الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

تصميم أفضل جهاز ليزر مستمد فكرته من سورة النور بقلم: هند درويش

 

الليزر” LASER” هو اختصار لكلمة Light Amplification by Stimulated Emission of Raditation وهي تعني بالعربية ” تكبير أو تضخيم شدة الضوء بواسطة انبعاث الإشعاع المحفز، ويمكن من خلاله الحصول على شدة إضاءة قد تزيد بملايين المرات عن شدة الضوء الصادر عن المصابيح

الكهربائية، فتقوم فكرته على تركيز الإشعاع الضوئي ذات الطول الموجي والتردد الواحد عند نقطة معينة تنتقل لمسافات بعيدة دون أن تضعف أو تشتت مما يزيد من قدرته على ثقب المعادن وتقطيعها أو الحفر عليها، واستخدامه أيضا في الجراحة، وعمليات تشريط القرنية، وله استخدامات هائلة أخرى في مجالات متعددة. ولقد توصل الدكتور ” زيد غزاوي ” دكتور في الهندسة الطبية لفكرة توليد أفضل ضوء لليزر بهدي الآية 35 من سور النور في قوله تعالى : ” اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ” ( النور: 35).

– الأدوات المطلوبة لتوليد ضوء الليزر بهدى القرآن:
1- مشكاة: وهى عبارة عن تجويف أو فتحة يخرج منها الضوء من جهه أي يكون من جهه نافذة للضوء، وغير نافذه للضوء من الجهه الأخرى، ويعرف علميا بالتجويف الرنيني وهو الوعاء المنشط لعملية تضحيم الضوء ” مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ” (النور:35).

2- المصباح: هو الفتيل أى مصدر الطاقة، والطاقة المشار إليها في الآية الكريمة الطاقة الضوئية ” مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ” (النور:35).

3- الزجاجة: وهذه الزجاجة لا بد أن تكون لها خاصية التلألئ، كالكريستال لانه يعكس الضوء في اتجاهات كثيرة مما يزيد من قوة تركيز الأشعة الضوئية وتجعلها أكثر إشراقاً ونقاء، وهذا هو الفرق بين الزجاجة العادية والزجاجة المتلألئة كما أشار إليها القرآن بقوله تعالى : ” الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ” (النور:35) كوكب الدري: مضيء متلألئ.

4- زيت: هو المادة الفعالة التي تنتج شعاع الليزر، والزيت المقصود هنا زيت الزيتون المستخرج من أشجار سيناء ” وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ ” (المؤمنون: 20) حيث أنه شديد النقاء، وقابل للاشتعال من أقل تحفيز خارجي ” حرارة خارجية ” ولقد أشار إليها الله سبحانه وتعالى في قوله ” يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ” (النور:35). ولأن المشكاة لا يوجد بها إلا مخرج وحيد يخرج منه الضوء في صورة شعاع مما يقوى تركيز شدة الضوء ومضاعفته وهذا ما أشار إليه الله في قوله تعالى ” نُورٌ عَلَى نُورٍ ” (النور:35).

فإن القرآن يزخر بالإشارات العلمية في شتى مجالات المعرفة وتوضيح لكل شيء ” وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ” (النحل:89)، فهو مداد لا ينفد بالمعجزات والمعارف للبشرية في كل زمان ومكان، وهو معجزة الله الخالدة والحجة البالغة مهما تقدم العلم، ولا تنقضي عجائبه، فالقرآن يزخر بالمعجزات والأسرار التي لا تنكشف إلا لمن كان له قلب حاضر يتدبر آيات الله مصدقا لقوله تعالى: ” إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ” (ق:37).

بقلم: هند درويش
ماجستير في التفكر في القرآن الكريم وعلاقته بالتفكير الإبداعي

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك