السبت - الموافق 20 أبريل 2024م

فى طريق الاسلام ومع أبو لبن إعداد / محمـــد الدكــــرورى

Spread the love

لقد اختص الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على المرسلين بخصائص تفوق التعداد، فهو سيد ولد آدم، وهو خاتم النبيين والمرسلين، فأرسله الله تعالى إلى الناس كافة، وهو صلى الله عليه وسلم، أول من يعبر الصراط يوم القيامة والمعاد، وهو أول من يقرع باب الجنة للعباد، وهو أول من يدخلها، وهو أول شافع وأول مشفع، وله الوسيلة والفضيلة وله المقام المحمود في يوم المعاد، وله لواء الحمد الذي يجتمع تحته كل حماد، ومع كون النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنه هو أفضل الأنبياء، وهو سيد ولد آدم يوم القيامة، وبيده صلى الله عليه وسلم، لواء الحمد، وهو الذي يستفتح الجنة لجميع العباد، إلا أنه صلى الله عليه وسلم، لتواضعه قد نهى أن يفضل على الأنبياء على سبيل تنقص المفضول ومدح الفاضل، فقال صلى الله عليه وسلم “لا تخيروا بين الأنبياء” بل إنه خص نفسه صلى الله عليه وسلم، فقال “لا تخيروني بين الأنبياء”
ولما اختلف صحابي مع يهودي وأقبل اليهودي يشتكي إلى النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إذ مدح اليهودي نبى الله موسى عليه السلام، فلطمه الصحابي، فاشتكى اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد غضب لما لُطم هذا اليهودي، غضب صلى الله عليه وسلم، قال “لا تفضلوا بين أنبياء الله، فإنه ينفخ في الصور فيصعق مَن في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول مَن بعث، فإذا بموسى آخذا بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي، ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متى” ويقول صلى الله عليه وسلم، هذا حفظا وإجلالا وإكراما لمكانة جميع الأنبياء، ولقد أمر الله عز وجل، بمحبة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وأمرنا بطاعته، بل أمر سبحانه وتعالى، بطاعة جميع الأنبياء، ولقد قرن الله تعالى، بين طاعته عز وجل.
وبين طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أرسله الله تعالى، إلى الناس كافة، للإنس وللجن، وبه ختمت الرسالات، وهو خير خلق الله عز وجل، وهو أكرمهم عند الله تعالى، وهو سيد ولد آدم، وهو خليل الرحمن، وهو الشافع المشفع، وهو أول من تفتح له أبواب الجنة، وقد يسر الله تعالى، شريعته لأمته، ووضع عنهم الأغلال والآصار التي كانت على الأمم التي من قبلهم، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم، واثقا في دعوته لا يلتفت إلى من يتنقصه، ولا يلتفت إلى المستهزئين، فكان يعلم صلى الله عليه وسلم، أن الذي يتنقصه هو كالذي يرفع بصره إلى الشمس فيسبها، ثم يقذفها بحجر، فلا يلبث أن يسقط الحجر على رأسه فيدمغه، فقد قالوا عنه صلى الله عليه وسلم، مجنون وساحر وكذاب، ولكن الله عز وجل، ينادى عليه صلى الله عليه وسلم، حيث يقول له فى سورة الحجر ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين)
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهو أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وأبنائنا وأهلنا، وهو أحب إلينا من الناس أجمعين، فقو صلى الله عليه وسلم، القائل فى حديثه الشريف “والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده وأهله وماله والناس أجمعين” رواه البخاري، ولقد قال عمر بن الخطاب “يا رسول الله، لأنت أحب إليّ من نفسي” قال “الآن يا عمر” يعني الآن استكملت الإيمان، ولقد أباح الإسلام الرضاع، وهو أن يرضع الطفل من لبن امرأة غير أمه، وقد تدعو الحاجة إلى ذلك، كوفاة الأم مثلا، أو لعدم قدرتها على الرضاع، إما من انشغال أو عجز، كعدم وجود اللبن أصلا، أو لأسباب أخرى، وبناء على ذلك، فإنه يترتب على هذا الرضاع أحكام شرعية، من ثبوت المحرمية بين الرضيع وفروعه من جهة، وبين مرضعته ومن اتصل بها من جهة النسب من جهة ثانية، ويشار إلى أن أبو اللبن هو زوج المرضعة.
حيث يعتبر أن الصبي الذي ارتضع من امرأة فزوجها يعتبر والده ويسمى أبو اللبن، ومن المؤسف أن كثيرا من المسلمين يجهلون ما يترتب على الرضاع، فضلا عن جهلهم بشروطه ومتى يثبت، ومتى لا يثبت، فيتساهلون به، فينشأ بسبب ذلك مشاكل اجتماعية، من أهمها فسخ النكاح بين من ثبتت بينهما المحرمية بسبب الرضاع، وبالتالي، تصبح المرأة ثيبا، فضلا عن انتهاك الأخ لعرض أخته من الرضاع وما شابه ذلك، وإذا أرضعت المرأة طفلا رضاعا محرما، صار الطفل المرتضع ابنا للمرضعة بغير خلاف، وصار أيضا ابنا لمن ثاب اللبن بسببه وهو الزوج، وهو زوج المرضعة لأنه صاحب اللبن فصار الرضيع في تحريم النكاح وإباحة الخلوة والمسافرة كالابن تماما، وأولاده من البنين والبنات أولاد أولادهما وإن نزلت درجتهم، وجميع أولاد المرضعة من زوجها صاحب اللبن ومن غيره، وجميع أولاد الرجل الذي انتسب الحمل إليه من المرضعة.
ومن غيرها إخوة المرتضع وأخواته، وأولاد أولادهما، أولاد إخوته وأخواته وإن نزلت درجتهم، وأم المرضعة جدته، وأبوها جده، وإخوتها أخواله، وأخواتها خالاته، وأبو الرجل جده، وأمه جدته، وإخوته أعمامه، وأخواته عماته، وجميع أقاربهما ينتسبون إلى المرتضع كما ينتسبون إلى ولدهما من النسب، لأن اللبن الذي ثاب للمرأة مخلوق من ماء الرجل والمرأة، فنشر التحريم إليهما، ونشر الحرمة إلى الرجل وأقاربه وهو الذي يسمّى لبن الفحل، ولكن المقصود فى هذا المقال هو أبو لبن آخر عن ذلك كله، فأما عن شخصية هذا المقال التى نتحدث عنها وهو أبو لبن، فهو الامام الفلسطيني احمد ابو لبن، وهو الرجل صاحب الشخصية القوية والمثير للجدل بين مسلمي الدنمارك والذي اتهم بالمساهمة في إندلاع ازمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بسرطان في الرئة في الستين من عمره على ما افاد مقربون منه.
وكانت الطبقة السياسية وقسم كبير من الرأي العام الدنماركي يعتبر ان رجل الدين النافذ احمد أبو لبن كان يقف وراء الاستياء العارم ضد الدنمارك في العالم العربي والاسلامي في شهر فبراير فى عام ألفان وست ميلادى وذلك على اثر نشر صحيفة دنماركية رسوما كاريكاتورية تسىء للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اثارت الرسوم اعنف موجة احتجاجات ضد مصالح الدنمارك منذ الحرب العالمية الثانية فتعرضت بعثاتها الدبلوماسية للحرق والنهب في بيروت ودمشق وطهران واحرقت اعلامها وقوطعت منتوجاتها في الشرق الاوسط، وأحمد أبو لبن، هو إمام دنماركي فلسطيني، وزعيم للجمعية الإسلامية في الدنمارك، وهي منظمة دينية إسلامية في الدنمارك، قد أسسها أحمد أبو لبن، وقد لعبت المنظمة دورا مهما في جذب انتباه المسلمين الدولي إلى الرسوم الكاريكاتورية المُسيئة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في صحيفة يولاندس بوستن.
وقامت بتوزيع ملف من ثلاثه وأربعين صفحة لرفع مستوى الوعي في الشرق الأوسط حول هذه الرسوم، وتقول المنظمة أن جميع المسلمين في الدنمارك هم أعضاء بها، وكما تقوم المنظمة بتنظيم المحاضرات والخطب، كما نظمت العديد من الفاعليات الخاصة بمناهضة الرسوم المسئية للنبي صلى الله عليه وسلم، ولقد كان من أبرز نتائج المقاطعة الإسلامية والعربية للمنتجات الدانماركية هو نصرة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان الهدف من وراء الحملة التي أقامها هو قيام الحكومة الدانماركية والصحيفة التي نشرت تلك الرسوم بتقديم اعتذار رسمي للمسلمين الذين أوذيت مشاعرهم نتيجة لتلك الرسوم المسيئة، وعلى خلفية تلك الدعوات التي نال من خلالها شهرة كبيرة، تمت دعوته إلى مؤتمر كوبنهاجن للحوار الديني والحضاري، ولكنه رفض الانضمام لهذا المؤتمر، مؤكدا على أن مثل هذه المؤتمرات تفشل دوما في تحقيق أهدافها
وأنها ما هي سوى حيلة للمكر على الدعاة، والإمام احمد أبو لبن كان شخصية محورية في مناهضة الرسوم الكاريكاتورية المُسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في صحيفة يولاندس بوستن في الدنمارك، وقد ولد أحمد أبو لبن عام الف وتسعمائه وسته وأربعين في مدينة يافا في فلسطين، وفي عام ثمانى وأربعين فقد فرت عائلته إلى القاهرة، وترعرع هناك، وأصبح مهندسا ميكانيكيا، وقد درس الشريعة الإسلامية وعمل في صناعة النفط في الخليج العربي، ثم عمل في شركة مقاولات في نيجيريا وقد ساهم في مشاريع إسلامية تعليمية في ولايات مختلفة من نيجيريا، وقد شارك أبو لبن في الجدال الإعلامي التي اندلع في الدنمارك بعد إصدار الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في صحيفة يولاندس بوستن، وفي نوفمبر ألفين وخمسة قد قام بجولة في الشرق الأوسط لطلب الدعم الدبلوماسي، وهو أحد العوامل التي أثارت الغضب على نطاق واسع.
في المنطقة في أوائل عام ألفين وسته، جنبا إلى جنب مع أحمد عكاري، وقد قام بتأليف منشور عكاري، لبن الذي تم توزيعه لمناهضة الرسوم الكاريكاتورية، ولقد كان هناك تصريحات شهرية له، بعد مقتل ثيو فان جوخ انتقد مقتله، كما انتقد إساءة استخدام حرية التعبير وإهانته الإسلام، وانتقد السياسي الدنماركي ناصر خضر ووصفه بالفأر الهارب، في صلاة الجمعة في الخامس من أبريل لعام ألفين واثنين، أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية وقد دعا أبو لبن لتقديم للجهاد من أجل القضية الفلسطينية، وخرجت من المسجد مظاهرة إلى ساحة البرلمان، حمل المتظاهرون فيها لافتات تساوي بين الإسرائيليين والنازيين، وأحرقوا العلم الإسرائيلي، وقد يتساءل الكثير من الأشخاص في الدول العربية عن من هو أبو اللبن؟ هذا الاسم الذي يتم تداوله بين الحين والآخر على نطاق واسع عند الحديث عن نصرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
ضد الإساءات التي تقام ضده من الدول الغربية في أوقات مختلفة، فمن هو أبو اللبن ولماذا يتم ذكر اسمه في هذه المناسبات، فهو الإمام الفلسطيني أحمد أبو لبن هو واحد من أشهر الدعاة في دولة الدانمارك، وتعود أصوله إلى الدولة الفلسطينية، وقد نال احتراما كبيرا من المسلمين من مختلف دول العالم بسبب دفاعه عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في الدولة التي بدأت منها الإساءات المتكررة لأفضل الخلق أجمعين، وقد عاش الشيخ أحمد أبو لبن حوالي ستون عاما وقد قضى أغلبها في الدعوة إلى الدين الإسلامي بالحسنى، وأفنى عمره في توضيح حقيقة الدين الإسلامي الوسطي لغير المسلمين، بالإضافة إلى الاهتمام بشئون المسلمين في دولة الدانمارك حيث كام يعمل خطيبا وإماما ومستشارا دينيا للمسلمين في كوبنهاجن، وقد هاجر إلى الدنمارك عام أربعه وثمانين، وعاش هناك لبقية حياته.
وفي التاسع عشر من شهر يناير فى عام ألفين وسبعة فقد أعلنت الجمعية الإسلامية في الدنمارك أن أبا لبن مصاب بسرطان الرئة، وتوفي في الأول من شهر فبراير فى عام ألفين وسبعة عن عمر ستون عاما، وقد حضر جنازته آلاف المسلمين في كوبنهاجن، وهذا ما يستحقه منا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو نصرته وتأيده، ولقد جمع الله سبحانه وتعالى في نبيه الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم صفات الجمال والكمال البشري، وتألّقت روحه الطاهرة بعظيم الشمائل والخصال ، وكريم الصفات والأفعال، حتى أبهرت سيرته القريب والبعيد، وتملكت هيبته العدو والصديق، وقد صوّر لنا هذه المشاعر الصحابي الجليل حسان بن ثابت رضي الله عنه أبلغ تصوير حينما قال، وأجمل منك لم تر قط عيني وأكمل منك لم تلد النساء خُلقت مبرّأً من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك