الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

عمرو عبدالرحمن – يعيد كتابة تاريخ مصر  ..علي خطي جمال حمدان ؛ مصر هبة المصريين من بدء الخليقة و الهكسوس هم الفراعنة ( 2 )

بدأت علاقة يهود بالمصريين، في أواخر عهد الامبراطورية المصرية التي استمرت سيدة العالم غالبية مراحل التاريخ لمدة تزيد علي 26 ألف عام، وقبلها عرفت ديانة التوحيد من بداية تاريخ مصر – حوالي 40 ألف عام – في عهد النبي إدريس عليه السلام.
تعرضت مصر ما بين 3000 – 4000 سنة إلي عوامل انهيار الحضارة المصرية من زلازل وبراكين وتسونامي فتح أبواب البرابرة والهمج من كل حدب وصوب ( هكسوس – رومان – ترك حيثيين – أشوريين – فرس – يهود وغيرهم ).
ارتحل أول وفد سبعيني من البدو اليهود بصحبة النبي يعقوب ومن بعده “يوسف” – عليهما السلام، تكاثر اليهود في مصر علي كراهة من أهلها، وفي عزلة منهم، كعادتهم التاريخية (جيتو في كل وطن)، واستمر وجودهم حتي زمن الخروج علي عهد موسي – عليه السلام.
انتهي عصر اليهود في مصر والعالم كله، بعد أن تحولوا من ” شعب الله المختار ” إلي الشعب الملعون والمخسوف به الأرض والممسوخ إلي قردة وخنازير ، وكانت نهايتهم القاضية علي يد الملك المصري / نخاو الثاني 610 إلى 595 ق.م، الذي قضي علي مملكة يهوذا وقضي علي ملكهم ” يوشيا “، وهكذا قضي المصريون – ” أولي البأس الشديد ” – علي بذرة يهود من الأرض كلها ، استكمالا للجهود العسكرية من عهد الملك / مرنبتاح ابن رمسيس الثاني .. وسجل أول لوحة تاريخية تسجل فخر الانتصارات المصرية عليهم ومن ورائهم من أعوان.

• السيناريو المعكوس !

أدلة مختلفة، توصل إليها الباحث التاريخي “عاطف عزت”، يثبت من خلالها براءة رمسيس الثاني من دم اليهود، وأن “فرعون” كان ملكا للهكسوس.
ولنقرأ معا:
” فرعون ” اسم علم لرجل من الهكسوس ، وهم مجموعة أحلاف من العرب والعبرانيين ومن بينهم قبائل تنتمي لبنى ” اسرائيل “، لهذا كان من المنطق أن يرسل اليهم موسى وأنبياء بنى اسرائيل تبعا للقانون ( وما أرسلنا من رسول الإ بلسان قومه ) وموسى ليس من قوم المصريين ولا بلسانهم حتى يرسل إليهم ، واليوم سنتحدث عن : هل ولد موسى داخل قصر فرعون .
من واقع آيات القرآن الكريم دون سيطرة وهيمنة السيناريو القديم المعد سلفا، ووجدت فيما قرأت مخالفا لما درجنا على سماعة، علماَ بأنني لم أتمحك أو أتعسف في آية واحدة .
هل كانت أم موسى داخل قصر فرعون حين ألقته في الماء حتى تتخلص منه ويلتقطه العبرانيون الذين يعيشون في الطرف الأخر من البحيرة ؟
طرح باحث كبير هذا السؤال ثم أجاب على سؤاله بعبارة: ” نحن لا نفهم كيف تحاول المرأة إنقاذ ابنها من خطر آل فرعون بأن تذهب وتضعه في الماء المقابل للقصر، حيث ينتشر جنود فرعون وحراسه!
من المفهوم في هذه الحالة أن تفعل العكس، أي تحاول إبعاده عن القصر وعن الجنود “.
أما أنا فقد شد انتباهي ما فعلته فعلاً، وجعلنى أفترض إنها كانت تعيش داخل بيت فرعون، وبالتالي يكون ما فعلته هو عين العقل، فعندما نقرأ القصة بعقلية محايدة غير خاضعة للسيناريو اليهودي سنتأكد أنها حقاً كانت تعيش داخل قصر فرعون ولا يمتنع من رواية القرآن أن أم موسى وأخته كانتا داخل القصر، وليستا خارجه.
في سورة القصص بدءاً من الآية السابعة تتسلسل الأحداث كما يلي:
{ وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه ….. } { فإذا خفت عليه فألقيه في أليم ….. }

• دراما في القصر

يستطرد الباحث:
تبدأ القصة بأن خبأت أم موسى طفلها ، فترة من الزمن ، بعد أن حملت به داخل قصر فرعون ، فلما كبر وعلا صوته خافت عليه من أمر فرعون بقتل الأطفال ، تبعاً للنبوءة التي قيلت له ، فألهمت بإلقاء الطفل في اليم الذي يمر بجانب القصر في لحظة معينة يتواجد فيها كل آل فرعون . من آيات القرآن سنشعر أن كل الأحداث – في لحظة معينة – كانت تتم بسرعة، فقد استخدم القرآن كلمات ( أوحينا ) ، ( فألقيه) ، (فالتقطه) دلالة على سرعة الإبلاغ وسرعة الإلقاء والالتقاط، فالفاء تدل على سرعة وتوالى الأحداث والتعقيب بلا تراخ ، أكثر من هذا استخدم القرآن عبارات شديدة القوة والسرعة توحي بالاستعجال مثل : اقذفيه في التابوت ، فاقذفيه في اليم ، فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لى وعدو له ، كل هذا في لحظة واحدة ، يبدو أنها كانت لحظه نادرة أوحى الله لأم موسى باستغلالها.
وهذا يؤكد لنا أن مكان الإلقاء هو نفسه مكان الالتقاط . التقط آل فرعون الطفل ثم أخذته زوجة فرعون بين يديها:
{ وقالت امرأةُ فرعون قرةُ عين لي ولك لا تقتلوه … } وعندما سمعت أم موسى بإذنيها أوامر بعدم قتل الطفل: {.. أصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدى به }.
أي أوشكت أن تتخلى عن حذرها وكتمان أمر الصبي ابنها وتصرخ من فرحتها بنجاته وتعلن على الملأ أن هذا الطفل ابنها ، لولا أن ربط الله على قلبها فاستكانت في حجرتها التي كانت ترى منها كل الأحداث ، والآن ، الآن فقط: {…. قالت لأخته قصية فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون}.
من الآيات الكريمة سنلاحظ أن الأم لم تطلب من ابنتها أن تراقبه إلا وهو بين يدي امرأة فرعون ، أي أنها كانت تتخفى فى مكان ما بالقرب من موقع الأحداث وكانت ترى وتسمع كل شئ ، وخفق قلب الأم لديها عندما رأت بعينيها طفلها بين يدي زوجة فرعون وسمعت بأذنيها خبر نجاته وعدم قتله ، هنا فقط استراحت واطمأنت على ابنها ، وطلبت من ابنتها أن تسرع بدلاً منها لمتابعة ما يحدث له عن قرب.
ونفاجأ جميعاً، بوجود الفتاة أخت موسى (المفترض إنها عدوة فرعون) في وسط بيت فرعون، بل في نفس المكان مع كل آل فرعون وتسمع عن قرب كل ما يدور، فلقد رأت امرأة فرعون قد أخذت الوليد وضمته لصدرها، وسمعته يبكي من الجوع ، أي أنها ظلت مدة طويلة بجانبه من لحظة إلقائه في اليم بجانب بيت فرعون ( بعد إرضاعه مباشرة ) حتى لحظة شعوره بالجوع، بل إنها رأتهم في حيرة من أمرهم والطفل يصرخ ويأبى المرضعات اللائى أحضرن ، كل هذه المدة وهي واقفة عند إحدى الجوانب.

ثم نأتي لذروة الدراما – يقول “عزت” – عندما تتدخل الفتاه فى الكلام وتقول لآل فرعون: {هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون} 12القصص. ووافقوا على رأيها ! وعملوا به فوراً !!
وهنا لابد أن يثير انتباهنا سهولة حركة أخت موسى وتتبعها لموسى وسيرها ورائه ورؤيتها لكل ما حدث ثم دخولها بيت فرعون بكل سهولة ووصولها لآل فرعون رأساً وتحدثها معهم مباشرة بلا وسيط أو مترجم. ومن المثير أن أخته لم تقل هل أدلكم على مرضعة، أو مربية… الخ، إنما قالت هل أدلكم على أهل بيت ، ترى هل كانت تقصد أهل من هذا البيت.
ألا يضع هذا أمامنا العديد من علامات الاستفهام والتعجب على القصة القديمة ؟!!
يضيف “عزت”: هذا ما نريد إثباته، انهم كانوا يعيشون مع فرعون فى نفس البيت، فهم أهل وعشيرة واحدة بلغة واحدة، فلم يقل لنا القرآن ولا التوراة أن فرعون صرخ وقال من هذه الفتاه ؟ ولا الجنود أحاطوها أو قبضوا عليها، وعرفوا منها كيف دخلت بيته، وقتلوها؛ بل العكس تماماً فلقد احترمها الجميع واستمعوا لكلامها ” دون أن يحضروا لها مترجما ” ! وعملوا بمشورتها ، وأعطوا الطفل الى المرضعة التي رشحتها هي ، وهى طبعاً أم موسى ؛ وعاد موسى إلى حضن أمه التي قامت بتربيته ” علناَ ” داخل بيت فرعون ولم يخرج منه .
يبدو أن بعض المحققين قد توصلوا لما توصلت إليه إذ يذكر المؤرخ شاروبيم فى موسوعته: “ومن المقرر على ما رواه بعض المحققين أن موسى لما أخذته ابنة فرعون أبقته فى دار أبيها حتى ترعرع”.
فهل يعقل أن يترك آل فرعون الطفل الذي قرروا تبنيه ( عسى أن ينفعهم أو يتخذوه ولدا ) يتربى في بيوت بنى إسرائيل المتواضعة خارج البيت الكبير ؟!
والذي يثبت أن الطفل موسى قد ولد وتربى ببيت فرعون وليس خارجه تلك الآية التي أتت بكلمة واحدة فيها الإعجاز كله ، فهذه الآية تشير إلى أن فرعون تعرف على الشخصية الحقيقية لموسى بعد عودته من مدين عندما قال له: { ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين } 18 الشعراء.
وسوف نلاحظ أن القرآن الكريم استخدم اسم الفعل من الولادة، وهذا يدل على أنه ولد ببيت فرعون وقاموا بتربيته داخله منذ الولادة فالرضاعة فالطفولة فالفتوة فالرجولة ( من عمرك سنين ).
لم تستطع أم موسى أن تخفى الطفل بعد ولادته إلا لمدة ثلاثة أشهر اضطرت بعدها لقذفه فى اليم خوفاً عليه، فلو كانت أم موسى تعيش بين قبائل العبرانيين خارج القصر لما كان هناك مبرر للخوف على الطفل والتخلص منه ذلك لأن خبر ولادته لم يتسرب خلال هذه الفترة الطويلة ( ثلاثة أشهر) فأصبح من الممكن أن يظل سراً خافياً للأبد مثل غيره من الأولاد ، خصوصاً والتوراة تقرر: “أن القابلتين ومعهم نساء بنى إسرائيل كثيراً ماكن يخدعن فرعون ويتركن أولادهن على قيد الحياة دون أن يدرى بهم أحد” .
ولكن لأنها كانت تعيش داخل قصر فرعون نفسه فأضحى من الصعب عليها إخفائه أكثر من هذا، خصوصاً وصوت صراخه بدأ يعلو، وأصبح الخوف على الطفل وفكرة التخلص منه لها ما يبررها بل ضرورية.
ويختتم الباحث عاطف عزت بحثه راصدا أدلة براءة رمسيس من دم اليهود، كما يلي:
أولاً : الملكة المقربة إلى قلب رمسيس الثاني هي الملكة نفرتاري حيث تزوجها وكان عمره اثنا عشر عاماً . أما الملكة المقربة إلى قلب فرعون موسى فهي ( آسية بنت مزاحم ) .
ثانياً : كان لرمسيس الثاني زوجات كثيرة ومحظيات أيضاً . أما فرعون موسى فلم يكن له زوجة غير ( آسية بنت مزاحم ) .
ثالثاً : أنجب رمسيس الثاني في حياته أبناء كثيرة مات اثنا عشر ابناً ذكور منهم في حياته وتولى الابن الثالث عشر ( مرنبتاح أو منفتاح ) الملك بعد موت أبيه .
أما فرعون موسى لم ينجب أبناء ذكور أبداً والدليل على ذلك حينما قالت له السيدة ( آسية ) ” قرة عين لي ولك ” فلو أنجب فرعون أبناء ذكور لما قالت له السيدة آسية ذلك ولم يثبت أن أحد أبناء فرعون قد تولى حكم مصر بعده وذلك لقول الله تعالى في كتابه الكريم (وأورثناها قوما أخرين).
رابعاً : كان لرمسيس الثاني وزراء كثيرون منهم: ( ياسر ، نبت نفر ، رع حتب ، بارع حتب ) . بحسب ما ورد في كتاب “تاريخ مصر القديمة” لعالم المصريات الكبير د. سليم حسن، أما فرعون موسى فلم يكن له إلا وزيرا واحدا وهو “هامان”.

حفظ الله مصر.

عمرو عبدالرحمن

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك