الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

تغيير الانظمة وتهذيب الشريعة بقلم :- الدكتور عادل عامر

ان تغيير الانظمة يأتي من ترويج الديمقراطية في معظمة يستهدف المؤسسات والقانون هكذا اعلن في واشطن علي لسان جورج بوش الابن عام 2006 يجب الدفاع عن الديمقراطية وتهذيب الشريعة الاسلامية التي تغذي وتنتج الارهاب والارهابيين في العالم الاسلامي ان ادني اشارة لتورط الأمريكيين في الشئون الداخلية للدول الأخرى عادة ما يشي بوجود مؤامرة تقودها وكالة الاستخبارات المركزية ولذلك يري البعض ان مركز الصرعات غير العنيفة كان يستهدف صرف الشكوك من حولهم فلا يتعرضون لانتقام وهو خوف له ما يبرره في حالة العديد من الايرانيين الذين حضروا مؤتمر للمركز ( اكرمان بوشطين )

وتم اعتقالهم فيما بعد جميعا كيف تم رسم سيناريو موحد للإسقاط الانظمة في الدول العربية رغم ان كل دولة من الدول العربية مختلفة عن الأخرى من حيث العرق او الدين او حتي المعتقد الطائفي فينما يمكن ان ينجح السيناريو في مصر من دون نجاح الفوضى الخلاقة كمجتمع تربطه حضارة 7 الالف سنة يتسم بالنسيج الواحد تظهر في ليبيا واليمن القبلية وفي سوريا الطوائف العرقية والدينية ولا يمكن بحال من الاحوال ان يكون ما يتم تفعيلة مثلا في تونس هو نفسة ما يمكن تفعيلة من سيناريو للتغيير في ليبيا

والمشهد اليوم داخل العواصم العربية التي شهدت سيناريو الديمقراطية خير دليل علي كذب ادعائه فينما ينادي الشعب المصري بالديمقراطية المزعومة سقطت اعمدة الدولة المصرية وتعرض امنها القومي لمخاطر عديدة شهدت ليبيا حربا قبلية ومن بعدها سوريا شهدت حربا عرقية ودينية واليمن كذلك مما يؤكد ان المنطقة العربية ليست بصدد تغيير انظمتها بقدر احداث زعزعة للاستقرار بها .

فيمكننا مشاهدة 18 حالة منها بداية باضطرابات غزل المحلة التي حولتها حركة 6 ابريل عام 2008 الي دعوة عامة للاضطراب في مصر ودعمتها حركة كفاية وبعض الاحزاب الاخري وقوي المعارضة مرورا بأزمة قضاة الاستقلال عام 2005 نهاية بوصول البرادعي للقاهرة وتأسيس الجمعية الوطنية للتغيير واهمها الوقفات الاحتجاجية الرمزية وكتابة اعلان جديد لحقوق المواطنة علي يد البرادعي

 ثم ارتداء الملابس ذات الدلالة الرمزية واقامة جنازات رمزية وترديد الشعارات المستفزة وسب الحكام بالأسماء وبشكل مباشر وعقد الاجتماعات والندوات الاحتجاجية والوقوف حدادا في صمت للاحتجاج كما حدث في قضية خالد سعيد والمقاطعة للانتخابات البرلمانية كما حدث في انتخابات برلمان 2010 واضطرابات العمال والطلبة والاعتصامات وسحب الودائع والحسابات من البنوك بشكل جماعي وهوما قد دعا الية النشطاء السياسيون في مصر في مرحلة التمهيد لثورة 25 يناير واضطرب المساجين عن الطعام وتحدي القضاء وتعليماته وتحدي قوات الامن واستفزاز رجال الشرطة والتشهير بهم وابراز وحشيتهم واستمالة بعضهم لعدم التعاون او الانصياع لأوامر رؤسائهم بتقديم الورود لهم اثناء الوقفات الاحتجاجية كلها اساليب قراها هؤلاء وحفظا تكتيكاتها عن ظهر قلب ونفذوها علي الارض باقتدار كذلك تجد من كتاب شارب هذا ايقاع حالة توتر في العلاقات الدولية بين الدولة  و العالم الخارجي كما الحال في قضية كنيسة العمرانية منتصف 2010 والتدخل المباشر والدائم في الاعمال السيادية للدولة بما فيها مواقفها الدبلوماسية والسياسات الداخلية والخارجية واهمها كانت قضية غلق المعابر مع قطاع غزة والتي تبنتها قناة الجزيرة القطرية ولعبت دورا بارزا في احراج النظام المصري وموقفة من القضية الفلسطينية بصورة فجة للغاية ومن دون مراعاة لبعد الامن القومي المصري

 كذلك احتلال الميادين العامة واعاقة المرور واقامة منظومات اجتماعية وسياسية بديلة فظهر البرلمان الموازي لبرلمان 2010 وايجاد اعلام بديل وانهاك النظام الاداري للدولة والسعي لدخول السجون من النشطاء السياسيين من اجل الحصول علي صك الوطنية والعمل كحكومة موازية بديلة تظهر ثنائية السيادة في الدولة وهو ما قامت به ايضا قوي وتيارات المعارضة المصرية بعد الانتخابات البرلمانية جميع الاحداث التي شهدتها مصر كانت تكتيكات ( شارب ) من كتابة من الديكتاتورية الي الديمقراطية ولم تكن من وحي خيال المعارضة والنشطاء السياسيين في مصر

ان ثورات الربيع العربي تأثرت بهذا الكتاب وتناقله الباب العربي علي الشبكة العنكبوتية الانترنت من تونس الي اليمن مرورا بمصر وليبيا حتي الشباب السوري تلقي بدوره نسخا مترجمة من الكتاب وعقدوا دورات دراسية حول تطبيق نظرية الكفاح اللاعنيف فالكتاب كان ولايزال الغذاء الروحي لهذه الثورات والتي صنعت التغيير علي الطريقة الامريكية او في طريقها لإنجازه

وها هي الشعوب العربية المقهورة تسير نحو انعتاقها ( بلا عنف ) تماما كما سارت شعوب اخري في العالم كالشعب اليوغسلافي والروماني والصربي والأوكراني والبلغاري والجورجي والذي استطاع بمساعدة هذا الكتاب ان يتحرر من العبودية تحت حكم انظمة وصفوها بالشمولية ليقع تحت حكم انظمة اكثر سلطوية وديكتاتورية تمولها وتدعمها الولايات المتحدة الامريكية ولم تجد هذه الشعوب مفرا من الانفصال لتقسيم دولهم من ثورات مضادة لإنقاذ ما يمكن انقاذه .

جددت المكاسب السياسية في مصر الحياة للقوي السياسية الاسلامية في حين يبدو للعيان ان كبري الدول العربية هي الداعمة للنهضة السياسية للإخوان اخوانهم من السنة الا ان خلافا هادئا ولكن متناميا بين السعودية وتركيا حول التأثير الاقليمي المتزايد للإخوان كشف النقاب عن عداء طويل الامد مع السعودية لواحدة من اكبر واقدم الحركات الاسلامية في العالم ان تتولي حركة اسلامية السلطة في واحدة من اهم الدول العربية في المنطقة قد يبدو تطورا ترحب به السعودية بحماسة ذلك ان الاسلام فيها مكون رئيسي لثقافة الدولة وهويتها السياسية بالرغم من ذلك فان الرياض قلقة بشكل كبير بسبب ازدياد شعبية الحركة السياسية حول المنطقة والعواقب التي ترتب علي نهوض تشكيل جمهورية اسلامية يمكن ان تنزع الملكية السعودية الانقسام الفكري والسياسي بين السعودية والاخوان متأصل في تاريخ كل منهما حيث يتبع اغلبية المواطنين في السعودية الوهابية وهو مذهب اسسه محمد بن عبدالوهاب وقد عمل علي تطهير العقيدة والممارسات الدينية في القرن الثامن عشر .

علي الجانب الاخر فان الاخوان يتبعون اسلوب اكثر مرونة في تطبيق الاسلام تمزج بين فكر السياسة الغربية الحديثة مع الموروث الثقافي الاسلامي الحركة التي اسسها الاخوان تنظر الي الاسلام كعلاج سياسي للأمراض التي ابتلي بها العالم الاسلامي في القرون العديدة السابقة .

في هذه الاثناء بدأت العائلة الحاكمة السعودية تنظر الي انتشار جماعة الاخوان السريع بنظرة ريبة ذلك ان دعوة الجماعة لشكل جمهوري للحكم الاسلامي يمثل تناقضا صارخا للنظام الملكي الذي تستمد منه العائلة الملكية السعودية قوتها

فقد اشترك السلفيون وجماعة الاخوان في محاربة الناصرية المدعومة من الاتحاد السوفيتي حول العالم الاسلامي حيث كانوا تجمعهم افكار مشتركو الاخوان والسلفيون مما ينتج عنه نوع من الفكر المركب التزم مذهب الاخوان الي حد ما في ذلك الوقت بشخصيته الاساسية ولكن اصبحت السلفية التي كانت تفتقر الس الفلسفة السياسية متأثرة بشكل كبير بأفكار الرموز البارزة مثل سيد قطب وبذلك ضعفت شبكة الدعم السلفي في السعودية

شهدت المملكة السعودية اول تحد اسلامي كبير لها في عام 1979 حينما ادت الثورة الايرانية الي تأسيس جمهورية اسلامية كان هذا اول مثال حديث علي الدولة الاسلامية وهي التجربة التي دعمتها الفكرة الاساسية لجماعة الاخوان الا وهي ان الدولة يمكن ان تحكم طبقا لمبادئ اسلامية.

 

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك