الجمعة - الموافق 19 أبريل 2024م

دار الفنون الموسيقية رافد ثقافي يؤكد على رسالة عُمان الحضارية

Spread the love

محمد زكى

الفنون والثقافة هي مرآة للشعوب، تعكس رقيها الحضاري في كينونة الزمان والمكان، وبناء جسور التواصل مع الآخر واستشراف آفاق الحياة الأفضل.وتولي سلطنة عُمان بقيادة السلطان قابوس، أهمية كبيرة لغرس هذه المرتكزات في وجدان ووعي الأجيال الجديدة بما يهذب المشاعر والنفوس ويصقل المواهب، وهو معنى مدرك وعميق يلفت الانتباه إلى ضرورة الاهتمام الكبير بتنمية مواهب الصغار في المساحات التي يبدعون فيها سواء في الرسم أو الموسيقى أو العزف أو غيرها من فنون الحياة الإنسانية.

وفي هذا الإطار يعكس افتتاح دار الفنون الموسيقية بمباركة سامية من لدن السلطان قابوس بن سعيد وبرعاية فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العُليا لدار الأوبرا السلطانية، الجهود العُمانية المتواصلة لتعزيز النهضة الثقافية والفنية.

تعكس تلك النهضة الرؤية السامية للسلطان قابوس ورعايته لهذه الجوانب الحيوية، وهو اهتمام بدأ مبكرا وتواصل عبر الزمن منذ تأسيس الأوركسترا السيمفونية السلطانية في الرابع من سبتمبر عام 1985 والتي تعتبر أول فرقة من نوعها بالمنطقة، وقد جاء في الثاني عشر من أكتوبر عام 2011 افتتاح دار الأوبرا السلطانية مسقط التي مثلت صرحا يفخر به العمانيون، لما يضيفه من معان وقيم في إطار المفاهيم التي تعزز رعاية الفن والثقافة وحفز الإبداع بشكل عام.

لا شك أن تدشين هذا الصرح الجديد يأتي ليؤكد على رسالة عُمان الحضارية التي تأخذ من معطيات الحضارة الإنسانية وموقع السلطنة فيها منذ القدم، ويتلاقى ذلك مع المضي نحو المستقبل والتحديث للحياة، بما يمكن الأجيال الصاعدة من التعايش مع معطيات الحراك العالمي في مجالات الفنون والثقافة وأيضا يبرز القدرة على استضافة الفعاليات المتنوعة في هذا المجال وفق أرقى المعايير العالمية.

وقد مثل افتتاح دار الفنون الموسيقية حدثا مهما لكونه معلما آخر يسهم في تنفيذ رؤية السلطان قابوس ورعايته للفنون والثقافة، ويُعد ذلك إضافة جديدة إلى جانب دار الأوبرا السلطانية مسقط التي انطلقت منذ ثماني سنوات من أجل الارتقاء بالفنون، والتواصل الحضاري مع كافة الدول التي لها تـراث فني عـريـق تعزيزا للتعاون الفني والثقافي معها، مما ساهم في إبراز قدرة عُمان على استضافـة الفعاليات الفنية والثقافية وفق أرقى المعايير العالمية.

وتمكنت دار الأوبرا السلطانية مسقط منذ إنشائها من تقديم مجموعة واسعة من الأعمال الفنية الأوبرالية والحفلات الموسيقية من التراث العالمي، فضلا عن إقامتها للمناسبات الثقافية الأخرى أخذاً في الاعتبار أبناء الجيل الصاعد. وحققت دار الأوبرا نجاحاً منذ انطلاقها وحتى الآن في ضوء ما يتم بذله من جهود، إلى جانب ما تقدمه من أعمال لاقت الاستحسان.

تتكامل الرسالة التي تضطلع بها دار الفنون الموسيقية مع ما تقوم به دار الأوبرا السلطانية مسقط، فكلاهما يؤسسان لأشرعة في بحر الحضور في الحضارة الإنسانية التي تمكن الإنسان من الإبداع والعطاء والمساهمة الفاعلة في الحياة خاصة في هذا العصر الذي يتسم بالانفتاح والتسارع وتبادل المعارف والثقافات وتقريب المسافات بين الشرق والغرب مع الاحتفاظ بالقيم الأصيلة للذات في الآن نفسه، وهي سمة المشروع العماني وحضارته التاريخية.

يتميز مبنى دار الفنون الموسيقية بالحفاظ على الطراز المعماري التراثي مع الأخذ بالتقنيات الحديثة، الذي جاء على غرار ما في دار الأوبرا السلطانية، شبيهة لها في الأسلوب المعماري مع الاستخدام الواسع للأخشاب والـرخام والتصماميم المستوحاة من نقوش عربيـة ذات الطابع العُماني.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك