الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

فتح الله جولن: «أردوغان» هو من نظم الانقلاب.. أفتقد وطني كثيرا والعالم لن يصدق اتهامات الرئيس التركي لي

المتهم المزعوم بالتخطيط للانقلاب العسكري في تركيا: 

الدولة على طريق الديمقراطية ولن تعود للوراء

أفتقد وطني كثيرا لكني أعيش بحريتي في بنسلفانيا

الانقلاب مدبر لإلقاء مزيد من الاتهامات ضدي.. والعالم لن يصدق اتهامات الرئيس التركي لي

يعتقد فتح الله غولن، الذي يحمله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المسئولية عن الانقلاب الفاشل الذي نظمه فيصل منشق عن الجيش في تركيا، أن الانتفاضة التي نفذها العسكريون في البلاد يمكن أن تكون قد خطط لها “تدريجيا” من قبل الحكومة التركية للإطاحة برأس النظام، أو قد يكون خطط لها أردوغان نفسه لإحكام قبضته على البلاد بصورة أكبر.
تصريحات أدلى بها المفكر والداعية التركي ذا التأثير الكبير حسبما وصفه الرئيس التركي، في مقابلة نادرة وقصيرة، اليوم السبت، مع مجموعة صغيرة من الصحفيين في مقر إقامته في سيليزبورج، في ولاية بنسلفانيا، معلنا رفضه كل الاتهامات بأنه كان وراء محاولة الانقلاب.
قال «جولن»: لا أعتقد أن العالم يصدق أن الاتهامات التي وجهها الرئيس “أردوغان” إلى صحيحة، مضيفا أن “هناك احتمال أنه يمكن أن يكون ذلك الانقلاب مدبر من قبل نظامه لإلقاء مزيد من الاتهامات ضدي
وأضاف المفكر التركي الذي يقود من المنفى حركة الشعبية تدعى بـ« الكيان الموازي» أو «هيزمت» – من غرفة صغيرة جهزها للصلاة، وصف بها السجاجيد المنسوجة والمزينة بالطرز الإسلامية، وتمتلئ بالمجلدات والكتب الدينية في بنسلفانيا بأمريكا والتي انتقل اليها بعد وصوله إلى الولايات المتحدة عام 1999 – أن الانقسام الذي حدث في تركيا سببه أردوغان؛ للتغطية على فضيحة فساد عام 2013، معلنا أنه رفض كل التدخلات العسكرية، وقال انه تعرض للاضطهاد شخصيا بعد انقلاب عام 1990.
وتابع، بينما كان يقدم لضيوفه الصحفيين مجلدة الشاي التركي والتين الجاف، قائلا «بعد الانقلابات العسكرية في تركيا تعرضت لضغوط وسجنت، وواجهت مختلف أشكال التحرش بي”.
وأكد «جولن»: “الآن تركيا على طريق الديمقراطية، ولا يمكن العودة إلى الوراء”.
وردا على سؤال لصحيفة الجارديان البريطانية عما إذا كان قد عاد إلى تركيا لو نجح الانقلاب، قال «جولن»: في الواقع، أفتقد وطني كثيرا، ولكن هناك عامل مهم آخر، وهو الحرية، وأنا هنا، بعيد عن المشاكل السياسية في تركيا وأعيش بحريتي.
وعن دعوة أردوغان للرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم، لإلقاء القبض على «جولن» وترحيله إلى تركيا، وقال «إن تركيا لم تتحول إلى الوراء أبدا، وأنا أقول إذا كنا شركاء استراتيجيين فيجب على أمريكا تحقيق مطلبنا”.
وأضاف المفكر التركي، مستنكرا، ما تعيشه بلاده من محاولة انقلاب بينما يطلب الرئيس التركي أردوغان باعتقال رجل دين أمريكي منفى.
وكانت وزارة الخارجية التركية قد أعلنت أنه لم يتم ارسال طلب التسليم الرسمي، وفقا للوزير جون كيري، الذي تحدث للصحفيين في لوكسمبورج.
واضاف “اننا نتوقع تماما أنه سيكون هناك أسئلة قد أثيرت حول السيد «جولن».
وتابع: من الواضح أننا سندعو الحكومة التركية، كما نفعل دائما، لتقدم لنا أي دليل شرعي ، وسوف تقبل الولايات المتحدة ذلك وتنظر في الأمر بمجرد إصدار الأحكام حول هذا الشأن بشكل مناسب”.
وشدد «جولن» على أن محاولة الانقلاب ربما كانت مدبرة وأن الشعب التركى قد وجه بعدم النظر إلى التدخلات العسكرية التي قد تقع، معربا عن رفضه للمحاولة قائلا: إن الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق من خلال العمل العسكري.
ويعد المفكر التركي المننفي إلى ولاية بنسلفانيا هو أحد الشخصيات العامة من أنقرة التي تحظى بتأثير في داخل تركيا وخارجها، حيما اشار إردوغان، وعن نشأته وسيرته يذكر أنه ولد في قرية بمحافظة «أرضروم» شرق تركيا في 27 أبريل 1941.
ونشأ «جولن» على التعليم الديني الإسلامي، فضلا عن أنه تعلم الفلسفة وغيرها، كما اطلع على الثقافة الغربية وأفكارها وفلسفاتها إلى جانب الفلسفة الشرقية.
وعندما بلغ العشرين من عمره، عُين «جولن» إماما لجامع في مدينة إدرنة (شمال غرب تركيا)، لكنه بدأ عمله الدعوي في مدينة «إزمير» وانطلق بعدها ليعمل واعظا يلقي الخطب والمواعظ في جوامع غرب «الأناضول» كما رتب محاضرات علمية ودينية واجتماعية وفلسفية وفكرية.
وأسس «فتح الله جولن» حركته المناهضة للنظام التركي عام 1970، وتوسع بها داخل تركيا وخارجها ونشر آراءها السياسية المتعددة و التي تقوم على فكرة في انتقاد حكومة حزب العدالة والتنمية التركي.
وأنشأ «فتح الله» النواة الأولى لجماعة الخدمة عام 1970 بمدينة «إزمير» التركية، غير أنها توسعت وأصبحت حركة قوية داخل البلاد وخارجها.
وتعتمد جماعة «جولن» الفكرية على توجه أيديولوجي منبعه فكر ذات الرجل والذي تراكم من آرائه ومواقفه.
ووصفت حركته بأنها حركة اجتماعية صوفية تركز على مسلمي تركيا ومنفتحة أكثر على الغرب.
ورغم أن كتب «جولن» تحوي الكثير من الفقه والتفسير والسيرة وغيرها، فإن السمة البارزة في منهج الجماعة الفكري اقتصارها على فكر شيخها وعدم تجاوزه إلى غيره.
وكانت القفزة الكبيرة في نشاط الجماعة بعد انقلاب عام 1980، حيث استفادت من دعم الدولة ومن مساحات الحرية المتاحة، لتبدأ رحلتها مع إنشاء المدارس خارج تركيا، مرورًا بتكوين وقف الصحفيين والكتاب الأتراك، الجهة الممثلة للجماعة بشكل شبه رسمي.
ويرى البعض أن الجماعة تنتهج سياسة تجيز لأعضائها التخلي عن بعض العبادات والشعائر لإخفاء هويتهم، حتى لا يتم استبعادهم من أجهزة الدولة، خاصة الجيش والشرطة.
وسعى «جولن» من خلال حركته للوصول إلى المناصب العليا في مختلف المؤسسات -وخصوصًا الجيش والاستخبارات والشرطة- تأهبًا لمشروع سياسي مستقبلي.
ويعيش جولن في منفاه الذي اختاره عقب قرار بطرده من البلاد،عام 1990 ليذهب إلى ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية والتي يعيش فيها حتى اليوم.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك