الجمعة - الموافق 29 مارس 2024م

الذكاء الاصطناعي: تقنية جديدة تهزم العقل البشري في الألعاب الذهنية

يشبه الذكاء الاصطناعي إلى حد كبير ذكاء البشر المتمثل بالقدرة على التعلم من خلال ممارسة الألعاب، ولكن يمكن له أن يتفوق على الذكاء البشري من حيث عامل الوقت، فقد يستغرق الإنسان وقتًا لاكتساب الخبرة، بينما يمكن للذكاء الاصطناعي اكتسابها خلال فترة زمنية قصيرة لا تتعدى الـ 24 ساعة فقط.

 

الألعاب الذهنية التي تغلب فيها الذكاء الاصطناعي على العقل البشري

تقنية الذكاء الاصطناعي المتطورة أثبتت نجاحها في العديد من المجالات، ولكنها في مجال الألعاب الذهنية أثبتت قدرتها الخارقة على تجاوز عقل الإنسان في اكتساب الخبرة ومنافسة الآخرين، وتعد لعبة البوكر أهم الألعاب التي أثبت فيها الذكاء الاصطناعي قدرتها الخارقة على منافسة اللاعبين، ففي عام 2019 تمكن برنامج بلوريبوس للذكاء الاصطناعي من منافسة 5 لاعبين في لعبة البوكر تكساس هولدم الشهيرة ونجح بالفوز عليهم بكل سهولة.

لماذا لعبة البوكر؟

تعتبر لعبة البوكر أحد أصعب ألعاب الأون لاين التي تحتاج إلى تركيز ذهني عالي جدًا، فهي ليست لعبة استراتيجية كلعبة الشطرنج، فأوراق اللاعبين في البوكر تبقى مغلقة، وتتطلب أحيانًا من اللاعبين أن يقوموا بمناورات؛ لكي يخدع اللاعب خصمه بأنه يمتلك أوراق عالية القيمة، وتصنف لعبة البوكر من الألعاب ذات المعلومات الناقصة، لذلك قد يبدو من الصعب جدًا تحديد استراتيجية لعب دقيقة تساعد في تحليل كافة حركات الخصم ودراستها.

باتت لعبة البوكر اليوم وألعاب الاون لاين تلقى اهتمامًا كبيرًا في العالم العربي، خاصة بعدما بدأت العديد من المواقع الإلكترونية تقدم خدمة اللعب اون لاين مقابل ربح أموال حقيقية ومكافآت قيمة، ويعتبر موقع www.arabic-casinos.org أحد أشهر المواقع الموثوقة والمشهورة في العالم العربي في تقديم ألعاب البوكر وأنواعها المختلفة وألعاب السلوتس والبكاراة والبلاك جاك، وغيرها الكثير من الألعاب مقابل عوائد مالية عالية ومكافآت ضخمة.

الهزيمة الأولى للعقل البشري

في مطلع عام 1997، أثبت الحاسوب قدرته على هزيمة العقل البشري في الألعاب الذهنية، وذلك بعد لقاء جميع الآلة مع بطل العالم في لعبة الشطرنج والتي انتهت بهزيمة اللاعب في جولة واحدة فقط.

طورت شركة الإلكترونية IBM حاسوب بقدرات مذهلة للعب الشطرنج بمهارة عالية، حينها أعرب غاري كسباروف بطل العالم عن نيته تحدي الحاسوب، وبالفعل أطاح به الحاسوب الذي يحمل لقب Deep Blue بالجولة الأولى، وسجلت تلك أول هزيمة للعقل البشري أمام الآلة.

حاسوب واتسون يثبت قدراته أمام الإنسان

لم تتوقف شركة IBM بعدما طورت حاسوب دييب بلو لهزيمة بطل العالم في لعبة الشطرنج، بل عملت على تطوير نظام جديد يهدف للإطاحة بأبطال الألعاب الثقافية، وفي عام 2011، فاز حاسوب Watson الذي طورته الشركة على 2 من اللاعبين المتسابقين في برنامج تلفزيوني شهير يعرب ببرنامج جيباردي، ويذكر أن أحد اللاعبين الذي هزموا في المسابقة كان قد انتصر مسبقًا في أكثر من 74 مرة متتالية في البرنامج.

الجدير بالذكر هنا، أن تطوير الحاسوب قد استغرق 5 سنوات، 4 سنوات كانت لتعلم اللغة الانجليزية وسنة واحد من أجل تخزين وتعلم كل ما ينشر على صفحات الويكبيديا والآلاف من الكتب.

غوغل تطور برنامجها الخاص

لما تقف غوغل موقف المتفرج، ففي عام 2017 طورت برنامجًا يطلق عليه اسم ألفاغو المرتب بتقنية الذكاء الاصطناعي والمطور من قبل شركة ديب مايند المتفرعة من شركة غوغل، حيث تمكن البرنامج من الفوز على بطل العالم في لعبة الغو الصينية التي تعتبر أكثر لعبة معقدة، حيث تشبه اللعبة في محتواها لعبة الشطرنج، ولكنها أكثر صعوبة بالنسبة للحواسيب لإجادة لعبها، حيث أن الاحتمالات الكلية في عند النقلات للجولة الواحدة يتجاوز الـ 149.

التدريب الذاتي بعيدًا عن التدريب بالبيانات

تطور ملحوظ في برنامج ألفاغو المبني على تقنية الذكاء الاصطناعي، ففي البداية تم تدريب البرنامج على الآلاف من بيانات الألعاب التي يجيدها البشر، ولكن بعد تطويره للمرة الثاني، أطلق عليه أسم الفاغو زيرو، علمًا بأنه قد تم تزويد البرنامج بقواعد الألعاب من أجل تدريب نفسه ذاتيًا وممارسة الملايين من المباريات، وبعد أيام قليلة تمكن من هزيمة البرنامج الأصلي السابق ألفاغو.

هذا التطور الملحوظ في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ساعد في التغلب على القيود المفروضة على تلك التقنية باستخدام المعرفة الذاتية وقد نجح البرنامج بالفعل بصنع مبادئه الأولى لنفسه ذاتيًا.

هل حقًا الذكاء الاصطناعي تفوق على العقل البشري؟

لكي نجيب على هذا السؤال، يجب أن نعي أن هناك نوعان من الذكاء الاصطناعي، النوع الأول هو الـ AGI والنوع الثاني هو الـ ANI، فعندما يطور برنامج ما ويهزم بطل العالم أو اللاعب في لعبة ذهنية معينة، يسمى هنا ذكاء اصطناعي من نوع ANI، وهو نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي يشير إلى الذكاء الاصطناعي المحدود، أي أن الآلة أو البرنامج قد صمم من أجل أداء مهمة معينة.

أما الذكاء الاصطناعي الأخر المعروف بالـ AGI هو الذكاء الاصطناعي العام، فهذا النوع يحتاج إلى الآلة التي ينبغي أن تتعلم كل ما يستطيع الإنسان القيام به وبمستوى لا يقل عن مستوى الإنسان، ويقول الخبراء أن هناك نوعًا ثالثًا من الذكاء الاصطناعي قيد التطوير، يتميز بقدراته الخارقة ومهامه المتعددة يرمز له بالرمز ASI، ولكن حتى الآن ليس متوقع إطلاقه، ولربما يحتاج إلى عشرات السنين لكي يتم طرحة وتطبيقه.

 

التعليقات

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

انت لاتستخدم دايناميك سايدبار

الفراعنة على فيسبوك