الجمعة - الموافق 19 أبريل 2024م

فقيد الشباب..! بقلم الفنانة التشكيلية : أمانى هاشم

Spread the love

„العرّاب» رجل تعدى الخامسة والأربعون.. أو حتى الخمسون، لكن عندما تقرأ له تجده شاباً فى نهاية الثلاثين، واضح.. مجتهد.. مبدع.. متخبط.. محبط.. حاله كحال أغلب شبابنا الرافض لجميع الأحداث من حوله، وليس له يد ولا حيلة سوى التمرد والكتابة..! لم أكن من الشباب المولوعين بالكاتب والروائى والطبيب الراحل أحمد خالد توفيق – رحمه الله – ، أتذكر عندما قرأت روايته الشهيرة „يوتوبيا» قبل الثورة..(وأقصد بالثورة هنا ثورة ٢٥يناير)، وبرغم انتقادى لاستخدامه بعض الألفاظ الخادشة للحياء، والتى لم يكن لها أية أهمية بالرواية سوا مجاراة الشباب فى استخدام بعض العبارات الفظة والجريئة، إلا إننى اندهشت لخياله الصادم، وقدرته الفائقة فى تخيل أحداث المستقبل بشكل تشاؤمى، وللأسف بدا أنه واقعى أيضاً..! وعندما تكررت قراءتى له وجدت النزعة التشاؤمية تغلب على أكثر كتاباته، وهو ما جعلنى اتخذت قراراً بعدم متابعته.. للحفاظ على قليل من الأمل الذى بدا بداخلى.. ولم يبدو على أرض الواقع! ليس هناك اندهاش من حب الشباب للعرّاب وحزنهم الجماعى على رحيله، فهم عاشوا معه منذ الصغر، روايات مصرية للجيب.. ما وراء الطبيعة.. فانتازيا.. سفاري..، ونضجوا مع رواياته.. يوتوبيا.. فى ممر الفئران.. السنجة..، وتمردوا معه من خلال مقالاته! وهو أيضاً عبر عنهم.. عاش أغلب إحباطاتهم.. لم يعلقهم بالآمال الكاذبة والمستقبل الزاهر. فى الحقيقة هو فى جميع كتاباته صدمهم بالواقع وبالنهايات المأساوية.. والتى أثبت لهم الزمن صدقها، فصدقوه! لكن ما أدهشنى حقاً، هو تصريح بعض الإعلاميين بجهلهم عنه، وكأن الجهل فى زماننا أصبح مدعاة للتفاخر، والمثير للإشمئزاز بل وللشفقة أيضاً هو عدم جهلهم به صراحة، ولكنه نوع من الإنكار..إنكار لشخص.. أو لجيل كامل.. وربما لواقع..!

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك