السبت - الموافق 20 أبريل 2024م

فى طريق الهدايه ومع الملك رحبعام بن سليمان (الجزء الثانى) إعداد / محمـــد الدكـــرورى

Spread the love

ونكمل الجزء الثانى مع الملك رحبعام بن سليمان وقد وقفنا عند قول “يوشيا إذ كان بعد فتى ستة عشر سنه ابتدأ يطلب إله داود أبيه” أما رحبعام فلم يهيئ قلبه لطلب الرب” ورحبعام كان له رصيد عظيم من الإرشاد والنصح فيما كتبه أبوه خاصة في سفر الأمثال، وكان يمكنه أن يعرف طريق الحكمة ومخافة الرب وأتيحت له الفرصة ليذكر خالقه في أيام شبابه، ولقد ملك في سن الحادية والأربعين، ولو كان قد عرف الرب منذ حداثته لكان عنده متسع من الوقت ليصبح حكيما، لكنه لم يرغب في هذا الأمر ويبدو أن حياة التقوى وما يصاحبها من حكمة كانت ثقيلة عليه وغير مرغوبة منه فانصرف عنها وتم فيه قول الرب “من يُخطئ عني يضر نفسه” كل مُبغضي يحبون الموت” ولم يستفد رحبعام من مصادر الحكمة المتاحة له؟ لأنه لم يقدرها ولم يطلبها، فنبى الله سليمان يقول ” يا ابني إن دعوت المعرفة، ورفعت صوتك إلى الفهم.
إن طلبتها كالفضة، وبحثت عنها كالكنوز، فحينئذ تفهم مخافة الرب، وتجد معرفة الله، لأن الرب يعطي حكمة، من فمه المعرفة والفهم” وكان عندما أتى كل الشعب إلى رحبعام وعرضوا أمامه معاناتهم قائلين “إن أباك قسّى نيرنا وأما أنت فخفف الآن من عبودية أبيك القاسية ومن نيره الثقيل الذي جعله علينا فنخدمك، وكانوا غير مغالين في طلبهم، بل عبّروا عن استعدادهم لخدمته، وقد طلب رحبعام من الشعب مهلة ثلاثة أيام، وقد استشار رحبعام الشيوخ الذين كانوا يقفون أمام سليمان أبيه وهو حي، فأجابوه بكل ما لديهم من حنكة وخبرة “إن صرت اليوم عبدا لهذا الشعب وخدمتهم وأحببتهم وكلمتهم كلاما حسنا، يكونون لك عبيدا كل الأيام” ولكنه للأسف ترك مشورة الشيوخ واستشار الأحداث الذين نشأوا معه ووقفوا أمامه، فأجابوه هكذا تقول لهم إن خنصري وهو الأصبع الأصغر أغلظ من متني أبي وهو حقوي أبي، والآن أبي حملكم نيرا ثقيلا وأنا أزيد على نيركم.
وأبي أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب، وكانت العظمة عند الشيوخ تقوم على أساس الخدمة والرفق والحنان والكلمة الحلوة، والشيوخ ولعلهم عاصروا داود وسليمان، وقد أدركوا الفرق بين الاثنين، فداود كان خادما للشعب وكافح وغامر بحياته من أجله، وتعامل معه باللين والوداعة، لذا أحبه الشعب والتف حوله، وأما سليمان فقد ملأ بطونهم طعاما، لكنه ألهب ظهورهم بالسياط واستعبدهم، أما العظمة عند الشباب فكانت تقوم على التسلط والاستبداد، وهذا نابع من الغرور والكبرياء والثقة المفرطة في الذات، وقد مال رحبعام لمشورة الأحداث وارتكب ثاني خطأ، فلقد تجاوز مشورة الرب وتجاهل مشورة الشيوخ، وثار الشعب وظهرت بوادر الانقسام ولما أراد رحبعام قمعهم بمنتهى الحماقة وأرسل أدورام الذي علي التسخير، فرجمه جميع الشعب بالحجارة فمات، لذا أسرع الملك وصعد إلى المركبة وهرب إلى أورشليم مذعورا خائفا.
وانقسمت المملكة، وكان بعد وفاة النبي سليمان، عليه السلام وهو أحد ملوك مملكة إسرائيل الموحدة، وهو أحد الأنبياء الثمانية والأربعين وهو ابن داود وثالث ملوك مملكة إسرائيل الموحدة قبل انقسامها إلى مملكة إسرائيل الشمالية وهي المملكة التي بقي يحكمها قبائل إسرائيل الإثنا عشر ومملكة يهوذا في الجنوب والتي حكمها أبناء قبيلة يهوذا وهي القبيلة الوحيدة الباقية من القبائل الإثنا عشر حسب كتابات اليهود، وقد ارتبط اسم سليمان بعدد من القصص المذكورة في العهد القديم مثل لقاءه مع ملكة سبأ التي ذكرت في القرآن كذلك وقصة قضاء سليمان بين المرأتين المتخاصمتين على رضيع، ويعتقد حسب التراث اليهودي أنه أول من بنى الهيكل وقصته مع ملك الجن أشماداي وأما عن ابنه رحبعام فلقد اشتهر رحبعام بن سليمان بأنه الرجل الذي أضاع مملكة بلسانه، وسيقف رحبعام مثلا في كل التاريخ، للقدرة المدمرة الهائلة.
للسان البشري، وكان سليمان عليه السلام، هو أحد أنبياء الإسلام وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة سبأ وص والنمل وسورة البقرة والأنعام وسورة الأنبياء مع اختلافات في جوانب القصة العبرية وتأكيد للحكمة والثراء والملك الذي لم يؤت أحد مثله، ونبى الله سليمان عليه السلام تعلم منطق الطير والحيوانات والحشرات وله جن وعفاريت مسخرين لخدمته وطاعته، وقد أعلن ابنه رحبعام نفسه ملكا على بني إسرائيل فبايعه سبطا يهوذا وبنيامين، وبنيامين بن يعقوب، وهو الابن الثاني عشر ليعقوب، واسم والدته راحيل بنت لابان، وهى التي أنجبت النبي يوسف علية السلام ومن ثم بنيامين وهو الشقيق الأوحد ليوسف عليه السلام ومنه السبط الثاني عشر من أسباط بني إسرائيل، حيث كان ليعقوب ولقبه إسرائيل، اثنا عشر ولدا ذكرا وابنة واحدة هي دينا، وهؤلاء الأبناء الاثنا عشر يدعون بني إسرائيل، وجاءت الإشارة إليه في سورة يوسف في القرآن الكريم.
بأنه الأخ الذي وضع يوسف الصواع في رحله حتى يبقيه عنده، بعد أن أخبره بأنه هو يوسف، وفعل يوسف ذلك حتى يجعل إخوته يتوبوا إلى الله، لأنهم ألقوه في البئر، وقال لهم يوسف أن يُحضروا أباهم يعقوب إليه في مصر، وأعطاهم يوسف قميصه، وأمرهم بأن يلقوا بقميصه على وجه أبيهم فيرتد بصيرا ، وقد كان، وبنو إسرائيل بالعبرية هو مصطلح من التناخ يطلق على أبناء يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الإثني عشر، وبنو إسرائيل أيضا يعرفون باسم القبائل الإثنى عشر، وحسب النص التوراتي تعني كلمة إسرائيل هو الذي يجاهد مع الله” وأولاد يعقوب أو إسرائيل هم، يوسف وبنيامين وأمهما هى راحيل بنت لابان وهي ابنة خال يعقوب، وروبين وهو أكبر أبنائه ويهودا ولاوي وشمعون وزبولون وياساكر وبنتا واحدة اسمها دينا وأمهم، هى ليا بنت لابان وهي أخت راحيل وابنة خال يعقوب، ودان ونفتالي وأمهما، هى بيلها.
وجاد وعشير وأمهما هى زيلفا، وهؤلاء بحسب التوراة هم مؤسسو القبائل الإثني عشر لإسرائيل، وتشير التوراة إليهم أيضا باسم بني إسرائيل أو بني يعقوب، بعدما تكاثر أبناؤهم خلال الخروج من مصر، وقد ظلت التوراة تشير إليهم ببني إسرائيل، وبني إسرائيل في الإسلام هم شعب من ذرية يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم، وقد ذكرت قصص بني إسرائيل وقصص أنبياءهم بالتفصيل في القرآن الكريم في سور البقرة وآل عمران ويونس ويوسف و المائدة والقصص والنمل ومريم والإسراء والأعراف وطه والصف وص والأنبياء وسبأ والزخرف، وأما عن الملك رحبعام، فعندما ولد رحبعام أطلق عليه نبى الله سليمان هذا الاسم الذي وهو يعني مرحب الشعب، أو موسع الشعب، ولعله سليمان كان يحلم لابنه ما يحلمه في العادة الأباطرة بالنسبة لأولادهم، ولعله فردرك الأكبر الذي جاء بولده قبل أن يموت، وقال له ها أنا يا ولدي أسلمك امبراطورية عظيمة، فلا تسمح أن يضيع منها شيء، وإلا ضحكت عليك في قبري.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك