السبت - الموافق 20 أبريل 2024م

فى طريق الهدايه ومع حذيفة بن اليمان (الجزء الثانى ) إعداد / محمـــد الدكـــرورى

Spread the love

ونكمل الجزء الثانى مع الصحابى الجليل حذيفة بن اليمان، وقد عُرف حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، بأنه صاحب سر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أطلق عليه هذا الوصف عندما ذهب علقمة رضي الله عنه، إلى أبي الدرداء رضي الله عنه، فسأله أبو الدرداء “أليس فيكم صاحب سر رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم؟ وكان سبب وصفه بذلك، هو إسرار رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، إليه بأسماء وأنساب المنافقين، والفتن التي ستواجهها الأمة وتمر بها، وكان ذلك عندما قام رضي الله عنه، بحماية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، من أُناسٍ حاولوا قتله بإسقاطه عن راحلته وهو نائم، فما كان منه رضي الله عنه إلا أن منعهم من الوصول إليه برفع صوته بالقراءة حتى استيقظ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، مُنتبها لذلك، وأخذ رضي الله عنه، بإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأسماء الذين حاولوا قتله بعدما سأله عنهم.
فأعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بأنهم منافقون، وأمره بأن لا يطلع أحدا على ذلك، وكان سبب ائتمان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، حذيفة رضي الله عنه على هذا السر هو شدة قربه منه، وثقته العالية به، والمكانة المتميزة التي يحظى بها عنده، وهكذا اشتهر الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان، بأنه كان كاتم السر، لرسول صلى الله عليه وسلم، بعدما أخبره بأسماء المنافقين، وكان له دور بطولي أثناء الرجوع من غزوة تبوك، حيث أحبط محاولة لاغتياله، أثناء رجوعه من تبوك وقبل دخوله المدينة، وكان حذيفة من نجباء صحابة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت كنيته أبا عبد الله، واسم اليمان حسيل بن جابر، واليمان هو لقب، لأنه كان من اليمن، وجاء المدينة، وتحالف مع بني عبدالأشهل من الأنصار، وكان والده حسل قد أصاب دما في قومه، فهرب إلى المدينة، وحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لحلفه لليمانية.
وهم الأنصار، وشهد حذيفة وأبوه حسيل وأخوه صفوان غزوة أحد، وقتل أبوه يومئذ على يد بعض المسلمين كانوا يحسبونه من المشركين، لأنهم كانوا يسترون وجوههم، فإن لم يكن لهم علامة بينة وإلا ربما قتل الأخ أخاه ولا يشعر، ولما شدوا على اليمان يومئذ، بقي حذيفة يصيح، أبي، أبي، يا قوم، فراح خطأ، فتصدق حذيفة عليهم بديته، وكان حذيفة من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي بعثه يوم الخندق ينظر إلى قريش، فجاءه بخبرهم وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأله عن المنافقين وكان عمر ينظر إليه عند موت أحد من الناس، فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها، وكان حذيفة يقول، خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين الهجرة والنصرة، فاخترت النصرة، وقد شهد حذيفة معركة نهاويد، فلما قتل النعمان بن مقرن أخذ الراية، وكان فتح همذان والري والدينور، على يده.
وكانت فتوحاته كلها سنة اثنتين وعشرين من الهجرة، وقد سئل حذيفة أي الفتن أشد؟ قال أن يعرض عليك الخير والشر فلا تدري أيهما تركب، وقال، لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينه وبين عمار، وسئل الإمام علي رضي الله عنه عن حذيفة، فقال، علم المنافقين, وسأل عن المعضلات، فإن تسألوه تجدوه بها عالما، وقال على رضى الله عنه، وسأل رجل حذيفة وأنا عنده، فقال له ما النفاق؟ قال حذيفة أن تتكلم بالإسلام ولا تعمل به، وقد ولاه الفاروق عمر بن الخطاب على المدائن، وكتب لهم، اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم، فقرأ عهده عليهم، فقالوا سل ما شئت، قال، طعاما آكله، وعلف حماري هذا، ما دمت فيكم، من تبن، فأقام فيهم ما شاء الله، ثم كتب إليه عمر، أقدم فلما بلغ عمر قدومه، كمن له على الطريق، فلما رآه على الحال التي خرج عليها، أتاه فالتزمه.
وقال أنت أخي، وأنا أخوك، وعن عدم حضوره غزوة بدر يقول ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي، فأخذنا كفار قريش، فقالوا إنكم تريدون محمدا، فقلنا ما نريد إلا المدينة فأخذوا العهد علينا لننصرفن إلى المدينة، ولا نقاتل معه، فأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال “نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم” وكان النبي صلى الله عليه وسلم، قد أسرّ إلى حذيفة أسماء المنافقين، وضبط عنه الفتن الكائنة في الأمة، وقد ناشده عمر بن الخطاب أأنا من المنافقين؟ فقال لا، ولا أزكي أحدا بعدك، وحذيفة هو الذي ندبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة الأحزاب ليأتي له بخبر العدو، وكان يقول “والله، إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وكان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، لكن حذيفة يقول كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ولما حضر حذيفة الموت قال حبيب جاء على فاقة.
لا أفلح من ندم، أليس بعدي ما أعلم؟ الحمد لله الذي سبق بي الفتنة، قادتها وعلوجها وقال رجل لأبي مسعود الأنصاري, ماذا قال حذيفة عند موته؟ قال لما كان عند السحر، قال أعوذ بالله من صباح إلى النار ثلاثا، ثم قال اشتروا لي ثوبين أبيضين، فإنهما لن يتركا علي إلا قليلا حتى أبدل بهما خيرا منهما، أو أسلبهما وكان الصحابي حذيفه أبو هو الصحابى الجليل اليمان حسل أو حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكان قد قتل رجلا فهرب إلى يثرب وحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لحلفه اليمانية وهم الأنصار، ثم تزوج امرأة منهم وهي الرباب بنت كعب الأشهلية، فأنجبت حذيفة وسعد وصفوان ومدلج وليلى، وقد أسلمت الرباب وبايعت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولليمان ابنتان أخرتان هما فاطمة، وأم سلمة.
وقد واجه والده اليمان مشكلة الطلب بثأر عليه أجبره على الهرب وترك مكة واللجوء للعيش مع عائلته في يثرب، وعندما أعلن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، دعوته للإسلام في مكة جاءه اليمان مع بقية من أهل يثرب من الأوس والخزرج وبايعوه ولم يكن حذيفة معهم ولكنه أسلم قبل مشاهدة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وعندما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم، سأله حذيفة هل هو يحسب من المهاجرين أم من الأنصار, فقال له رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، أنت يا حذيفة من المهاجرين والأنصار، وحذيفة بن اليمان هذا كان يعرف كذلك ويكنى بحافظ سر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،، حيث أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كان قد أسر له بأسماء كافة المنافقين المحيطين بهم ولم يفش بهذا السر لأي كان وهذا هو شأن كل حافظ لسر، وكان خليفة المسلمين عمر بن الخطاب عندما يريد أن يصلي على أحد أموات المسلمين يسأل عن حذيفة بن اليمان.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك