ضريح سيدى أحمد الفرغل سلطان الصعيد يقع في مدينة أبوتيج محافظة أسيوط
داخل مسجد يسمى مسجد الفرغل ويتميز هذا المسجد بأتساعه من الداخل ولهذا
المسجد حرم كبير يزدحم بالمصلين يوم الجمعة وتخليدا لذكرى السلطان، يحتفي
أبناء الطرق الصوفية في نهاية شهر شوال من كل عام بميلاد الشيخ محمد
الفرغل بن أحمد ولهذا الضريح زمن قديم ولهذا المسجد من الامام ساحه كبيرة
وبها نافورة الجامع الذي يقع به الضريح كانت أرضه ملك للخديوى عباس حلمى
والذي كان يشار أليه في الفرمانات المصدرة باسم أفندينا ولى النعم
الخديوى الأكرم الحاج عباس باشا والى مصر والثابت ان في سنة 1268 هجرية
منح الحاج عباس حلمى باشا قطعة الأرض المقام عليها المسجد والضريح إلى
حضرة الأستاذ الشيخ الفرغل برسم أقامة الشعائر الأسلامية، ولكن الشيخ
الفرغل دفن في الجامع ولم يكن مخططا من خديوى مصر ذلك حينما منحه قطعة
الأرض أما عن حياة السلطان الفرغل وكراماته فنرويها بأيجاز فى السطور
التالية :
*هجرة أسرته من الحجاز الى مصر
هاجرت أسرة السلطان الفرغل من الحجاز الى أقليم الصعيد بمصر أثر أزدياد
أضطهاد العلويين من الذين ينتمون لسيدنا الامام على بن ابى طالب رضى الله
تعالى عنه وكرم الله وجهه ومنهم أسره السلطان الفرغل
فمنهم من أقام بالعراق وهم الاغلبيه ومنهم من اقام بالمغرب ومنهم من اقام
بمصر فقد اقامت اسره السلطان الفرغل بقريه زرنيخ اقصى جنوب اقليم الصعيد
واستوطنت بها وهى قريه من قرى محافظه قنا فى هذا الوقت .
هجر’ والده من زرنيخ الى اسيوط :
وبعد أن استوطنت اسرته بزرنيخ .خرج والده السيد أحمد منها سائحا فى
البلاد حتى نزل بقريه بنى سميع غرب أبو تيج بحوالى خمس كيلو مترات،
وابوتيج احدى المدن التابعه لمحافظه اسيوط وذلك فى سنه 808 هجريه 1405
ميلاديه فى عهد السلطان بن فرج واشتغل بالزراعه لمده سنتين
وعرف بين أهلها بصلاح حاله وصدق مقاله واتقان عمله حتى إستاثر القلوب
بالحب، ولقد جمعت رابطه الايمان بينه وبين رجل تقى شريف النسب يسمى على
بن محمد وشهرته على الفيل الذى هاجرت اسرته من الحجاز الى الاقصر وقد
استقر المطاف به بقريه بنى سميع
والذى انزله فى داره وزادت الرابطه وامتزجت الانفس الصافيه .ثم زوجه
لاخته الشريفه فاطمه وبنى بها فى اواخر 809 هجريه _1406 ميلاديه وظل
مقيما معهم ببنى سميع حتى حملت منه بسيدى السلطان الفرغل ثم قصد السيد
احمد والد السلطان الفرغل زياره والده واقاربه بناحيه زرنيخ واستاذن اهله
واستودعهم الله، وسافر حتى وصل ثم مرض هناك وتوفى ودفن بزرنيخ سنه 809
هجريه _1406 ميلاديه .
*مولده ونسبه الشريف :
ولد سيدى محمد الشهير بالسلطان الفرغل يتيما بقريه بنى سميع مركز ابوتيج
محافظه اسيوط فى اوائل سنه 810 هجريه _1407 ميلاديه .
النسب من ناحيه الاب هومحمد الفرغل بن احمد بن محمد بن حسن بن احمد بن
محسن بن اسماعيل بن عمر بن محمد بن عبد العزيز بن موسى بن قرشى بن على
ابوالكرامات بن احمد ابوالعباس بن محمد ذوالنورين بن محمد الفاضل بن عبد
الله بن حسن المثنى بن الحسن بن على بن ابى طالب رضى الله عنهم اجمعين .
النـسب من ناحيه الام أمه هى السيده فاطمه بنت محمد بن شهاب الدين بن
جمال الدين بن يوسف ابو الحجاج بن عبد الرحيم بن يوسف بن عيسى بن محى
الدين منصور بن عبد الرحمن بن سليمان بن منصور بن ابراهيم بن رضوان بن
نصر الدين بن ابراهيم بن احمد بن عيسى بن تقى الدين بن عبد الله بن زين
الدين بن عبد الخالق بن احمد بن اسماعيل بن عبد الله بن جعفر الصادق بن
محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن ابى طالب رضى الله
عنهم اجمعين .
* أعماله فى حياته :
أشتغل سيدى السلطان الفرغل رضى الله عنه فى صدر حياته برعى الغنم ثم
اشتغل بالحراسه فكان حارسا أمينا واشتغل أيضا بالزراعه خلفا لوالده السيد
احمد طوال الفتره التى اقامها بناحيه بنى سميع حتى رحل منها الى مدينه
ابوتيج .
*القابه رضى الله عنه
لقب سيدى محمد رضى الله عنه بالسلطان الفرغل _الشريف_قطب العصر_ولى الله
_العارف بالله _أبوالمعالى _ أبو مجلي _ أبو احمد _ الكرار _ سلطان
الصعيد،
أما سبب تسميته بالكرار لانهم كان يبدلون له كل يوم زربزنا جديدا _أى
حذاء_وذلك نتيجه مشيه الكثير على الاقدام من أقليم لاخر.
سبب تسميته بالسلطان :
قيل كان بيده مفتاح الصعيد فسمى سلطان الصعيد، وقيل أثناء تواجده
بالقاهره دخل على ديوان السلطنه وقال للحاكم _جقمق_ وهو حاكم البلاد فى
عصر الدوله المملوكيه 841 هجريه أى فى القرن التاسع الهجرى وكان قد عرف
حاله (أنت وليت على البلاد فاعدل بين العباد ) فقال له الحاكم جقمق أمام
أرباب الوظائف السلطانيه والقضاء والعلماء (سمعا وطاعه يا سلطان الاولياء
) وأطلق عليه هذا اللقب وأشتهر به خاصه فى الصعيد وقيل هو سليمان
الاولياء بالصعيد
السلطان الفرغل منار هدايه :
لقد كان السلطان الفرغل منار هدايه، وأن أثره العظيم فى هدايه الناس على
مر الزمان .وأنتقال أريحه الزكى من عصر الى عصر حتى يوم الناس هذا والى
أن يرث الله الارض ومن عليها لتدل على درجته رضى الله عنه وأرضاه من
المعانى والمعرفه ومقامات أحواله، وقد أنعم الله عليه بطريق الانابه
وأنعم عليه بطريق الاجتباء، ولقد كان رضى الله عنه وأرضاه من اشد الناس
تمسكاً بدين الله وسنة جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله
مثله الاعلى صلى الله عليه وسلم وأسوته الحسنه ونبراسه الذى اهتدى به فى
حياته الروحيه وسار على ضوئه فى سلوكه الانسانى، فكان علم من أعلام الزهد
والعبوديه فى عصره وكان اذا جاء الليل لايعرف الراحه إلابالصلاة والتضرع
والعباةه والتخشع ويقضى ساعاته فى الطاعة بالرغم من ثقل الليل على النفس
لانه وقت نوم وراحه الا أنه أرجى عند الله وأقوم فى الاستقامه، ولإستمرار
نهل الثواب لأن الليل تهدأ فيه الاصوات وتنقطع فيه الحركات، فتخلص فيه
القراءة ويفرغ اللب لفهم القرآن وتدبر معانيه .
شهادة الاولياء والعلماء للسلطان الفرغل بالقطبانيه والتصريف العالى :
مر الحديث بان سيدى السلطان الفرغل رضى الله عنه كان من اهل الجذب
والتمكين والتصريف لما له من مكانه عند الله تعالى وقال الشيخ العارف
بالله شهاب الدين احمد بن الشيخ فخر الدين بن أبى بكر اليمنى القرشى فى
ترجمه استاذه قطب الزمان العارف بالله سيدى على بن عمر القرشى الشاذلى ما
نصه :
وأول أقطاب هذه الأمه سيدنا الحسن بن على بن ابى طالب رضى الله عنه ثم
واحدا بعد واحد، وهكذا حتى ظهر الولى الكبير الذى قال عنه سيدى عبدالوهاب
الشعرانى فى طبقاته وقد شهد له بالقطبانيه فقال :
ومنهم سيدى محمد بن احمد الفرغل رضى الله تعالى عنه المدفون فى أبى تيج
بالصعيد كان رضى الله عنه من الرجال المتمكنين أصحاب التصريف
وبعناية الله تعالى علت همته وأُجمع على إثبات ولايته وعظم خصوصيته من
كان فى زمانه من أولياء الله العارفين وأعترف بعلو منزلته من عاصره من
أكابر علماء الدين وشهد بقطبانيته الجم الغفير من ملايين البشر المسلمين
وشاعت سيرته الطيبه شرقا وغربا حتى قصد الزيارات فى حياته من جميع الجهات
لانه كان من أوحد أهل زمانه حالاً، فرضى الله عن وليه سيدى محمد بن احمد
سلطان الاولياء .
لشريف د/ عبدالله الناصر حلمى
امين عام اتحاد القوى الصوفية
رئيس مجلس ادارة جمعية معكم للتنمية
عضو مجلس امناء الهيئة الدولية للأنساب و الأرشفة العربية والأوروبية
التعليقات