الجمعة - الموافق 19 أبريل 2024م

عندما يظهر طيفك وسط الظلام الحالك … بقلم :- طارق سالم

Spread the love

نعلم جميعا أن الظلام هو غياب النور التام بالحياة وعدم قدرة العين على الإبصار وتتوقف عنده جميع المصالح والكل يسكن مكانه دون حركة وتتجمد مشاعره ويملئ قلبه الخوف وما يتبقى له إلا مناجاة ربه بقلب يرتجف وأنفاس متقطعة ودعوات لعلها تجد أوقات الاستجابة ليكشف هذا الظلام بخير وستر.
• كل منا يعيش أوقات الظلام حسب قدراته وامكانياته وحواسه فمنا من يعيش وقت صعب ومريب وخوف وقلق من وراء هذا الظلام لأن قلبه خالي من الأمن والأمان وعقله لا يتعلق بمقدرات الطبيعة التي هي تصدر مقدراتها في كل وقت وحين وفى كل الأزمنة تجدها تارة تأتى عكس ما هو يواكب حياة كل منا وتارة تجدها تأتى بالخير والبركات وتحقق كل الأمنيات
• وهل يعلم كل منا أن أعيننا عمياء لا ترى وهى في ظلام دائم ما دامت الطبيعة من حولنا تفرض علينا ظلامها وأعيننا عمياء أيضا عندما يريد كل منا أن يجعلها لا ترى نورها ولا ترى أمنها ولا طريقها ولا مستقرها ولا مستودعها من خلال عمله وتصرفاته الحياتية بين افراد المجتمع .
• فمنا من يريد أن يعيش في وسط هذا الظلام حتى يتسنى له قضاء مصالحة سواء كانت بحق أو غير حق وهو يعيش وكأنه هو الوحيد الذي يملك رفع الستار عن هذا الظلام وكأنه الوحيد الذي بيده شعاع النور لكى يرى الأخرون وهو بالأساس لا يعلم أنه جاهل بمعنى الظلام الحقيقي ألا وهو ظلام القلب وطمس العقل وليس ظلام الطبيعة المعتاد عليه البشرية .
• والحقيقة هنا أن الظلام مخلوق من الظلم والظلمات بين أفراد المجتمع عندما تجد من يريد أن يحصل على حق ليس بحقه وعندما يحصل ويجمع أموال ليست من رزقه وعندما يملي قلبه بالنفاق والرياء لمن بيده مقاليد الأمور وكأنه هو الذي ينير له الطريق وسط هذا الظلام وهو بيده شعاع الخروج لبر الأمان وعندما تجد من يتوارى عن أصله وفصلة وعائلته وكأنه خلق بدون اصل وعندما تجد من هو حلو الحديث وقلبه لا يحمل معناه وعندما تجد من يهم بفعل أفعال تتسبب في حدوث الظلام ويأتي حينها وكأن الحل بيده هو العالم بمقدرات هذا الظلام وسببه.
• ولكن لا يعلم المجتمع وأفراده أن القلوب العامرة المليئة بالحب والإيمان لا يمسها هذا الظلام الخبيث لأنها ولدت وتربت على القناعة والحمد والشكر على نعمة الله وتعلم أن كل شئ بهذه الحياة هو مقدر ومكتوب بصحيفتك يوم مولدك فتكون شقيا أم سعيد هذه القلوب لا تعرف ظلمة الحقد والحسد والأنانية ولا تعرف التسلق على أكتاف الأخرين ولا تعرف معنى الحصول على حق ليس بحقها تعرف أن الله سبحانه وتعالى هو المنعم هو الباسط هو القادر هو الرازق هو الذي بيده مقاليد كل شئ وهنا تتجمل بالإيمان والحب لله أولا ثم الحب الحقيقي لكل من حولها ولا تعرف ظلمة ابدا غير ظلمة الطبيعة عندما يغيب القمر عن الظهور وعندما تقطع الأنوار الدنيوية إلا وهى الكهرباء حتى هنا تجدها مبصرة وقلبها ينير لأعينها الطريق .
• ومنم خلال كل هذه الصفات الحميدة التي خلق عليها الإنسان تجد طيفه يسبقه بالظلام ويأمن له الطرقات ويشع نور بصره وكأنه قمر يظهر بالسماء الخالية من الكواكب والنجوم تجد طيفه عندما يحل عليك وكأنه رسول محبة وكأنه وحى يهديك إلى صراطك المستقيم.
• فالحياة ليست ظلام ولكنها تصبح ظلام بتصرفاتنا وأفعالنا وأنانيتنا وحب النفس دون غيرها من الأنفس الطيبة التي ابدا لا تعيش هذا الظلام ولكنها تنعم بالنور التام بالدنيا والأخرة .
• ليتنا نكون ونصبح مثل هذا الطيف الجميل المريح للعين والقلب الذي عند ظهوره تتجدد الآمال وننعم بالحب والسعادة بالمجتمع .

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك