الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

لماذا تدعم أمريكا إسرائيل ؟!!! ” رؤية دينية عقائدية ” بقلم: هند درويش

مما لا يخفى على أحد أن لأمريكا الدور الأكبر عبر التاريخ في مساندة الصهاينة في إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين، فإن اليهود عبر التاريخ لا يستطيعون العيش وسط الشعوب إلا بوجود مدد من الله ومدد من الناس من خلال يد العون التي تساعدهم على البقاء مصدقاً لقوله تعالى: ” ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ” (البقرة: 61). بعد أن غضب الله عليهم نتيجة لعدم امتثالهم لأمر الله جعلهم مشتتين في الأرض بلا وطن وهذا ما أخبرنا الله به في قوله تعالى: ” ” وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ ” (الإسراء: 104). أي تفرقوا في معظم البلاد، وبعد أن قال الله سبحانه وتعالى: اسكنوا الأرض، وبعد أن قال: وقطعناهم في الأرض أمماً، قال: ” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ” (الإسراء:104). قال الشيخ الشعرواي رحمه الله هذه الآية تدل على أن تجمع اليهود في فلسطين من علامات الساعة. وأكثر من وعى لهذه الحقيقة هم الإنجيليين واليهود نظرا لما ورد في كتبهم المقدسة، وهذا بين في فكر رؤساء أمريكا، وهذا ما سوف نستشفه من تصريحات الرؤساء الأمريكيين، فمثلا: الرئيس “جيمي كارتر” أعلن صراحة في خطاب له أمام الكنيست سنة 1979م أن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل هي علاقة دينية في الأساس، وكان مما قاله: ” إن علاقة أمريكا بإسرائيل أكثر من علاقة خاصة، لقد كانت ولا تزال علاقة فريدة، وهي علاقة لا يمكن تقويضها؛ لأنها متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأمريكي” ، وكذلك حين قام “رونالد ريجان” بزيارة المنظمة اليهودية أثناء حملته الانتخابية، “بناي برث” في واشنطن خطب قائلاً: إن إسرائيل ليست أمة فقط، بل هي رمز؛ ففي دفاعنا عن حق إسرائيل في الوجود، إنما ندافع عن ذات القيم التي بنيت على أساسها أمتنا، والنتيجة كانت نجاح ريجان ليس فقط لدورة انتخابات واحدة بل لدورتين واستمر في الحكم من 1981 إلى 1989م، وكان في كل هذه السنوات -كما يقول الكاتب الأمريكي جيمس ميلز- ينطلق في سياسته من إيمانه بتنبؤات الكتاب المقدس، وخاصة سِفر حزقيال، وما جاء فيه من أن الرب سيأخذ أولاد إسرائيل إلى الأرض الموعودة. ويؤمن الإنجيليون إيماناً عميقاً بأن المسيح لن يعود ثانية إلا بعد استقرار اليهود في أرض فلسطين ” فعودة المسيح الثانية إلي الأرض وبداية العصر الألفي السعيد لن يتحققا إلا إذا سبقهما تجميع اليهود في فلسطين ” . فمع حلول القرن التاسع عشر أصبح الاعتقاد بالبعث اليهودي في فلسطين يمثل اللاهوت البروستانتي الأمريكي، حيث احتلت معتقدات المسيح المنتظر والعصر الألفي السعيد مكاناً بارزاً.

والسر وراء مساعدة الإنيجليينن وخاصة الأصولية الأمريكية للصهيانة لتمكينهم من إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين ينبع من إيمانهم الدفين أن هذا الرجوع هو الخط الفاصل لحدوث جميع النبوءات، فلن تحدث أي نبوءة إلا بعد عودة اليهود إلي أرض فلسطين، ولن يعود المسيح مرة ثانية إلا بإتمام هذا الحدث…..فهي بمثابة مؤشر نهاية العالم بالنسبة لهم، فعودة اليهود وإن كانت في عدم إيمان فهي نبوءة توراتية لا بد من تحقيقها حسب زعمهم. يقول الرئيس الأمريكي جيمى كارتر: ” إن إقامة الأمة الإسرائيلية هي تحقيق للنبوءة التوراتية والتنفيذ الجوهري لها، فهي الخط الفاصل لوقوع جميع النبوءات. وقد استندوا إلي بعض النصوص الواردة في سفر حزقيال، التي تشير إلي عودتهم في عدم إيمان يقول الرب: وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: «يَا ابْنَ آدَمَ، قَدْ صَارَ لِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ زَغَلاً كُلُّهُمْ نُحَاسٌ وَقَصْدِيرٌ وَحَدِيدٌ وَرَصَاصٌ فِي وَسْطِ كُورٍ صَارُوا زَغَلَ فِضَّةٍ، لأَجْلِ ذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ حَيْثُ إِنَّكُمْ كُلَّكُمْ صِرْتُمْ زَغَلاً، فَلِذلِكَ هأَنَذَا أَجْمَعُكُمْ فِي وَسْطِ أُورُشَلِيمَ، جَمْعَ فِضَّةٍ وَنُحَاسٍ وَحَدِيدٍ وَرَصَاصٍ وَقَصْدِيرٍ إِلَى وَسْطِ كُورٍ لِنَفْخِ النَّارِ عَلَيْهَا لِسَبْكِهَا، كَذلِكَ أَجْمَعُكُمْ بِغَضَبِي وَسَخَطِي وَأَطْرَحُكُمْ وَأَسْبِكُكُمْ، فَأَجْمَعُكُمْ وَأَنْفُخُ عَلَيْكُمْ فِي نَارِ غَضَبِي، فَتُسْبَكُونَ فِي وَسْطِهَا ” .

وبالمثل أيضا نجد الإنيجلي الأمريكي ” بات روبرتسون ” يقول: ” إن الكتاب المقدس يحتوي على إشارات حول أحداث العالم المقبلة، إنه يتضمن نبوءات تهز الدنيا، فالفكر الذي يتم تغذية عقول الإنجيليين به هو حتمية تسلح كل مسيحي إنجيلي لهذه المعركة ” هرمجدون ” ، وضرورة خوضها لتعجيل مجيء المخلص، وفي هذا السياق يقول القس ” كرسيول ” راعي الكنيسة المعمدانية ” في ” دالاس ” في الولايات المتحدة الأمريكية: ” إنه يجيب على المسيحيين أن يخوضوا معركة هرمجدون لأن هذه المعركة هي الوسيلة الوحيدة التي ستعجل بعودة المسيح إلي القدس…..لذلك نرى كثيرا من المبشرين ” الإنجليين ” يسفه كل اتفاقيات السلام في العالم، خاصة التي بين ” العرب ” و ” اليهود ” كالمبشر ” جيمي سواجارت “.

وأعرب ” أوجين رستو ” رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الأوسط حتى عام 1967م : عن سر العداء والخلافات الدائم بينهم وبين الشعوب العربية قائلا: ” يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول أو شعوب، بل هي خلافات بين الحضارة الإسلامية والحضارة المسيحية”.. لقد كان الصراع محتدماً ما بين المسيحية والإسلام منذ القرون الوسطى، وهو مستمر حتى هذه اللحظة، بصور مختلفة. ومنذ قرن ونصف خضع الإسلام لسيطرة الغرب، وخضع التراث الإسلامي للتراث المسيحي. إن الظروف التاريخية تؤكد أن أمريكا إنما هي جزء مكمل للعالم الغربي، فلسفته، وعقيدته، ونظامه، وذلك يجعلها تقف معادية للعالم الشرقي الإسلامي، بفلسفته وعقيدته المتمثلة بالدين الإسلامي، ولا تستطيع أمريكا إلا أن تقف هذا الموقف في الصف المعادي للإسلام وإلى جانب العالم الغربي والدولة الصهيونية، لأنها إن فعلت عكس ذلك فإنها تتنكر للغتها وفلسفتها وثقافتها ومؤسساتها. إن روستو يحدد أن هدف الاستعمار في الشرق الأوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية، وأن قيام إسرائيل، هو جزء من هذا المخطط، وأن ذلك ليس إلا استمراراً للحروب الصليبية.

ومما سبق يتضح أن لدى المسيحيين الأصوليين اعتقاد راسخ بأن لن يتحقق السلام العالمي إلا بعودة المسيح وحينها ينتصر الخير على الشر، فاليهود من وجه النظر الإنجيلية مركز الخلل في العالم وسببه، ولكن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. لكي يعود المسيح المزعزم لدى عقيدتهم الواهية لابد من انتشار الفوضى في العالم والحروب والثورات والمجاعات، وهذا ما تم التخطيط له منذ أكثر من قرنين من الزمان في ” بروتوكولات حكماء صهيون ” من أجل السيطرة على العالم، وهذا ما أدلى به أحد القادة الصهيانه في جريدة ” يدعوت أحرنوت الإسرائيلية، 1968) عندما قال:” أننا نطبق على العرب بروتوكولاتنا حرفيا….فعقولهم بأيدينا لأن غزونا الثقافي لهم أهم من غزونا العسكري، ولن يأتي عام 2000م حتى تكون المنطقة مهيأة لمليكنا المنتظر ” ….. ومن جانب آخر أدلى ” روجر مورنو ” صاحب كتاب ” A Trip into the Supernatural ” رحلة إلي ما وراء الطبيعة ” حيث تم استضافته في حوار تلفزيوني، والذي أجرى هذا الحوار مركز هارت للأبحاث التابع للكنيسة السبتية، ويقول ” مورنو ” أن هناك مجموعة من المشاهير والقادة على مستوى العالم التي تعبد ” الشيطان ” ويقومون بطقوس دينية ويعرفون أنفسهم في العالم بأنهم قادة روحانيين، وهؤلاء المجرمين يقومون بطاعة الشيطان طاعة تامة من نشر الفساد في الأرض، والكفر والإلحاد ومحاربة كل الديانات السماوية في سبيل الحصول على المال والسلطة والشهرة……

ولقد اعترف الصهيانة في برتوكولاتهم أن عقيدتهم عقيدة سرية ولكنهم يتسترون أمام من يخدعونهم من شعوب العالم لكسب ودهم وتعاطفهم بأنهم شعب متدين يتمسك بالتوراة وتعاليم موسى عليه السلام لتأيدهم لإقامة وطن قومي لهم في فلسطين ……ولكن هذه ليست الحقيقة والذي كشف لنا النقاب عنها ” وليام غاي كار ” في كتابه ” الشيطان أمير العالم ” أن بروتوكولات حكماء صهيون ” أنما هي بروتوكولات كنيس الشيطان، إذا يمكن لواحد أو أكثر من حكماء صهيون أن يكون من عبدة الشيطان، ويقول أنه وقعت في يده وثائق سرية عندما كان ضابط في البحرية البريطانية في الحرب العالمية الثانية حيث تكشف دراسة هذه الوثيقة عن استخدام الكثير من الكلمات مزدوجة المعنى والجمل الخادعة، وهذا ما أشار إليه ” بايك ” مؤسس الحركة الثورية العالمية في مذكراته أن كلمة الرب المكتوبة في ” بروتوكولات حكماء صهيون ” المقصود بها ” إبليس ” …وأنهم اتخذوا الإجراءات الوقائية في حال وقعت هذه المحاضرات المكتوبة في يد مجهولين…….وهذا ما اعترفوا به في بروتوكولهم الرابع عشر: ” لن يحكم أحد أبداً على دياناتنا من وجهة نظرها الحقة، إذ لن يستطاع لأحد أبداً أن يعرفها معرفة شاملة نافذة الا شعبنا الخاص الذي لن يخاطر بكشف أسرارها ” ….. لذلك هناك منظمة دينية يهودية أرثودكسية أُسست سنة 1935م تسمى ” ناطوري كارتا ” ترفض الصهيونية بكل أشكالها وتعارض وجود دولة إسرائيل، وتنادي بخلع أو إنهاء سلمي للكيان الإسرائيلي, و إعادة الأرض إلى الفلسطينيين، وهم يتواجدون في القدس ولندن ونيويورك….. يؤمنون أن الله عاقبهم بأن يجعلهم مشتتين في الأرض لا وطن لهم إلي قيام الساعة، وأن المناداة بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين معادة لتعاليم الرب.

وفي كتاب ” العداء للسامية تاريخه وأسبابه ” قال ” برنار لازر ” لا شك في حقيقة أن بعض اليهود كانوا على صلة قوية بالمساونية منذ نشأتها وهم مؤمنون بكتاب ” الكبالا ” ……وهذا الكتاب خاص بالسحر الأسود وعبادة الشيطان…..وهذا ما أشار الله سبحانه وتعالى إليه في سورة النساء….أن هناك طائفة من اليهود كفرت بالله وآمنت بالجبت أي السحر، والطاغوت أي الشيطان لذلك لعنهم الله بكفرهم فهم لا يهتدون إلي الحق أبدا ، وأن الشيطان يدعوهم لتحريف كتبهم السماوية طاعة له….. قال تعالى: ” مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ” (النساء: 46). الذين هادوا: اليهود. ويوضح الله لنا في نفس السورة ما الدافع وراء تحريف طائفة من اليهود لكتبهم السماوية…….لأنهم يؤمنون بالسحر وولائهم وطاعتهم التامة للشيطان…. قال تعالى: ” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ” (النساء: 51-52). لذلك قال الشيخ الشعراوي رحمه الله: ” لا توجد معركه بين حق وحق لان الحق واحد ولا تطول معركه بين حق وباطل لان الباطل دائما زهوقا “…. فكيف يدعي هؤلاء الشرذمة أنهم يؤمنون بالله ويرتكبوا كل هذه الجرائم البشعة بحق الإنسانية وبأسم الرب….وهذا ما أخبرنا به الله سبحانه وتعالى أن أي حرب ضد المسلمين تكون في سبيل الطاغوت ” الشيطان “….قال تعالى: ” الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ ” (النساء: 87).

فإن غالبية التيار المسيحي الأصولي في ” أمريكا ” يؤمنون بقرب حدوث هذه المعركة ويترقبون ساعة وقوعها باعتبارها الحدث الذي سيظهر من خلاله المسيح ليقضى على قوى الشر، وينطلق بذلك العصر الألفي السعيد الذي فيه يحكم المسيح العالم في ” القدس ” ، ولا يقتصر الأمر عند ” الأصوليين الإنجيليين على الإيمان بقرب وقوع هذه المعركة بل يتجاوز ذلك إلي المبادرة الفعالة بإخراج أحداثها وصنعتها.

فكما تؤمن الصهيونية المسيحية بأن المسيح الدجال سيحكم العالم من القدس وهذا ما أخبرتهم به نبوءاتهم التوراتية الشيطانية، يؤمن المسلمون أيضا بأن هناك رجل من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم سيحكم العالم من بيت المقدس ” المسجد الأقصى “، وهذا ما أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم: ” يخرج رجل من أمتي يقول بسنتي، ينزل الله -عز وجل- له القطر من السماء، وينبت الله له الأرض من بركتها، تملأ الأرض منه قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يعمل على هذه الأمة سبع سنين وينزل بيت المقدس ” (رواه الطبراني في الأوسط). ” لا تذهب -أو لا تنقضي- الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي ” (رواه أحمد والترمذي) وفي روايه أخرى: ” إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك ” (الحاكم في المستدرك- صحيح الإسناد). وهذه بشرى لأمة محمد بأن النصر والتمكين في النهاية للمسلمين، وهذا ما أخبرنا به الله في قوله تعالى: ” فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ” (الإسراء:7). ولكن لا بد من ابتلاء أولا قبل النصر يكشف الله به معادن الناس وحقيقة وقوة إيمانهم قبل أن ينصرهم، لذلك عندما سئل الإمام الشافعي رحمه الله : أندعو الله بالتمكين أم بالابتلاء ؟ فقال لن تمكن قبل أن تبتلى، لذلك اقتضت حكمة الله أن يجعل الدنيا دار ابتلاء أي اختبار وصراع وتدافع بين الحق والباطل لقيام الساعة ليعلم من صادق الإيمان من الكاذب قال تعالى: ” أحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ” (العنكبوت: 2-3). لا يفتنون: أي لا يختبرون، وليميز الله الخبيث من الطيب: ” مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ” (آل عمران: 179). فإن الله سبحانه وتعالى حذر المؤمنين من موالاة اليهود أو تأيدهم أو مناصرتهم في قوله تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ” (الممتحنة: 13). قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ: اليهود…. لذلك توعد الله لهؤلاء بأنه سيجمع الكافرين والمنافقين يوم القيامة في جهنم جميعا ” إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ” (النساء:140).

المراجع:

– النصوص الرؤيوية الكتابية – مجالاتها وتداعياتها على الفكر الديني الكتابي قديماً وحديثاً.

– يوسف الطويل، الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم وعلاقتها بمخطط إسرائيل الكبرى ونهاية العالم.

– إشارات الإسلام والكتب السماوية إلي الحرب العالمية القادمة في الشرق الأوسط.

– غريس هالسل، يد الله لماذا تضحي الولايات المتحدة الأمريكية بمصالحها من أجل إسرائيل؟

– نبوءات نهاية العالم عند الإنجيليين وموقف الإسلام منها.

– ولياي غاي كار، كتاب الشيطان أمير العالم.

– العداء للسامية تاريخه وأسبابه.

– بروتوكولات حكماء صهيون.

بقلم: هند درويش

ماجستير في التفكر في القرآن الكريم وعلاقته بالتفكير الإبداعي

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك