الخميس - الموافق 28 مارس 2024م

الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت تنظم: مهرجان المسرح العربي – الدورة الثامنة 10 إلى 16 يناير 2016 . الكويت

تقرير :- هايل علي المذابي

مهرجان المسرح العربي – بطاقة تعريف

  • المهرجان : مهرجان المسرح العربي
  • الجهة المنظمة : الهيئة العربية للمسرح.
  • موعد الانعقاد : 10 إلى 16 يناير 2016
  • مكان الانعقاد : دولة الكويت.
  • الجهة الشريكة : المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب.
  • بالتعاون مع :

نقابة الفنانين الكويتيين.

المعهد العالي للفنون المسرحية.

الهيئة العامة للشباب و الرياضة

وزارة الدولة لشؤون الشباب.

  • يعقد المهرجان في دورته الثامنة تحت الرعاية السامية من لدن صاحب السمو أمير دولة الكويت
  • يقوم المهرجان على ركائز أساسية هي :

o       احتفالية اليوم العربي للمسرح في العاشر من يناير

o       المرحلة النهائية من التنافس على جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي (2015) النسخة الخامسة، عدد هذه العروض هو 8.

o       عروض المهرجان و التي يتم اختيارها من قبل لجنة عربية، عددها 7.

o       المؤتمر الفكري.

o       الندوات التطبيقية.

o       الورش التأهيلية.

o       فعاليات ثقافية و فنية من نشر و معارض و مؤتمرات صحفية و تواصل إجتماعي.

o       تكريم لشخصيات مسرحية كويتية مرشحة من قبل المجلس الوطني  في الكويت.

o       تكريم الفائزين بمسابقة التأليف للعام 2015.

  • تقام كل الفعاليات من 10 إلى 16 يناير 2016.
  • يهدف المهرجان إلى إشعاع يشمل أرض البلاد و تفعيل و مشاركة من كافة الأطياف المسرحية و المؤسسات المختلفة المعنية بهذا الشأن.

 

 

المهرجان الذي يطوف المدن العربية

انطلق هذا المهرجان في دورته الأولى عام 2009، و قد أُريد له أن يكون مناسبة تطوف أرجاء الوطن العربي لتحقيق مستوى أعلى من التفاعل الإيجابي بين البلد المضيف و كوكبة المسرحيين و باقي المسرحيات العربي التي يشكل تجمعها في البلد المحدد و المدينة المعينة مناسبة تاريخية و فارقة في النشاط المسرحي

الدورة الأولى : 2009 عقدت في القاهرة .

الدورة الثانية : 2010 عقدت في تونس.

الدورة الثالثة : 2011 عقدت في بيروت.

الدورة الرابعة : 2012 عقدت في عمَان.

الدورة الخامسة : 2013 عقدت في الدوحة.

الدورة السادسة : 2014 عقدت في الشارقة.

الدورة السابعة 2015: عقدت في الرباط.

و هاهي الدورة الثامنة سوف تعقد في الكويت 2016.

 

اللجنة العليا المنظمة للمهرجان في الكويت.

شكل المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب في الكويت لجنة عليا للمهرجان تمثل القطاعات المسرحية المعنية بالمهرجان على النحو التالي:

  الإسم المسمى الوظيفي الصفة في اللجنة
1 د. بدر فيصل الدويش الأمين العام المساعد لقطاع الفنون رئيساً
2 أ . صالح عيسى الحمر مدير إدارة المسرح نائباً
3 أ . محمد عبد الله العجمي مدير إدارة الشؤون المالية عضواً
4 أ . منى حسن جناحي مدير إدارة اتصال و إعلام عضواً
5 أ . فالح مسعد المطيري مراقب شؤون المسرح عضوا
6 أ . نوار حبيب القريني. مخرج عضوا
7 أ . خالد أمين حاجية   عضوا
8 د. فهد منصور الهاجري   عضوا
9 أ . محمد عباس المزعل   عضواً

 

 

ينهض المهرجان على مفاصل النشاط المذكورة آنفاً ، ويقوم على إدارة هذه المفاصل الفريق التالي:

o       مدير المهرجان الأمين العام للهيئة العربية للمسرح أ . اسماعيل عبد الله.

o       منسق المهرجان : أ . فالح المطيري.

o       المشرف العام للمهرجان : أ . صالح الحمر .

o       رئيس لجنة العلاقات العامة و الاتصال : أ . منى الجناحي.

o       مسؤول المجال الفكري : د. يوسف عايدابي.

o       مسؤول المجال الإعلامي : أ. غنام غنام.

o       السكرتاريا التنفيذية للمهرجان : أ. ريما الغصين.

المهرجان مناسبة كبرى للثقافة المسرحية

يتجاوز هذا المهرجان حالة أن يكون مناسبة لتقديم العروض المسرحية سعيا إلى أن يكون مناسبة مسرحية شاملة، و ذلك من خلال :

  • مشاركة 8 عروض للتنافس في المرحلة النهائية لمسابقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض للعام 2015.
  • مشاركة 7 عروض ضمن سياق المهرجان الأساسي.

وصلت هذه العروض لهذه المرحلة بعد سلسلة تصفيات محلية و عربية شملت ما يقارب 400 عرض مسرحي، مرت في مرحلتي تصفية:

  • المرحلة الأولى : من خلال لجان عربية محلية معلنة، قامت بمشاهدة العروض عياناً و ترشيح الأفضل منها.

من خلال التقديم الحر المباشر في حالة  تعذر المرور عبر اللجنة.

  • المرحلة الثانية : من خلال لجنة عربية بحثت في 133 ملف لعروض رشحت من المرحلة الأولى، و قد تشكلت اللجنة من:
  • د. بطرس روحانا – لبنان.
  • د. دينا أمين – مصر.
  • د. لخضر المنصوري – الجزائر.
  • محمد العوني – تونس.
  • محمود ابو العباس – العراق.

العروض التي تم اختيارها للمهرجان فهي :

  1. عطيل – الجزائر. إخراج مداح أحمد. جمعية النوارس.
  2. ضيف الغفلة – المغرب. إخراج مسعود بوحسين. مسرح تانسيفت.
  3. التابعة – تونس. إخراج توفيق الجبالي. تياترو تونس.
  4. عنف – تونس. إخراج فاضل الجعايبي. المسرح الوطني . تونس.
  5. ليس إلا – تونس. إخراج إتصار العيساوي.
  6. برج الوصيف – تونس. إخراج الشاذلي العرفاوي. المسرح الوطني التونسي.
  7. العرس – الكويت (العرض الفائز في مهرجان الكويت المسرحي ديسمبر 2015).

العروض التي تم اختيارها لتتنافس على جائزة القاسمي :

  • التلفة . إخراج نعيمة زيطان، فرقة أكواريوم . المغرب.
  • و زيد انزيدك . إخراج فوزي بنبراهيم. مسرح باتنة . الجزائر.
  • ك أو . إخراج نعمان حمدة . المسرح الوطني . تونس.
  • سيد الوقت . إخراج ناصر عبد المنعم، مسرح الغد . مصر.
  • مدينة في ثلاثة فصول . إخراج عروة العربي. وزارة الثقافة سوريا.
  • مكاشفات. إخراج غانم حميد. وزارة الثقافة . العراق.
  • صدى الصمت . إخراج فيصل العميري. المسرح الكويتي.
  • لا تقصص رؤياك. إخراج محمد العامري . مسرح الشارقة الوطني.

لجنة التحكيم :

تحرص الهيئة على اختيار لجنة التحكيم من الأسماء المسرحية الوازنة، و تحاول ما استطاعت أن يكون أعضاء لجنة التحكيم من دول لم يترشح منها أعمال للمنافسة على الجائزة في محاولة للوصول إلى أكبر قدر من الحيادية و الموضوعية ، ولجنة التحكيم في الدورة الثامنة من مهرجان المسرح العربي:

  • د. سامي الجمعان – السعودية
  • بروفيسور سعد يوسف – السودان.
  • أ . شادية زيتون دوغان – لبنان.
  • أ . فؤاد عوض – فلسطين.
  • د. مخلد الزيودي – الأردن.

الأعمال التي فازت في النسخ الأربع السابقة من جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي:

النسخة الأولى : زهايمر – إخراج مريم بوسالمي. المسرح الوطني . تونس.

النسخة الثانية : الديكتاتور- إخراج لينا أبيض . بيروت 8 و نص. لبنان.

النسخة الثالثة : ريتشارد الثالث . إخراج جعفر القاسمي. انتراكت برودكشن. تونس.

النسخة الرابعة : خيل تايهة – إخراج إيهاب زاهدة. مسرح نعم. فلسطين.

مواقع فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المسرح العربي:

العروض المسرحية

العرض الأول في مسرح عبد الحسين عبد الرضا. السالمية.

العرض الثاني في مسرح كيفان.

العرض الثالث في مسرح الدسمة.

  • الندوات التطبيقية في خيمة مسرح الدسمة : بإشراف د. خليفة الهاجري.
  • معرض السينوغرافيين في  قاعة مسرح الدسمة. بغشراف د. نبيل فيلكاوي و د. عنبر وليد.
  • المؤتمر الفكري : في مقر إقامة الوفود. بإشراف د. يوسف عايدابي و د. بدر الدلح.
  • المؤتمرات الصحفية : في مقر إقامة الوفود. بإشراف أ . مفرح الشمري.

 

اليوم العربي للمسرح 10/1/2016

بدأ الاحتفال بالعاشر من يناير كيوم عربي للمسرح  و الذي يصادف تاريخ إنطلاق الهيئة العربية للمسرح في مؤتمرها التأسيسي عام 2008، و منذ ذلك اليوم أرست الهيئة تقليداً سنوياً للاحتفال بهذا اليوم، تشكل رسالة اليوم العربي للمسرح صلب هذا الاحتفال حيث تكلف شخصية من الذوات المسرحية العربية رفيعة المقام و المنجز بكتابة و قراءة الرسالة في كل عام .

وقد تعاقب على كتابة و إلقاء هذه الرسالة منذ عام 2008 الفنانون :

  • د. يعقوب شدراوي 2008، من لبنا،ز
  • أ . سميحة أيوب 2009، من مصر.
  • أ . عز الدين المدني 2010،من تونس.
  • أ . يوسف العاني 2011، من العراق.
  • أ . سعاد عبد الله 2012، من الكويت.
  • أ . ثريا جبران 2013، من المغرب.
  • صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي 2014.
  • د. يوسف عايدابي 2015 ، من السودان.

أما صاحب النسخة التاسعة من رسالة اليوم العربي للمسرح و التي تلقى في افتتاح الدورة هو الفنان الفلسطيني زيناتي قدسية، و هذا نصها:

رسالة اليوم العربي للمسرح

10 يناير 2016

لم يعد أمامنا خيارات.. و لا نملك رفاهية الوقت

بقلم زيناتي قدسية

إخوتي و أصدقائي…

يا مَن تصنعون الجمال في زمن يُصرُّ فيه المتهافتون على إنتاج القبح.

توقي كبير, و شغفي أكبر, لهذا اللقاء الذي دعتنا إليه الشارقة المشرقة, المدينة_المنارة, مركز الذوق الفني الرفيع, ممثلةً بهيئتنا العربية للمسرح, لنحجَّ كلنا إلى واحة الثقافة و العلوم و الإبداع العربي و الإنساني, إلى هذا البيت, بيتِنا العربي الكويتي العريق و الأصيل, بيت الأمن و السلام.. هذا البيت الذي طالما جمعنا في أوقاتٍ كنا فيها أشتاتاً, و احتوانا بذراعيه الحانيتين و دفء قلبه في أزمان عزَّ فيها اللقاء.. نحن الذين نشكل البقية الباقية التي ما تزال متمترسة على أسوار حصن الجمال, مدافعين عنه ببسالة قل نظيرها.

أصدقائي…

من أمِّ البدايات, أمِّ النهايات. من رائحة الزيتون و الكرمة و الزعتر التي تعبق من “فستيان” أم سعد, من العاشق, العائد إلى حيفا مُحمَّلاً ببرقوق نيسان.. من روح غسَّان, معلمي الأول, فاتحة وعيي و إدراكي للأشياء و الحياة. من “إجزم” قريتي الهاجعة على كتف حيفا و ظلال الكرمل كفرخ حمام يستدفئ بجناح أمه.. حيث الولادة.

من “دمشق”, شامةِ الدنيا, أمِّ المدنِ و روحِ التاريخ.. دمشق, ثقافتي, هواي, مرآة روحي, كل التجربة…

ستة و أربعون عاماً في “دمشق”, و قبلها أربع سنوات في عروس الشمال “إربد”.. خمسون عاماً ليست شيئاً في عمر الزمن, و لكنها العمر الحقيقي لتجربتي في المسرح, و الحياة إذا شئتم.. منازلة لم تتوقف يوماً, حاولت خلالها أن أمسك بتلابيب هذا الفن الصعب العصيّ, و لم أفلح.. لكنني و منذ وقت مبكر أدركت أنني مقبل على خوض معركة شرسة قد تطول, و لا أدري لصالح من ستحسم نتائجها.. و مع مرور الزمن و احتدام المعركة أدركت أن المسرح قضية كبرى و تحتاج رجالاً على مقاسها.

أيها الأعزاء: إذا كان للشعوب برلمانات, فإن المسرح هو برلمان الثقافة الشعبية دون منازع. و لكي يتحول المسرح في بلادنا إلى برلمان للثقافة الشعبية حقاً, فإنني _مع الأصوات التي سبقتني, و بعيداً عن تكرار ما قلناه و كتبناه و نظَّرنا له منذ مائة عام و يزيد, أدعوكم للاندفاع بوعي و جرأة و حكمة نحو مسرحنا الجديد و المقاوم.. و أن نحوِّل كل المساحات المتاحة_ و أقتبس من الدكتور القاسمي:[إلى أمكنة للتعبير عن المقاومة التي تبديها الأفكار التنويرية ضد الأفكار الظلامية, و أن نجعل من مسرحنا مدرسة للأخلاق, و الحرية].. انتهى الاقتباس.

نعم أيها الأخوة.. مسرح جديد حر و مقاوم, بدأت إشاراته الأولى تتبدى منذ عشر سنوات.. حرٌ مقاوم.. لأن المسرح بطبيعته حُرّ, و منذ نشأته الأولى كان مقاوماً, و قدم آلافاً من العروض المسرحية المقاومة بمعناها الحرفي, مقاومة المحتل, الغازي, العدو, المستعمر, و في كل دول العالم هناك دائماً حضور لافت للمسرح المقاوم و إن اختلفت أساليب التعبير عن روح المقاومة من مسرح لآخر. و ما دام هناك فاشيون و ديكتاتوريون, و قابليات لنشوب حروب ثنائية أو كونية, و ما دام على الأرض أربابٌ يتمسكون بربوبيتهم و يعملون على تخريب العالم و تدمير أمنه عبر التاريخ, و ما دامت الآفة الإنسانية الماثلة أمامنا و المتمثلة في البعض الذي يرى العالم أضيق من أن يتسع له و للآخرين, و يريد أن يعيش وحده جاعلاً نهج حياته: “هذا كله لي”.. ما دام كل هؤلاء يعبثون بحياتنا و مصائرنا, فإن المسرح المقاوم يبقى حيَّاً و يعبر عن حرية الإنسان و الشعوب و ثقافاتها… هذا من جانب.

و في الجانب الآخر, ليس شرطاً أن يكون هناك احتلالاً أو غزواً عسكرياً أو مستعمراً لننشئ مسرحاً مقاوماً. ففي فترات السلم العالمي, تبدو حاجة البشر لمسرح مقاوم ماسَّة و ملحة. و كأن هذا الهدوء و الاستقرار الظاهري و الاسترخاء المريب تختفي وراءه نُذُرُ التفجرات المباغتة و الحروب المدمرة. و ما سعي الدول المحموم لامتلاك الأسلحة بمختلف أنواعها, و الصراع المعلن و الخفيّ على حيازة أكثرها فتكاً و تدميراً تحت مسمى التوازن الاستراتيجي, إلا تهيئة و استعداداً لهذه التفجرات المباغتة. و لذلك, فإن المفكرين و المثقفين و العلماء و الشعراء و رجال المسرح في مختلف أنحاء العالم, حين يواجهون القبح بالجمال و اليأس بالأمل, و حين ينتصرون للإنسان من أجل حريته و كرامته الإنسانية و حقه في الماء و الطعام و المسكن اللائق و الصحة و التعليم و الحب و إبداء الرأي و الدفاع عن حقه في الوجود.. حين ينتصرون لكل هذا, إنما هم ينتمون بشكل أو بآخر إلى الثقافة المقاومة, العلوم المقاومة, الشعر المقاوم, و المسرح الجديد الحر المقاوم.. البعيد عن التقليدية المتزمتة و المرتهنة لمفاهيم لم تعد قادرة على مواكبة متطلبات العصر.. مسرح متحرر من ظلامية الغول الذي ينشب أظفاره ليشد التجربة الإنسانية برمتها إلى الكهوف المظلمة.. مسرح جديد حر, نقيض للحداثات المزيفة و غير الأصيلة و الطارئة, و التي أحدثت اختراقات مهولة في حياة البشر على كل المستويات. و أرجو أن لا أُفهم بأنني أدعو للانغلاق و الانقطاع عن ثقافات العالم و منجزاته الإبداعية.. على العكس, أنا من قرية صغيرة من قرى الجليل في فلسطين, لكنني أؤمن بأن العالم قريتي. و أنتمي لأسرة صغيرة, و لكنني أؤمن بأن البشرية أسرتي, و بأنني جزء لا يتجزأ من هذا النسيج الإنساني الرائع. و أؤمن أن على رأس واجبات الإنسان واجباً يدعوه إلى الاهتمام بمشاكل و قضايا العالم, و إلى التفكير فيها و التعبير عنها بنفس الحرارة و الولاء الذي يتناول فيه مشاكل وطنه و ذاته.

و قد يقول قائل: هل فرغنا من مشاكلنا نحن حتى نولي وجهنا نحو مشاكل العالم؟.. لا لم نفرغ بطبيعة الحال.. بل إننا غارقون في المشاكل و الأزمات و الكوارث حتى الأذنين.. لكننا لا نبتعد عن أنفسنا حين نقترب من العالم كله.. و لن نكون مبدعين حقيقيين قادرين على الدفاع عن قضايانا الإنسانية العادلة دون أن ندرك المفهوم السويَّ لكلمة “نحن”. لأن “نحن” هذه, ليست في التحليل النهائي لها سوى سكان هذا الكوكب جميعاً. و أنت و أنا إنما نبحث مشاكلنا نحن حين نوجه خواطرنا على المشكلة الإنسانية بأسرها.. و إنني أرحب كل الترحيب بمثاقفة إنسانية تكفل لي تمايزي و خصوصيتي الثقافية و الروحية, و لا تلغي هوية الأصل أو تعمل على مسخها و تحويلها إلى كيان تابع ذليل.. مثاقفة محكومة بشرطيّ الحرية و التكافؤ.

أيها الأعزاء, نحن اليوم نصعد الدرجات الأولى في سلَّم القرن الواحد و العشرين, و لدينا من الطاقات البشرية و العقلية و الإبداعية و المالية ما يمكِّننا من خلق مسرحنا الجديد.. لم يعد أمامنا خيارات.. و لا نملك رفاهية الوقت.. و علينا أن نكمل ما بدأناه بوعي و جرأة و تصميم أشد.. فكما أن المسرح الحي النابض نقيض البدايات الفاترة, عدو الإيقاعات الميتة, كذلك الحياة, لا تزدهر بالتمطي و الاسترخاء.. و الحرية و سعادة البشر لا تتحقق بالكسل و التثاؤب, إنما تعمر الحياة و تزدهر بالتحديات و المواجهة و قوة الإرادة.. و أنتم أهل لهذه المواجهة.

و مع كل هذا التهشيم المريع و التوحش الذي نعيشه و نشهده في منطقتنا و العالم, و في همروجة هذه الانكفاءات السريعة, يكفينا شرفاً أننا ما زلنا نقبض على جمر التجربة.. أجل أيها الجميلون, أنتم القابضون على جمر التجربة, و لأنكم كذلك فأنتم تمثلون الارتسام الأنصع لشرفنا الإبداعي الباقي, و لأنكم كذلك فسنبلغ المرفأ حتماً, و سنحقق كل اجتراءاتنا الباسلة الماهرة.

أخيراً.. هذه الخشبة ابتلعت كل العمر.. خمسون عاماً بالتمام و لا كمال.. أرى كل شيء كما لو كان البارحة أو اليوم.. و كل شيء كان لها.. للتي غنيتُ لها كُل هذا العمر.. و سأظل أغني مع الذين غنوا لها, و الذين سيشاركوننا الغناء.. مثلما كان.. و ما سيكون.. إلى أن تكون.. حبيبتي التي ستبقى تمتلك السماء.. هي وحدها لها قلبي, هي وحدها تفتح روحي لما لا يمكن سمعُه, هي وحدها و العجائب تندهش إذا مرَّت, هي وحدها, و سيبقى الشرف الإنساني مثلوماً إلى أن تخرج من الجحيم إلى رحاب الحرية, و نتوجها درَّة لتاج العالم.. عالم متجدد أكثر حرية, عالم يقف الناس جميعاً فيه أخوةً متحابين, يطبعون سيوفَهم سِككاً, و رماحَهُم مناجل.. لا ترفع أمةٌ على أمةٍ سيفاً.. و لا يتعلمون الحرب.. فيما بعد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المجال الفكري : (ورش، ندوات فكرية، ندوات تطبيقية، معرض كتاب)

الورش.

  • منسق الورش أ. عصام الكاظمي.

يشهد المهرجان تنظيم خمس ورش على التوازي وهي :

ورشة همس الصحراء– دراماتورجيا الممثل  تؤطرها الفنانة الإيطالية جوليا فارلي. في قاعة بالمعهد العالي للفنون المسرحية.

Dramaturgy in actor’s work starts from the creation of personal material, by making a first simple montage of a sequence of actions. Then, at a more complex level, the actions of every single actor are put into relation with other actors, texts, the space, props and costumes, until the moment when meanings for the spectator start to appear. The workshop concentrates on the first phases of development of the actor’s dramaturgy keeping in view the final horizon of the performance. The workshop intends to give indications for personal paths to follow during the process, which are the base of possible results, by creating physical and vocal scores which are then assembled filling the space with characters and humanity, people and artifacts.

Needs: The participants have to bring a text and a song by heart, a prop, a costume and a picture in reference to the theme The desert’s whisper

 

 

 

 

ورشة تمثيل و إرتجال المنولوج الشخصي تؤطرها الفنانة المصرية نورا أمين. في قاعة التدريبات الموسيقية في مشرف.

تعمل الورشة على إستكشاف التجارب الشخصية المسكوت عنها في سيرة المشاركين و تحويلها إلى نص في صيغة مونولوج مسرحي. يختبر المشاركون كيفية إستيحاء الخبرة الشخصية، و كذلك تأثير الإستدعاء على الفعل المسرحي اللفظي و الحركي في مقابل المواقف التقليدية المتخيلة في التمثيل المسرحي. تستخدم الورشة تقنية “إعادة التجسيد” لإستنفار الذاكرة الإنفعالية للممثل و التي تستند هنا إلى مرجعية واقعية في حياة كل من المشاركين، و بالتالي ينفتح الفعل المسرحي هدف الفرجة على المشاركة و الإسرار بشحذ أدوات الممثل الشخصية الإبداعية -قبل المهنية- و تمكينه من خلق مشهده المنفرد و مونولوجه الخاص.”

 

ورشة الدراماتورجيا الركحية تؤطرها شبكة السينوغرافيين العرب بإشراف أ. عبد المجيد الهواس و مشاركة عبد الحي السغروشني من المغرب، فتحي العكاري من تونس، آنا عكاش من سوريا، و يوسف الحمدان من البحرين). في قاعة عبد العزيز الحسين في مسرح الشامية.

تتجاوز الدراماتورجيا الركحية حدود دراماتورجيا المؤلف لتنخرط في كيفية صناعة الفرجة عبر الأدوات الممكنة . فهي تبحث عن كتابة موازية تشكل نسيج العرض، إذ تستقي عناصرها من الفضاء والصوت والإيماء والحركة والضوء والموسيقى والكلمة.

فهل هناك  دراماتورجيا للإضاءة أو الصوت مثلا؟ أكيد أن سقوط إضاءة خلفية على ظهر الممثل لا يفيد في معرفة ملامحه ما لم يستضئ من الأمام. كون العبور من الغامض الملتبس إلى الواضح والجلي، هو بمثل التدرج مابين الليل والنهار،  حيث أن أثر الضوء المتحرك على الأجسام  هو بمثل حركة الظل في ساعة شمسية يحول الأجسام الثابتة إلى أجسام حيوية تحبل بالحياة. إحساس التحول هذا قد يولد معنى ليشكل كتابة دالة.

كذلك  فإن تفعيل الصوت داخل عمارة المسرح، الإنشاد، الصراخ، الخطو، الركض، التصفيق، تدفق صوت أزيز باب لا مرئي، صوت إصطدام، إنكسار الأشياء على أرضية… جميعها يمكنها أن تشكل لغة لها القدرة على خلق آثار حسية لدى المتلقي ووقعا ذا دلالة.

إن تجريب هذه اللغاة الموحية عبر الإختبار داخل الإرتجال والتمرين يشكل دراماتورجيا ركحية تتجاور وتتداخل أو تتقاطع مع باقي الوسائط الممكنة.

من هذا المنطلق فإننا لا نناقش مكانة النص داخل العرض بقدر  معرفة الأثر الذي تخلقه الصورة المشهدية لدى المتلقي وكيف يمكنها أن تكون نتاج كتابة جماعية تتشكل عبر تداخل مجموع العناصر التي توظفها الفرجة.

لعلها أسئلة مرتبطة بالإخراج المسرحي لكنها بالأساس تدريب فعلي للعناصر السينوغرافية ونبش في وظائفها وإختبار قدرتها على  تفجير الأحاسيس القوية بخلق الأثر الذي يصوغ المعنى أو ينسفه في الوجدان

 

ورشة خاصة بناشئة الشارقة .

تأطير 3 فنانين من الشباب المسرحي العربي و هم : أمين ناسور من المغرب، أحمد سرور من الأردن و سامي الزهراني من السعودية . في المسرح الشعبي.

ورشة خاصة بإعداد الممثل الناشئ (بناء العلاقة السليمة بين الممثل و الشخصية ، الفهم، المهارة التعبيرية) ،علاقة الممثل بالنص و استنبات ملامح الشخصية منهن و بناء العلاقة مع شخصيات العمل الأخرى. بناء ملامح الشخصية من خلال الإرتجال  و تعزيز ذلك لمزيد من تأثيرها الوارد في النص وعمل الممثل على تطوير مهاراته و أدواته خدمة لتجسيد الدور المناط  به.

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك