الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

قراءة بقلم / عبيرصفوت فى قصيدة “ساعة المدينة ” للمبدعة / مريم بدر حوامدة

قبل أن نتحدث عن النص ، فقد تعودنا من الكاتبة الكشف عن بعض المفاجأت السامقة ، سنرى فى النص بعض العلاقات النفسة الرائعة ، بين النفس والواقع ، والذكرى ، والمفارقة فى الأزمان وايضٱ ربط الأزمان .

أسم القصيدة هو حلقة التوقيت التى يمر بداخلها الزمن الداخلى المذكور في اللحظات المدونة في أحجية اللقطة ، تأخذ الكاتبة الإنتباه الى صوت عالى اكثر غلظة ، كأنة صوتٱ ضخمٱ من دقات الساعة يطوي أسفلة ، تلك الأفعال في المحاكاة الداخلية النفسية التى تدور فى ديناميكة الحدث ، التى سنعيشها بكل مشاعرنا والنبض الأخير من التخويف .

تبدأ الكاتبة الإنطلاق فى عالم من الوعى فى نطاق مشاركة إلٱ وعى الجسدى ومشاركة الحواس التى تستحضر المشاهد في إطار الأحساس الملموس والنفسي ، معانقتٱ لموسيقي دقات ساعة الوقت ، وقد رأينا ذلك المشهد الذي رسم نفسة قبل ان نتعايش مع الكاتبة ، الخلل عند اليسار فى القلب ، وهذا التعبير اشارة من الأ وعي لكم تود الكاتبة لو يصلح هذا الخلل ذلك . يستمر لحن ساعة الوقت ويجذبنا بأطراف الأحداث .

المنضدة هنا أشارة للأمل فى ألأستقرار بعد أن وضعت الفنجان ، كأس الماء ، تحيا صورة وكأننا نعلمها وندركها نتعايش تحت وطأة موسيقى زمن دقات الساعة ، بل أن الواقع أثناء المحاكاة يفرض نفسة فى ، نسيت أن أستبدل الماء وكأننا نحيا حلم شبية بالواقع ، وكأن الواقع يذكر الكاتبة فى حلمها المأمول أن تستبدل ماء المزهرية وتضع بة السكر .

المزهرية القديمة ، أستعادة الذكرى القديمة فى إطار الرمزيات ، محاربة الواقع بالفعل .

أعد القهوة لنا الٱثنين ، الهاتف مقلوب ، هنا التخويف النفسي من الصدمة المتكررة ، شريط من الذكريات تدركة الكاتبة بالتسريع يمر معلوم ولا يعلمة الوعى ، كأن الكاتبة تسرد أحداث يرفضها الواقع بالحقيقة بل هى مرفوضة بهذا القلق والتخويف .

الهاتف المقلوب هو رمزية لتنكر الكاتبة من أحداث مفادها الخذلان ، ومع ذلك يتجراء الوعي ويبدأ المحاكاة ، هنا يتداخل زمن دقات الساعة وزمن موسيقى خوليو يشتركان فى قمة الحدث المهول ، تاتى نغمة خوليو منذ ثلاث عقود تأنس الذكري القديمة وكأنها تربت على المشاعر .

تستعد الشاعرة لهذا الحدث لكنها نسيت الفنجان الأخر ، الأمل المترسخ هنا فى الأستمرارية للحدث يكشف عن حقيقة الواقع الذى تعترف فية الشاعرة بوحدتها ، كأنها تقول لنفسها انا وحيدة لماذا أحضر الفنحان الأخر ، لكن التمني والأستمرارية هما القوة التى أستمدت الشاعرة منهما تلك الديناميكة المترددة بين الازمان .

مقولة انا وحيدة ولكن ليس قبل عام ، هنا تربط الزمن الماضى بالحاضر ويتجسد فية الفعل و مواجهة الواقع بالتحدي ، سأعد القهوة مرتين ، مرة لة فى الماضى ومرة لة فى المستقبل ، تستكمل التحدي ، وتنتظر ، أمسك الهاتف وأنتظر ، لكنها يراودها القلق تترك الهاتف وتحاول ان تفنى القلق خوفأ من أخبارة غير السارة بنثر العطور فى كل مكان .

تحاول تحقيق الفعل الموهوم وتجسيدة قبل ان يقرع الباب ، أضمة الى صدرى ، وهنا تعود بنا الكاتبة الى زمن ماقبل الموسيقى وماقبل القهوة ، ثم تعود بنا الى أستكمال المشهد .

المناديل أستعدادا للبكاء ، أفاقت من غفوة الآوعى ، تناولت الهاتف ، الطاولة بها فنجان واحد ، تلك هو الواقع والحقيقة ، أي تلاشي الزيف والوهم الرمزى فى التمنى ، سقطت الأزمنة وهاهو الزمن الوحيد الذي يفرض نفسة ، وبات الأعتراف به .

الورود لا تحتاج ماء لأنها ذكرى قبل عامين ، واليوم هو الأحد وبعض الأحداث كانت يوم الأثنين ،

بل الشاعرة تعترف بالتوهم لل هى الأخرى التى كانت تحلم فى إطار الذكرى ، وتقول الحقيقة ، الهاتف صامت بلآ نغمة ومايزال ، ساعة المدينة توقفت عن الدقات لم تذكرنى بيوم الأحد ، وهنا نرى الشاعرة كأنها تلوم ال هى علي هذة الذكرى فهي فى واقع فقد أحساسة بالوقت ، ومازالت ال هى تحيا وتعيش الماضي رغم ظلة الباهت.

تعود الشاعرة كأنها تطمئن نفسها وتعترف ان ما حدث ذكري من الألم الذي كان يسارها ناحية القلب ، وهذه رمزية للحنين للماضى وكأن الذى تعايشنا معة كان أفاضة للحنين ومعانقة لحظات هى أشباة لأسترجاع الذكري

“ساعة المدينة ”
على المنضدة ،،
وضعت الفنجان ،كأس الماء ، مزهرية قديمة فيها ثلاث وردات
نسيت أن أستبدل الماء وأضع فيه السكر هذا الصباح
أسرعت في خطوتين لأعد القهوة لنا الإثنين
الهاتف مقلوب على الوجه الآخر
لا أريد الانقباض لحظة الصفر
سيبدأ العزف في اللحظة والحال
موسيقى ” خوليو ” تستعد للبدء
تلك النغمة ذات الثلاث عقود
لقد نسيت إحضار الفنجان الآخر
أنا وحيدة لكن لست لوحدي من قبل عام وبعد هذا العام
إنه قادم سيحضر ونكون اثنين
سأعد القهوة مرتين
أضعها مكانها وأغطي الطبق الصغير بالدانتيل القرمزي
أمسك الهاتف وانتظر
لا لن أمسك بيدي شيئا
سوف أنثر العطور في المكان وعلى يدي وعنقي
عندما يحضر قلت في نفسي
سأضمه إلى صدري حتى الاستسلام
قبل أن يقرع جرس الباب
قبل انطلاق النغمة
وقبل القهوة
أعددت كل شيء ولم أنسَ علبة المناديل لأنه اعتاد أن يبكيني منتصف اللقاء
تأخر هو والوقت
تناولت الهاتف
نظرت له
ارتجفت
حدقت في طاولتي
كان فنجانا واحدا وليس اثنين
الورود لا تحتاج للماء إنها ذكرى منه في عيدي قبل عامين
وكان اليوم هو الأحد وليس يوم الإثنين
أنا واحدة ولست اثنتين
هاتفي صامتا بلا نغمة وما يزال
وساعة المدينة توقفت أجراسها لم تذكرني بأيام الآحاد .

في جسدي
أتحسس خلل ما
هناك ..ناحية اليسار .

مريم ،

 

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك