الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

لماذا اختير هيثم بن طارق آل سعيد سلطانا لعمان خلفا للراحل السلطان قابوس؟

محمد زكى

رحل عن عالمنا، مساء أمس الجمعة، السلطان قابوس بن سعيد، صاحب أطول فترة حكم في المنطقة العربية، الذي تسلم مقاليد الحكم في سلطنة عمان في الـ 23 من شهر يوليو في عام 1970، ليبدأ مرحلة بناء الدولة الحديثة، حتى سمي عهده بـ«عهد النهضة».

ونصت وصية السلطان الثامن لعرش المملكة العمانية، التي جرى فتحها عقب وفاته، على تسمية ابن عمه هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، سلطانا لعُمان، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العمانية في حسابها الرسمي على “تويتر”.

لكن.. لماذا تم اختيار هيثم بن طارق؟
السلطان قابوس، هو السلطان الثامن في التسلسل المباشر لحقبة آل بو سعيد، العائلة الحاكمة في السلطنة العمانية، التي أسسها الإمام أحمد بن سعيد في عام 1741، تولي الحكم خلفا لوالده، جاء وفقا لقوانين البلاد، فنظام الحكم في عمان سلطاني وراثي.

والسلطان قابوس، خريج أكاديمية ساند هيرست العسكرية، والذي خدم في الجيش البريطاني، ليس له أخ أو أبناء، فقد طلق زوجته وابنة عمه نوال بنت طارق بعد زواج لم يتخط العامين، لذلك كان يخشى محللون ودبلوماسيون من اقتتال داخل الأسرة الحاكمة وخصومات قبلية وانعدام استقرار سياسي حين يتحتم اختيار حاكم جديدـ في الأسرة الحاكمة التي تشمل ما بين 50 و60 ذكرا مؤهلين لتولي منصب السلطان.

ووفقا للمادة السادسة من الدستور العماني، فإن مجلس العائلة الحاكمة يختار وريثاً للعرش بعد أن يصبح العرش شاغراً، ونظرا إلى أن كان للسلطان قابوس عدد كبير من أبناء الأعمام في الأسرة المالكة، يشغلون قيادات حكومية عليا بالبلاد، فكان من المتوقع أن يكون واحد منهم هو الأقرب لتولي العرش من بعده.

وعلى الرغم من أن تقارير وسائل الإعلام العمانية، ذكرت –في السابق- أن هناك ثلاثة مرشحين من أسرة أل بو سعيد هم الأقرب لكرسي السلطنة، وأن أوفرهم حظا هو ابن عمه أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد -63 عاما- الذي يشغل نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، بالإضافة إلى منصبه كممثل خاص للسلطان.

وذكرت العديد من الصحف العربية والأجنبية قبل أشهر قليلة من وفاة قابوس، أن تيمور بن أسعد بن طارق آل سعيد -36 عاما- يتقدم كخيار أقرب من والده (أسعد)، فهو شخصية مقربة من السلطان ويحظى باهتمام لافت في ترتيب الأسرة الحاكمة، فيما يحتل السيد فهد بن محمود آل سعيد، الذي يشغل منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، الخيار الثالث في خلافة سلطان البلاد.

إلا أن آلية اختيار من يخلف السلطان في عُمان -وفقا للدستور- تعتمد في المقام الأول على الوصية التي يتركها السلطان، والتي نصت على تنصيب ابن عمه هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد (65 عاما)، الذي كان يشغل منصب وزير التراث والثقافة ورئيس اللجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية “عمان 2040”.

ويتم تنصيب السلطان هيثم بعد اجتماع مجلس الأسرة الحاكمة، للتصويت على قرار السلطان، ويشارك في التصويت رئيس مجلس الدولة ومجلس الشورى ورئيس المحكمة العليا، وفقا لما تنص عليه بنود الكتاب الأبيض المختص بشؤون الحكم والمُلك والإدارة للبلاد.

هيثم بن طارق آل سعيد.. من حقيبة الثقافة إلى عرش سلطنة عمان

تصريحات سلطان عُمان الجديد:
تصريحات عديدة برزت للسلطان هيثم بن طارق حين كان وزيرا للثقافة والتراث، منها تصريحاته “بإعادة النظر في العديد من التشريعات والقوانين بعد اعتماد الوثيقة النهائية لرؤية عمان 2040 وبما يتماشي مع تنفيذها”، التي جاءت على هامش أحد المؤتمرات.

وخلال المؤتمر، أكد السلطان هيثم أن “بناء الانسان أهم الركائز في أي تنمية”، معتبرا أن (رؤية عُمان 2040) وازنت بين متطلبات الحاضر بما يخدم التنمية البشرية”.

وفي تصريحاته على هامش فعاليات منتدى الابتكار التقني في التعليم بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2019 في العاصمة العمانية مسقط، قال إن “الحراك العلمي وتوجه مختلف قطاعات الدولة نحو العناية بالابتكار والمعرفة التقنية يأتي في ظل التوجه الحكومي لتكملة منظومة التقانة والانضمام لثورة المعرفة الحديثة، التي صارت الآن ضرورة من ضرورات العلم والمعرفة واداة مهمة للتواصل والتعليم منذ المراحل الأولى الى المراحل الجامعية العليا”، وفقا لما ذكرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
التتبع

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك