الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

في رحاب آية: من صفات المنافقين ( اتخاذ اليهود أولياء): بقلم: هند درويش

قال تعالى: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ” (الممتحنة: 13). ينهى الله سبحانه وتعالى المؤمنين من اتخاذ اليهود الذين يمكرون ويكيدون للمؤمنين حلفاء لهم ضد المؤمنين بتودد إليهم أو طلب النصر أو العون منهم، لأن هؤلاء القوم هم أشد الناس عدواة للمؤمنين ” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ” (المائدة: 82). لأنهم يهدفون إلي ردنا بعد إيماننا كافرين ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ” (آل عمران: 100). ولأنهم يسعون إلي صد الناس عن سبيل الله ” الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ” (هود: 19).

ولأنهم يريدون أن نميل عن طريق الحق ونتبع الشهوات مثلهم فنضل عن سبيل الله ” وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (النساء: 27). ولأنهم يتحالفون مع الغرب ويكيدون ويمكرون للمسلمين ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ” (المائدة: 51). ولأنهم يلبسوا الحق بالباطل لتنفير وصد الناس عن سبيل الله على مر الزمان، وفي وقتنا الحالي يبدوا ذلك في بعض كتب المستشرقين عن الإسلام والحضارة الإسلامية من تشويه وتزييف للتاريخ لإعداد أجيال تنقم أشد النقمة على الإسلام ” يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ” (آل عمران: 71).

لذلك حذر الله سبحانه وتعالى من أتخاذ أعداءه وأعداء المؤمنين أولياء بقوله: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ” (الممتحنة: 1). إذن كل من يتودد أو يقيم صداقات أو يتحالف مع اليهود أو من الذين يعادون المؤمنين ويمكرون ويكيدون لهم من دول الغرب ضد المؤمنين هذه علامة على أن هؤلاء القوم منافقين لذلك عندما يكشف الله حقيقة هؤلاء القوم فيتعجب المؤمنين بقولهم أهؤلاء القوم الذين أقسموا بالله أنهم من المؤمنين وابدوا ذلك من خلال الاهتمام بقضايا المسلمين !!! : ” َيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ” (المائدة: 53).

فيفصل الله الحكم في هؤلاء القوم بسبب قيامهم بهذا الفعل ( التحالف مع اليهود ضد المؤمنين والتودد إليهم ونقل أخبار المسلمين لهم) أنهم بذلك أصبحوا لا ينتمون للمسلمين ولا إلي اليهود بقوله: ” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ” (المجادلة: 14). أى يحلفون بالله لكم أنهم مؤمنين ولكن الله يؤكد أنهم لا ينتمون للمؤمنين بقوله ” وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ” (التوبة: 56). قوم يفرقون: أى أهل نفاق وشك وريبة أصحاب مصالح لا أصحاب مبادئ، فهم مذبذبين في انتمائهم بقوله: ” مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ” (النساء: 143). وسيحلفون لله يوم القيامة كما يحلفون لكم في الدنيا أنهم مؤمنين ” يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (المجادلة: 18). لذلك سيجزيهم الله بأن يجمعهم في أسفل درجات النار بقوله: ” إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ” (النساء: 145).

بقلم: هند درويش
ماجستير في التفكر في القرآن الكريم وعلاقته بالتفكير الإبداعي

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك