الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

ما هي مكانة الاحواز العربية المحتلة و مالها من ثروات كبيرة وموقع جغرافي استراتيجي من قبل ايران علي استقرار وامن الدول العربية .. بقلم : الدكتور عادل عامر

إن حضارة الأحواز متجذرة في التاريخ مثلها مثل حضارة ما بين النهرين وان العيلاميون كانوا مثلهم مثل البابليين والسومرين من صناع الحضارات القديمة وبدأت حضارتهم قبل أربعة آلاف عام قبل الميلاد، ويعد العرب أول من سكن هذه المنطقة على عكس ادعاءات الفرس، ويزيد عدد السكان العرب فيها على 8 مليون نسمة من قبائل شمر وطي وغيرها من القبائل العربية أما عدد السنة في كامل ايران فيتجاوز 20 مليون نسمة.

منذ انتصار المسلمين على الفرس في القادسية وإقليم الأحواز تحت حكم الخلافة الإسلامية ويتبع لولاية البصرة إلى أيام الغزو المغولي ومن بعد نشأت الدولة المشعشعية العربية واعترفت بها الدولة الصفوية والخلافة العثمانية كدولة مستقلة إلى أن نشأت الدولة الكعبية (1724-1925م) وحافظت على استقلالها حتى سقوطها على يد الشاة بهلوي ففي عام 1920م اتفقت بريطانيا مع إيران على إقصاء أَمير الأحواز (عربستان)

وضم الإقليم إلى إيران حيث منح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط إلى إيران بعد اعتقال الأمير خزغل الكعبي وبعدها أصبحت الأحواز محل نزاع إقليمي بين العراق وإيران وأدى اكتشاف النفط في الأحواز وعلى الأخص في مدينة عبدان الواقعة على الخليج العربي مطلع القرن العشرين إلى تكالب القوى المتعددة للسيطرة عليها.

يسعي المحتل الإيراني حتى اليوم إلى زيادة نسبة غير العرب في الأحواز وتغيير الأسماء العربية الأصلية للمدن والبلدات والأنهار وغيرها من المواقع الجغرافية في منطقة الأحواز فمدينة المحمرة على سبيل المثال أصبح اسمها (خرم شهر)

وهي كلمة فارسية بمعنى البلد الأخضر فطالت عمليات تغيير الطابع العربي كافة جوانب الحياة في الأحواز بعـد احتلالها الصفوي وكان هدفها فرض الثقافة الفارسية فكان على رأس المحرمات التي أقرها الاحتلال الإيراني الفارسي التحدث باللغة العربية في الأماكن العامة ومن يخالف ذلك الأمر يتعرض للعقاب لأن التحدث باللغة العربية جريمة يعاقب عليها القانون الصفوي فقررت إيران بأن تكون مناهج الدراسة في المدارس باللغة الفارسية فقط ولا يجوز التحدث بأي لغة أخرى ومُنع الأحوازيين من تسمية مواليدهم بأسماء عربية ومنع لبس الزى العربي واستبدل باللبس البهلوي الفارسي.

من أهم الأسباب المؤدية إلى عودة الأحواز إلى الحضن العربي هو إبراز قضية الأحواز على الصعيد العربي والدولي وتسخير كافة الطاقات الإعلامية لتسليط الضوء على بشاعة وحقد النظام الإيراني الصفوي وإظهار المذابح والمجازر الوحشية التي قام بها النظام الصفوي وقبل ذلك يجب أن نرسخ مفهوم واقعي وهو أن قضية الأحواز لا تقل أهمية عن قضية احتلال أي دولة عربية وإضافة إلى تدعيم دور الإعلام الغائب وتفعيله فإن من بعض العوامل المساعدة في عودة الأحواز حرة عربية هي دعم أهلها دعماً معنوياً ومادياً فالفقر قد أكل وشرب من أبناء الشعب الأحوازي المقهور والخيرات تجري من تحت أقدامه وهم يعيشون الفقر المدقع بل غالبيتهم يعيشون تحت خط الفقر

واجدها فرصة مناسبة لإعادة وترديد ما ذهبت إليه كثيراً بالمطالبة بدعم أبناء الأحواز في إيران وأبناء السنة دعماً سياسياً ومادياً لأن جلاء المحتل الصفوي لا يكون إلا بدفعه وتركيعه ولا يجب أن يستقبل العرب ما عمدت إليه القيادة الصفوية من ترسيخ مفهوم قوة وجبروت النظام الإيراني الفارسي الذي ينشط في الكذب والخداع والوهم فنظام طهران نظام هش قابل للسقوط هذا إذا ما علمنا أن الشعب الإيراني قاطبة شعب محتقن ويرفض سياسة التسلط التي يمارسها آيات طهران وملالي الدولارات وللتذكير

فإن إيران بلد قوميات وعرقيات ومذاهب وأديان متعددة ويسهل اختراق هذا النظام الحاقد إذا ما عمد العرب والمسلمون عامة إلى وضع استراتيجيات على أسس صحيحة هدفها تحجيم الدور الصفوي في المنطقة ومن ثم مد اليد والمعونة لدعم أبناء الأحواز وأبناء السنة قاطبة

عندها يسهل لدولة الأحواز أن تخرج من قفص الاحتلال الصفوي ويسعد أكثر من 20 مليون نسمة من أبناء السنة والجماعة ويعيشون في عدل وحرية وحياة كريمة من دون إذلال ولا كراهية وآخر ما اختم به هو القول بأن الأحواز ستتحرر قريباً إذا ما هب العرب والمسلمون لنجدتها وتوفرت النية الصادقة لذلك.

تقع الأحواز على رأس الخليج العربي وتمتد على الساحل الشرقي للخليج وتم احتلالها من قبل فارس «إيران حاليا» عام 1925 ميلادي، وقد سيطر على هذه المنطقة كل من الفرس والمقدونيين لفترات قصيرة، ثم فتحها المسلمون في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، واستمرت ولاية قائمة بذاتها حتى الغزو المغولي، وبرزت مستقلة أيام الدولة المشعشعية والدولة الكعبية، إلى أن ظهر النفط فيها في بداية القرن الماضي ليسلط عليها أنظار وأطماع القوى العظمى آنذاك، كونها أول منطقة في الشرق الأوسط يكتشف فيها الذهب الأسود، وتصبح نقطة صراع بين إيران وبريطانيا التي ورثتها من الدولة العثمانية، وكانت للحكومات العراقية محاولات لانتزاع الإقليم من إيران،

كان آخرها في الحرب العراقية الإيرانية التي دارت معظم معاركها على أرض هذا الإقليم، حين أعلن الرئيس العراقي صدام حسين أن الأحواز للعراق، ولم يكن الصراع على الإقليم عبثيًّا، فهي أرض غنية بالموارد الطبيعة من نفط وغاز، وتربتها الخصبة المنتج الرئيس لمحاصيل السكر والذرة في إيران،

وتساهم بنحو نصف الناتج القومي لإيران، وبأكثر من 80% من قيمة الصادرات، الأمر الذي يجعل إيران حريصة على الأحواز وصبغها بالفارسية كما يتهمها أهل الإقليم، ويتهمونها أيضًا بقمع كل من ينادي بانتماء قومي آخر، ولم تسلم أسماء المدن والبلدان والأنهار من التغيير للفارسية، فمدينة المحمرة العاصمة التاريخية للإقليم باتت تعرف اليوم باسم «خرمشهر» أما إقليم الأحواز نفسه أصبح اليوم اسمه «محافظة خوزستان» بينما كانت إيران تطلق عليه رسميًّا حتى عام 1936 اسم «ولاية عربستان» أي أرض العرب، ويشتكي السكان من منعهم تسمية أولادهم بأسماء عربية غير متعارف عليها في الثقافة الفارسية، والسعي لزيادة نسبة غير العرب عبر الهجرة والهجرة المعاكسة، والبطالة، وعدم المشاركة في السلطة، ويبلغ تعداد سكان الأحواز 8 ملايين نسمة من القبائل العربية الأصيلة تناضل من اجل الاستقلال وتقرير المصير وتسعى إلى لجم الأطماع الإيرانية في المنطقة العربية،

وتشكل هذه القضية أحد أهم القضايا العربية التي لا تجد اهتمامًا كبيرًا من وسائل الإعلام العربي، على الرغم أن الشعب الأحوازي يعاني حاليًا من الاضطهاد وعمليات طمس الهوية الذي تقوم به الدولة الإيرانية

إيران تمارس اليوم سياسة القهر والتهميش للشعب الأحوازي، وهو شعب ذو هوية عربية تاريخية بمعزل عن كل الادعاءات التي تلصق به، ولديه هوية مستقلة وخلفية تاريخية، ولكن هناك قوانين جعلت القوى الأحوازية تفكر بفكرٍ وواقعٍ وخطابٍ جديد ينسجم مع الوضع الدولي الحاضر، وقد بدأت سياسة المحاصرة منذ تأسيس الدولة الإيرانية المعاصرة عام 1921 على يد «رضا خان بهلوي»

ويرجع ذلك إلى أن الدولة الإيرانية تأسست على ركيزتين أساسيتين هما معاداة العروبة والعرب، كهاجس خلفي لصنع الإمبراطورية القديمة وبنائها من جديد،

وكان ذلك الشعب أول ضحايا هذا الخطاب الذي تمثل في سياسات استيطان وتهجير، والشعب الأحوازي يؤمن بأن امتداده التاريخي والثقافي هو امتداد عربي خالص، حيث يشكلون ثالث أكبر تجمع سكاني بالخليج بعد العراق والمملكة، ويرجع عدم الاهتمام العربي بهذه القضية إلى انشغالهم بالقضية الفلسطينية التي أخذت الاهتمام الأول كونها قضية دينية مقدسة، وقد آن الأوان اليوم لتحمل العرب لمسئولياتهم تجاه هذا الشعب العربي خاصة في ظل سياسة القمع الذي تمارسه إيران ضدهم في الوقت الحالي.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك