الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

فى طريق الهدايه ومع النبى إرميا ( الجزء الرابع ) إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع ومع نبى الله إرميا وقد وقفنا عند ما هو مكتوب في سفر التثنية فإن لوحين فقط وضعا في التابوت ” فـأكتب على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الأولين اللذين كسرتهما وتضعهما في التابوت” ثم انصرفت ونزلت من الجبل ووضعت اللوحين في التابوت الذي صنعت فكانا هناك كما أمرني الرب” كما فى التثنية، وهذا وفقا لأمر آخر في سفر التثنية، وكان يجب وضع كتاب التوراة بجوار التابوت على رف خاص أو بداخله بجوار الألواح وهناك خلاف بهذا الشأن بين الحاخامات، “خذوا كتاب التوراة هذا وضعوه بجانب تابوت عهد الرب إلهكم ليكون هناك شاهداً عليكم” كما فى التثنية، وهذا وفقا لوصف سفر الملوك وسفر أخبار الأيام فإنه كان في تابوت العهد ألواح العهد فقط وليس أي شيء آخر، وذلك وفقاً للآية التالية “لم يكن في التابوت إلا لوحا الحجر اللذين وضعهما نبى الله موسى هناك.
في حوريب حين عاهد الرب بني إسرائيل عند خروجهم من أرض مصر” وهذا كما فى ملوك أول فصل، وأخبار الأيام ثاني فصل) ومع ذلك كان هناك خلافا بين تفسيرات الحكماء في التلمود بشأن ما إذا كان يمكن أن نتعلم من هذه الجملة، أن بقايا الألواح الأولى وضعت في التابوت أم لا، وهناك رأي لدى الحكماء يرى بالفعل أن بقايا الألواح الأولى وضعت بالفعل في التابوت، وفي الحقيقة، هناك إشارات مكتوبة وهى مفصلة لدى الحاخامات، تدل على أن تابوت العهد حُفظ بواسطة الملك ياشياهو، وهذا ما ورد في سفر أخبار الأيام ثاني ، “وقال للآويين الذين كانوا يعلمون كل إسرائيل الذين كانوا مقدسين للرب اجعلوا تابوت القدس في البيت الذي بناه سليمان بن داود ملك إسرائيل، ليس لكم أن تحملوا على الأكتاف، الآن اخدموا الرب إلهكم وشعبه إسرائيل” وفهم الحكماء أن “اجعلوا تابوت القدس في البيت” يجب أن يكون محفوظة
في حفرة أسفل البيت، ومن المؤكد أن التابوت كان في البيت منذ البداية، وكذلك قال التلمود البابلي فصل يوما، وفصل هوريوت، وأما عن من حفظه؟ ياشياهو حفظه، ومن شاهد ما حُفظ؟ أنظر ما هو مكتوب فى التثنية ” يذهب بك الرب وبملكك الذي تقيمه عليك” وقف وحفظه، حيث قيل ذلك فى أخبار الأيام ثاني ” وقال للآويين الذين كانوا يعلمون كل إسرائيل الذين كانوا مقدسين للرب اجعلوا تابوت القدس في البيت الذي بناه سليمان بن داود ملك إسرائيل، ليس لكم أن تحملوا على الأكتاف، الآن اخدموا الرب إلهكم وشعبه إسرائيل” والتلمود الأورشليمي وهو شكليم فصل سته هالخاه واحد، يواصل ويُفصل ” قال لهم إذا كان قد رحل معكم إلى بابل، لم تعيدوه مرة أخرى إلى مكانه، بل الآن اخدموا إلهكم وشعبه إسرائيل” ولخصت أقوال الرابي دافيد قمحي في تفسيره للفصل كالآتي “وحاخاماتنا مباركو الذكر فسروا أنه
تم إصدار أمر لحفظ التابوت حتى لا يكتشف مع الشتات، وقالوا كان هناك حجر في قدس الأقداس في غربه وكان موضوعا عليها التابوت وأمامه جرة المن وعصا هارون، وفي أثناء قيام سليمان ببناء الهيكل وتوقع خرابه، بنى مكان ليحفظ به التابوت في الأسفل على عمق وبشكل متعرج، وهذا الحجر كان يغطى هذا المكان، وياشياهو الملك أمر وحفظ التابوت في نفس المكان الذي بناه سليمان، حيث قيل سلموا تابوت القدس واحفظوا مع التابوت عصا هارون وجرة المن وزيت المسح” وبما أنه لم يتم العثور على تابوت العهد، لذا لم يكن في الهيكل الثاني تابوت، وقد عاصر من ملوك بني إسرائيل كلا من يوشيا، ويواحاز، ويهوياقيم، وصدقيا، وعاصر الملك الفارسي لهراسب، وكان أكثر الناس تصديقا وإخلاصا إليه تلميذه اليمني باروخ بن نريا الكاتب، وتتلمذ عليه زرادشت، ثم قام زرادشت بعمل أغضب فيه المترجم له.
فدعا عليه فبرص، فعند ذاك فارق أستاذه واخترع دين المجوسية أو الديانة الزرادشتية، وأما عن إرميا فيقال إن أرميا عليه السلام انتقل إلى مصر فألقى اليهود القبض عليه وسجنوه في بئر، ثم أخرجوه ورجموه حتى استشهد، فدفنوه في مصر، وفي عهد الاسكندر نقل تابوته إلى الإسكندرية ودفنوه بها، ويقال انه رجع من مصر إلى بيت المقدس وعلش فيها ثلاثه مائة سنة ثم توفي، وهو ينسب إليه سفر يدعى سفر أرميا، وله رسالة مطولة ضد عبادة الأوثان في بابل، وينسب إليه المزمور الثاني والعشرون المنسوب لنبي الله داود عليه السلام، وينسبون اليه ثلاثين مزمورا، وله مراثي في خراب ودمار أورشليم تعرف بإسم مراثي أرميا أو سفر المراثي، وقد كانت ولادته بمدينة عثاتوث حدود سنة ستمائه وستون قبل الميلاد، وقال ابن كثير فى البداية والنهاية، هو أرميا بن سبط بن لاوى بن يعقوب، وقد قيل إنه الخضر.
وهذا رواه الضحاك عن ابن عباس، وهو غريب وليس بصحيح، وقال الحافظ ابن عساكر رحمه الله، أرميا بن حلقيا من سبط لاوي بن يعقوب، من أنبياء بني إسرائيل، وجاء من خبره في تفسير البغوي، وبعث لهم أرمياء بن حلقيا نبيا، وكان من سبط هارون بن عمران، وبحسب أحد المواقع الإسلامية، قيل عن إرميا هو أحد أنبياء بني إسرائيل بعد شيعا عليه السلام، وهناك من وحده مع نبي الله عزير عليه السلام ونبي الله الخضر عليه السلام، وقيل إن الخضر هو لقب من ألقابه، وكان مؤمنا، صالحا، ورعا، زاهدا، قديسا، كثير البكاء من خشية الله، فعرف بالبكاء، وقد ذكر أن الله بعث أرمياء إلى ملك من ملوك بني إسرائيل ليسدده ويرشده، ثم عظمت الأحداث في بني إسرائيل وركبوا المعاصي واستحلوا المحارم، فأوحى الله إلى أرمياء أن ائت قومك من بني إسرائيل فاقصص عليهم ما آمرك به وذكرهم نعمتي
وعرفهم بأحداثهم، وبعثه الله إلى بنى إسرائيل بعد أن عصوا الله، وأظهروا المعاصي، وقتلوا الأنبياء والصالحين، ليهديهم ويرشدهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحذرهم غضب الله، فوقف بكل حزم أمام شركهم ومظالمهم الاجتماعية، فكانت مدة خدمته واحد وأربعين سنة، قابلوه بالعصيان والتمرد والتكذيب، ثم ألقوا القبض عليه وسجنوه، وذلك في عهد ملكهم صدقيا، وبعد أن مكث في السجن عشر سنين أرسل الله عليهم نبوخذ نصر وجحافل عساكره، فنزل في أراضيهم، وبطش بهم، وقتل منهم جمعا غفيرا، وخرب ديارهم، وسبى الآلاف منهم، ثم أمر بهدم بيت المقدس، وأسر صدقيا الملك، وأصدر أمرا بإلقاء القاذورات والجيف في معابدهم، وقد جاء في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم لابن الجوزي، ذكر قصة أرمياء، فقال أن أرمياء كان غلاما من أبناء الملوك وكان زاهدا.
ولم يكن لأبيه ابن غيره وكان يعرض عليه النكاح وكان يأبى مخافة أن يشغله عن عبادة ربه فألح عليه أبوه وزوجه في بيت من عظماء أهل مملكته فلما دخلت عليه امرأته قال لها يا هذه إني مسر إليك فإن كتمته علي وسترته سترك الله في الدنيا والآخرة وإن أنت أفشيته قصمك في الدنيا والآخرة، قالت فإني سأكتمه عليك قال فإني لا أريد النساء، فأقامت معه سنة ثم إن أباه أنكر ذلك فسأله، فقال يا أبه ما طال ذلك بعد، فغضب أبوه فهرب منه، فبعثه الله نبيا مع ناشية، وناشية ملك وذلك حين عظمت الأحداث في بني إسرائيل بالمعاصي وقتلوا الأنبياء وأوحى إليه إني مهلك بني إسرائيل ومنتقم منهم، وأما فى الكتاب المقدس فقيل أنه ولد حوالى ما يقرب من سنة ستمائه وخمسون قبل الميلاد، وهو من نسل الكهنة سكان عناثوث فأبوه هو حلقيا، وهو رئيس الكهنة وهو الذى اكتشف السفر الذى كتبت فيه الإنذارات ليهوذا
فسلمه إلى الملك يوشيا البار الذى نادى الشعب إلى الرب وعمه هو شلوم، زوج، خلدة، النبية التى ذهب إليها الكهنة لاستشارتها فيما ورد فى السفر الذى اكتشفه حلقيا فهذا هو البيت الذى عاش فيه إرميا فى مخافة الرب، فكان من الطبيعى أن تكون له هذه النبتات المباركة والبراعم المقدسة التى حملت الشعلة فيما بعد، وكان إرميا قد تنبأ لبني إسرائيل بسقوط أورشليم وخرابها وتدمير هيكل سليمان عليه السلام، فدعاهم للخضوع والإذعان لنبوخذ نصر فكذبوه واضطهدوه، ويقال انه خاف في أول الأمر من نبوخذ نصر عندما هجم على بيت المقدس، فاخذ تابوت السكينة وخبأه في مغارة، خوفا من أن يقضي عليه نبوخذ نصر وجنوده، وقيل أيضا عن إرميا أنه عاصر من ملوك بني إسرائيل كلا من يوشيا، ويواحاز، ويهوياقيم، وصدقيا، وعاصر الملك الفارسي لهراسب، وكان أكثر الناس تصديقا وإخلاصا إليه
هو تلميذه اليمني باروخ بن نريا الكاتب، وتتلمذ عليه زرادشت، ثم قام زرادشت بعمل أغضب فيه المترجم له، فدعا عليه فبرص، فعند ذاك فارق أستاذه واخترع دين المجوسية أو الديانة الزرادشتية، ويقال إن أرميا عليه السلام انتقل إلى مصر فألقى اليهود القبض عليه وسجنوه في بئر، ثم أخرجوه ورجموه حتى استشهد، فدفنوه في مصر، وفي عهد الاسكندر نقل تابوته إلى الإسكندرية ودفنوه بها، ويقال انه رجع من مصر إلى بيت المقدس وعاش فيها ثلاثه مائة سنة ثم توفي، ويمكن أن يعرَّف الدين بأنه مجموعة من أفكار وعقائد مرتبطة مع بعضها لتشكيل تفسير يوضح لكل من يؤمن بهذا الدين ما هي غاية الوجود وسر وجود الكون وحياة البشر، وتوضح أيضا علاقة البشرية بالكون نفسه، وكما يتضمن الدين العديد من الأفكار التي ترتبط بالعلم وهو ما يعرف بالعلوم الغيبية والماورائيات أو ما وراء الطبيعة، حيث يؤمن أصحاب الأديان عموما بصحة أمور غير مرئية بناء على ما ورد في كتبهم المقدسة، وتتبلور الأديان في طقوس عديدة مثل الصلوات والمواعظ والحج والأعياد وغيرها.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك