الجمعة - الموافق 19 أبريل 2024م

* القلب ميزان الجسد ومصيره إلى الجنة أو النار * بقلم / أحمد العش

Spread the love

أن يَطلق العقل عنانه ويَقحم ذاته فى المسائل التى تخضع للقياس ، فلا غرو فى ذلك ولا غضاضة ، بيد أن من المشين بمكان ، أن يقف هذا العقل ما ليس له به علم فى تفسير ماهية النصوص الشرعية المحكمة بالصبغة الإلهية والنبوية ،،،
وقد رأيت ثم رأيت جرماً ومكراً كبيراً ، لأرتالاً من هؤلاء الأطباء ، وأرباباً من أولئك الفلاسفة ، يحررون العقل كليةً ، ويجعلونه سلطاناً على نقد المحسوس العينى ، والمفقود الغيبى ، لا يكترثون مرامى الإعجاز البيانى للقرآن والسنة ، مستنكفين ومعرضين ، ولعَمرى إن كل مخاضاتهم باسم العقل تحييداًً وتحييزاً ، قد ردت على أعقابهم ، وأُركسوا بالتجربة العملية المخبرية ذاتها أشد إركاساً ، رفعت الأقلام وجفت الصحف —-
لقد سلَمت التجارب العملية عن يدٍ وهى صاغرة ، إلى ما أقره القرآن الكريم والسنة المطهرة ، بأن القلب هو وعاء الذاكرة ، وأن عقل الإنسان فى قلبه ، لا فى رأسه ، كما كان يعتقد الأطباء والفلاسفة حيناً من الدهر ، وما الملحدين عنهم ببعيدين ،
ادكر أكثر الأطباء بعد أمة ، وبعد أن طال عليهم الأمد فى غياهب البأو والعنت ، أن القلب هو الضابط الإيقاعى لجسم الإنسان ، وليس مجرد مضخة تضخ الدم الفاسد إلى الرئتين لتنقيته ، وبحاصل توافق الحقيقة الشرعية والتجربة العلمية ، سآتيكم من كل حجة بقبس منير ،،،
أفضت القدرة الإلهية المطلقة منذ الأزل ، إلى تقدير مصائر العباد أجمعين من خلال العضو الوحيد الذى لا يعرف ماهيته سوى الله سبحانه ، وهو القلب ذلك اللطيفة الربانية بشقيها الصنوبرى اللحمى المحسوس لدى الأطباء ، والروحانى المعنوى بين العبد وربه فقط ، فالمرء يوزن يوم القيامة بقلبه فقط ، فإن كان هذا القلب سليماً فمرده على العقل سيكون سديداً ،،،
لقد ذُكر القلب صُراحاً فى كتاب الله تعالى ثمانيةً وأربعون ومائة مرة ، كلها تؤكد على سلطنة هذا العضو ومركزيته على أجزاء جسم الإنسان ، كقوله تعالى
( أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها ، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور الحج 46 )
( يوم لا ينفع مال ولا بنون ) ( إلا من أتى الله بقلب سليم الشعراء 88 – 89 )
( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها محمد 24 )
( من خشى الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب ق 33 )
وهذا رسول الله سيد البشر أجمعين ، فبعد أن قضى وطَره من الطاعة المثلى لله ، وهو المغفور له ، كان أكثر دعاء له ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك ) وقوله صلى الله عليه وسلم فى حديث النعمان بن بشير رضى الله عنه ( ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهى القلب ) متفق عليه ،،،
وقوله صلى الله عليه وسلم أيضاًْ ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم ، وفى صحيح مسلم أيضاً يشير صلى الله عليه وسلم إلى صدره ثلاثاً فيقول ( التقوى هاهنا ، التقوى هاهنا ، التقوى هاهنا )
وفى حديث أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه ، أنه صلى الله عليه وسلم قال القلوب أربعة ( قلب أجرد فيه سراج يزهر وذاك قلب المؤمن ، وقلب أغلف وهذا قلب الكافر ، وقلب منكوس وهو قلب المنافق ، وقلب مصفح وفيه ايمان ونفاق ، فأيهما غلب على صاحبه ، يحاسب عليه ) —-
ولله در أبى هريرة رضى الله عنه قائلاً ( القلب ملك والأعضاء جنوده )
وهذا أينشتاين غير المسلم يسطر واحدة من أصدق الديابيج فى الدهر ( القلب هدية قدسية ، والعقل خادم مطيع له )
وكذلك ابن القيم رحمه الله ينسج من عظيم المأثورات عن القلب قائلاً ( إن العقل منشأه ومبدأه فى القلب ، ومزرعته فى الرأس ) —–
ولندلف إلى ماهية القلب من الناحية العلمية ، فقد أكدت جُل الدراسات الحديثة أنه يتحكم فى المخ ، أكثر من تحكم المخ فيه ، ويرسل إليه من المعلومات أضعاف ما يتلقى منه ، وأن المجال الكهربائى للقلب أكبر بمائة ضعف من المجال الكهربائى للمخ ، وأن للقلب 40 ألف خلية عصبية ،،،
بُهت كثير من أطباء القلب تترى ، بدءاً من الدكتور كريستيان برنارد ، جراح القلب الجنوب إفريقى وصاحب أول عملية نقل قلب فى العالم عام 1967م ، بالنتائج التى وافقت الحقيقة القرآنية والنبوية ، وكيف أن أى انسان تجرى له عملية جراحية فى القلب ، يفقد جزءاً من ذاكرته ، بما يعنى أن العقل وعائه القلب ، فقد نُقل قلب رجل موسيقى لرجل آخر ، فالذى نقل إليه القلب اكتسب كل ملكات صاحب القلب الأصلى ، فصار شغفاً بالموسيقى ، نفس الأمر مع رجل أضيفت إليه ملكة حب الشعر ، من جراء نقل قلب شاعر متوفى إليه ، وذات الشىء مع رجل قُتل غيلةً ، فلما انتقل قلبه لرجل آخر ، استطاع المتلقى للقلب الجديد ، أن يساعد الشرطة فى تحديد هوية قاتل صاحب القلب الأصلى ،
والحاصل أن القلب هو محل الشهادة أو انكارها ، هو موضع الرقة واللين أو الغلظة والقسوة ، الفطنة أو الغفلة ، اليقين أو الريبة ، الخير أو الشر ، وبالجملة هو سائق صاحبه إما إلى جنة وإما إلى نار ،،،
صدق الله ومن أحسن من الله قيلا ، وصدق رسوله ومن أصدق منه نبياً أو رسولا ، وصدقت الحقائق العلمية الناجعة عن التجارب المخبرية ، التى أذعنت وصغت إلى الصواب سبيلا —–
تباً لمن ناصر العقل وجحد بالقلب بآيات الله ورسوله عمدا

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك