الجمعة - الموافق 19 أبريل 2024م

قصة قصيرة – قالوا عنه كذلك .. بقلم الأديبة :- عبير صفوت

Spread the love

 

نظرت الأم إلى السماء تتأمل الماضى كأنة ، كتاباَ منفرجاَ على مساوئ القدر ، وسوء الأفعال التى تجبر الضعفاء ، على النخوع والزل ، والتدنى بالطاعة .
أباحت بروية ، تزفر هذا الذى يحرق النجوع والقرى ، من الصدور ، وتتنهد بصبر طال عشرون عاما .

تطلق بصوت أقرب للهمس ، وتقول وأجفاف كاهلة تتمايل كأجنحة الفراشات الواهنة ، كأنها تنبض بشفتيها ، ملوحةَ بأناملها الضعيفة ، الشفافة مثل الشمع ، تقرع الطبول ، بملاَمسة طفيفة للواقع ، واصدر عنها صوتاـ مثل الكمان :

سلاَم ، هو سلاَم ولو وددت ، لألقيت صوبة الف سلاَم .

إنما خالف اليقين ، سوء الظن ، وهناك بهذا الجدار ، ماتعقبها ، بمقارنة المشهد ، بمقل باكية حاقدة ، تتعرى بجسد التاريخ ، تقول بصوت صلب قاسي كالصخر والأسد بأنيابة :

اليس رجلا مثل الرجال ، اليست لدية رغبة وعقل وفكر وطمع ، عالم عميق من الخيانة والوصولية يحيا بهذا السلام .

انبثقت كلمات رقيقة مقتصرة من الأم الراكدة بمركدها الزهرى ، واخرجت نبرة فى صورة اه :

بنيتى ، كل البشرية متحولة ، والأفكار متغيرة ، والأجساد من الجائز لها أن تكون جسدا بالعشق ولهان .

أنفجرت زهرة ، وخرجت عن رحيق صبرها ، تروى قصص فاشلة محاها القحت بالمشاعر ، لبعض صديقتها ، اللواتى عاشت قلوبهن بمنفى الصدمات الصادءه.

تماسكت الأم بجيادها الهزيل ، وتخطت اقدام حتى أبنتها الوحيدة زهرة ، تنثر بإشارة نحو البراح ، تتجول أبصارها بالأمل :
أنظرى بنتى ، نشأ الوجود على الصراع و السلام .

أثارت الكلمات بنيرانها زهرة ، حتى تلفحت بالغيظ ، ومطرقة هشمت الحقائق ، تنزف دماء الواقع :

الجميع يتحدث عن السلام ، وأين السلام ؟! فى نفوسنا وفى البلاد ، وأين السلام ؟! بالمعارك والأستعمار ، واين السلام ؟! بعد الأمان ، وعلى شاكلتة تكون الخديعة ، بين العباد ، السلام تترقبة بعد الأمان عيون المكائد لشيطان .

تماسكت الأم برعشة قوية ، تلفظ كلمات من مسامعها لم تعجبها :

أنا لم ارصد بشرا ، الا منا وعلينا .

كيف ذلك ، وأن كان الأمر قريبا ، بلا عمق .

تنهار الأم ، موشكتاَ على الوقوع :

الى متى ؟! ننتظر التعمق والدراسة .

قالتها زهرة بحسم :

ٱنها الحقيقة والواقع ، هو الدراسة قبل المجازفة ، والوقوع فى أحبولة ، وسوء الأمور .

أطاحت الكاهلة بجسدها ، كأنها تريد التخلص منه ، تتحدث بصعوبة :
الحياة مليئة بالمجازفة ، وأن طال الإنتظار ، لن نرى الأجمل ، لأنة يختبئ خلف المجازفة بنيتى .

زهرة تنظر للأفق بغرابة ، وتتجول بالأبصار قائلة :

مازالت أنتظر من السماء أشارة ، لأعلم ماذا عليا ان افعل بعد المطر ، احمى رأسي أو أسلمة للبراح .

الأم تتمتم ببضع كلمات هامسة ، وهى تغفو اسفل جفنيها :

اذا سيطول الٱنتظار .

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك