الثلاثاء - الموافق 19 مارس 2024م

دلتا النيل الجديدة ..بقلم :- الدكتور عادل عامر

أن المياه تمثل تحديا كبيرا للدولة المصرية والتي اهتمت بمواجهة الأزمة عبر إعادة استخدام المياه، وإنشاء محطات للتحلية والمعالجة، مضيفا أن مصر دون أن تتوسع في المجال الزراعي تعتبر تحت خط الفقر المائي لأن نصيب الفرد ما يقرب من 600 متر مكعب من المياه أو أقل قليلا، في حين أن خط الفقر المائي هو 1000 متر مكعب من المياه، وهو ما يمثل تهديدا كبيرا للمزارعين والدولة المصرية وفرص التوسع الزراعي.

أن “المنطقة المحددة للمشروع قرب دلتا النيل وهي قريبة من التجمعات السكانية، وتمثل فرصة كبيرة يمكن من خلالها تعظيم التصدير والتسويق والإنتاج المصري، خاصة مع قرب المنطقة من الموانئ الرئيسية على البحر المتوسط، حيث تم دراسة جنوب محور الضبعة واستكشافها بشكل كامل من خلال فرق عمل بمشاركة مركز اتخاذ القرار وهيئة التعمير، وتم دراسة هذه المنطقة ودراسة جدوى الاستثمار الزراعي فيها”.

“نحن نتحدث عن أكثر من 5 ملايين فرصة عمل لا تقتصر فقط على مجال الإنتاج الزراعي، بل أيضا مشروعات صغيرة ومتوسطة تخدم الشباب وتساهم في تحسين إيجاد فرص عمل لهم، وهو ما يساهم بالنفع على الدولة المصرية بشكل عام”.

أن الدولة المصرية تقوم بخطط لمعالجة المياه وإنشاء محطات للتحلية وأمور كثيرة تساهم في تلبية احتياجات المواطن بشكل مؤقت، لأن النشاط الزراعي بالنسبة لمصر مسألة حياة أو موت ولا يمكن الاستغناء عنه،

وبالتالي مسألة تأمين مياه للمشروع من خلال محطات المعالجة على أن تتولى هذا الأمر وزارة الموارد المائية والري، أن الدولة اتجهت سابقا للعمل على معالجة للمياه في منطقة الساحل الشمالي الغربي.

عدّ مصر استثنائيةً بين الدول الأخرى في حوض النيل لاعتمادها على المياه السطحية التي تأتي أساساً من خارج أراضيها. خصصت اتفاقية تقاسم مياه النيل لعام 1959 مع السودان 55,5 مليار متر مكعب سنوياً لمصر

. كما يعتبر السد العالي في أسوان منشأة التخزين والتنظيم الرئيسية على نهر النيل، حيث بدأ تشغيله في عام 1968، مما يضمن سيطرة مصر على مياه الفيضانات السنوية وتوجيه استخدامها.

أدى بناء السد إلى تشكيل بحيرة ناصر، حيث تعتبر البحيرة التي يبلغ طولها 150 كيلومتراً، وعرضها حوالي 12 كيلومتراً، وعمقها 180 متراً، أكبر بحيرةٍ اصطناعيةٍ في العالم. كما أن لها أهمية كبيرة فيما يتعلق بصيد الأسماك، حيث تنتج 15000-25000 طن سنوياً. ومع ذلك، تعاني البحيرة من التبخر الشديد، حيث تفقد ما يتراوح ما بين 10 و11 مليار متر مكعب من مياهها سنوياً.

وباتجاه المصب من السد، يتم تحويل مياه النيل من الجزء الرئيسي للنهر نحو شبكة واسعة من القنوات من خلال أنواع متعددة من هياكل التحكم، مما يوفر المياه للاستخدامات الزراعية وغيرها.. ولنهر النيل فرعان رئيسيان، وهما رشيد ودمياط. إن فرع رشيد هو الفرع الغربي، حيث يبلغ طوله حوالي 239 كيلومتر، ويتراوح عرضه بين 450-1000 متر

ويتم التحكم في منسوب المياه في رشيد بواسطة مجموعتي قناطر: قناطر الدلتا في الجنوب وقناطر إدفينا التي تبعد حوالي 197 كيلومتر شمالاً. ويبلغ طول فرع دمياط حوالي 230 كيلومتر وعرضه 300-500 متر. ويتراوح متوسط عمق كل من فرعي رشيد ودمياط بين 3 إلى 7 متر.

تتمتع ثلاث بحيرات ضحلة معتدلة الملوحة – وهي المنزلة والبرلس وإدكو – في الطرف الشمالي من دلتا النيل على ساحل البحر المتوسط، بقيمة اقتصادية وصناعية وتاريخية كبيرة. تغطي بحيرة المنزلة مساحة 1,360 كيلومتر مربع، وهي أكبر بحيرة ساحلية في مصر، وتمتد من دمياط إلى قناة السويس في الشرق. وتساهم بنسبة 4,2% من الإنتاج السنوي من الأسماك. تتصل بحيرة البرلس والتي تبلغ مساحتها 420 كيلومتراً بفرع رشيد بواسطة قناة برمبال الصغيرة. وفي عام 1988،

صنفت اتفاقية رامسار الدولية البحيرة كمحميةٍ طبيعية نظراً لأهميتها كأرضٍ رطبة ومنطقة لصيد الأسماك واستراحة للطيور المهاجرة من وإلى أوروبا. تعد بحيرة أدكو التي تبلغ مساحتها 62,78 كيلومتراً مربعاً في الجزء الغربي من دلتا النيل المصدر الرئيسي للأسماك والري في الدلتا. ونتيجةً لتصريف كمية كبيرة من مياه الري ومياه الصرف الصحي، والتي تحتوي على تركيز مرتفع من المغذيات، نحو البحيرات فقد عانت هذه البحيرات من إغناء الماء (التخثث) السريع في السنوات الأخيرة، مما يهدد الحياة المائية ويقلل من القيمة الاقتصادية للبحيرات.

وتم اختيار الموقع الجغرافي للدلتا الجديدة في منطقة مميزة لتكون جاذبة للمواطنين لتخفيف التكدس السكاني في الوادي والدلتا، لذا تسعى الدولة لإنشاء التجمعات السكانية وغيرها من المرافق المختلفة، وشبكات الطرق الداخلية، بالإضافة إلى تكاليف إنشاء المجمعات الصناعية العملاقة المستهدفة والتي ستقوم في الأساس على المنتجات الزراعية لتحقيق التكامل في التنمية من خلال مشروعات الإنتاج النباتي والثروة الحيوانية والداجنة والتصنيع الزراعي، ومن المستهدف أيضًا تطبيق نظم الري الحديثة وتعظيم إنتاجية وحدتي الأراضي والمياه، أيضًا تطبيق منهجية الإدارة بالأساليب الحديثة

ويوفر مشروع الدلتا الجديدة الكثير من فرص العمل في كل نواحي الأنشطة سواء الزراعية أو الأنشطة المرتبطة بها حيوانية أو التصنيع الزراعي فضلا عن ارتباط ذلك بإقامة مجتمعات سكنية متكاملة، وسيتم إنشاء محطة عملاقة لمعالجة مياه الصرف الزراعي، وسيساهم في إعادة توزيع السكان.

فإن مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم وثاني أكبر مستورد للذرة الصفراء وخامس أكبر مستورد لزيت الطهي.

أن مصر تستورد أيضا 100٪ من احتياجاتها من العدس و 80٪ من الفول و 32٪ من السكر. “تعاني مصر من فجوة غذائية كبيرة ، ويمكن لهذه المشاريع أن تساعد في تحقيق الاكتفاء الذاتي من احتياجات البلاد الغذائية وتقليل فاتورة الواردات الغذائية بمقدار الثلث ، والتي تصل إلى 15 مليار دولار سنويا”. وبانتهاء المشروع تأمل الحكومة المصرية في زيادة صادراتها الزراعية. ويقع مشروع «مستقبل مصر»، في نطاق المشروع القومي العملاق «الدلتا الجديدة» لزراعة مليون فدان على امتداد محور «روض الفرج – الضبعة الجديد»، وذلك بالقرب من مطاري سفنكس وبرج العرب ومينائي الدخيلة والإسكندرية، مما يساعد على سهولة توصيل مستلزمات الإنتاج والمنتجات النهائية، ويجعل المشروع مقصداً زراعياً جاذباً للمستثمرين.

ويهدف مشروع «مستقبل مصر»، إلى تنمية منطقة الساحل الشمالي الغربي من خلال إنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية سليمة، فضلاً عن إقامة مجمعات صناعية تقوم على الإنتاج الزراعي المكتمل الأركان والمراحل من زراعة المحاصيل وحصادها بأحدث الآليات ثم الفرز والتعبئة والتصنيع، ويوفر مشروع أكثر من 200 ألف فرصة عمل جديدة. أن الدلتا الجديدة أحد الحلول التى تمكن الأجيال القادمة من توفير الغذاء، وهى مشروع زراعى صناعى متكامل يشمل البنية الأساسية والخدمات والمرافق، بشكل حضارى يجذب السكان ويوطّنهم بشكل دائم فى الأراضى الجديدة المستصلحة،

ويجب الاهتمام بالمطور الزراعى للمشروعات الزراعية كالمطور السكنى لتقليل الأعباء على موازنة الدولة فى تمويل استصلاح الأراضى، والاستفادة من المدخرات فى أنشطة إنتاجية بدلاً من الاستهلاك والعقارات التى تستنزف الاقتصاد.

أن مصر تفقد أكثر من 30 ألف فدان سنوياً بالتعدى غير المرخص بالبناء على الأراضى الخصبة، وقد تناقص نصيب الفرد من الرقعة الزراعية بفعل الزيادة السكانية أولاً، والتعدى بالبناء إلى أقل من 0.1% من الفدان، والفدان من الأرض الزراعية يغطى غذاء 17 مواطناً على سبيل الحصر كمتوسط عام، وكحد أدنى الفدان ينتج 3000 كيلو قمح ومتوسط استهلاك الفرد فى مصر يبلغ 160 كيلوجراماً، ما يعنى أنه يغطى حاجة 17 مواطناً بالغاً. وينتج الفدان 2600 كيلوجرام أرز أبيض، ومعدل استهلاك الفرد 50 كيلوجراماً يعنى أنه يغطى غذاء 50 فرداً من الشعب المصرى، ومن الخضراوات 200 مواطن (طماطم وخيار وفلفل).

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك