الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

قراءة في رواية..أبواق إسرافيل أو قنابل الثقوب السوداء

الرواية من تأليفي وهي المقدمة للدورة السادسة… كتارا 2019-2020 .

 

تقنيات من رواية أبواق إسرافيل  ج1

لابد من ذكر الفكرة الأساسية للرواية قبل الخوض في تقنياتها التكنولوجية

فالرواية تحكي قصة شاب مصري يدعى فهمان فطين المصري ، برع في الفيزياء النظرية براعة غير مسبوقة ، هذه البراعة مكنته من تنفيذ حلم حياته وهو بناء مصادم أقوى من المصادم الكائن بسيرن ليستخدمه فيما بعد كوسيلة يعبر من خلاله الجسر المؤدي إلى الجن ليقتل إبليس ، إذ من معتقداته أنه سبب كل الشرور والحروب القائمة في العالم ، ولذلك أراد قتله.

 

يلتقي فهمان بجاك الأمريكي الجنسية في المدينة الجامعية الخاصة بجامعة بيركلي فتناغما وتآلفا معا لتوحد ميوليهما  ، إلا أن جاك برع في فيزياء الفضاء والفلك ، وكان يحلم أيضا بصنع مركبة فضائية تمكنه من البحث عن كوكب يدعم الحياة ليحمي العالم من الجوع الناجم عن نقص مصادر المياه والنفط فضلا عن تصحر الأراضي الزراعية وحرائق الغابات ، لكن القدر لم يسعفه إذ ظهر في مقدمة سحابة أورط نجم تحول إلى ثقب أسود فهدد العالم بالفناء ، نجح في صنع المركبة بالفعل واستقلها لينقذ الكوكب من الفناء بتحطيم الثقب بديلا من البحث عن كوكب يدعم الحياة.

 

وبين حلم  فهمان وجاك كان يحلم رئيس الوزراء الإسرائيلي يعقوب إسحاق بتحقيق حلمه وهو إعلان قيام دولة إسرائيل الكبرى ، ولم يجد وسيلة تمكنه من ذلك إلا السعي إلى قيام حرب نووية لتهلك كل القوى العالمية ، فيصبح العالم بعد ذلك لقمة سائغة أو فريسة لتنفيذ مخططه.

ومن أجل الوصول إلى غايته عمل على التهويد الكامل لكل أرضين فلسطين ، ثم بعد ذلك استخدم الرئيس الأمريكي لإثارة قارة أوروبا على آسيا بشتى السبل.

 

والآن ..التقنيات المستخدمة في الرواية..

1- الهاتف الذكي والرقاقات الإلكترونية…

أصفُ أنا فرد كيدون الموساد من معاينة فطين المصري له فأقول..(أمعن النظرَ فيه ، فوجده كله عبارة عن كتلة تكنولوجيّة متحركة من شرائح نانويّة متزاحمة في إشارة مرور عروقه العفنة ، تلك الشرائحُ التي تمنحه قوة فكريّة وعضليّة هائلة ).

وقد قاتله فطين .. فما هي هذه التكنولوجيا التي كان يتحصن بها الكيدوني ؟

فرد الموساد كان يملك هاتفا قابلا للطيّ وقد كان ملتفا كالسوار حول معصمه ، استطاع هذا الهاتف من خلال الاتصال بهاتف الضحية دون كتابة الرقم  أن يتعرف مباشرة عن هوية الشخص الذي أمامه ، فهو بالضبط كأنه قرأ بيانات بطاقته الشخصية.

وكان مدون على الهاتف تطبيق يسمى سيري ، كان هذا التطبيق يعمل له عمل الملقن أو المدرب لخوض المعركة بطريقة سليمة تمكنه من القضاء على خصمه.

كما كان  يحتوي رأسه على حاسوبٍ ذكي يتصل بمجسات دقيقة يتمكن مِن خلالها التحكم فيمن حوله مِن أجهزة بمختلف أنواعها ، وكذلك رقاقات إلكترونيّة تحت الجلد تكسبه قوىً خارقة وأجهزة إنترنت بالجسد.

 

2-سيارات آلية تعمل ببطارية هيدروجينية ..

أقول في روايتي ..(ظلَّ يجري حتى اتّجه إلى أحد الشوارع السيناوية الرئيسة ، ثُمّ أشار إلى أحد سيارات الأجرة فوقف ، رمقَ السيارةَ وتفحّصها بنظراته التي لا تُخطئ أبدًا ، فوجدها تعمل بطاقة الألواح الشمسيّة كمعظم السيارات آنذاك ، ولكنّ تقنية هذه السيارة متطورة أكثر، فتفحصها فتأكد له أنّ سائقها رجل آلي وأنّها تعمل ببطاريّة هيدروجينيّة ).

فكيف تعمل السيارة بالبطارية الهيدروجينية ؟

هي عملية يتم فيها استبدال البنزين والديزل بالهيدروجين ، وهو أحد الحلول لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لتجنب الاحتباس الحراري.

نحصل على الأوكسجين من الهواء والهيدروجين من خلايا الوقود ، وبذلك يحدث التفاعل لإنتاج الماء ، وهي عملية معاكسة لعملية التحليل الكهربائي.

تتولى خلايا وقود الهيدروجين فيها الجمع بين الهيدروجين والأوكسجين لتوليد الكهرباء التي تدفع محرك السيارة فضلا عن الماء.

 

3- الخمائر والخل لإطفاء الحرائق …

أقول في روايتي  حوارا دار بين فطين وابنه فهمان ..

(-فطين ..وماذا ستفعل بالخميرة ؟ أتترك الحرائق وتأكل .

-فهمان ..لا ..بل إنّي أعلم أنّ الخميرة تنفخُ العجينَ ، كما أعلم كذلك أنها مادة قلويّة ، بعدها فتحتُ حقيبةَ ألعابك السحريّةِ ، فوجدتُ ثلاثَ زجاجات خلّ ، سكبتُ اثنتين منها في حلة مِن حُليِّ المطبخ على الخمائر فتحرّر ثاني أكسيد الكربون ، ثُمّ سكبته على بعض الشموع التي نحتفظ بها في منزلنا للإضاءة ، فترسّبَ الغازُ في قاع القدر لأنّه أثقل مِن الهواء ، ثُمّ ألقيته على النار فانطفأتْ إلّا قليلاً منها ، فأحضرتُ زجاجة الخلّ الثالثة ووضعتها على الخميرة وفعلتُ كذلك ما فعلته أولاً فانطفأت.

ثم استطرد فهمان قائلا..

أعلم أنّ الحرائق عبارة عن أكسدة وتشتعلُ بسبب وجود الأكسجين في الجوِّ الذي يرتفع ، وهذا يفسر ألسنة اللهب التي تعلو عند مزيد من المواد القابلة للاحتراق.

فلو أحللنا غازًا آخر أثقل مِن الهواء مثل ثاني أكسيد الكربون لترسّبَ في قاع الحرائق ومنع الأكسدة فانطفأتْ ، أىْ ضيّقتُ الخناقَ على الأكسجين. )

ومن الحوار الذي رويته يتضح جليًا كيفية استخدام الخمائر والخل لإطفاء الحرائق.

 

4-المصاعد الفضائية للرحلات الفضائية ..

لم أذكر المصاعد الفضائية في موضع واحد من الرواية حيث أن بنائها استغرق وقتا طويلا ، وظروف الرواية كانت تقتضي ذكر مراحل بنائها في بضع سنوات لتتناسب وأحداث الرواية ..

أقول في روايتي عن طريق جاك الذي يشاهد الخبراء في التلفاز ..

(المصعد الفضائيّ ممتدٌّ مِن خط الإستواء حتى المدار القمريّ ، وستُنشأَ قاعدتان واحدة في الأرض والأخرى على القمر من أجل نقل الخبراء والروبوتات والخامات منه وإليه.

يشاهد روادُ الفضاء الأمريكيّون وهُم يضعون مصفوفات شمسيّة على طول الشريط البالغ خمسة وثمانين وثلاثمائة ألف كيلو متر، أمّا عرضه فقد صُمم بحيث يسمح بمرورِ المركباتِ الفضائيّةِ ، يضعونها رغبةً في تشغيل المصعد بالخلايا الشمسيّةِ النانويّةِ ، فضلاً عن توفير الطاقة للشعب الأمريكيّ بأسعارٍ زهيدةٍ عن طريق شمس القمر.

إلَا أنّ هناك آراءً تقولُ أنّ دفْع المركباتِ على المصاعدِ الفضائيّةِ سيكون بالليزرِ للهروبِ مِن عجلةِ الجاذبيّةِ الأرضيّةِ ، وأنّ الدفع بالصواريخ مِن الوسائلِ التي عفا عليها الزمن ).

فما هي المصاعد الفضائية ، وكيف تستخدم لدفع المركبات الفضائية ؟

كما هو واضح من المشهد الروائي الذي جسدته أن المصعد الفضائي عبارة عن خطي سكة حديد أو حبلين يمكن تسلقهما ليس للهروب من عجلة الجاذبية الأرضية فحسب بل للسفر أيضا إلى الفضاء البعيد.

ولقد حاول الخبراء استخدام مادة الكيفلار أو الأنابيب الكربونيّة الماسيّة لصنع خطي السكة الحديد فلم يفلحوا بسبب أن قوة شدهما ضعيفة، وما زالوا إلى الآن يبحثون عن مادة قادرة على تحمل قوة شد بمقدار ثلاث مائة غيغا باسكال ليصبح السفر عبر هاذين الحبلين ممكنا.

ولابد أن تُركب على هذه الأحبال خلايا شمسية نانوية لتعمل كمصعد للمركبات على طول الرحلة ، لكن هذه الخلايا لا تنفع مطلقا لهروب المركبات من عجلة الجاذبية ولذلك لابد من استخدام الصواريخ أو حزم ليزر تنطلق من محطة ليزرية ضخمة تثار بأحد مصادر الطاقة كالكهرباء مثلا.

 

 

إلى اللقاء مع الجزء الثاني من تقنيات الرواية

ابراهيم امين مؤمن .. روائي خيال علمي

 

 

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك