السبت - الموافق 20 أبريل 2024م

القنصل والسفير وحاكورة الخارجية بقلم :- المحامي زيد الايوبي

Spread the love

عندما شرعت بكتابة هذا المقال شعرت بالإحباط الشديد خصوص وإنني سأكتب في قضية تهم كل فلسطيني ولم أكن اعلم من أين ابدأ وأنا أحاول لفت النظر لانتهاكات للقوانين تحدث كل يوم من المسؤولين لكن دون قصد الإساءة وإنما من باب إبراز القضية ليصار إلى علاجها حسب الأصول

المرعية حبا بفلسطين التي نحلم بان تكون واحة للمساواة وحرية الرأي . اخترت العنوان بعد تفكير عميق لتوصيل رسالتي التي اقصد بها نقدا يساهم في البناء على أسس قانونية وليس من باب تسجيل النقاط أو ردح المعارضة فانا لست دحلانيا او حمساويا أو حردانا، لكني فتحاوي منتمي لفتح العاصفة التي ترود السلطة ومن باب النقد والنقد الذاتي لي حق في إبداء رأيي الذي يجلب لي المتاعب أحيانا لأني لا اعرف سبيل السكوت عن ما يدور في خلجات قلبي حتى لو كان نقدا للمقامات التي تعتبر نفسها عالية ، من باب الحرص الشديد على عملية البناء الوطني التي يجب أن يكون المواطن شريك استراتيجيا فيها ومن باب إغلاق الطريق على الغواغاء لاستخدام مادة التعيينات ضد فتح والسلطة . نتابع منذ سنوات آليات التعيين في وزارة الخارجية لوظائف السلك الدبلوماسي ومن متابعتنا نلاحظ أن التعيينات في معظمها مخالفة لقانون السلك الدبلوماسي ولائحته الداخلية ،خصوصا مخالفة الشروط التي يجب أن تتوفرقانونا لتعيين الدبلوماسي وأهمها أن يتقدم المعنيون لمسابقة للتوظيف وفقا للمادة الحادية عشر من القانون الدبلوماسي الفلسطيني النافذ ، لكن الواقع العملي يشير إلى أن تعيينات مهمة في السلك الدبلوماسي جرت دون احترام أصول التعيين الواجبة الإتباع وكانت هذه التعيينات في معظمها لغايات الترضية والاسترضاء وفقا لتقرير أعده الائتلاف من اجل النزاهة والمسائلة “أمان” وخير مثال على ذلك مثلا تعيين بعض رؤساء الاتحادات والنقابات الشعبية في منصب سفير مثلا لحل خلافات داخل الجسم النقابي وليس وفقا لمعيار الكفاءة والمهارات التي يتطلبها العمل في السلك الدبلوماسي . كما أن هذه التعيينات تدخل في سياق العلاقات الخاصة والمحسوبيات فإذا كنت من المرضي عليهم حظيت بلقب سعادة السفير أما إذا كنت من المغضوب عليهم ولسانك متبرئ منك مثل لساني فاعلم أن لقب السفير بعيدا عنك بعد السماء عن الأرض حتى لو كنت كفاءة وذي مهارات قد لا يتمتع بها وزير الخارجية نفسه مع الاحترام طبعا، المهم انك حبيبنا ومحسوب علينا. في هذا السياق سمعنا جميعا عن تعيين خريجة حديثة بمنصب قنصل في السفارة الفلسطينية في فنزويلا ومؤهلاتها العلمية وفقا لما رشح من أخبار هي أن السفيرة هناك تكون والدتها ، أنا شخصيا لست ضد هذا التعيين لكني ضد إجراءات التعيين لهذا القنصل المستند وعلى ما يبدو من ظاهر التعيين إلى فيتامين (واو) لأنه ومن الواضح أن إجراءات التعيين مخالفة للقانون والأصول إذا صح الخبر طبعا . من الواضح أيضا أن لجنة التعيينات في السلك الدبلوماسي بغض النظر عن أسمائهم وصفاتهم ومع كل احترام لشخوصهم إما أنهم لم يطلعوا على نظام التعيين في السلك الدبلوماسي وإما أنهم مقتنعون أن وزارة الخارجية هي حاكورة اللي خلفوهم وغير مسموح لأي كان ام يدخلها أو أن يعترض أو يبدي رأيه في هذا الموضوع لان طابو السلك الدبلوماسي باسمهم حصريا . هنا أقول لأعضاء لجنة التعيينات في السلك الدبلوماسي وبكل احترام ودون وجل، أنا لست ضدكم وليس لدي أي طموح لأي وظيفة تحتاج موافقتكم أو توصياتكم، لكن من باب كوني مواطن وإعطاني القانون حق التعبير عن رأيي أقول لكم لماذا لا تطلعون بمهامكم وفقا للقانون وتعييناتكم في معظمها لها مراميها التي تتأرجح بين الترضية والواسطة؟؟ هل تعرفون شروط التعيين وفقا للقانون ؟؟أم أن هذا القانون يطبق حسب المزاج وعلى ناس وناس؟؟ لقد ضاق شعبنا ذرعا من أسلوب التعيينات هذا والذي يمتد إلى كل المؤسسات الرسمية ولا ينحصر في وزارة الخارجية فقط وصدقوني أن هناك الآلف من الخريجين والشباب الذين يمتلكون المهارات والكفاءات العالية لتوصيل رسالة شعبنا العادلة لكل شعوب الأرض ويمتلكون مؤهلات علمية وخبرات عالية لكنهم لا يمتلكون فيتامين (واو) وهم ليسوا أبناء المسؤول أو الوزير أو السفيرة لكنهم أبناء الشعب الفلسطيني ويستحقون أن تبحثوا عنهم وتعطوهم الفرصة بالتساوي مثلهم مثل ابنة السفيرة وصدقوني ستفاجئون أن هؤلاء المقصيون والمستبعدون والمهمشون اقدر وأكثر عطاءا لأنهم ذاقوا طعم المعاناة الفلسطينية الحقيقية ولم يخلقوا وفي فمهم ملعقة ذهب ويسعون بناء مستقبلهم بكل ما تحمله كلمة العصامية من معنى جميل. أتمنى أن تسمعوني وتنتبهوا لما اكتب ولست مكترثا بردكم أو رفضكم لمقالي فلست باحثا عن رضاكم أو ساعيا إلى مصلحة ترتبط بكم ولست في حالة خصام شخصي معكم لكن لي حق أن أقول رأيي بتعييناتكم كي تنتبهوا لمقصيين والمهمشين في المرات القادمة للتعيين لغايات إعطائهم فرصة ابنة السفيرة ولكم وان تبقوا مصرين على التعامل مع وزارة الخارجية على أنها حاكورة لكم وممنوع على المارة الولوج اليها لان عنبها وتفاحها ملكا لأبنائكم واسترضاءا لحاشيتكم وتذكروا أن النقد الذاتي ليس محرما حتى لو تجاوز تخوم المباح لان فلسطين التي نسعى لان تكون حرية التعبير فيها سقفها السماء بحاجة لنا جميعا ولكم مني كل احترام.

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك