الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

قصة قصيرة “تاريخ المنجوس” للكاتب لزهر دخان

 
ننتظر بناء كل شيء كما حلمنا به . إستخدم طارق هذه الكلمة لينجو من عقاب الملك . ولم تنفعه حيلته التي إستفزت الملك العظيم . فأمر الملك الجنود بوضعه في سنه مجدداً. على أن يقتل شنقا بعد يوم واحد. طارق كان من كبار الخونة بالنسبة للملك . الذي عثر عليه جنوده في أسواق المدينة يوزع منشورات نجسة على حد تعبير الجنود .

قال الملك لجنوده: ها أنتم ستشنقون من وزع المنشورات النجسة . التي تدعو للثورة الغبية الغريبة على حكم مولاهم العادل العظيم . فما رأيكم هل أكتفي بوصفكم لتلك المنشورات في كتب التاريخ . التي سيتعلم منها أبناء مملكتي . أو أغير وصفها لآني أراه نوعا ما كان غاضبا من معاملتي للناس . وهذا لآنه لا يفهم الكثير من الأمور.
فقال الجنود للملك على لسان قائدهم منير . إننا يا مولانا نعرف أن هذا الرجل الميت غداً . ليس ليكون إلا ذو فر نجس . و كان يحرض على قتلنا والتغرير بنا . ونحن لسنا إلا أبناء المملكة الصالحين اليوم وغداً . لا بد من إعدام هذا المنجوس بإسمه . وكذلك يجب أن يكتب إسمه في التاريخ الوطني بصفة منجوس وزع منشورات نجسة.
ففرك الملك لحيته الكثيفة . وتعكز جيداً على عكازه الذهبي . وإستند بيده الأخرى على حافة عرشه الكرسي الذهبي . ووقف على قدميه وترك نحو القائد منير . وبمجرد ما وصل إليه ، قلده وسام الشرف من الدرجة الأولى . وقال له أحسنت ما دمت تتحدث بالنيابة عن أبناء المملة . ولا تنسى أني لا أوافق على أن هذا الرجل “طارق” ليس شجاعاً بما يكفي والشجاع يا بني لا يمكنه إلا أن يون طاهراً. لآنه يستطيع أن يكسب ما يريد بطرق سليمة . كما أن شجاعته تساعده على الإستغناء على الكثير من الأمور ومن بينها الحكم والرفعة على حساب الأخرين.
إبتهج منير القائد بوضعه الجديد بين شرفاء جنود الملك . وشكر سيده على الوسام . وسكت بدون رد . لآن كان يشرأن يكون المجرم طارق قد خدع الملك بأي حيلة لم يلحظها سابقا هو ورجاله . ولذا سبقهم المجرم النجس في كسب ود الملك رغم أنه دبر دوائر الشر التي عانت منها البلاد.
فقال الملك لمنير يا منير إستعد لشنقه صباحا . ولا تعد لي من جديد إذا كنت تريده ميتا. لآني أرغب في العفو عنه. وأعرف أن العفو عنه عقد يؤذيكم ويذهب بجهودكم الأمنية في الوطن هباء منثوراً. ولا تنسى أنه قد يفر من سجنه ويعود للشر مجددا . ولا أجد لي من شجاعته غير السيف الذي سيقطع رأسي.
بارك منير الفكرة الملكية وحُكم الملك بالإعدام على المنجوس طارق . وشكره وإستأذنه وغادر مجلسه . متوجها نحو عمله الذي ما إن أنهاه كله حتى أصبح طارق بدون رأس.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك