الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

… الرد المبين على من سب سيد المرسلين … بقلم أحمد العش

بادىء ذى بدء
أخذت على نفسى العهد والميثاق، إن قدر لى ربى بقية فى العمر، أن أنافح عن نبيه وخاتم رسله، وأمتطُ صهوة الذب عن حرمته وعرضه، عسانى أستظل بشفاعته العظمى يوم الحشر، وذلك بالاستشراف والاستغراق فى تدشين كتابٍ يُسبر أغوار حياته، ومن ثم إحالته للترجمة بأكثر وأشهر اللغات غير العربية، لتجذير وترسيخ قامته العظمى، التى استوعبت بكمالها كل نقائص الخليقة، و استنارت بضوئها كل القلوب البئيسة ، واسترشدت بحجتها الناصعة كل القرائح السقيمة، فأنّى لى ولغيرى ألا نغار على صاحب العصمة واليقين، إمام النبيين وسيد المرسلين، قائد الغر الميامين ورحمة العالمين، الرجل الذى أفرغ الله وجوده في الوجود الإنسانى كله، كمالاً وجمالاً، رفعةً وجلالاً، فكيف ثم كيف يُسب هذا النبى العظيم، موقظ البشرية ومنقذ الإنسانية وسبيلها إلى الجنة!!!
إن من كمال التشريف النبوى لمحمدٍ خاصة، العصمة والمنعة، وتحريم وتجريم سبه فى حياته وبعد مماته، وقد ذهب أكثر علماء المسلمين فى السلف والخلف، إلى أن ساب النبى صلى الله عليه وسلم يُحكم عليه بالكفر وبالقتل وإن تاب، كمالك والليث بن سعد وأكثر الحنابلة وأكثر الشافعية وإسحاق بن راهوية، وابن تيمية فى كتابه الصارم المسلول على شاتم الرسول، وتقى الدين السبكى فى كتابه السيف المسلول على من سب الرسول، بل إن الأغرب أن ساب الله تقبل توبته وساب النبى لا تقبل توبته لماذا ؟؟
سب الله تعالى لا يُلحق به نقص، وإن سبه أهل الأرض جميعاً، لأنه رب العالمين بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، فهو يعفو جلا جلاله فى حقه لقوله ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم) ٥٣ الزمر
أما سب النبى صلى الله عليه وسلم فيؤذيه جداً ويؤذيه حقا ، لأنه آدمى والآدمى يُنتقص من السب، والسبُ لبنى آدم معرة، كما أنه لا يجوز لأحدٍ على ظهر الأرض، أن يُنيب بالعفو والتسامح فى حق النبى صلى الله عليه وسلم إذا تعرض للسب، إلا هو وحده صلى الله عليه وسلم، وحريته فى ذلك مقيدة بذاته أكانت فى حياته أو بعد مماته…
لقد انتدب النبى صلى الله عليه وسلم عدداً من أصحابه لقتل بعض الذين هجوه وسبوه، ومن ذلك قوله من لكعب بن الأشرف فقد آذى الله ورسوله، ومن لأبى عفك اليهودى، وسفيان بن الحقيق وخالد بن سفيان الهذلى وعصماء بنت مروان!!
وفى يوم فتح مكة أهدر النبى صلى الله عليه وسلم دم ستة نالوا منه سباً وهجاءً، لكنه عفى عنهم بعد أن شفع لهم بعض الصحابة، كأم حكيم بنت الحارث لزوجها عكرمة بن أبى جهل، وعبدالله بن سعد بن أبى السرح، أخو عثمان رضى الله عنه من الرضاعة، الذى جاء به إلى رسول الله قائلاً يارسول الله بايع عبدالله مرة بعد مرة، وفى الثالثة قال بايع عبدالله فمد له النبى صلى الله عليه وسلم يده، ثم قال لأصحابه أليس فيكم رجلٌ رشيد؟ إذ رآنى كففتُ عن بيعة هذا فيأتيه ويضرب عنقه؟ قالوا يا رسول الله وما يدرينا ما فى نفسك هلا أومأت إلينا بعينك ؟ قال إنه لا ينبغى لنبىٍ أن تكون له خائنة الأعين ،؛، وهذا أدمغ الأدلة على أن صاحب الحق الأصيل فى التسامح أو لا حيال سب النبى هو ذاته صلى الله عليه وسلم !!!
وفى خضم هذا العدوان السافر على مقامه الشريف من كل حدب وصوب، تنتابنى مشاعر البشري بنصر قريب إن شاء الله، ومحق وشيك لكل ساب لرسول الله، استلهاماً من حوادث الماضي، فقد قال الصالحون قديماً كنا نتباشر بالنصر بسب العدو لرسول الله، مع امتلاء قلوبنا غيظاً !!
رب إنى أحب نبيك وأبرأ إليك من كل الذين يسبونه ويزدرونه إثماً وعدواناً …
إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهينا) ٥٧ الأحزاب

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك