الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

خطوات كتابة (المقال ) جمع وكتابة وترتيب : حمد عبد العزيز الكنتي 

يتساءل الكثير ممن يحاولون الكتابة عن الخطوات التي ينبغي عليهم اتباعها في كتابتهم للمقالات تحديدا ، ومن خلال خبرتي في الكتابة حصرتها في هذه الخطوات التالية ، والتي تتكون من افكار جوهرية تدور حول مرحلة ما قبل المقال ، ثم مرحلة اثناء المقال ، ثم مرحلة ما بعد المقال .

ونبدأ في توضيح مرحلة ما قبل المقال ، والتي تكون بالخطوات التالية :

–      أ – مرحلة ما قبل المقال

1-            لابد للكاتب اولا من الاهتمام بالقضية التي يريد ان يكتب فيها فيعرف أي موضوع سيكتب فيه كبعض المواضيع التالية : ( التسول الالكتروني-أو الحسد – أو التدخل في امور الاخرين-أو عضل النساء بالإجبار على انتظار ولد العم- أو التعصب الرياضي – أو تصنيف الاخرين ) الى اخر هذه القضايا الكثيرة جدا ، والتي يمكن ان يكتب فيها الانسان بوفرة وحماسة

2-            لابد ان يكون هنالك امتلاء ذهني لدى الكاتب بالقضية التي يريد الكتابة عنها فلا يصلح ان يشرع الكاتب في تناول موضوع لا يفهمه ، فانا كحمد الكنتي عندما اكتب في الرياضيات التي لا افهمها لا ولن استطيع لأنني لست متشبع ذهنياً بها !.

والامتلاء الذهني بالقضية يأتي من خلال: القراءة عنها-وتجربتها-والتحدث حولها مع الناس مباشرة ، او في وسائل التواصل الاجتماعي -والاحتراق من أجل البحث فيها وتغييرها .

إضافة الى تعزيز الثقافة العامة دائما بكل جديد كما قالوا : لابد ان تعرف من شيء كل شيء ، ومن كل شيء ، شيء ).

–      ب – مرحلة اثناء المقال

في هذه المرحلة سيبدأ الكاتب بكتابة المقال ، والتي تقوم على فكرة جوهرية تتضمن ( مقدمة المقال + صلب الموضوع + الخاتمة ).

وهنا عليه ان يعي ان المقال يختلف عن الخاطرة ، فالخاطرة هي حديث القلب الذي يعتمد كليا على المشاعر والعواطف ، ولها حالات شعورية عميقة .

اما المقال فيتحدث فيه الكاتب عن قضية ( صحفية – او ادبية ) يعتمد فيها على عدة ادوات ، منها مثلا :(التجربة والقضية والادلة من القران ، والسنة، والشعر والارقام والاحصائيات والدراسات والقصص والحكم والتوقعات) الى آخر ذلك من الادوات .

ولكي يبدا الانسان في كتابة المقال فإن عليه ان يعتني في كتابة مقدمة المقال بعدة مداخل يدخل من خلالها الى مقاله .

فيمكنه مثلا ان يبدا مباشرة بسرد المشكلة ، كأن يقول مثلا : ( اشاهد كثيرا من الناس لا يردون عليّ السلام في الطريق …)

ويمكنه ان يُدشّن بداية المقال بسؤال ؟ ، فيقول : ( لماذا الناس يصرفون اوقات كثيرة في متابعة كرة القدم ؟ ……)

وربما يشرع في بداية مقدمة المقال بقصة ، كأن يقول : ( يحكى ان ….) أو يقول : ( حدثني صديق لي عن قصة ……………) ثم يدخل بعد القصة في صلب المقال .

وفي صلب موضوع المقال سيتحدث الكاتب عن تحليله لأسباب المشكلة من وجهة نظره ، ويبرهن عليها بالأدلة التي تقويها ، وتكون هذه الادلة ( بالآية أو الحديث أو القصة أو بيت الشعر أو التجربة المستعارة أو التجربة الشخصية أو دراسة وارقام ،  أو خبر صحفي) .

وبذلك يكون الكاتب قد وصل الى خاتمة المقال التي قد يذكر فيها الاسباب التي جعلته يذم التصرفات التي سردها في مقدمة وصلب موضوع المقال او يمدحها .

وقد يذكر ايضا في الخاتمة الاسباب التي جعلته يحارب هذه القضية ، وبإمكانه ان يطرح توقعاته لهذه القضية – خصوصا في المقالات التحليلية – وتوقعاته لا يبنيها على العاطفة فقط ، وانما تكون مبنية على الدراسات والارقام التي لا تكذب غالبا لكي يكون رأيه اكثر مصداقية وتأثيرا في المتلقي .

وبعد ان تنتهي خاتمة المقال يكون الكاتب بذلك قد انهى مقاله ، وهنا يمكنه ان يضيف بعض الاضافات التي سيذيل بها المقال تكون تحت وسم (حكمة المقال أو ومضة- أو اخر سطر- أو اخر نقطة- أو همسة أو كلمة ” حسنا ماذا بقي ان اقول ” ) الى اخر تلك العبارات الختامية ، والتي تكون عبارة عن جملة قصيرة مُركّزة ترتبط ارتباطا وثيقا بمضمون المقال ، وتكون بمثابة خلاصة جميلة تجعل القارئ يستذكر ما قرأه في المقال .

وفي اسفل المقال يضع اسمه لكي يعرف الجميع ان هذا المقال له ، وليس لكاتب غيره .

–      ج – مرحلة ما بعد المقال

في مرحلة ما بعد المقال على الكاتب ان لا ينسى قضية عنوان المقال فهو عنصر مهم من عناصر المقال ، فبالعنوان يأتي القارئ للمقال ، ولذلك فإن العنوان الجيد قد يجذب القارئ لمقال رديء ! ، والعنوان السيء قد يمنع القارئ من قراءة مقال جيد ! ، والذكي هو من يجعل عناوينه جاذبة ليُسّوق لنفسه تسويقاً جيداً ومثمراً .

ويختلف الناس في العنوان فبعضهم يأتيه العنوان قبل المقال ، وبعضهم يأتيه بعد المقال ، وبعضهم يضطر ان يقرا المقال ليأخذ من بين مضامينه عنوانا يُصدّر به مقاله ، ولا مشاحة في ذلك فالأمر بحسب التيسير للجميع .

ويفضل في العنوان ان يكون مختصراً وجذاباً ، ومتوافقا خصوصا في المقال الصحفي مع الحالة اليومية او الاسبوعية .

فهنالك عنوان يكون من كلمة واحدة كبعض عناوين مقالاتي ( مناسبة ، أو بعثرة ) وبعض العناوين يكون من كلمتين كبعض عناوين مقالاتي ( قناعات مختلفة ، أو هواجس الاسئلة ، أو شغف الخلاف ).

وهنالك عنوان من ثلاث كلمات كبعض عناوين مقالاتي ( الله منتهى المحبة ، أو بوح حان وقته ، أو ماذا تقول لزوجتك؟ ) .

واما بالنسبة لقضية تسويق المقال فإنها امر مهم يحتاج فيها الكاتب الى عمل وصبر ، فالكاتب المبتدئ قد يعاني قليلا في نشر الصحف له ، ولكن مع مواصلة الارسال والصبر سيجد بان الصحف قد اصبحت تنشر له وبكثرة .

واذا نشر له المقال فان عليه ان يقوم بعملية تسويقية ممتازة له ، فعملية تسويق المقال تكمن اهميتها بنفس اهمية كتابة المقال ، وبالتالي فإن على الكاتب ان يُفرغّ وقتاً كافيا لوضع رابط مقاله في التطبيقات التالية : ( فيضع المقال في وسائل التواصل الخاصة به ” كالواتساب ” بأفراده ومجموعاته ، و ” تليجرام ” بأفراده ومجموعاته ، وعلى الصفحة الشخصية في ” الفيس بوك ” إضافة الى صفحات المجموعات الثقافية والادبية والاجتماعية في ذات التطبيق ، ويضعه ايضا في تغريدة اضافة الى رابط في (البايوا) في تطبيق ” الانستغرام ” ، وينشره في موقع ” تويتر ” كتغريدة خاصة وتغريدات متفاعلة مع هاشتاقات تويتر النشطة يوميا ، ويصور مقاله في تطبيق ” سناب شات ” ، وينشر مقاله مع اسمه في تغريدة واحدة على تطبيق ” غوغل بلس ” ، ويرسل مقاله في رسالة لكل المضافين لديه في ” الايميل ” ، ويضع رابط المقال ايضا في تطبيق “لينكد إن”) وغيرها من بقية التطبيقات الاجتماعية الكثيرة والمتنوعة ، والتي تساعد الكُتّاب اليوم وبقوة في الوصول الى اكبر شريحة من القراء، فيستفيدوا من زيادة عددهم في القراءة ، والنقد البنّاء .

وعلى الكاتب ان يختار اكثر جملة يرى بانها تجذب القارئ ، ويضعها بجوار رابط المقال كنبذة مختصرة عن فكرة المقال ، وهذه الجملة القصيرة قد تجعل القراء يتسابقون بشغف الى معرفة ما يخفيه هذا المقال ، فيدخلون على الرابط ، ويستمتعون بالقراءة .

–      د – معلومات مهمة جدا لكاتب المقال

واخيرا هذه معلومات مهمة لكل كاتب وكاتبة حول كتابة المقال :

1 : اذا اراد الشخص ان يدرج كلمة باللهجة العامية في مقاله فعليه ان يضعها بين قوسين مثل : (الهرجة-اشبنا) وغيرها من المصطلحات العامية .

2 : عليه ان يعتني بالإملاء ، فالقُرّاء ينزعجون من الكاتب الذي لديه اخطاء في الاملاء.

3 : من المهم العناية بعلامات الترقيم(،..!؟…():/) لأن القارئ من خلالها سيعرف متى سيتوقف ، ومتى سيكمل القراءة مرة اخرى.

4 : في المقال الصحفي على الكاتب ان يُبسط من مفرداته لأنه مقال موجه للعامة ، وليس للنخبة المثقفة.

5 : اذا خطر ببالك عنوان اكتبه مباشرة في جوالك ، او أوراقك ، فالعنوان يساعد بشكل كبير في كتابة المقال فلا تُغفل أهميته.

6 : اذا كتبت المقال اعد قراءته مرة اخرى وثالثة لكي تصحح الاخطاء ، وتطور ما يحتاج تطويره ، وتحذف مالا داعي له.

7 :  اذا اردت ان تكتب مقال فعليك ان تتحدث في موضوعه مع اصدقائك ، او في مواقع التواصل الاجتماعي لكي تزيد من معلوماتك عنه عبر الحوار المشترك بينك وبين اصدقائك مباشرة ، او في وسائل التواصل الاجتماعي .

وفي الختام بالتوفيق للجميع ، واتمنى ان يكون لهذه الكلمات اثر في كل كاتب او كاتبة تساعدهم على النهوض بأقلامهم ، والارتقاء بنصوصهم ليصبحوا نجوما في سماء القلم .

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك