الأربعاء - الموافق 24 أبريل 2024م

ذكري رحيل جمال عبد الناصر ..الإنسان

Spread the love

يقترب يوم 28 سبتمبر ؛ ذكري رحيل الرجل “جمال عبد الناصر” والذي لازالت افكاره تعايشنا ونعيشها ؛ وبالوعي والفهم الذي افتقدته فترات سابقة لفترة تولي عبد الفتاح السيسي…
……………………….
حديثنا يدور ويقتنص من الدائرة التاريخية القريبة شيئا ما ؛ ولم يغيب عن وعي القارئ ما قد تذهب بنا اليه االكلمات ؛ فالدائرة التاريخية القريبة والمفعمة بأحداث وشخصيات وعبثيات ؛ جميعها قد تعلو على الفهم والوعي والإدراك العاديين لبعض البشر وليس جميعهم ؛

…………
ومن التاريخ القريب من الحديث او التاريخ الذي هو ارهاصة مبكرة لمانعايش من تاريخ اكثر حداثة ؛ كان هناك رجل لاشك له من العظمة القيادية ما لم يتوفر لكثيرين غيره ؛ وايجازا فإننا نعني هنا رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ؛ ويبدو انه الوحيد الذي تجرأ مبكرا علي الإمبراطورية التي كان يتزعمها فأطلق حول العام 1910 مقولة لها رؤية مستقبلية استجاب له فيها الزمن والتاريخ ؛ حين تحدث عن الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون باعتباره زعيما للأمة الأمريكية التي ستتيد الدنيا والمستقبل ؛ ومع ذلك فقد مكث ونستون تشرشل لاعبا ليس اساسيا بقدر ما كان قياديا في السياسة البريطانية الي ان خرج من عبائتها غالبا في العام 1953 ؛ وبعد ان قاد بريطانيا فترة الحرب العالمية الثانية بنجاح لا شك مذهل رغم انه لم يكن وحده بل كان مساندا ؛ وبالأكثر دقة فقد كان هو مساند للولايات المتحدة ؛ رغم أن الولايات المتحدة قد سرقت جهرا كل النشاط البريطاني المبكر حول النشاط الذري لما ان رفضت ان تعيد اليه كل النشاط الذري الذي كان قد جري نقله الي الولايات المتحدة زمن الحرب العالمية الثانية خشية ان تستولي عليه المانيا فيما لو تمكنت من غزو واحتلال بريطانيا ؛ ثم ان الظروف الإيجابية المواتية مع الحرب فقد منحت الولايات المتحدة قمة العلم الذري الأمريكني في شكل العالم الألماني اوبنهايمر وبذلك استكملت الولايات المتحدة كل العناصر اللازمة والأساسية لتلقي اولي قنبلتيها الذريتين على اليابان في هيبروشيما ونجازاكي ؛ ولتصبح نتائج الحرب بشكل ما مسألة وقت لتحوز الولايات المتحدة كل النصر في تلك الحرب وبمشاركة ليست تفاعلية من جانب الإتحاد السوفياتي من الزعيم يوسف ستالين ؛ ثم ليغادر الرئيس الأمريكي مدينة يالطا في غفلة من الجميع ليقبع في البحيرات المرة بقناة السويس المصرية وفي لقاء يمثل كل تاريخ منطقة الشرق الأوسط حتي الآن حيث التقي وعلى متن السفينة العسكرية كوينسي بالملك عبد العزيز آل سعود ومن بعدها صارت الولايات المتحدة هي الفاعل الرئيسي في المنطقة لولا ان عطلها جمال عبد الناصر عن استكمال سيطرتها لأكثر من عقدين من الزمان ؛ لكن فاعلية وتفاعل الملك فيصل والصديق او الحليف او الإستراتيجي أو التابع للولايات المتحدة زمن ليندون جونسون – الذي خلف جون كيندي في رئاسة الولايات المتحدة بعد اغتيال الأخير في مدينة دلاس بالولايات المتحدة – ومع يونيو 1967 كانت كلاهما امريكا وااسعودية ثم اسرائيل قد قررتا بنتائج يونيو 1967 بخروج مصر بشكل نهائي من اي معادلة تجري في الشرق الأوسط ؛ الا ان اصرارجمال عبد الناصر ؛ وقوة دافع المقامرة في السادات قد ذهبا الي تقليب حدث يونيو 1967 واستخرجا منه انتصارا له معني كبير اعلنته العسكرية المصرية بكفاءة لها كل الإعتبارات في جميع المدارس والأكاديميات العسكرية في العالم…

كان تشرشل قد مات ؛وكان صهرة المدلل انتوني ايدن ؛ في السياسة البريطانية قد سقط مع فشل العدوان الثلاثي على مصر وغادر عالم السياسة نهائيا في المنفي الإختياري له في جزيرة جاميكا ؛ ولم تستسلم الولايات المتحدة ولا مملكة آل سعود على نحو ما اسلفنا…؛
وحديثنا مع البادي منه انه يدور حول ونستون تشرشل ؛ فبعدما انتهت الحرب ومع انتخابات بريطانية ذهب حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا وتشرشل الي خارج التاريخ البريطاني على الأقل- مؤقتا – ولم يسعد تشرشل بتولي زوج ابنته كلاريسا او ابنة زوجته ايدن بتولي الحكم في بريطاني اذ سرعان ما سقط في مستنقع العدوان الثلاثي برغبة مشتركة من الولايات المتحدة واسرائيل والتي كان يحكمها لاعب سياسي خطير وارهابي هو ديفيد بن جوريون ؛ وكان الهدف المشترك هو استبعاد بريطانيا لأطول مدة من التاريخ خارج اي معادلة سياسية يجري تحريكها في العالم ؛ ويبدو ان ما استوعبه تشرشل مبكرا مع العام 1910 قد تجذر في الفكر البريطاني السياسي وبات قائدا لها حتي الآن..
انها فكرة او نظرية فهم الواقع وادراكه ومن خلال ذلك ؛ قد يحدث استنباء المستقبل بما يكفل –مثلا- لبريطانيا او من قد يحذو حذوها ؛ يكفل استبقاءا متداوما في الزمن لوجود بريطاني محسوس ان لم يكن ملموس في خطط وخطوط السياسة العالمية التي تضعها وتديرها الولايات المتحدة طوال الزمن المقدر او المقدور لها..؛
يمكن ان اضيف او ان ابين انه من خلال ذلك الفهم الناتج عن الوعي المبكرلتشرشل تعيش بريطانيا فترة ما قدر لها ان تكون تابعا وليس اصيلا ؛ من…!
من هذا الفهم وان لم يكن بنفس الوعي في التطبيق ؛ بقي ويبقي جمال عبد الناصر ليس مجرد ذكري بل فكرة لها من الحياة ما ليس لغيرها بمثل مازالت باقية في متجذرات الفكر البريطاني ونستون تشرشل الفكرة ؛ صحيح الإنسان يموت ؛ لكن الفكر الصحيح ؛ ابدا لايموت..
………………………
نلق بفضل الله في حديث قادم؛…….
……………………………………
الكاتب
محمد رمضان
………………………
الإسكندرية في 25 سبتمبر2017
……………………………..

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك