وقعت أمس وكالة الفضاء المصرية والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا مذكرة تفاهم للتعاون في نشر ثقافة الفضاء واكتشاف وتنمية القدرات العلمية والتكنولوجية للباحثين والمختصين في مجاله، كان ذلك في الثامن من ديسمبر بمقر وكالة الفضاء المصرية في القاهرة بحضور الدكتور محمد القوصي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية و الدكتور عبداللـه عبد العزيز النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، يهدف التعاون الى بناء وإدارة منصة متخصصة لتنظيم برامج وأنشطة مجتمعية وفنية لتبادل الخبرات والبحوث بين المختصين في علوم وتكنولوجيا الفضاء في مصر والمنطقة العربية والأفريقية والباحثين من الخارج، وتشجيع الأفكار الإبتكارية وريادة الأعمال، والتي ستساهم في تعميق مفهوم اقتصاد المعرفة من خلال ربط القطاعات المنتجة للمعرفة برجال الأعمال والمستثمرين. هذا المجهود يتناسق مع الإطار العام لاستراتيجيات دول المنطقة لتطوير إمكاناتها وبرامجها الوطنية لامتلاك المعرفة وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية. حضر توقيع المذكرة الاستاذ الدكتور غادة عامر وكيل كلية الهندسة بجامعة بنها ونائب رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.
قال الدكتور محمد القوصي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية أن التعاون مع المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا سيسهم في ربط الخبرات المعنية بنهضة المنطقة العربية والافريقية، وحث أبناء المجتمع من المختصين والمهتمين في التقدم العلمي للمساهمة في بناء برنامج فضاء قوي، خاصة وإن جمهورية مصر العربية تسير بخطى ثابتة نحو تنمية وتطوير قدرات الدولة لامتلاك المعرفة وما توليه القيادة السياسية من اهتمام حتى أضحى لمصر شأناً مرموقاً وسط نادي الفضاء العالمي، ففي فترة وجيزة تم إطلاق أكثر من 4 أقمار صناعية تم تصميم معظمها وتصنيعه بأيدي مصرية لخدمة مجالات التنمية ولتحقيق رؤية مصر 2030، وقال أنه نظراً لكون المؤسسة تعمل على الإطار الإقليمي والدولي ونفذت الكثير من الأنشطة ذات الاهتمام للوكالة فإن هدفنا من هذا التعاون هو تنفيذ برامج ضمن اهتمام وكالة الفضاء المصرية على المستوى العربي والإفريقي والدولي، خاصةً وأن جمهورية مصر العربية تقع في قلب المنطقة العربية وتستضيف وكالة الفضاء الأفريقية والتي هي معنية باستخدامات الفضاء التى تتعلق بمجالات الزراعة والاتصالات والتغير المناخي وغيرها مما يهم القارة السمراء .
ومن جانبه قال الدكتور عبد اللـه النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أن توقيع هذه المذكرة هو استكمال لمسيرة المؤسسة منذ تأسست في الشارقة قبل تسعة عشر سنة برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، بهدف دعم وتعزيز إمكانات المنطقة في البحث والتطوير والابتكار في المجالات العلمية والتكنولوجية المختلفة وامتلاك المعرفة. وقال أن التعاون مع وكالة الفضاء المصرية يأتي لتحقيق مستوى متقدم من تبادل الخبرات واكتشاف الطاقات وتنسيق الجهود في مجالات العلوم والتكنولوجيا وبما يخدم التمكين العلمي والتكنولوجي لدول المنطقة، ويهدف الى تحفيز الشباب على تقديم مشروعات اقتصادية قائمة على منتجات وكالات الفضاء في المنطقة. كما يهدف التعاون لبناء شبكة من المهتمين والمختصين لدعم خطط وبرامج دول المنطقتين العربية والأفريقية وخدمة أبناء ومجتمعات المنطقة سواء بتأسيس شركات خاصة في مجاله أو تنظيم المؤتمرات والمسابقات لاكتشاف المهارات والطاقات وجلب الابتكارات للمساهمة في تطوير صناعة الفضاء وبما يخدم مصالح المنطقة في السباق الحالي لامتلاك الفضاء وتطوير تكنولوجياته.
وقالت الدكتورة غادة عامر، أن التعاون بين الوكالة والمؤسسة سيحقق نقلة نوعية لمجالات تكنولوجيا الفضاء خاصاً في وطننا العربي، وأننا نتطلع إلى إطلاق مسابقة سنوية يتم من خلالها بناء مشاركات الشباب المصري والعربي والافريقي في المسابقات الدولية، وتقوم على تقديم حلول أو خدمات للمجتمع ذات الاختصاص بالفضاء الخارجي، كما نتطلع بأن تكون مصر دولة رائدة في مجال الفضاء والأقمار الصناعية، مضيفة سيادتها أن هذا الاتفاق سيساعد في إعداد منظومة اقتصادية معرفية من خلال تدريب الشباب على تقديم خطط أعمال استثمارية (مشاريع) في نفس المجال، والذي سيوفر فرص عمل في قطاعات تكنولوجية جديدة، وبما يخدم الأمن القومي لمصر والمنطقة بما يخص امتلاك التكنولوجيا الحديثة وتوطينها محليا.
والجدير بالذكر أن وكالة الفضاء المصرية هي هيئة عامة اقتصادية أنشئت بالقانون رقم 3 لسنة 2018، بهدف إستحداث ونقل علوم وتكنولوجيا الفضاء وتوطينها وتطويرها وامتلاك القدرات الذاتية لبناء الأقمار الصناعية وإطلاقها من الأراضى المصرية، بما يخدم استراتيجية الدولة المصرية فى مجالات التنمية وتحقيق الأمن القومى . وأن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا هي مؤسسة إقليمية غير حكومية وغير ربحية تأسست عام 2000 بمرسوم من صاحب السمو حاكم الشارقة في دولة الامارات العربية المتحدة، تهدف لدعم وتعزيز البحث العلمي والتقدم التكنولوجي والابتكار وربط علماء الداخل والخارج ببرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية لدول المنطقة.
التعليقات