هل أصبحت بيوت الله ، مجرد قطع أثرية مكانها المتاحف !!؟؟
نعم ؛ حدث هذا في عهد حكومة واحد اسمه شريف!
وإلي حكومة شريف نقول ؛ إن كنت عاجز .. وغير جدير .. وغير كفء .. وغير قادر .. علي حماية بيوت الله من (اللصوص) .. فانت غير جدير بمنصب يخول لك حماية مصر .. التي لا يقال عنها أنها “محروسة” إلا لوجود بيوت الله.
مساجد مصر تحملت الكثير والكثير من الفساد والتخريب المتعمد في العهد البائد، لدرجة إحراقها عمدا وبيعها بالقطعة .. ومشربيات ” المسافرخانة ” شاهدة علي تاريخ لا يرحم من يفرط في دينه وأمانة دينه ووطنه.
لن تتحمل مصر مزيد من التخاذل والإهمال والعجز عن حماية أصولها وجذورها وتراثها وبيوت دينها..
ألم يكف ما لقيه دينها من المحسوبين عليه زورا ممن رفعوا راياته وما هم إلا إخوان الصهاينة والخوارج المتأسلمين!
مفروض أن دور رئيس الوزراء هو ” المايسترو ” – المنسق بين أدوات وزارته.
والسؤال لشريف ؛ هل أنت من السذاجة لتتوقع أن موظف حكومة بوزارة الأوقاف مؤهل (عمليا وماديا) لمقاومة شبكات تجارة الآثار الدولية؟
أين دورك في تكليف وزارة الداخلية بدور في هذا الملف؟
لماذا لا توجه بنقل فردين أمن وعربة شرطة لحماية كل مسجد أثري في مصر؟
هل أعضاء حكومتك ولا أعضاء “البرلمان” .. أهم من بيوت الله عندك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أما بالنسبة لوزير الآثار .. فرسالتنا له أن المساجد ليست تحفا مكانها المتحف .. بل أنت وأفكارك مكانكم “المتحف” !!
((وصدقني .. هذا المتحف بالذات لو تعرض للسرقة .. فسنقول لسارقيه ؛ مبروك علينا وحلال عليكم)).
إن كنت لا تعرف كيف تتعامل مع آثار بلدك، روح علي إيطاليا أو اليونان أو قبرص أو تركيا أو رومانيا .. لتتعلم كيف أن المساجد والكنائس والمعابد .. محروسة .. وفي نفس الوقت مفتوحة لروادها من المصلين وأيضا للزوار والسائحين والباحثين.
آه .. نسيت أنك أصلا تتعامل مع الآثار كسلع سياحية .. يتم تسفيرها ونقلها للعرض في بلاد الله، خلق الله !
فمصر هي الوحيدة في العالم التي تُعرض آثارها الأغلي والأقدم بين آثار الدنيا، لخطر النقل للخارج.
بينما لم نسمع إطلاقا عن معرضا لحضارة الإنكاس أو الآزتيك أو المايا يقام في أي عاصمة من عواصم العالم !!
لكن ستهون حضارتنا العظمي علينا، طالما فينا تلاميذ مدرسة ” حسني وحواس ” .. أصحاب بدعة “مرمطة” آثارنا في الخارج بدعوي دعم السياحة !
أما وزير الأوقاف فلا لوم عليه أصلا في عجزه عن مباشرة مهمته الأولي (تأمين المساجد) ..
فهو في النهاية مجرد موظف حكومة أكبر قليلا من موظفيه العجزة عن حماية مسئولياتهم بالمساجد وتراهم واقفين جوارها كأنهم ” خشب مسندة “!!
- أستشهد هنا بمقال كتبته يد واعية للأستاذة / عبلة الرويني – بجريدة “الأخبار” يوم الثلاثاء 24 أبريل؛ بعنوان “تقنين الفساد” !!
“”ولا حتي في الحكايات الخرافية يتم تفكيك الآثار ونزعها من أماكنها، لتخزينها وحفظها في الخزائن الحديدية خوفا من اللصوص!!..
لا توجد دولة في العالم تنزع الشبابيك والأبواب والمنابر والأحجار والتماثيل، والمقتنيات الأثرية لوضعها في المخازن وحمايتها، بدعوي عدم القدرة علي حراستها!!
لكن وزارة الآثار المصرية (الذكية) تفتق ذهنها علي حل عبقري لم يرد علي خيال أحد من قبل، وهو نزع الأثر وتفكيكه، ووضعه في المخازن، لصيانته وحمايته من اللصوص!!
حدث هذا بالفعل.. واستصدرت وزارة الآثار، قرارا من مجلس الوزراء، بنزع القطع الأثرية من المساجد الإسلامية، ووضعها في مخازن متحف الحضارة، لحين عرضها في القاعة الإسلامية بالمتحف!!
القرارالصادر برقم 100 لسنة 2018 ينص علي نزع 55 منبرا من مساجد القاهرة الإسلامية، و60 قطعة أثرية من مشكاوات وثريات وكراسي مقرئين!
وبالفعل بدأ أول تطبيق للقرار هذا الأسبوع، بتفكيك (منبر مسجد ومدرسة أبو بكر مزهر) بحارة (برجوان) ويرجع تاريخ إنشائه لعام 1480 ميلادية، في عهد المماليك الجراكسة!!
ولأن المريب يكاد يقول خذوني، شمل القرار توصية بعدم الإعلان عن الموضوع!!
بما يعني الوعي بالكارثة والمصيبة التي يقومون بها!!…
وهي كارثة بالفعل، فما تم تفكيكه، وما سيتم تفكيكه من منابر المساجد، لا يمكن إعادته مرة أخري إلي مكانه (بحسب خبراء الآثار)..
يعني ما يحدث هو تفريغ الآثار الإسلامية من هويتها وكنوزها، وتحطيم لتاريخها وجمالياتها، وطبعا هو شكل من أشكال تخريب السياحة الدينية أيضا!!.
وينص القرار علي عمل مستنسخات بديلة للقطع الأثرية المنزوعة من المساجد، لسد الفراغات!!
وهو تقنين رسمي للفساد، يفتح مئات الأبواب أمام مافيا الآثار للتبديد والسرقة والتهريب“”.
يارب إني أبرأ إليك مما يفعل هؤلاء.
اللهم احفظ مصر وبيوتك فيها من خيبة بعض أهلها وتفريطهم في حقها ..
ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..
ولا تأخذنا بذنوبهم وجهالتهم..
اللهم آمين.
جامع_ابن_طولون
مسجد الظاهر برقوق
كنيسة الأرثوزوكس اليونانية
كاتدرائية سيينا – ايطاليا
التعليقات