السبت - الموافق 20 أبريل 2024م

فى طريق الاسلام ومع أم المؤمنين سوده بنت زمعه ( الجزء الثالث ) إعداد / محمـــد الدكـــرورى

Spread the love

ونكمل الجزء الثالث مع أم المؤمنين السيده سوده بنت زمعه، وقد وقفنا مع أنه قيل أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، طلق السيده سوده بنت زمعه، فقعدت له على طريقه فقالت له ” والذي بعثك بالحق ما لي في الرجال حاجة، ولكن أحب أن أبعث مع نسائك يوم القيامة، فأنشدك بالذي أنزل عليك الكتاب هل طلقتني لموجدة وجدتها عليّ؟ قال: لا، قالت: فأنشدك لما راجعتني، فراجعها، قالت: فإني قد جعلت يومي وليلتي لعائشة حبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم، يقسم لعائشة بيومها ويوم سودة، وكانت سودة ممن نزل فيها آيات الحجاب، فخرجت ذات مرة ليلا لقضاء حوائجها وكانت امرأة طويلة جسيمة تفرُع النساء جسما لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب فعرفها فقال: عرفناك يا سودة.
حرصا على أن ينزل الحجاب، فنزلت الآيات الكريمه من سورة الأحزاب ( يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) وقد شهدت سودة غزوة خيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأطعمها النبي صلى الله عليه وسلم، من الغنائم ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا، ويقال قمح، وشهدت معه حجة الوداع، واستأذنته أن تصلي الصبح بمنى ليلة المزدلفة فأذن لها، فعن السيده عائشة رضى الله عنها قالت ” استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبل حطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة، يعني ثقيلة، فأذن لها، ولأن أكون استأذنته أحب إلي من معروج به ” ولم تحج سودة بعدها ولزمت بيتها حتى وفاتها.
فكانت تقول رضى الله عنها “لا أحج بعدها أبدا ” وتقول ” حججت واعتمرت فأنا أقر في بيتي، كما أمرني الله عز وجل ” وكانت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، يحججن إلا سودة بنت زمعة وزينب بنت جحش، قالتا ” لا تحركنا دابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ” وكان من مواقف السيدة سودة رضى الله عنها مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنه عن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال: قدم بأسارى بدر وسودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عند آل عفراء في مناخهم على عوف ومعوذ ابني عفراء، وذلك قبل أن يُضرب عليهم الحجاب، قالت: قدم بالأسارى فأتيت منزلي، فإذا أنا بسهيل بن عمرو في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه، فلما رأيته ما ملكت نفسي أن قلت: أبا يزيد، أُعطيتم ما بأيديكم.
ألا مُتم كراما، قالت: فوالله ما نبهني إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من داخل البيت ” أى سودة أعلى الله وعلى رسوله ؟” قلت: يا رسول الله، والله ما ملكت نفسي حيث رأيت أبا يزيد أن قلت ما قلت، وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال ” ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت: يا رسول الله، ماتت فلانة، يعني الشاة، فقال صلى الله عليه وسلم ” فلولا أخذتم مسكها ” فقالت سوده: نأخذ مسك شاة قد ماتت، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنما قال الله تعالى فى سورة الأنعام ( قل لا أجد فى ما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير ” فإنكم لا تطعمونه إن تدبغوه فتنتفعوا به ” فأرسلت إليها فسلخت مسكها فدبغته، فأتخذت منه قربه حتى تخرقت عندها ” وعن السيده عائشة رضى الله
عنها قالت ” استأذنت سودة بنت زمعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأذن لها فتدفع قبل أن يدفع، فأذن لها وقال القاسم، وكانت امرأة ثبطة، أي ثقيلة، فدفعت وحبِسنا معه حتى دُفعنا بدفعه، فقالت السيده عائشة رضى الله عنها ” فلأن أكون استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما استأذنت سودة فأدفع قبل الناس، أَحَبُ إليَّ من مفروح به، وقد كان للسيده سودة مواقف مع الصحابة الكرام وأما عن موقفها مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد روى الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “خرجت سودة بعدما ضُرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة، أَما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين؟
قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وإنه ليتعشَّى وفي يده عرق، فدخلت فقالت: يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر: كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه ثم رُفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه، فقال صلى الله عليه وسلم ” إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن ” وأما عن موقفها مع السيدة عائشة رضي الله عنهما، فقد قالت السيده عائشة رضي الله عنها ” دخلت على سودة بنت زمعة فجلست ورسول الله بيني وبينها وقد صنعت حريرة، فجئت بها فقلت: كلي، فقالت: ما أنا بذائقتها، فقلت: والله لتأكلين منها أو لألطخن منها بوجهك، فقالت: ما أنا بذائقتها، فتناولت منها شيئا فمسحت بوجهها، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يضحك وهو بيني وبينها، فتناولت منها شيئا لتمسح به وجهي.
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخفض عنها ركبته وهو يضحك لتستقيد مني، فأخذت شيئا فمسحت به وجهي ورسول الله صلى الله عليه وسلم، يضحك، ولقد كان لها أيضا موقفها مع السيدة عائشة والسيدة حفصة رضى الله عنهن، فعن خُليسة مولاة حفصة في قصة حفصة وعائشة مع سودة بنت زمعة، ومزحهما معها بأن الدجال قد خرج، فاختبأت في بيت كانوا يوقدون فيه واستضحكتا، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم ” ما شأنكما ؟” فأخبرتاه بما كان من أمر سودة، فذهب إليها فقالت: يا رسول الله، أَخرج الدجال؟ فقال صلى الله عليه وسلم، ” لا وكأن قد خرج ” فخرجت وجعلت تنفض عنها بيض العنكبوت، وكان من بعض ما روته السيدة سودة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه روى البخاري بسنده عن سودة.
أنها قالت: “ماتت لنا شاة فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شنا” وعنها رضي الله عنها قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحج، قال: ” أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه، قبل منه ؟ قال، نعم ، قال فالله أرحم، حج عن أبيك ” وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يبعث الناس حفاة عراة غرلا، قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان ” فقلت: يبصر بعضنا بعضا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ” شغل الناس وقرأ الآيه الكريمه من سورة عبس ” لكل أمرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ” وعنها رضي الله عنها: أنها نظرت في ركوة فيها ماء، فنهاها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال صلى الله عليه وسلم ” إنى أخاف عليكم من الشيطان ”
وكان من أثر السيدة سودة بنت زمعه رضى الله تعالى عنها، في الآخرين وممن روى عنها من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير بن العوام رضي الله عنهما، وممَن روى عنها من التابعين يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن، ويوسف بن الزبير، ومولى الزبير بن العوام، وكانت أم المؤمنين سوده بنت زمعه، لها أدوار أخري حيث روت رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، خمسة أحاديث، وشهدت معه صلى الله عليه وسلم، يوم خيبر، وحجةَ الوداع، وقد توفيت السيده سوده رضى الله عنها بالمدينة المنورة في شهر شوال سنة أربعة وخمسون من الهجره، في خلافة معاوية بن أبى سفيان، وهذا ما رجَّحه الواقدي، وقيل بل كانت أول أمهات المؤمنين وفاة وتوفيت في أواخر خلافة أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب، والأصح أن زينب بنت جحش هي أول أمهات المؤمنين وفاة وكان ذلك سنة عشرين من الهجره، وإنما خلط بينهما بعض المُترجمين، ولما توفيت سودة بن زمعه رضى الله عنها، سجد ابن عباس فقيل له في ذلك؟ فقال “قال رسول الله: إذا رأيتم آية فاسجدوا” ويقصد بأن وفاة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، آية أي أنه أمر عظيم، وكانت السيده سوده بنت زمعه رضى الله عنها، بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، قد لازمت بيتها ولم تحج بعده حتي توفيت في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وقيل في خلافة عمر بن الخطاب، بعد أن أوصت ببيتها للسيدة عائشة رضي الله عنهما وعن أمهات المؤمنين جميعا.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك