منذ فجر الاسلام وحتى اليوم وقد كان للرقمان أربعة وخمسة نصيبا موفورا ، من اجمالى الأرقام الرياضية فى كل جوانب التراث الاسلامى المجيد ، فقد شملهم كتاب الله الحكيم ضمنا بين دفتيه فى مواضع راسخه ، وقد أوردتهم الأحاديث النبوية الدامغة ، وقد أوجدتهم المقادير الالهية
فى بعضا من الحوادث الدهرية ، مثل عدد الأبناء أو الزوجات الخ ، والذى يتدبر التاريخ الاسلامى المديد سوف يدرك صواب هذه المعادله،أ فقد ظهر رقم اربعة بوضوح فى عدد أبناء نبى الله نوح عليه السلام وهم كنعان وسام وحام ويافث ، وتجلى نفس الرقم فى عدد بنات النبى صلى الله عليه وسلم وهن زينب ورقيه وأم كلثوم وفاطمه ، وقد أحاط القرآن الكريم اسم النبى محمد تكريما وتشريفا أربع مرات ، ومعه كذلك هود ويونس عليهما السلام ، وقد اعتمر النبى صلى الله عليه وسلم أربع مرات ، وذكرت كلمه الشريعه أربع مرات ، وقد ورد لفظ أربعة فى القرآن الكريم فى قول الله تعالى لابراهيم الخليل خذ أربعة من الطير فصرهن اليك صدق الله العظيم ، وعدد السكتات في القرآن الكريم أربعة سكتات وهى ( الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا الكهف 1 ، السكتة الثانية فى الآية 52 من سورة يس قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ، والسكتة الثالثة فى الآية 27 من سورة القيامة وقيل من راق ، والسكتة الرابعة والأخيرة فى الآية 14 من سورة المطففين كلا بل ران على قلوبهم ) وفى اطار الرقم أربعه كذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم السابقون أربعة أنا سابق العرب وسلمان سابق الفرس وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبشه ، وقوله أيضا صلى الله عليه وسلم ، حسبك من نساء العالمين أربعة مريم ابنة عمران وآسيا امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ، وقوله كدلك ان بمكة أربعة نفر أربأ بهم عن الشرك وأرغب لهم الاسلام ، وهم عتاب بن أسيد وحكيم بن حزام وجبير بن مطعم وسهيل بن عمرو، وقد ارتبط رقم أربعة هكذا بأقصى تحديد للجمع فى عدد الزوجات مثنى وثلاث ورباع ، وقد ظهر أيضا الرقم أربعة جليا فى عدد الخلفاء الراشدين أبوبكر وعمر وعثمان وعلى ، وبزغ نفس الرقم فى رباعى أئمة أهل السنة أبوحنيفة ومالك والشافعى وابن حنبل ، وقد اقترن الرقم أربعة بالعبادلة الأربعة وهم عبدالله بن عمر وعبدالله بن عباس وعبدالله بن الزبير وعبدالله بن عمرو بن العاص ، ولن نبعد كثيرا فى وصف هذا الرقم الذى ارتبط بأبناء عبدالملك بن مروان الأربعة الذين تعاقبوا على الخلافة من بعد أبيهم ، وهم الوليد وسليمان ويزيد وهشام ، وقد ذاع فى التاريخ الاسلامى شخصية امرأة صالحة عابدة عرفت برابعه العدويه ، ودللنا التاريخ كذلك على الشاعرة الخنساء وكيف أن أبنائها الأربعة استشهدوا فى معركة القادسيه ، ومن طريف هذا الرقم أن الصحابية الجليلة عاتكة بنت زيد تزوجت أربعة من الصحابة استشهدوا جميعا ، وهم عبدالله بن أبى بكر ثم الفاروق عمر ثم الزبير بن العوام ثم محمد بن أبى بكر ، وفى حديث صحيح أن جبريل عليه السلام جاء للنبى محمد صلى الله عليه وسلم وقال له ان الله يحب من أصحابك أربعة ويأمرك بحبهم وهم ( على بن أبى طالب وأبوذر وسلمان الفارسى والمقداد بن الاسود ) وأيضا الذين نسخوا القرآن بتكليف من عثمانرضى الله عنه أربعة من الصحابة ( وهم زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث ) وقد ارتبط أيضا الرقم أربعة بعدد الركعات فى بعض الصلوات المفروضه مثل الظهر والعصر والعشاء ) أيضا اقترن الرقم أربعة بأسماء أربعة تناسلوا ورأوا الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أبوقحافة وابنه أبوبكر وابنه عبدالرحمن وابنه محمد ، ومن الأهمية بمكان فقد لعب نفس الرقم أربعة دورا آخر فى حياه أبوبكر عندما تزوج من أربع نسوه وهن قتيله بنت عبدالعزى وأم رومان وأسماء بنت عميس وحبيبه بنت خارجه ، وكان لنفس الرقم أربعة مفارقه أخرى تتجلى فى وجود أربعة اخوة بين كل واحد منهم عشر سنين وهم أولاد أبوطالب طالب وعقيل وجعفر وعلى ، ومن عجيب هذا الرقم أيضا أن أربعة أنفس رزق كل واحد منهم بمائة ولد ( أنس بن مالك وعبدالله بن عمرو الليثى وخليفه السعدى وجعفر بن سليمان الهاشمى ) وفى هدا الصدد يتبادر الى ذهنى مفارقة جديده للرقم أربعه وتتعلق بالغزوات الاسلاميه فقد شهد العام الثالث الهجرى أربع غزوات وهى ( ذى أمر وبحران وأحد وحمراء الأسد ) وتكرر نفس الأمر فى عام ثمانية من الهجرة حيث جرت أربع غزوات وهى ( مؤته وفتح مكه وحنين والطائف ) اما بالنسبة للرقم خمسة فقد تجلى بوضوح فى أركان الاسلام الخمس ، وفى عدد الأنبياء العرب (هود وصالح وشعيب واسماعيل ومحمد عليهم السلام ) وأيضا فى أنبياء أولوا العزم وهم ( نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم جميعا السلام ) وارتبط الرقم خمسة باجمالى الصلوات المفروضه ( الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء ) وفى حديث عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال خمس من سنن المرسلين الحياء والحلم والحجامه والسواك والتعطر، ويشير أيضا الرقم خمسه الى المناسك فى الحج وهى ( الصفا والمروه ومنى ومزدلفه وعرفه ) ومثلما فرض الله خمس صلوات فقد أجاز خمس أعذار للتأخير عنها وهى ( للنائم حتى يستيقظ وللناسى حتى يتذكر وللمجنون حتى يفيق والصبى حتى يبلغ والحائض حتى ينقطع عنها دم الحيض ) وقد أوصى النبى صلى الله عليه وسلم بحق المسلم على المسلم خمس ( رد السلام وعيادة المريض واتباع الجنائز واجابة الدعوة وتشميت العاطس ) ونحن بصدد الرقم خمسه اذ يلوح فى أفقى هاهنا عدد خمس سور قرأنيه تبدأ بالحمد وهى ( الفاتحه والأنعام والكهف وسبأ وفاطر ) وقد جاءت كلمة أقم الصلاة فى القرآن خمس مرات (هود الايه 114 والاسراء الآيه 78 وطه الآيه 14 والعنكبوت الآيه 45 ولقمان الآيه 17 ) وأيضا مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن الا الله ( ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت ان الله عليم خبير ) وأيضا الباقيات الصالحات خمس ( التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ولا حول ولا قوه الا بالله ) وأيضا خمس سور تبدأ بأسماء حيوانات وهى ( البقرة والنحل والنمل والعنكبوت والفيل ) ويرشدنا هكذا الرقم خمسه الى عدد أبناء أبوطالب الذين أسلموا وهم ( على وجعفر وعقيل وجمانه وأم هانىء ) ، ولا ريب فى كون هذين الرقمين أربعة وخمسة أكثر من أن نحصيهم فى طول التاريخ وعرضه ، ولكن سأكتفى بهذا القدر ——
التعليقات