الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

( قصة عائلتين ) من رحم محافظة الفيوم بقلم :- أحمد العش

من رحم محافظة الفيوم  خرجت مئات العائلات العريقة اسما ونسبا ، غير أن عائلتين اثنين تميزتا سويا وتفردتا مديا بالجانب الانسانى والابداعى على السواء ، بسطتا أيديهما معا فى العطاء بأعظم فداء ، أتحدث بانبهار شديد عن عائلتى الباسل وشرابى ، فهذه هى أسرة الباسل العربية البدوية العتيقة فى تاريخ الفيوم ومصر والعالم العربى ، المنتمية لقبيلة الرماح ، قد ظهرت بقوة على المسرح

السياسى والوطنى والاجتماعى ، عبر عميدها الأول والأكبر حمد باشا الباسل ، الذى سجل له التاريخ مآثر مجيدة على كل منحى ، فهو من مؤسسى حزب الوفد المصرى فضلا عن رئاسته اياه ، وهو وكيل البرلمان المصرى طيلة الحقبة العشرينية ، وهو صاحب الملحمتين الفدائيتين الخالدتين ضد الاستعمار الانجليزى فى مصر ، على اثر قيادته لثورة 1919 م جنبا الى جنب مع سعد زغلول ، وله يومئذ مقولة مسطورة فى الكتب ( لكم أن تحاكمونا ، تطير رأسى وتحيا مصر ) ، والثانية التى أمدها بالمال والخيل لعمر المختار ضد الاستعمار الايطالى الغاشم ، مات حمد الباسل سنة 1940 م ، وواصل من بعده أخوه عبدالستار بك الباسل دورا اجتماعيا مرموقا ، حتى وان لم يرقى الى ذروة أمجاد حمد الباسل ، فقد تقلد عمدية العائلة عام 1907 م وتزوج من ملك حفنى ناصف المعروفة بباحثة البادية ، ومن أعلام البواسل أيضا أبوبكر الباسل الذى مكث تحت قبة البرلمان المصرى لنحو ثلاثين سنة ، كان فيها رئيسا للجنة الزراعة والرى ، ان ما ميز عائلة الباسل ليس فى شهرة أبنائها وتقلدهم للمواقع القيادية فحسب ، فتلكما صفتان اقترنتا بكثير من العائلات ، ولكن التمييز حقا فى البذل والعطاء ، فقبل ثورة يوليو كان بحيازتها 4 آلاف فدان ، غير أنها قدمت وأسهمت فى أعمال الخير والتشييد ما لم تفعله غيرها من الأسر الاقطاعية الأخرى ، وربما ذلك يعزى لانتمائها العربى الخالص وتقيدها بطقوس العرب فى الكرم والايثار ، تميزت أسرة الباسل ولا زالت باقامة الولائم فى الأفراح والأحزان ، تميزت كذلك بمشروع التكافل الشهرى الدورى ، اذ يعين الغنى الفقير فى لمحة انسانية لا تنقطع ، ولنعرج سريعا الى العائلة الثانية ، انها عائلة شرابى بمركز الفيوم ، وقد قامت بنفس دور عائلة الباسل الى حد التماثل ، يرقى تاريخ عائلة شرابى الى نعيمة على حسن شرابى ، تلك السيدة التى عرف عنها القيم ومكارم الأخلاق ، فقد كانت تحفظ القرآن وتعتنى بالتفاسير ، وجدها الأكبر أحد علماء عصره ، قد خطب خطبة افتتاح مسجد قايتباى بالفيوم عام 1482 م ، وهى احدى أربعة سيدات خصصن أرض لبناء مساجد ، أسست مسجدا يعرف باسمها بجوار بنك مصر بشارع الحرية بالفيوم ، ووقفت عليه عشرين فدانا بناحية أبو خلف بمركز الفيوم ، ومن أعلام عائلة شرابى على بك شرابى وحسين بك شرابى عمدة الفيوم قبل ثورة يوليو 1952 م ، كما يعزى لأسرة شرابى هكذا التبرع بأرض الملعب بحى الجون المقام عليه حاليا مساكن الجون والبوستة ،، وسؤالى الأخير بنبرة مقتضبة ، كم من رؤوس الأموال المعاصرين يقدم عملا جماعيا أو فرديا يبتغى به وجه الله تعالى ؟

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك