الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

بعد تعريفه لـ«أهل السنة والجماعة».. «ثورة سلفية» على شيخ الأزهر

في ضربة مدوية، استبعد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، السلفيين من أهل السنة والجماعة، حينما حددها في الأشاعرة والصوفية، خلال مؤتمر

جروزني الذي انعقد في الشيشان، الأسبوع الماضي،  بعنوان “من هم أهل السنة؟”، واستضاف عدد كبير من رموز الدين الإسلامي في العالم وعلى رأسهم الدكتور أحمد الطيب الذي رافقه وفد من الأزهر، للنقاش حول تعريف أهل السنة والجماعة.
شيخ الأزهر اقتصر أهل السنة والجماعة على الأشاعرة والصوفية، واستبعد السلفيين منها، قائلًا: “استمروا في تمسككم بمذهب أهل السنة والجماعة، وهو مذهب الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث وأهل التصوف والسلوك .. مذهب الأخوة والسلام والتعارف والتعاون بين الناس عضوا عليه بالنواجذ، ولقنوه أبناءكم وبناتكم، واجعلوا منه منهجًا للتربية والتعليم في مدارسكم وجامعاتكم، وقفوا بالحجة والبرهان لكل من يحاربه، أو يتوقح عليه، أو يحاول أن يستبدل به مذاهب ضالة مضلة مبتدعة ومخترعة، لم تجن الأمة من دعواتها المنكرة إلا القتل والخراب والدمار والحقد على الإسلام والكراهية للمسلمين”.
هذه الكلمات سقطت على السلفيين كالصاعقة المدوية، مما جعلهم يغضبون غضبًا شديدًا ويثيرون عليه، منتقدين هذا الكلام الذين اعتبروه بأنه “غير صحيح “، وبدأ يشنون حربًا عليه من خلال تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وتصريحاتهم الإعلامية.

محمد حسان

فالشيخ محمد حسان، الداعية السلفي، خرج  من صمته الطويل، وانتقد كلمة شيخ الأزهر، في بيان له اليوم السبت، قائلًا  إن “الكلمة التي قيلت في المؤتمر مفرقة للمسلمين، مضيفًا أن المؤتمر أقيم في وقت فتنٍ وأزمات تمر بالمسلمين، فالكلمة مفرقة، وكان من الأولى أن تدعو إلى جمع المسلمين في صف واحد والاعتصام بالقرآن والسنة وتحقيق الاخوة الإيمانية دون إقصاء أحد، موضحًا أن زيادة دعم الاستقطاب المذهبي والطائفي والفكري يزيد من الانشقاق والتشتت والخلاف بين المسلمين، مشيرًا إلى أن الأمة في حاجة ماسة إلى دعوة العلماء لحقن الدماء ورفع الظلم.

أضاف حسان: أن “ليس من التأصيل العلمي إخراج السلفية من أهل السنة والجماعة، فالسلفية ليست حزبًا أو جماعة ولا حكر على أحد، بل هي منهج يقوم على القرآن والسنة بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين”، مستدلًا بحديث الرسول “تتفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا من هي قال الجماعة”، وفي رواية ما أنا عليه وأصحابي”.

ياسر برهامي

وفي نفس السياق، هاجم الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس “الدعوة السلفية” بالإسكندرية، وعدد من القيادات السلفية،على المؤتمر، الذي شهدته العاصمة الشيشانية “جروزني، حول تعريف “أهل السنة والجماعة”، وعلى أحمد الطيب، شيخ الأزهر،  واتهموا بيانه باستبعاد أصحاب التوجه السلفي بمن فيهم أهل الحديث من التعريف.
ووصف برهامي المؤتمر بأنه عُقد تحت رعاية روسيا الاتحادية، واقتصر في دعوته وبيانه الختامي على اتجاه بعينه، يحاول سرقة لقب “أهل السنة ‏والجماعة” من أهله، وأقصى بالكلية الاتجاه السلفي بكل أطيافه.

وقال برهامي، في مقال نشره بموقع أنا سلفي: ” إن مؤتمر أهل السنة والجماعة الذي انعقد في الشيشان واستبعد “السلفية” من مفهوم أهل السنة، لم يراعِ أن عامة شباب الصحوة في كل الأقطار ينتسبون إلى مذهب السلف في الجملة، وأن إقصاءهم من أهل السنة والجماعة هو روح عدائية تبثّ الفرقة وتعمِّم الخلاف، مضيفًا  أن المؤتمر حصر “أهل السنّة” في “الأشاعرة والماتريدية”، رغم أن كل عاقل يجزم بأن الكِتابَ والسُّنّة وأقوال الصحابة الذين علّموا الناس الدين ونشروه في العالم خَلَتْ بالكلية من الفلسفة وعلم الكلام والمنطق اليوناني، كما خلت من مقامات “الفَناء والدهش والسكْر والهيمان” ونحوها كما يقولها متأخروا الطُرق، كما خَلَتْ من إلزام المكلَّف بعالِم بعينه يأخذ كلامه ويتعلم فقهه دون غيره من العلماء.
وأبدى نائب رئيس “الدعوة السلفية” أسفه الشديد من أن من أعدَّ البيان الختامي للمؤتمر لم يراع أن عامة شباب الصحوة في كل الأقطار ينتسبون إلى مذهب السلف في الجملة، وأن إقصاءهم من أهل السنة والجماعة هو روح عدائية تبثّ الفرقة، وتعمِّم الخلاف، على حد قوله.
كما اتهم القائمين على المؤتمر بأنهم حصروا “أهل السنّة” في “الأشاعرة والماتريدية وأتباع المذاهب الأربعة والصوفية”، محذرا من أنهم يدفعون مَن خلفَهم للأقوال المتشددة؛ وأنه سوف يتصدر المشهد، بدلا من هؤلاء، من يرى إخراجهم من “أهل القِبلة”، ولا يقبل التعايش معهم مع الاختلاف، مشددًا أنه “لا بد أن يعلم الجميع أن أسلوب القمع المادي والمعنوي والفكري،  هو أعظم أسباب انتشار التطرف والانحراف، مضيفا: “العقل والتاريخ، بعد الشرع، يؤكد أن البغي لا ينتصر، والظلم لا يدوم، فلماذا تختارون خيار الإقصاء والفرقة؟”.
وانتقد برهامي اعتبار التصوف طريق السلوك الوحيد، مشيرًا إالى اعتماد تشويه المخالف بالكذب والزور، تجاه المذهب السلفي، لن ينطلي على أحد، ولن يقبله أحد، مع انتشار وسائل المعارف الحديثة، وسينقلب على صاحبه.

 أحمد هلال

بينما شن أحمد هلال، أحد شيوخ الدعوة السلفية، هجومًا كاسحًا على مذهب الأشاعرة الذي يدرس في الأزهر الشريف، في منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ردًا على شيخ الأزهر الذي حضر مؤتمر الشيشان  تحت عنوان “مَن هم أهل السنة والجماعة”، قائلًا: “ينبغي أن يتعرف الناس على ضلال مذهب الأشاعرة والماتريدية لما يروجون إليه الآن عبر جروزني والشيشان بنفي وصف أهل السنة عن السلفية واحتكاره لأنفسهم وهم من مذهب السلف العقدي براء”.

وطالب بضرورة أن تعمل الدعوة السلفية على تعرية الأشاعرة والماتريدية وكشف ضلالهم وانحرافهم قبل فوات الأوان، فضلا عن تعرية رموزهم من خلال مقالاتهم العقدية كائنا من كان، وإلقاء الضوء على تاريخهم، وبيان ما هم عليه من مخالفات صريحة لمنهج السلف في أصول الاعتقاد.

محمد الشحات

فيما انتقد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، الدكتور أحمد الطيب قائًلا، “إن شيخ الأزهر أكد أن “أهل الحديث” و”السلفية” و”المذاهب الأربعة”، هم ضمن أهل السنة والجماعة، مشيرا إلى أنه من المقرر والمعتبر أن هؤلاء هم من أهل السنة والجماعة، مشيرًا  إلى أنه حتى بنية الاسم نفسه تؤكد أنهم من أهل السنة والجماعة، لافتًا إلى أن حذف ذلك من البيان الختامي للمؤتمر هو بالفعل استغلال لاسم أحمد الطيب، كما أن ما حدث له بعد سياسي، لأن الشيشان كانت جزءا من روسيا.
وكان مؤتمر “من هم أهل السنة؟” قد عُقد في العاصمة الشيشانية جروزني، الأسبوع الماضي،  واستضاف عدد كبير من رموز الدين الإسلامي في العالم وعلى رأسهم الدكتور أحمد الطيب الذي رافقه وفد من الأزهر، للنقاش حول تعريف لأهل السنة والجماعة، واستبعد المؤتمر السلفيين منه.
وكانت كلمة الدكتور، أحمد الطيب شيخ الأزهر، في مؤتمر الشيشان، قد أثارت غضب السلفيين بعد أن استبعدهم من تعريفه لأهل السنة والجماعة، واقتصارها على الأشاعرة والصوفية.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك