الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

العلاقات الإنسانية ..المادة المفقودة بقلم :- إسماعيل أبوعقادة

ان العلاقات الانسانية هي الركيزة الاولى التي يجب ان تعتمد عليها الاسرة في تنشأة الاجيال ،وخصوصاً الاطفال وذلك لان العلاقات الانسانية مع الاخرين هي التي تحسن وتيرة التفاعل والحب بين المجتمع بكل طوائفه وذلك عن طريق ترسيخ فكرة مقابلة الاساءة بالشكر لامتصاص

الغضب وقتل الحقد بين طوائف المجتمع وهذه الطريقة هي الافضل على الاطلاق للوصول لمجتمع خالي من المشاكل والجرائم وذلك لان معظم الجرائم سواء القتل او الاعتداء تنشب عن طريق التلفظ بالإساءة من كلا الطرفين والذى يشتد بعد ذلك الى الاعتداء مما يؤدى الى كوارث بين كافة طوائف المجتمع فلو اننا رسخنا فكرة مقابلة السيئة بالحسنة لدى فئات المجتمع لأصبحنا مجتمع راقي خالي من معظم المشاكل وذلك لان هذه الفكرة لها تأثير مدهش في نفوس الناس وتعمل على قتل الفتنة وامتصاص الغضب الذى يبقى له عواقب وخيمة فيما بعد بل ويجب ان تكون العلاقات الانسانية مادة تدرس في كافة مراحل التعليم وخصوصاً التعليم الأساسي الذى يعتبر حجر الاساس بالنسبة للفرد داخل المجتمع ويحكى أن زبيدة العباسية زوجة هارون الرشيد كانت جالسة في قصرها ذات يوم، فدخلت عليها حاجبتها تقول أن امرأة جميلة ، عليها ثياب بالية، تريد الدخول وتقول انها تعرفك من زمن .

فأنكرت زبيدة المرأة، ولكن من حضر من جواريها طلب الاذن للمرأة بالدخول، فأذنت لها، فدخلت ترتدي رداءاً مرقعاً وجعلت تمشي على استحياء، حتى انتهت الى الباب، فسلمت فردت زبيدة عليها السلام، وقالت لها : من أنت؟ قالت: انا طريدة الزمان وطريحة الحدثان، مات رجالنا واختلت احوالنا وكدنا نلقى على الطريق .

فقالت لها زبيدة انتسبي؟ ، فقالت، انا زبيبة بنت مروان بن محمد ( أخر خلفاء بني أمية) .

فقالت زبيدة: لا حياك الله ولا سلم عليك، ثم ذكرتها ببعض حوادث حصلت منها في زمن عظمتها، فبكت وقالت: يا بنت العم، وأي شيء اعجبك من الاساءة وقطع الرحم حتى تقتدي بي في ذلك؟ . ثم انصرفت فندمت زبيدة على ما حصل منها، فقامت تعدو خلفها حتى ادركتها فاعتذرت منها ، فرجعت .

ثم أمرت زبيدة جواريها فأدخلنها الحمام واحضرن لها أصنافاً من الثياب فاختارت منها ما شاءت وتطيبت فقامت اليها زبيدة وعانقتها ورفعت مجلسها.

قد تكون هذه الحكاية أفضل تعبير عن العفو والتسامح والمعاملة بالحسنى ورد الاساءة بالإحسان وذلك يبين ان كلمة احسان يمكن ان تغيير منطق كامل وتقتل غضب تعجز الاسلحة عن قتلة ،وكلمة اساءة يمكن ان تصنع بحور من الدماء والغضب والحقد ،لذا يجب ارساء مبادئ التسامح والتركيز على … 1- مقابلة الإساءة بالإحسان، وقبول المعذرة من المخطئين. 2- البعد عن الانتقام، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس. 3- تصحيح أخطاء الناس بالحكمة والموعظة الحسنة. لإخلاء المجتمع من كافة الخلافات ،والتقليل من وقوع الجرائم التي اثبتت دراسة حديثة ان المشادات الكلامية تتسبب في وقوع اكثر من 90/ بالمائة من حالات الاعتداء والقتل ،لذا وجب على كل أرباب الاسر التركيز على ذلك المفهوم للوصول لمستقبل خالي من المشاحنات والمشاكل

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك