التعاون الاقتصادي وتنشيط الحركة التجارية بما يعود بالخير والنفع على شعوبها، أن قبرص واليونان بوابة هامة للتجارة البينية الأور ومتوسطية.

يشير مستوى العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، إلى أن العلاقات الاقتصادية لا تزال بحاجة إلى الارتقاء بها لمستوى أعلى، وما يتفق مع مقومات وطموحات البلدين ، أخذاً في الاعتبار إمكانية الاستفادة من عضوية كلٍ منهما في عدد من التجمعات الاقتصادية الإقليمية، فمصر عضو في الكوميسا واتفاقية أغادير، بينما اليونان عضو في منظمة البحر الأسود للتعاون الاقتصادي، وعملية التعاون بين دول جنوب شرق أوروبا، الأمر الذي يمكن أن يجعل من مصر بوابة اليونان إلى أفريقيا والعالم العربي، ومن اليونان نافذة لمصر إلى جنوب شرق أوروبا

تتمتع مصر واليونان بعلاقات سياحية طيبة حيث وصل عدد السياح اليونانيين إلى مصر إلى 44 ألف سائح، وهو نفس الرقم عام 2000 وعام 2004 وشهدت السياحة في مصر خلال شهر سبتمبر 2005 زيادة بلغت 12,5 في المائة عن عام 2004. زار وفد رفيع المستوى من وزارة السياحة اليونانية القاهرة في 15 أبريل 2007 بهدف تفعيل الاتفاق المبرم بين الجانبين ، خاصة في مجال التدريب، وأسفرت الزيارة عن تقديم منح يونانية لمركز التدريب الخاص بالاتحاد المصري للغرف السياحية بمدينة الشيخ زايد.

نظمت السفارة بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة في فبراير 2007 أسبوعاً سياحياً وثقافياً مصرياً بفندق هيلتون أثينا ضمن احتفالية كبيرة ضمت إلى جانب مصر كلاً من استراليا، البرازيل، إيطاليا، اليابان، روسيا. مبادرة غير مسبوقة وتعبر عن إدراك أصيل لأهمية العلاقات التاريخية والروابط الثقافية والحضارية بين المصريين واليونانيين والقبارصة. والثقافة اليونانية التي تشكل مكونا أصيلا في قبرص حاضرة أيضا بقوة في الثغر السكندري الذي يجسد أروع نماذج التفاعل الثقافي والحوار الحضاري بين شعبين صديقين على ضفتي البحر المتوسط، فيما كان الإغريق قد تلقوا الحكمة المصرية القديمة عبر هذا البحر العظيم الذي وصفه سفير قبرص لدى مصر خاريس موريتسيس بأنه «البحر الذي تحدث به أشياء عظيمة”. وفيما تبقى العلاقة بين المصريين والقبارصة واليونانيين علاقة دالة على معنى التفاعل الثقافي والحضاري البناء عبر الزمان والمكان كان الذي يقف فيه تمثال الإسكندر عند بداية الشارع المؤدي لطريق الحرية بمدينة الإسكندرية «بالمكان العبقري» في المدينة التي أرسى الإسكندر الأكبر دعائمها الأولى عام 332 قبل الميلاد.

ومن الطبيعي أن تكون هذه الروابط الوثيقة بين الثقافتين المصرية واليونانية حافزا لتعزيز العلاقات في كل المجالات ومن بينها التعاون الاقتصادي المشترك وأن تشهد التبادلات التجارية تطورا ملحوظا وتتوالى المبادرات الإيجابية على هذا الصعيد، كما يتجلى في «منتدى الأعمال المصري- اليوناني- القبرصي» الذي افتتحه المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أمس الثلاثاء بالإسكندرية.

وهذا التمثال المصنوع من البرونز للإسكندر الأكبر ممتطيا جواده هدية قدمتها اليونان للإسكندرية عام 2000 وقد تبرع بثمن هذا العمل الفني لتصبح إطلالة مصر على شاطئ المتوسط ونقطة التقاء الحضارات وحاضنة الثقافات والتراث لدى بعض اليونانيين الذين كانوا يعيشون في الإسكندرية تعبيرا عن حبهم للمدينة التي احتضنتهم لسنوات طويلة. أنها الإسكندرية «المدينة العريقة ونقطة التقاء الحضارات وحاضنة الثقافات والتراث التي تحتل مكانة خاصة في قلوب المصريين وأبناء منطقة البحر المتوسط» كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو يفتتح فعاليات أسبوع إحياء الجذور، مؤكدا على أنها مازالت تمثل تجسيدا لقيم التسامح والتعايش المشترك والتواصل الإنساني.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك